فياض يجلس على مخدة وضعت على كرسي مكسور في فضائية فلسطين

فياض يجلس على مخدة وضعت على كرسي مكسور في فضائية فلسطين
الإعلام ثانية

بقلم: حافظ البرغوثي

تحدثنا أمس عن الفشل الإعلامي الرسمي في ترويج الرواية الرسمية ومناقشة الآخرين سواء في الداخل او الخارج أو عبر الفضائيات، حيث نفتقد إلى طاقم إعلامي حقيقي مؤثر، وحيث يكثر الناطقون دون أن ينطقوا ببنت شفة مقنعة. ولعلنا كتبنا قبل فترة عن أزمة الثقافة المحلية وهي ملازمة لأزمة الإعلام، فوزير الثقافة د. إبراهيم أبراش قال أن ميزانية وزارته التشغيلية 150 ألف شيقل، فهل هذه الميزانية ترعى ثقافة أم ترعى الإبل؟

أما وزارة الإعلام فان ميزانيتها التشغيلية اربعون ألف دولار، أي ما يوازي مخصصات مراسلين لمحطة فضائية كبيرة.

أما التلفزيون فحدث ولا حرج، ففي اللقاء الأخير الذي أجراه التلفزيون مع رئيس الوزراء د. سلام فياض بعد عودته من باريس وكنت حاضرا بدعوة منه، وعند جلوس رئيس الوزراء على المقعد أمامي لاحظت أن المقعد منخفض، فإذ به مكسور لا يرتفع، فاضطررنا إلى إحضار >مخدة< لرفع رئيس الوزراء أمام الكاميرا، واضطررنا إلى إنهاء اللقاء بسرعة لأن فريق الاستوديو كان يشير ألينا انه يحتاج الاستوديو لتجهيزه لنشرة الأخبار التالية لعدم صلاحية الاستوديو الآخر في المبنى المنسوف ليبث نشرة الأخبار.

عمليا هذا هو واقع الإعلام والثقافة، لا يمكن للآلة الإعلامية أن تعمل على وقود الحطب في عصر الفضائيات والأقمار الصناعية، ولا يمكن للخطاب الإعلامي الرسمي أن يكون مقنعا بهذه الإمكانيات المتواضعة، وقد ظننت لأول وهلة أن التلفزيون سيشهد وصول شحنة من المقاعد والمعدات لتجهيز أستوديو جديد في اليوم التالي لحضور رئيس الوزراء بأمر منه بعد أن لمس بنفسه الوضع على المخدة، لكن ذلك لم يحدث حتى تاريخه، وقد ظننت أن الرئاسة ستدعو الى اجتماع عاجل لأقطاب الإعلام والمؤسسات الإعلامية لتحفيزها والاستماع إليها لتلبية احتياجاتها ووضع تصور لذلك، لكن ذلك، لم يحدث، وقد لا يحدث لكنه يجب أن يحدث إذا أردنا إعلاما ناشطا.

التعليقات