دنيا الوطن تلتقي الفنانة السورية صفاء سلطان

دنيا الوطن تلتقي الفنانة السورية صفاء سلطان
دمشق – دنيا الوطن – محمد أنور المصري

تبدو لك عند التحدث أنها فتاة عصبية وعنيدة وشديدة التمسك بآرائها، لكن عندما تغوص معها بالكلام تراها عكس ما كانت توحي إليك.

الشكل الخارجي لا يعكس طبيعتها الداخلية. إنها الفنانة صفاء سلطان التي احترفت الفن رغم معارضة أهلها لها في البداية، وإضافة إلى موهبتها كممثلة تمتلك صفاء خامة صوت مميزة تطمح من خلالها دخول عالم الغناء والطرب الأصيل، ومعها كان هذا الحوار:

شكلك الخارجي يوحي بأنك عنيدة وعصبية وتتمسكين بآرائك؟

بالفعل بعض الناس حين يرونني للمرة الأولى، ولم يتعاملوا معي من قبل، يظنون أنني عنيدة وعصبية وأنا كذلك بالفعل، نعم طبيعتي غضوبة (نرفوزة)، ولكنني أعود إلى هدوئي بسرعة. أما بالنسبة للعناد والتمسك بالرأي كثيراً فهذا يخص شخصيتي، أما في العمل فأستمع لآراء من حولي ولا أكون عنيدة أبداً.

ماذا عن آخر مشاركاتك؟

شاركت في عمل درامي من إنتاج الأردني فوزي صفية وإخراج كمال اللحام حيث جسدت شخصية فتاة غجرية تدعى “شمس” ضمن عمل درامي اجتماعي سوري، وشمس لها خط درامي يتناول حياة الغجر، حيث تغني وترقص، لذلك كانت هذه التجربة مميزة بالنسبة لي، وغنيت في العمل 16 أغنية كتب كلماتها محمد مرعي اليساري، والألحان من التراث تم توزيعها من جديد، وتصويرها بطريقة “الفيديو كليب”.

وما حكاية شمس في العمل؟

ترتبط شمس بقصة حب مع شاب شامي “وضاح حلوم” وهذا ما يوقعها في مشاكل مع ابن عمها “عبد الكريم غميض” الذي يرى أنه أحق بالزواج منها، وكان والدها “زهير اللوباني” تاجر مخدرات، فتحاول شمس أن ترشده للطريق الصحيح لكنه لا يستمع لها ويبقى في طريق السوء، وفي خضم الأحداث يموت خطيبها وابن عمها، وأنا سعيدة بهذه التجربة حيث كان لي شرف الوقوف أمام هذا النجم الكبير زهير اللوباني.

هل تم اختيار صفاء المطربة أو الممثلة في هذه التجربة؟

قبل العمل مع فريق المسلسل في هذه التجربة كانت لي تجربة سابقة في سهرة تلفزيونية “حكاية أم” قدمت بمناسبة عيد الأم، وقد لاحظ المخرج كمال اللحام أدائي كممثلة، وعلى أثر ذلك تمت كتابة شخصية “شمس” لتكون لصفاء سلطان، وطلبت من المخرج تأدية مشاهد الأغاني بصوتي، لا أن يكون أدائي “لبسناً”، فأنا كما تعلم أملك موهبة الغناء، لذلك غنيت ومثلت ورقصت.

لكن يبقى السؤال أن المخرج اختارك كممثلة أو مغنية؟

أعتقد أن المخرج اختار صفاء الممثلة، لأن الشخصية التمثيلية أهم من الغناء والرقص، وأن الجوانب الأخرى كانت مدعمة للشخصية ضمن العمل.

لكن لا تنسي أن موهبة الغناء لا تملكها أية ممثلة؟

نعم هذا الكلام صحيح، وخدمت الشخصية عندما غنيت كلمات الأغاني المكتوبة لها، كما كان مع الفنانة أمل عرفة في مسلسل “خان الحرير” عندما مثلت شخصية “فضة وهنوف” وخدمتها بصورة ممتازة فغنت ورقصت ومثلت.

وأنت تتحدثين عن أمل عرفة وتجربتها في “خان الحرير”، هل فكرت أن يقارنوا بينك وبينها؟

لم يغب هذا الأمر عني، فاتصلت بها وحدثتها عن الشخصية التي سألعبها، وقلت لها إن هناك من سيقول إنني أقلدك.

وماذا كان ردها؟

قالت لي إذا قلدتني أو لم تقلديني، فسيقولون نفس الكلام، لذلك افعلي ما ترينه مناسباً ولا تتوقفي عند هذا الأمر، فأنت لك شغلك الخاص، كما أن لي شغلي الخاص، وشجعتني على لعب هذه الشخصية.

قبل ذلك هل قال لك أحد بأنك تقلدين أمل عرفة في أدائك؟

لي الشرف أن يشبهوني بأمل عرفة، فأنا أعتبرها أستاذة في التمثيل، إذ إن كل خلية في جسدها تمثل، وأنا أحبها كثيراً.

حتى بعد تجربتها في مسلسل “عشتار”؟

حتى بعد مسلسل “عشتار” وكل التجارب التي قدمتها بعد ذلك أبدعت وتألقت في الأعمال الأخيرة التي شاركت فيها، خاصة شخصيتها في مسلسل “غزلان في غابة الذئاب”.

لكن لم يكن المسلسل بمستوى التوقعات؟

أعتقد أن آراء الناس تختلف حول الأعمال، فهناك من يعجبون بها، وآخرون يرفضونها، لكنني أرى أن مسلسل “عشتار” قصة ونمط جديد من الأعمال التلفزيونية التي قدمتها الدراما السورية، إذ إن القصة مأخوذة من الخيال الأوروبي، وأحببت العمل وفكرته، وأعجبني كثيراً أداء أمل، وأحببت “عشتار” في بداياتها، وأعتقد أن الناس في المراحل الثانية من حياتها افتقدت لعشتار البنت الطيبة التي تتحدث بسرعة وببراءة، أما العمل ككل فكان ناجحاً، وكنت أتمنى لو أنني شاركت فيه ولو بدور صغير.

هل أنت معجبة بأمل عرفة فقط؟

لا، هناك عدد كبير من الممثلين المهمين.

مثل من؟

من النجوم الكبار هناك منى واصف ونبيلة النابلسي وجوليت عواد من الأردن، وكانت لي فرصة المشاركة مع الفنانة منى واصف، كما أنني في مسلسل “المحروس” وقفت أمام الفنانة جوليت عواد التي مثلت دور والدتي، وكانت لحظات من أجمل أيام حياتي العمل مع هذه الفنانة، وإن شاء الله تتاح لي فرصة المشاركة مع الفنانة نبيلة النابلسي.. ولا أخفيك أنني معجبة بأداء العديد من الفنانين.

ومن الوجوه الجديد؟

إنني من نفس الجيل فلا أستطيع الحكم على تجارب بعضنا.

لكنك تحدثت عن تجربة أمل عرفة؟

أمل ليست من الجيل الجديد، فتجربتها تمتد لسنوات عديدة، فعندما شاهدتها في مسلسل “عيلة خمس نجوم” كنت أتابعها بشغف واهتمام كبير وأحاول تقليدها، وكنت وقتها ما أزال طفلة صغيرة، كما أن الممثلات الجديدات لم يتجاوز عمرهن الفني بضع سنوات، بينما أمل مخضرمة في عالم الفن وتعتبر مدرسة في التمثيل، أنا معجبة بنورمان أسعد وسوزان نجم الدين وسلاف فواخرجي وسلافة معمار، وصبا مبارك ونسرين طافش وروعة ياسين ورنا أبيض وليعذرني من نسيت أسماءهن، كل هؤلاء فنانات رائعات وجميلات، واتصل بهم لأهنئهن على أدوارهن الناجحة، وما حديثي عن أمل بصورة خاصة إلا لأنني أشعر أنها هي الأقرب لي.

ألا تشعرين أن موضوع المنافسة يحد من إعجابك بهن؟

أبداً، خاصة أنه تربطني بهن صداقة وزمالة، وبيننا منافسة شريفة، ولا تستطيع أي واحدة أخذ دور الأخرى، لأن الأدوار موزعة علينا بشكل واضح، والحمد لله أن ساحة العمل الفني في سوريا واسعة وفيها عدد كبير من الأعمال الدرامية، التي تحتاج لعدد كبير من الممثلات والممثلين.

لكن ألا يوجد في الوسط منافسة غير شريفة؟

المنافسة موجود في مجالات الحياة والمهن كلها، والفن هو واحد من هذه المجالات، وفي عملنا كل الذين أعرفهم ينافسون بطريقة شريفة، ولا أعرف كثيراً عن المنافسات غير الشريفة.

هل من كلمة أخيرة ؟

أعيادكم مباركة – أتمنى أن يكون عام 2008 حاملا معه كل السعادة والسلام .

[email protected]

التعليقات