سقوط حلف الفساد وتجار الصحافة والمشبوهين والمرتزقة
يوم البراءة العظيم ل 'مصطفي بكري'
سقوط حلف الفساد وتجار الصحافة والمشبوهين والمرتزقة
تقرير يگتبه:
محمود بگري
لم يكد صباح يوم الاثنين الماضي ينبلج، حتي كانت جموع غفيرة من المواطنين تحتشد أمام مجمع المحاكم بالجلاء.. وجوه شريفة تدفقت من أنحاء مصر.. من أسوان، والإسكندرية، ومحافظات القناة.. ومن قلب القاهرة.. جماهير حلوان الحرة، وكتيبة 'الأسبوع' المجاهدة.. قطاعات مختلفة من أبناء الشعب المصري الأصيل.. اكتظت بهم قاعة محكمة جنح بولاق وانتشروا في طرقات المجمع، وممراته، وعند مخارجه.. عشرات الشبان والشابات وقفوا يحملون اللافتات، والصور التي ترفع شعارات محاربة الفساد ورموزه.
جاءوا بقلوب طاهرة.. لا تملك سوي عشق هذا الوطن، والذوبان في ترابه.. لم يحركهم سوي ضميرهم الوطني ليقفوا عند ساحة العدالة.. ويشهدوا فصلا جديدا من فصولها.. في هذه الساعات الفاصلة كانت قلوب المئات ممن احتشدوا تلتف حول 'مصطفي بكري' الذي اعلن بوضوح أنه سيحضر بنفسه حكم القضاء في واحدة من جولاته المتكررة ضد الفساد والمفسدين.
كان حضوره منذ التاسعة صباحا أمام المحكمة يحمل في طياته معاني ودلالات ذات أهمية استثنائية.. ف'بكري' الذي لطالما وقف أمام عشرات المحاكم.. يدفع عن طيب خاطر فاتورة محاربة الفساد.. ويؤكد دوما ثقته في قضاء مصر العادل.. وتقبله لأحكامه أيا كانت.. وهو بتسلحه بهذا التعاطف الجماهيري الواسع والمناصرة الكبيرة يحرص دوما أن يكون بين أبناء الشعب المصري وجماهيره الحرة التي اعتادت أن تقف مؤيدة، وداعمة له في مثل هذه المحطات التاريخية من حروبه التي لا تهدأ.
وبينما كانت الأفئدة تحيطه بالدعاء من كل جانب، وفيما كانت محطات التلفزة ووسائل الإعلام تلتقط الصور له، وهو بين أنصاره ومحبيه.. كان مصطفي بكري بابتسامته الواثقة ومواقفه الجدية يجسد كافة ملامح رسالة القلم، وأمانة الكلمة، وصدق الموقف.
اقتربت لحظات يوم الحسم.. فها قد مر عامان وأربعة أشهر علي حربه الضروس ضد الفساد في مؤسسة الأهرام.. وها هو الشوط الأخير في واحدة من وجوه الحرب يبلغ مراميه.. فقبيل دقائق معدودة من بلوغ الساعة العاشرة من صباح الاثنين الماضي كان المستشار شريف كامل مصطفي رئيس محكمة جنح بولاق، وفي حضور الأستاذ جمال داود وكيل النيابة، وأمانة سر محمد علي يعلن، والجميع يحبسون أنفاسهم عن براءة مصطفي بكري في قضية السب والقذف المرفوعة ضده من إبراهيم نافع الرئيس الأسبق لمؤسسة الأهرام، وبعدم اختصاص المحكمة بنظر الدعوي المدنية وإلزام نافع بمصروفات القضية ومقابل أتعاب المحاماة.
• • •
صدر الحكم في لحظات، وراحت الجماهير المحتشدة تهتف من داخل المحكمة للقضاء العادل.. وكأن بركانا خامدا انطلق في لحظات من القلوب الطاهرة التي راحت تزحف نحو باب المجمع، هاتفة للحرية والعدالة، ومعلنة مجددا نصرتها لبكري، ومطالبة أن يستمر في خوض غمار حروبه التي لا تهدأ ضد الفساد والمفسدين.. واستمرت الجماهير التي ذاقت طعم الانتصار منذ لحظات في مسيرة هتافها تحيط بكري من كل اتجاه، وحتي أبواب مؤسسة الأهرام.. تلك المؤسسة العريقة التي كانت 'المفتري عليها' حين ساد الفساد جنباتها.. وتصدي بكري لوقائعه المرعبة، كاشفا للرأي العام الحقائق المرة التي كانت ولاتزال محلا للجدل الواسع في كافة أنحاء مصر، وفي الأوساط الصحفية خاصة.
صدر الحكم في لحظات.. ليطوي مسيرة أكثر من عامين من الحروب المضادة.. انطلقت فيها الملايين الحرام والمنهوبة.. لتوظف في مواجهة شخص أعزل، إلا من قلمه الصادق، وإيمانه الذي لا يتزعزع بالله والوطن.. أكثر من عامين وأربعة أشهر.. استخدمت فيها كل الوسائل وأحطها، وجيشت فيها الكثير من الأقلام المشتراة وصفحات سوداء تم شراؤها لتكون عونا للفاسدين في حروبهم التي لا تهدأ.. وأوراق خسيسة وساقطة، راحوا يوظفونها للنيل من مصطفي بكري.
أطلقوا عليه الصغار والمشبوهين من ساقطي الصحافة وأصحاب النشرات الصغيرة والموجزة والتي لاتعرف سوي لغة 'الكلام الساقط والرقيع' والتي فقدت كل معاني الشرف والكلمة بعد أن قام علي شأنها بعض المعتوهين من دعاة الغرف من المال الحرام، والبيع بأي ثمن، والتفريط في كل شيء.
وكانت الموقعة الأولي إبان انتخابات نقابة الصحفيين التي جرت في الربع الأخير من العام ٥٠٠٢، يومها تقدم مصطفي بكري للترشيح علي منصب نقيب الصحفيين ليتوج هذا الموقف بحملة صحفية واسعة فجٌرت فيها 'الاسبوع' قضية الفساد المستشري في المؤسسات الصحفية.. جاء ترشيحه استجابة لرغبة مئات الزملاء الصحفيين الذين ناشدوه أن يخوض الانتخابات علي منصب النقيب لمواجهة هذا الفساد المستشري في أركان الصحافة، وللعمل من أجل انقاذ مهنة الصحافة من الهاوية التي تردت إليها بفعل انتشار ظاهرة 'الصحافة اللقيطة والمأجورة' وللوقوف بقوة ضد استمرار القوانين المقيدة للحريات، وفي مقدمتها قانون الحبس في جرائم النشر.. والسعي من أجل رفعة المستوي المعيشي للصحفيين خاصة بعد أن تدنت أوضاعهم لدرجة غير مقبولة.
• • •
أرادها 'بكري' معركة شريفة، الغلبة فيها لمن تختاره الجماعة الصحفية.. ولم يكن يدور بخلده أبدا أن رموز الفساد التي كشفها وعراها في حملات 'الاسبوع' سوف تخرج من جحورها، وتصرف الملايين ليس فقط لإبعاده عن المنافسة علي منصب النقيب، ومن ثم اسقاطه، ولكن بهدف الإساءة إليه من خلال إدخال الأساليب الرخيصة حلبة المعركة الانتخابية.
هكذا راحت حرب المنشورات القذرة تشق طريقها في الأوساط الصحفية، وراحت الأوراق المضروبة، والصور المزيفة، والشبكات المصطنعة، والمعلومات الكاذبة تنتشر بقوة مثيرة مدعومة بالانفاق السخي المنهوب من المؤسسات المسروقة.. وكأن حلف الفساد قد احتشد علي قلب رجل واحد، يملك أدوات الحركة السريعة، والهجوم المباغت، ساعيا لتوظيف قدراته للنيل من صاحب القلم الشريف الذي آثر أن يتصدي لديناصورات الفساد، ويواجههم في أوكارهم بالحقائق الجازمة، والمستندات القاطعة، والادلة اليقينية.
كان حلف الفساد يدرك خطورة الحملة الصحفية التي يقودها 'بكري'، وتسطرها 'الاسبوع' علي صفحاتها عددا بعد عدد.. ففي استمرارها دحرجة لرؤوس كبيرة، وكشف لوقائع مثيرة، ووضع مصير الكثيرين منهم علي المحك.. لأن العقاب بالسجن وتبعاته سوف يكون هو المصير المحتوم لأمثال هؤلاء.
لم يتحرك هؤلاء من فراغ.. بل استوعبوا دروس الماضي، وكان إدراكهم لما آلت إليه حملات 'الاسبوع' السابقة ضد الفاسدين بمثابة مؤشر واضح، ونذير خطير علي ما قد يصيبهم هم بدورهم.. فسجل 'الاسبوع' علي هذا الجانب وضاء، وضرباتها الموجعة ضد رموز الفساد كانت صائبة.. فلقد برهنت الايام والسنون أن 'الاسبوع' حين تتصدي لهؤلاء لا تتركهم إلا بدفعهم للسجن أو العزل أو تركهم يواجهون العار في حياتهم بعد طردهم.
لقد كان أكثر ما آلم مصطفي بكري شخصيا ان بعض الزملاء في مؤسسة الأهرام وحين كان يزورها في سياق حملاته كمرشح نقيبا للصحفيين اتهموه بالإساءة للمؤسسة من خلال حملته ضدها.. ورغم أنه راح يؤكد تقديره للأهرام كمؤسسة، ولكل العاملين فيها، وأن حربه ضد نافع وحلف الفساد إنما هي للدفاع عن الأهرام وليس العكس.. رغم كل ذلك .. ظل بعض هؤلاء الزملاء يخلطون بين أهداف الحملة وبواعثها دون أن يضعوا حاجزا بين تناول أشخاص بأدلة موثقة، ومستندات قاطعة، وبين مؤسسة عريقة لها كل التقدير والاحترام.. والأدهي ان بعض هؤلاء الزملاء راح ينخرط في سياق الحملة المأجورة التي استهدفت النيل من 'بكري' دون ان يتلمسوا حقيقة مراميها ومقاصدها.. فيما وقف العديد من الشرفاء في مؤسسة الأهرام وفي المقدمة منهم الإخوة والأساتذة أسامة غيث وأحمد النجار وكذلك الاستاذ مصطفي البرتقالي المدير الأسبق لإدارة الشئون القانونية وسعد الحلواني مدير الادارة بإعلانات الأهرام ومحمد سعيد عن اللجنة النقابية في صف الشرف.. يتصدون من داخل المؤسسة لأعمال النهب والفساد التي حولت تلك المؤسسة العريقة إلي 'عزبة' يرتع فيها نافع وصحبه، ويرتكبون فيها كل الآثام دون جردة حساب أو وقفة ضمير.
• • •
ذهبت الانتخابات النقابية بمالها .. وما عليها.. وطويت صفحة مريرة سقطت فيها بعض الصحف المعارضة سقوطا مزريا، حتي أن احداها راحت تنشر علي صفحاتها المنشورات اللقيطة، والمفبركة التي استخدمها حلف الفساد في الانتخابات ضد 'بكري' وانتهت صفحة أرادها بكري لتطهير الصحافة مما علق بها من فساد وأدران، وأرادها خصومه فرصة لتصفيته شخصيا عبر محاولة تشويهه.
واذا كان حلف الفساد قد اتخذ من انتخابات نقابة الصحفيين ركيزة لمحاولة الإساءة لمصطفي بكري فقد ارادوا أن يكرروا المحاولة بعد أقل من شهرين علي الانتخابات الصحفية.. كانت انتخابات مجلس الشعب لدورة عام ٥٠٠٢ علي الأبواب .. وقرر مصطفي بكري المشاركة فيها نزولا علي رغبة الجماهير العريضة التي تناصره في منطقة حلوان والتبين و٥١مايو.
ومنذ اليوم الأول للحملة الانتخابية استخدم حلف الفساد بعض الأعوان ليدفعهم للترشيح في مواجهة 'بكري' في الانتخابات.. وكما فعلوا في انتخابات الصحفيين راحوا يكررون الفعلة ذاتها في انتخابات مجلس الشعب.
أصدروا صحفا خاصة، ودعموا صحفا ونشرات قائمة، رصدوا الملايين لإصدار المنشورات التي كانت ترسل حتي أبواب الشقق والبيوت، يوزعونها علي المقاهي ويقيمون المؤتمرات التي لا همٌ لها سوي التهجم علي بكري ورغم ان اعدادا قليلة فقط كانت تلتف من حولهم إلا أن حجم الانفاق علي ما يفعلونه كان واضحا لكل ذي عينين في حلوان.
ولم يكتفوا بأساليبهم الرخيصة تلك، بل اختاروا منهج البلطجة وسيلة لتخويف أنصار 'بكري'.. استأجروا عشرات البلطجية، وراحوا ينشرونهم في مواقع التجمعات الجماهيرية ليشتبكوا مع أنصاره.. لعلهم يحدثون ارتباكا في صفوف جماهيره.
لم يتركوا وسيلة، أو نقيصة إلا وارتكبوها وتكثفت حملاتهم المسعورة مع اقتراب موعد الانتخابات.. تخصصوا في اطلاق الشائعات وحملوا كل البذاءات التي تضمنتها منشورات انتخابات الصحفيين إلي دائرة حلوان.. الصقوا بمصطفي بكري كل الاتهامات.. من العمالة إلي التجسس والارتزاق.. وغيرها من الاتهامات الخسيسة التي تكشف عن ضحالة أصحابها ومطلقيها.. ورغم ما حملته تلك المنشورات والشائعات من بذاءات إلا أن ثقة 'مصطفي بكري' بنصر الله وفي وعي الجماهير الحرة ومعرفتها الكاملة لحقيقته.. كانت هي المحرك في معركته الظافرة من اجل الوطن.
كانت حرب مصطفي بكري الانتخابية من نوع جديد.. فقد تحالف رأس المال مع حكومة الحزب الوطني التي دفعت رئيس احدي الشركات الكبري في منطقة حلوان للترشح علي المقعد ذاته، والذي حظي بمناصرة وزير سابق راح يدعمه بكل قوة في الدائرة (٥٢) الانتخابية.. تحالف كل هؤلاء مع القادمين من خارج دائرة حلوان ومن رموز للفساد تكاتفت جميعا ورأت في الانتخابات فرصة لاسقاط بكري والثأر منه ردا علي حملاته التي لا تهدأ ضد الفساد والمفسدين.
وعشية انتخابات مجلس الشعب ومع اقتراب ساعة الصفر كانت منطقة حلوان والتبين و٥١ مايو تشهد تحركات من نوع غريب.. ففي الليلة السابقة علي الانتخابات راح حلف الفساد وأعوانه يغرقون الدائرة الانتخابية بعشرات الألوف من المنشورات الكاذبة والأوراق المزيفة والمصطنعة.. وراحت الاشاعات تنطلق في كل مكان.. مرة تزعم أن مصطفي بكري تم اعتقاله وأخري تدعي أنه قتل بعد أن اطلق عليه الرصاص.. وآخرون راحوا يستغلون اصابته بأزمة قلبية نقل علي أثرها إلي مستشفي السلام الدولي لينسجوا عشرات الحكايات والروايات والوقائع المختلقة.
• • •
وبينما كانت الجماهير تتأهب للتوجه إلي اللجان الانتخابية صبيحة يوم الانتخاب.. وفي هذا اليوم تحديدا الذي يخوض فيه مصطفي بكري معركة انتخابية حامية الوطيس جاء قرار النائب العام السابق ماهر عبدالواحد بإحالته إلي المحاكمة بتهمة سب وقذف إبراهيم نافع.
كان مثيرا أن يختار النائب العام هذا التوقيت تحديدا لإحالة مصطفي بكري إلي المحاكمة في قضية سب وقذف إبراهيم نافع وكان الاكثر اثارة أن تخرج صحيفة الأهرام بخبر كبير بارز في صدر صفحتها الأولي حول إحالة بكري إلي المحاكمة وأن توزع منذ الصباح ومجانا آلاف النسخ من صحيفة الأهرام في كافة أنحاء الدائرة.. ليطلع الجمهور علي خبر الإحالة للمحاكمة الذي نشرته كافة الصحف المصرية الأخري في ذات ا لتوقيت.
ولا يخفي علي أحد بالطبع المغزي من وراء التوقيت والنشر والتوزيع علي هذا النطاق الواسع.. فقد كان الهدف هو التأثير علي شعبية مصطفي بكري الكاسحة في دائرته لدفع الناس للانفضاض من حوله.. ومن ثم اسقاطه.
وبالرغم من كافة المؤامرات التي حيكت والألاعيب التي استخدمت.. فقد كانت جماهير الشرفاء أذكي من كل الأفاكين الذين تحطمت أكاذيبهم علي صخرة الشرف والإباء.. فبينما كان المشبوهون يتوهمون في أن ترهاتهم قد تنطلي علي جماهير الناخبين.. كان هؤلاء يردون علي حلف الفساد وأعوانه وأذنابه، ملتفين بكل ما يملكونه من قوة حول مرشحهم الوطني ولسان حالهم.. مصطفي بكري.. ويمنحونه أعلي الأصوات ليفوز بثقة ناخبيه ويحقق الانتصار الكبير الذي اعلنه واحد من أنزه القضاة الذين أشرفوا علي الانتخابات وهو المستشار 'محمد جمال' رئيس اللجنة الانتخابية لدائرة التبين.
وبعد إعلان النتيجة كانت الأصوات الهادرة لنحو عشرين ألفا احتشدوا حول لجنة الفرز بمقر نادي الحديد والصلب بمنطقة التبين هي الاستفتاء الحقيقي، والرد الطبيعي علي حلف الفساد وأعوانه والذي سقط سقوطا ذريعا وفشل في تحقيق أي من أهدافه.. لتنقضي بذلك مرحلة جديدة من مراحل التآمر علي بكري.. لعبت فيها الرموز المأجورة والصحافة اللقيطة لعبتها الدنيئة.. ولكنها أبدا لم تستطع خداع المواطن المصري.. والناخب الحلواني الذي أثبته انه اذكي من الجميع.
• • •
وإذا كانت انتخابات مجلس الشعب للعام ٥٠٠٢ قد انتهت.. غير أن معركة مصطفي بكري مع الفساد في مؤسسة الأهرام وفي مواجهة إبراهيم نافع وأعوانه لم تنته، حيث استمر في حملاته مطالبا بمساءلة نافع وشلته والتحقيق معهم واستعادة الأموال المنهوبة من الأهرام.. وقف بعشرات الساعات أمام قاضي التحقيق في البلاغ الذي تقدم به هو ضد إبراهيم نافع وأعوانه.. قدم مئات المستندات التي تؤكد صدق كل ما قاله.. راح يصرخ في كل عدد من أعداد 'الأسبوع' ويدعو جميع الجهات المسئولة للقيام بدورها حتي لا تفقد الأهرام.. تلك الملايين التي أهدرت. وحتي تعود للشرف كلمته بعد أن أهدرت كل القيم والمعاني.
وبدلا من أن يتواري اللصوص ناهبو المال العام خجلا عن الرأي العام راحوا بدلا من ذلك يستأجرون المشبوهين، ويدفعون الصغار من مندوبي الإعلانات الذين ابتليت بهم الصحافة المصرية، وأرباب الكلمة الساقطة.. ليوظفوهم بمعلوم مدفوع.. ولا هم لهم سوي النباح علي مصطفي بكري.. لينالوا منه أو ليثأروا منه علي تعريتهم وكشفهم.. ولكن إرادة الله كانت الأقوي، وجاءت كلمة القضاء العادل يوم الاثنين الماضي كصفعة علي وجوه كل هؤلاء.. لقد أكد حكم محكمة جنح بولاق برئاسة السيد المستشار شريف كامل أن صوت العدل هو الأقوي.. أما صوت الباطل فهو وكل من معه إلي الجحيم.. ولعل قراءة مضمون حيثيات الحكم الذي يعد بمثابة 'تاج' مشرف للصحافة المصرية يكشف المعاني والدلالات الحقيقية من وراء حملة 'الأسبوع' علي الفساد.
*الاسبوع المصرية
سقوط حلف الفساد وتجار الصحافة والمشبوهين والمرتزقة
تقرير يگتبه:
محمود بگري
لم يكد صباح يوم الاثنين الماضي ينبلج، حتي كانت جموع غفيرة من المواطنين تحتشد أمام مجمع المحاكم بالجلاء.. وجوه شريفة تدفقت من أنحاء مصر.. من أسوان، والإسكندرية، ومحافظات القناة.. ومن قلب القاهرة.. جماهير حلوان الحرة، وكتيبة 'الأسبوع' المجاهدة.. قطاعات مختلفة من أبناء الشعب المصري الأصيل.. اكتظت بهم قاعة محكمة جنح بولاق وانتشروا في طرقات المجمع، وممراته، وعند مخارجه.. عشرات الشبان والشابات وقفوا يحملون اللافتات، والصور التي ترفع شعارات محاربة الفساد ورموزه.
جاءوا بقلوب طاهرة.. لا تملك سوي عشق هذا الوطن، والذوبان في ترابه.. لم يحركهم سوي ضميرهم الوطني ليقفوا عند ساحة العدالة.. ويشهدوا فصلا جديدا من فصولها.. في هذه الساعات الفاصلة كانت قلوب المئات ممن احتشدوا تلتف حول 'مصطفي بكري' الذي اعلن بوضوح أنه سيحضر بنفسه حكم القضاء في واحدة من جولاته المتكررة ضد الفساد والمفسدين.
كان حضوره منذ التاسعة صباحا أمام المحكمة يحمل في طياته معاني ودلالات ذات أهمية استثنائية.. ف'بكري' الذي لطالما وقف أمام عشرات المحاكم.. يدفع عن طيب خاطر فاتورة محاربة الفساد.. ويؤكد دوما ثقته في قضاء مصر العادل.. وتقبله لأحكامه أيا كانت.. وهو بتسلحه بهذا التعاطف الجماهيري الواسع والمناصرة الكبيرة يحرص دوما أن يكون بين أبناء الشعب المصري وجماهيره الحرة التي اعتادت أن تقف مؤيدة، وداعمة له في مثل هذه المحطات التاريخية من حروبه التي لا تهدأ.
وبينما كانت الأفئدة تحيطه بالدعاء من كل جانب، وفيما كانت محطات التلفزة ووسائل الإعلام تلتقط الصور له، وهو بين أنصاره ومحبيه.. كان مصطفي بكري بابتسامته الواثقة ومواقفه الجدية يجسد كافة ملامح رسالة القلم، وأمانة الكلمة، وصدق الموقف.
اقتربت لحظات يوم الحسم.. فها قد مر عامان وأربعة أشهر علي حربه الضروس ضد الفساد في مؤسسة الأهرام.. وها هو الشوط الأخير في واحدة من وجوه الحرب يبلغ مراميه.. فقبيل دقائق معدودة من بلوغ الساعة العاشرة من صباح الاثنين الماضي كان المستشار شريف كامل مصطفي رئيس محكمة جنح بولاق، وفي حضور الأستاذ جمال داود وكيل النيابة، وأمانة سر محمد علي يعلن، والجميع يحبسون أنفاسهم عن براءة مصطفي بكري في قضية السب والقذف المرفوعة ضده من إبراهيم نافع الرئيس الأسبق لمؤسسة الأهرام، وبعدم اختصاص المحكمة بنظر الدعوي المدنية وإلزام نافع بمصروفات القضية ومقابل أتعاب المحاماة.
• • •
صدر الحكم في لحظات، وراحت الجماهير المحتشدة تهتف من داخل المحكمة للقضاء العادل.. وكأن بركانا خامدا انطلق في لحظات من القلوب الطاهرة التي راحت تزحف نحو باب المجمع، هاتفة للحرية والعدالة، ومعلنة مجددا نصرتها لبكري، ومطالبة أن يستمر في خوض غمار حروبه التي لا تهدأ ضد الفساد والمفسدين.. واستمرت الجماهير التي ذاقت طعم الانتصار منذ لحظات في مسيرة هتافها تحيط بكري من كل اتجاه، وحتي أبواب مؤسسة الأهرام.. تلك المؤسسة العريقة التي كانت 'المفتري عليها' حين ساد الفساد جنباتها.. وتصدي بكري لوقائعه المرعبة، كاشفا للرأي العام الحقائق المرة التي كانت ولاتزال محلا للجدل الواسع في كافة أنحاء مصر، وفي الأوساط الصحفية خاصة.
صدر الحكم في لحظات.. ليطوي مسيرة أكثر من عامين من الحروب المضادة.. انطلقت فيها الملايين الحرام والمنهوبة.. لتوظف في مواجهة شخص أعزل، إلا من قلمه الصادق، وإيمانه الذي لا يتزعزع بالله والوطن.. أكثر من عامين وأربعة أشهر.. استخدمت فيها كل الوسائل وأحطها، وجيشت فيها الكثير من الأقلام المشتراة وصفحات سوداء تم شراؤها لتكون عونا للفاسدين في حروبهم التي لا تهدأ.. وأوراق خسيسة وساقطة، راحوا يوظفونها للنيل من مصطفي بكري.
أطلقوا عليه الصغار والمشبوهين من ساقطي الصحافة وأصحاب النشرات الصغيرة والموجزة والتي لاتعرف سوي لغة 'الكلام الساقط والرقيع' والتي فقدت كل معاني الشرف والكلمة بعد أن قام علي شأنها بعض المعتوهين من دعاة الغرف من المال الحرام، والبيع بأي ثمن، والتفريط في كل شيء.
وكانت الموقعة الأولي إبان انتخابات نقابة الصحفيين التي جرت في الربع الأخير من العام ٥٠٠٢، يومها تقدم مصطفي بكري للترشيح علي منصب نقيب الصحفيين ليتوج هذا الموقف بحملة صحفية واسعة فجٌرت فيها 'الاسبوع' قضية الفساد المستشري في المؤسسات الصحفية.. جاء ترشيحه استجابة لرغبة مئات الزملاء الصحفيين الذين ناشدوه أن يخوض الانتخابات علي منصب النقيب لمواجهة هذا الفساد المستشري في أركان الصحافة، وللعمل من أجل انقاذ مهنة الصحافة من الهاوية التي تردت إليها بفعل انتشار ظاهرة 'الصحافة اللقيطة والمأجورة' وللوقوف بقوة ضد استمرار القوانين المقيدة للحريات، وفي مقدمتها قانون الحبس في جرائم النشر.. والسعي من أجل رفعة المستوي المعيشي للصحفيين خاصة بعد أن تدنت أوضاعهم لدرجة غير مقبولة.
• • •
أرادها 'بكري' معركة شريفة، الغلبة فيها لمن تختاره الجماعة الصحفية.. ولم يكن يدور بخلده أبدا أن رموز الفساد التي كشفها وعراها في حملات 'الاسبوع' سوف تخرج من جحورها، وتصرف الملايين ليس فقط لإبعاده عن المنافسة علي منصب النقيب، ومن ثم اسقاطه، ولكن بهدف الإساءة إليه من خلال إدخال الأساليب الرخيصة حلبة المعركة الانتخابية.
هكذا راحت حرب المنشورات القذرة تشق طريقها في الأوساط الصحفية، وراحت الأوراق المضروبة، والصور المزيفة، والشبكات المصطنعة، والمعلومات الكاذبة تنتشر بقوة مثيرة مدعومة بالانفاق السخي المنهوب من المؤسسات المسروقة.. وكأن حلف الفساد قد احتشد علي قلب رجل واحد، يملك أدوات الحركة السريعة، والهجوم المباغت، ساعيا لتوظيف قدراته للنيل من صاحب القلم الشريف الذي آثر أن يتصدي لديناصورات الفساد، ويواجههم في أوكارهم بالحقائق الجازمة، والمستندات القاطعة، والادلة اليقينية.
كان حلف الفساد يدرك خطورة الحملة الصحفية التي يقودها 'بكري'، وتسطرها 'الاسبوع' علي صفحاتها عددا بعد عدد.. ففي استمرارها دحرجة لرؤوس كبيرة، وكشف لوقائع مثيرة، ووضع مصير الكثيرين منهم علي المحك.. لأن العقاب بالسجن وتبعاته سوف يكون هو المصير المحتوم لأمثال هؤلاء.
لم يتحرك هؤلاء من فراغ.. بل استوعبوا دروس الماضي، وكان إدراكهم لما آلت إليه حملات 'الاسبوع' السابقة ضد الفاسدين بمثابة مؤشر واضح، ونذير خطير علي ما قد يصيبهم هم بدورهم.. فسجل 'الاسبوع' علي هذا الجانب وضاء، وضرباتها الموجعة ضد رموز الفساد كانت صائبة.. فلقد برهنت الايام والسنون أن 'الاسبوع' حين تتصدي لهؤلاء لا تتركهم إلا بدفعهم للسجن أو العزل أو تركهم يواجهون العار في حياتهم بعد طردهم.
لقد كان أكثر ما آلم مصطفي بكري شخصيا ان بعض الزملاء في مؤسسة الأهرام وحين كان يزورها في سياق حملاته كمرشح نقيبا للصحفيين اتهموه بالإساءة للمؤسسة من خلال حملته ضدها.. ورغم أنه راح يؤكد تقديره للأهرام كمؤسسة، ولكل العاملين فيها، وأن حربه ضد نافع وحلف الفساد إنما هي للدفاع عن الأهرام وليس العكس.. رغم كل ذلك .. ظل بعض هؤلاء الزملاء يخلطون بين أهداف الحملة وبواعثها دون أن يضعوا حاجزا بين تناول أشخاص بأدلة موثقة، ومستندات قاطعة، وبين مؤسسة عريقة لها كل التقدير والاحترام.. والأدهي ان بعض هؤلاء الزملاء راح ينخرط في سياق الحملة المأجورة التي استهدفت النيل من 'بكري' دون ان يتلمسوا حقيقة مراميها ومقاصدها.. فيما وقف العديد من الشرفاء في مؤسسة الأهرام وفي المقدمة منهم الإخوة والأساتذة أسامة غيث وأحمد النجار وكذلك الاستاذ مصطفي البرتقالي المدير الأسبق لإدارة الشئون القانونية وسعد الحلواني مدير الادارة بإعلانات الأهرام ومحمد سعيد عن اللجنة النقابية في صف الشرف.. يتصدون من داخل المؤسسة لأعمال النهب والفساد التي حولت تلك المؤسسة العريقة إلي 'عزبة' يرتع فيها نافع وصحبه، ويرتكبون فيها كل الآثام دون جردة حساب أو وقفة ضمير.
• • •
ذهبت الانتخابات النقابية بمالها .. وما عليها.. وطويت صفحة مريرة سقطت فيها بعض الصحف المعارضة سقوطا مزريا، حتي أن احداها راحت تنشر علي صفحاتها المنشورات اللقيطة، والمفبركة التي استخدمها حلف الفساد في الانتخابات ضد 'بكري' وانتهت صفحة أرادها بكري لتطهير الصحافة مما علق بها من فساد وأدران، وأرادها خصومه فرصة لتصفيته شخصيا عبر محاولة تشويهه.
واذا كان حلف الفساد قد اتخذ من انتخابات نقابة الصحفيين ركيزة لمحاولة الإساءة لمصطفي بكري فقد ارادوا أن يكرروا المحاولة بعد أقل من شهرين علي الانتخابات الصحفية.. كانت انتخابات مجلس الشعب لدورة عام ٥٠٠٢ علي الأبواب .. وقرر مصطفي بكري المشاركة فيها نزولا علي رغبة الجماهير العريضة التي تناصره في منطقة حلوان والتبين و٥١مايو.
ومنذ اليوم الأول للحملة الانتخابية استخدم حلف الفساد بعض الأعوان ليدفعهم للترشيح في مواجهة 'بكري' في الانتخابات.. وكما فعلوا في انتخابات الصحفيين راحوا يكررون الفعلة ذاتها في انتخابات مجلس الشعب.
أصدروا صحفا خاصة، ودعموا صحفا ونشرات قائمة، رصدوا الملايين لإصدار المنشورات التي كانت ترسل حتي أبواب الشقق والبيوت، يوزعونها علي المقاهي ويقيمون المؤتمرات التي لا همٌ لها سوي التهجم علي بكري ورغم ان اعدادا قليلة فقط كانت تلتف من حولهم إلا أن حجم الانفاق علي ما يفعلونه كان واضحا لكل ذي عينين في حلوان.
ولم يكتفوا بأساليبهم الرخيصة تلك، بل اختاروا منهج البلطجة وسيلة لتخويف أنصار 'بكري'.. استأجروا عشرات البلطجية، وراحوا ينشرونهم في مواقع التجمعات الجماهيرية ليشتبكوا مع أنصاره.. لعلهم يحدثون ارتباكا في صفوف جماهيره.
لم يتركوا وسيلة، أو نقيصة إلا وارتكبوها وتكثفت حملاتهم المسعورة مع اقتراب موعد الانتخابات.. تخصصوا في اطلاق الشائعات وحملوا كل البذاءات التي تضمنتها منشورات انتخابات الصحفيين إلي دائرة حلوان.. الصقوا بمصطفي بكري كل الاتهامات.. من العمالة إلي التجسس والارتزاق.. وغيرها من الاتهامات الخسيسة التي تكشف عن ضحالة أصحابها ومطلقيها.. ورغم ما حملته تلك المنشورات والشائعات من بذاءات إلا أن ثقة 'مصطفي بكري' بنصر الله وفي وعي الجماهير الحرة ومعرفتها الكاملة لحقيقته.. كانت هي المحرك في معركته الظافرة من اجل الوطن.
كانت حرب مصطفي بكري الانتخابية من نوع جديد.. فقد تحالف رأس المال مع حكومة الحزب الوطني التي دفعت رئيس احدي الشركات الكبري في منطقة حلوان للترشح علي المقعد ذاته، والذي حظي بمناصرة وزير سابق راح يدعمه بكل قوة في الدائرة (٥٢) الانتخابية.. تحالف كل هؤلاء مع القادمين من خارج دائرة حلوان ومن رموز للفساد تكاتفت جميعا ورأت في الانتخابات فرصة لاسقاط بكري والثأر منه ردا علي حملاته التي لا تهدأ ضد الفساد والمفسدين.
وعشية انتخابات مجلس الشعب ومع اقتراب ساعة الصفر كانت منطقة حلوان والتبين و٥١ مايو تشهد تحركات من نوع غريب.. ففي الليلة السابقة علي الانتخابات راح حلف الفساد وأعوانه يغرقون الدائرة الانتخابية بعشرات الألوف من المنشورات الكاذبة والأوراق المزيفة والمصطنعة.. وراحت الاشاعات تنطلق في كل مكان.. مرة تزعم أن مصطفي بكري تم اعتقاله وأخري تدعي أنه قتل بعد أن اطلق عليه الرصاص.. وآخرون راحوا يستغلون اصابته بأزمة قلبية نقل علي أثرها إلي مستشفي السلام الدولي لينسجوا عشرات الحكايات والروايات والوقائع المختلقة.
• • •
وبينما كانت الجماهير تتأهب للتوجه إلي اللجان الانتخابية صبيحة يوم الانتخاب.. وفي هذا اليوم تحديدا الذي يخوض فيه مصطفي بكري معركة انتخابية حامية الوطيس جاء قرار النائب العام السابق ماهر عبدالواحد بإحالته إلي المحاكمة بتهمة سب وقذف إبراهيم نافع.
كان مثيرا أن يختار النائب العام هذا التوقيت تحديدا لإحالة مصطفي بكري إلي المحاكمة في قضية سب وقذف إبراهيم نافع وكان الاكثر اثارة أن تخرج صحيفة الأهرام بخبر كبير بارز في صدر صفحتها الأولي حول إحالة بكري إلي المحاكمة وأن توزع منذ الصباح ومجانا آلاف النسخ من صحيفة الأهرام في كافة أنحاء الدائرة.. ليطلع الجمهور علي خبر الإحالة للمحاكمة الذي نشرته كافة الصحف المصرية الأخري في ذات ا لتوقيت.
ولا يخفي علي أحد بالطبع المغزي من وراء التوقيت والنشر والتوزيع علي هذا النطاق الواسع.. فقد كان الهدف هو التأثير علي شعبية مصطفي بكري الكاسحة في دائرته لدفع الناس للانفضاض من حوله.. ومن ثم اسقاطه.
وبالرغم من كافة المؤامرات التي حيكت والألاعيب التي استخدمت.. فقد كانت جماهير الشرفاء أذكي من كل الأفاكين الذين تحطمت أكاذيبهم علي صخرة الشرف والإباء.. فبينما كان المشبوهون يتوهمون في أن ترهاتهم قد تنطلي علي جماهير الناخبين.. كان هؤلاء يردون علي حلف الفساد وأعوانه وأذنابه، ملتفين بكل ما يملكونه من قوة حول مرشحهم الوطني ولسان حالهم.. مصطفي بكري.. ويمنحونه أعلي الأصوات ليفوز بثقة ناخبيه ويحقق الانتصار الكبير الذي اعلنه واحد من أنزه القضاة الذين أشرفوا علي الانتخابات وهو المستشار 'محمد جمال' رئيس اللجنة الانتخابية لدائرة التبين.
وبعد إعلان النتيجة كانت الأصوات الهادرة لنحو عشرين ألفا احتشدوا حول لجنة الفرز بمقر نادي الحديد والصلب بمنطقة التبين هي الاستفتاء الحقيقي، والرد الطبيعي علي حلف الفساد وأعوانه والذي سقط سقوطا ذريعا وفشل في تحقيق أي من أهدافه.. لتنقضي بذلك مرحلة جديدة من مراحل التآمر علي بكري.. لعبت فيها الرموز المأجورة والصحافة اللقيطة لعبتها الدنيئة.. ولكنها أبدا لم تستطع خداع المواطن المصري.. والناخب الحلواني الذي أثبته انه اذكي من الجميع.
• • •
وإذا كانت انتخابات مجلس الشعب للعام ٥٠٠٢ قد انتهت.. غير أن معركة مصطفي بكري مع الفساد في مؤسسة الأهرام وفي مواجهة إبراهيم نافع وأعوانه لم تنته، حيث استمر في حملاته مطالبا بمساءلة نافع وشلته والتحقيق معهم واستعادة الأموال المنهوبة من الأهرام.. وقف بعشرات الساعات أمام قاضي التحقيق في البلاغ الذي تقدم به هو ضد إبراهيم نافع وأعوانه.. قدم مئات المستندات التي تؤكد صدق كل ما قاله.. راح يصرخ في كل عدد من أعداد 'الأسبوع' ويدعو جميع الجهات المسئولة للقيام بدورها حتي لا تفقد الأهرام.. تلك الملايين التي أهدرت. وحتي تعود للشرف كلمته بعد أن أهدرت كل القيم والمعاني.
وبدلا من أن يتواري اللصوص ناهبو المال العام خجلا عن الرأي العام راحوا بدلا من ذلك يستأجرون المشبوهين، ويدفعون الصغار من مندوبي الإعلانات الذين ابتليت بهم الصحافة المصرية، وأرباب الكلمة الساقطة.. ليوظفوهم بمعلوم مدفوع.. ولا هم لهم سوي النباح علي مصطفي بكري.. لينالوا منه أو ليثأروا منه علي تعريتهم وكشفهم.. ولكن إرادة الله كانت الأقوي، وجاءت كلمة القضاء العادل يوم الاثنين الماضي كصفعة علي وجوه كل هؤلاء.. لقد أكد حكم محكمة جنح بولاق برئاسة السيد المستشار شريف كامل أن صوت العدل هو الأقوي.. أما صوت الباطل فهو وكل من معه إلي الجحيم.. ولعل قراءة مضمون حيثيات الحكم الذي يعد بمثابة 'تاج' مشرف للصحافة المصرية يكشف المعاني والدلالات الحقيقية من وراء حملة 'الأسبوع' علي الفساد.
*الاسبوع المصرية
![وفاة "سيدة المسرح العربي" سميحة أيوب عن 93 عاما](http://images-cache.alwatanvoice.com/thumb/614/378/news/large/864b0352-9a85-406f-9e67-a928a6d1424e.jpg?1 "وفاة "سيدة المسرح العربي" سميحة أيوب عن 93 عاما")
!["كان يا ما كان في غزة" يفوز بجائزة أفضل إخراج في "كان"](http://images-cache.alwatanvoice.com/thumb/614/378/news/large/0a079abb-32a5-4202-8888-bd20641d1e2c.jpg?1 ""كان يا ما كان في غزة" يفوز بجائزة أفضل إخراج في "كان"")
![تعاون عالمي لإنتاج فيلم يخلد قصة "هند رجب"](http://images-cache.alwatanvoice.com/thumb/614/378/news/large/e17e9c32-6ad1-4397-9f14-bd4182413706.jpg?1 "تعاون عالمي لإنتاج فيلم يخلد قصة "هند رجب"")
![بعد فيديو "التحرش".. نادين نجيم تهدد باللجوء للقضاء](http://images-cache.alwatanvoice.com/thumb/614/378/news/large/3a3a033a-bea9-44d0-9a85-08bf719ff5a5.jpg?1 "بعد فيديو "التحرش".. نادين نجيم تهدد باللجوء للقضاء")
![ما الهدف من تدشين السعودية أول سرية من منظومة "ثاد" الأميركية؟](http://images-cache.alwatanvoice.com/thumb/392/273/news/large/9889792a-9628-40d7-a905-52bfcb378bd1.jpg?1 "ما الهدف من تدشين السعودية أول سرية من منظومة "ثاد" الأميركية؟")
التعليقات