طلعت زكريا : عادل إمام أراد أن يصنع لنفسه دعاية على حسابي

طلعت زكريا : عادل إمام أراد أن يصنع لنفسه دعاية على حسابي
غزة-دنيا الوطن

حالة من السعادة والفرح الممزوج بالقلق. هذه هي مشاعر وأحاسيس الفنان الكوميدي طلعت زكريا، بعد انتهاء الأزمة التي أصابته مؤخراً، والتي أدخلته في غيبوبة تامة عجز الأطباء عن الوقوف على أسبابها، وتنقّل بسببها بين أكثر من مستشفى داخل مصر وخارجها خلال هذه الأزمة. وبينما زكريا بين الحياة والموت انطلقت شائعات كثيرة حول توصيف حالته الصحية، وبعضهم ذهل عند انتشار خبر وفاته، لكن الله عافاه ليشهد طرح فيلمه الجديد «طباخ الرئيس» الذي يعدّ تجربة البطولة المطلقة الأكبر بالنسبة له.

«سيدتي» التقته في أول حوار له بعد شفائه، تحدث خلاله عن المرض، و«طباخ الرئيس» والصديق والعدو اللذين كشفت عنهما هذه الأزمة.

> ما شعورك الآن بعد أن انتهت الأزمة؟

ـ أحمد الله على الصحة، وأشكره لأن هذه الأزمة الطارئة كشفت لي العدو من الصديق، وجعلتني أعود إلى نفسي أحاسبها على التقصير في واجباتي الدينية التي

ـ للأسف ـ شغلتني عنها الحياة، فجاءت المحنة لكي تنبّهني إلى الأخطاء التي وقعت فيها.

هؤلاء وقفوا بجانبي

> الشدائد تكشف معادن الناس. فهل عرفت من حولك؟

ـ بالتأكيد اكتشفت أشياء لم أكن أتوقعها، وعرفت معادن أناس كانوا كثيراً ما يضحكون في وجهي، وعندما صرعني المرض لم يسألوا عني، بينما وجدت أناساً كثيرين لم أكن أعرفهم، ولم أشتغل معهم زاروني أكثر من مرة للإطمئنان عليَّ مثل الفنانة نادية الجندي، وآل السبكي الذين لم أتوقع أن يأتوا لزيارتي لانشغالهم الشديد. وفي المجمل، عرفت أن هناك فنانين كثيرين يحبونني، وخير دليل على ذلك مبلغ المليون جنيه الذي جمعه الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين كمساهمة لاستكمال العلاج، بعد أن نفدت كل أموالي نظراً لارتفاع تكاليف العلاج.

> أسماء كثيرة كانت تقف يومياً أمام وسائل الإعلام لتتحدّث عن حالتك وأسماء أخرى انتقدتها الصحف لأنها لم تقف بجوارك. فماذا تقول عنهم؟

ـ أصدقاء كثيرون وقفوا بجواري وأخاف أن أذكرهم بالإسم حتى

لا أنسى بعضهم، ولكن أتذكر أنني فوجئت بالممثل حلمي جالساً بجواري عندما أفقت من غيبوبتي، وقال لي وقتها ضاحكاً: «أهم حاجة أنك ما ترفعش أكثر من كده عشان ما نخسرش بعض»، وهناك دلال عبد العزيز، ونهال عنبر وتامر حسني ومحمد هنيدي ويسرا وخالد زكي وأحمد السقا وسعد الصغير وسليمان عيد وطارق علام وكريم عبد العزيز وغيرهم.

وبالمناسبة، قامت زوجتي بإعداد ملف فيه كل ما كتب عني في الصحف والمجلات، وقامت بتسجيل كل البرامج التلفزيونية التي تناولتني وأنا مريض، وكذلك كتبت أسماء كل من حضر إلى زيارتي أو حتى اتصل هاتفياً ليطمئن عليَّ؛ لأن الدنيا ـ كما يقولون ـ «سلف ودين».

مرض مجهول

> وما تشخيص الأطباء لحالتك؟

ـ لا أعرف حتى الآن نوع المرض الذي أدخلني في تلك الغيبوبة طوال تلك الفترة. ولكن، ما أعرفه جيداً أن معظم ما كتب عن طبيعة مرضي كانت تشخيصات غير صحيحة بالمرة، وأنا الآن أضحك عندما أقرأ في الملف تصريحاً لأحد الفنانين يصف حالتي الطبية بصورة خاطئة. ولكن في العموم، الحمد لله الذي أصابني والذي نجاني مما كنت فيه؛ حتى أنتبه لنفسي، وأعمل ليوم الحساب.

> هل يعني ذلك أنك قد تعتزل الفن؟

ـ بصراحة شديدة، ما رأيته وما حدث لي يجعل أي إنسان على وجه الأرض يزهد في الدنيا وما فيها من متاع زائف، فأنا كنت جالساً مع زوجتي نتحدث في أمور عادية. وفجأة، وبدون مقدمات، ارتفعت درجة حرارتي حتى وصلت إلى 40، فتم نقلي إلى المستشفى، وتأكدت ساعتها أن الموت يأتي بغتة. لكن، ليس لديَّ أي مصدر رزق آخر غير عملي في الفن حتى أعتزل، لكنني قررت أن أعمل ما عليَّ من واجبات دينية ولا أتكاسل عن الصلاة والصوم، وسأذهب للحج إن شاء الله.

> ما هي الفترة التي قضيتها في الغيبوبة؟

ـ (ضاحكاً): والله أنا كنت في غيبوبة ولا أعلم متى بدأت ومتى انتهت. كل ما حدث هو أنني فقدت الوعي فجأة ونقلت الى مستشفى «دار الفؤاد»، وحينما استفقت فوجئت بأن كل أصدقائي الفنانين زاروني ووقفوا إلى جواري.

> وسط كل ما مرّ بك، ما أكثر ما أحزنك، وأكثر ما أسعدك؟

ـ ما أحزنني وجعلني أبكي هو أنني بعدما بدأت أعي ما حولي، أمسكت بإحدى الصحف فقرأت بنفسي خبر وفاتي، الأمر الذي جعلني أدخل في نوبة بكاء هستيرية كادت تودي بحياتي. أما أكثر ما أسعدني فهو عدم عرض فيلم «طباخ الرئيس»، والذي أعتبره حلم حياتي أثناء تواجدي بالمستشفى، وأنني سأتمكّن من حضور العرض الخاص به.

> وهل كنت ستحزن إذا عرض الفيلم بدونك؟

ـ بالتأكيد كنت سأحزن جداً، لأن هذا الفيلم مهم جداً بالنسبة لي بل أعتبره بدايتي الحقيقية، إلى جانب أنني ذقت الأمرَّين طيلة عامين حتى انتهيت من تصويره. تخيّل لو كنت أنت العريس، وفوجئت بوالدك يقيم عرسك في ناد كبير وهناك مدعون والعروس تجلس في «الكوشة»، والعريس غير موجود. فكيف سيكون حالك؟

> تتحدث عن «طباخ الرئيس» بكل هذا الحماس مع أنك قدمت تجربة بطولة قبل ذلك من خلال فيلم «حاحا وتفاحة»؟

ـ هذا صحيح، والسبب ليس أنني أتبرأ من أعمالي، أو أتنصّل منها، ولكن «طباخ الرئيس» تحديداً له وقع خاص في نفسي، فهذا الفيلم تمّت ولادته على يدي، بل وأعتبر نفسي الأب الشرعي له إلى جانب أنني ظللت طيلة عامين أحارب وأناضل من أجل أن يخرج الفيلم للنور، إضافة إلى أنني من ذهب إلى الفيلم، وليس هو من أتى إليَّ.

> إحكِ لنا كيف كان ذلك؟

ـ بعد عرض فيلم «السفارة في العمارة»، وبعد أن شاهدت الفيلم وانفعلت معه ومع القصة الهامة التي يناقشها وكيفية صياغة يوسف معاطي لها بكيت، وقلت في نفسي: «هكذا تكون الأفلام»، وفكرت وقلت لنفسي: «إذا كان يوسف معاطي صديقي منذ ما يزيد على 20 عاماً، ويكتب تلك الأفلام الأكثر من رائعة، فلماذا لا يكتب لي؟ حللت الموضوع في رأسي أكثر من مرة، وقرّرت أن أتحدث إليه. وبالفعل، قرّرت أن أحضّر له مفاجأة، وتوجّهت إلى المقهى الذي يجلس فيه، وطلبت منه أن يكتب لي فيلماً، وكانت المفاجأة في رد يوسف لي بالحرف الواحد: «أنت بتاع حاحا والحاجات دي وأنا راجل بتاع سياسة وموضوعات ثقيلة».

المهم أنني أقنعته. وبينما كنا نتشاور معاً لإيجاد فكرة دخل علينا رجل يشبهني وسلم عليَّ، وطلب مني أن يصوَّر معي، وبعد أن ذهب قال لي يوسف: هل تعرف من هذا الرجل؟ فقلت له: لا. فقال لي: إنه طباخ الرئيس. وعلى الفور، قلت له: هذه هي الفكرة، ولم نقم من جلستنا حتى اتفقنا على كل تفاصيل الفيلم، وكل ما فيه. وبعد 15 يوماً كان السيناريو بين يدي، فكيف يتم إذاً عرض الفيلم في غيابي؟

عادل إمام حيّرني

> ولكن الفيلم أطلق عليه «فيلم الإعتذارات» من كثرة المعتذرين عن عدم العمل به؟

ـ الحقيقة التي لا يعرفها الكثيرون هي أننا لم نعرض الفيلم على أي فنان أو على أي شخص، وما حدث أن كل من سمع بإسم الفيلم أو بموضوعه طلب أن ينضمّ إليه بداية من المخرج عمرو عرفة الذي عرض إخراجه، ولكنه اعتذر فجأة بسبب مرضه. أما الفنان عادل إمام فأمره حيّرني، حيث إنه وأثناء تواجده مع عمرو عرفة وجد عنده سيناريو الفيلم، وطلب أن يقرأه. وبعد أسبوع، فوجئنا به جميعاً يتصل ببرنامج «البيت بيتك»؛ ليعلن مشاركته في الفيلم، وأن دوره صغير، وأنه وافق على أن يكون اسمه بعد اسمي إيماناً منه بالوقوف بجانب الموهوبين الباحثين عن فرص. ثم، فوجئنا به بعد ذلك يعتذر لندخل جميعاً في حيرة: هل هذه كانت مجرد دعاية أراد أن يصنعها لنفسه على حساب عمل الآخرين؟ ويتبقى في قائمة الاعتذارات الفنان محمود

عبد العزيز الذي خشي من تقديم الدور؛ معللاً خوفه بأن شخصية الرئيس لا يصحّ أن تكون كوميدية وتضحك الناس، والحمد لله الذي وفّقنا لاختيار خالد زكي الذي قدّم الدور أجمل مما كنا نتوقع.

> ما مشاريعك بعد «الطباخ»؟

ـ سأستعد فوراً لفيلمي الجديد «سعيد حركات»، والذي كتبت قصته بنفسي، ووقّعت مع شركة «أوسكار» لإنتاجه، والتي تنوي عرضه في الصيف المقبل إن شاء الله.

> ما قصة زواجك السري؟

ـ من قال إنني متزوّج في السر؟ أنا بالفعل متزوج من امرأة أخرى ولكن في العلن، ولا أرى عيباً في ذلك، كما أني لن أتحدث عن حياتي الخاصة مرة أخرى.

التعليقات