عاجل

  • (القناة 13): التقديرات الرسمية في إسرائيل تشير إلى أن تعديلات حماس على المقترح القطري لن تمنع التوصل لاتفاق

  • غارات إسرائيلية متواصلة على حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة

  • (القناة 12)الإسرائيلية: صادق (كابنيت)مساء أمس على إدخال المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة بما في ذلك شمال القطاع

  • مصادر طبية: 23 شهيداً منذ فجر يوم الأحد في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الأحد

بركة نص الليل..والحضن الدافئ

بركة نص الليل..والحضن الدافئ
بركة نص الليل..والحضن الدافئ

ميساء قرعان

أثناء ضجر نص الليل تنقلت بين القنوات الفضائية العربية بحثا عما قد يخفف من حالة الضجر أو يزيد منسوبه، لكنني كعادتي محظوظة بمشاهدة الخيار الثاني، وكعادتي أيضا أمارس تعذيب الذات بالاستمرار بمشاهدة ما يثير استيائي من البرامج الحوارية، حظيت ليلتها بمشاهدة برنامج"بركة نص الليل" على إحدى القنوات العربية وهو برنامج حواري"إرشادي" يتولى تقديمه الداعية"وجدي العربي" الممثل السينمائي الذي تحول إلى داعية.

في الشقيقة مصر هنالك ظاهرة تشّبُه دعاة الدين بنجوم السينما وبالعكس تحول نجوم التلفزيون والسينما إلى دعاة أو داعيات لكن دون التنازل عن الحضور الإعلامي ودون التنازل عن النجومية، أما الظاهرة الأخرى فهي توجه بعض الفنانات لارتداء الحجاب والاستمرار بعالم الفن وهذه قد تندرج تحت الحريات الشخصية، وهي تشبه إلى حد كبير ظاهرة جمع فتياتنا بين ارتداء الحجاب والجينز الملتصق بالجسد مع أقصر وأضيق أنواع "البلايز" في حالة توضح أن هؤلاء الفتيات أجدن استغفال المجتمع الذي يولي الحجاب أهمية مبالغ فيها وبما أنه في مقدمة الجسد فقد يحجب النظر عما تبقى من تفاصيله.

في البرنامج المشار إليه كان وجدي العربي بحسب تعبيره "الحضن الدافي" للمتصلات وجميعهن إناث، بدا مسرورا بالدور الذي يتقمصه، دور الداعية والمصلح الاجتماعي الحكواتي وما أكثر هؤلاء! بدا مسرورا لأنهن يبكين ويتباكين على الهوا ويجدن في طمأنته لهن الملاذ الآمن، ما من شك أن المتصلات كن بحاجة لمن يسمعهن أو كن بحاجة إلى حضن دافئ ولو عبر شاشة التلفزيون، هن يعانين معاناة من نوع ما، والاستماع إليهن يريحهن قليلا، لكن تمنيت لو أن الداعية النجم اكتفى بالاستماع ولم يلقِِ بنصائحه الهدامة بحسن نوايا،هو يعطي نفسه كما كثيرون غيره الحق في ممارسة الإرشاد النفسي، فالإرشاد بحسب ما يرونه لا يتعد الثرثرة ومؤازرة المتحدث أو المسترشد إلى أبعد مدى ودون أدنى حد من القدرة على قراءة ما وراء الكلام، وكي أوضح سبب استيائي أورد مثالا: اتصلت احداهن تشكو من قسوة الأم التي تبلغ خمسة وستين عاما، واشتكت من تفرقتها بين أبنائها وهي ثالث البنات والرابع ذكر، وتمييزها الذكر عن الإناث، ثم ذكرت أنهم جميعا متزوجون، وأن والدتهم أرملة، ثم عبرت عن تعاطفها مع بقية شقيقاتها وشقيقها الذي لم يكن لدى والدته الرغبة في مشاهدة أثاث بيته أثناء الإعداد للزواج،واشتكت من غيرة والدتها منها كونها الصدر الحنون للأشقاء، وبرغم ما ورد في هذه المعطيات من تناقضات توضح أن المشكلة تتعلق بالمتصلة وبرغبتها في إقصاء الأم وعدم تفهمها لحالة الاكتئاب و حالة فراغ العش لديها كأرملة تقوم بتزويج آخر بنائها إلا أن رد الداعية على هذه المشكلة كان بالتوجه للأم والطلب منها بأن تكون منصفة وأن تحب أبنائها وبلغ فيه الأمر إلى تأنيبها على الهواء مباشرة، بقوله"إيه همة أولادك دول بئايا لحم في الرحم؟ دول أولادك" ودعا لها بالهداية كون الدعاء بالهداية إحدى مهماته أيضا.

تلك كانت حالة أما الحالات الأخرى التي نالت نصيبها من الدعم والمؤازرة فلم يكن التفاعل أقل سوءا ، داعيتنا تلقى اتصالات من نساء تزوج عليهن أزواجهن ولم يوفق في أن يكون محايدا بل على العكس هو يؤيد تعدد الزوجات للتقليل من نسبة العوانس.

حسبي الله في الدعاة والدعاة النجوم الذين يصنعون من حاجة المساكين خشبة مسارحهم البديلة ، وحسبي الله في إعلامنا وفي الكثير من برامجنا الحوارية بمختلف مضامينها لأنها آداة هدم لا بناء وإن بدت حضنا دافئا للفئات التي تستهدف تدميرها.

[email protected]

التعليقات