الجرس:جنون ورقص حتّى الثمالة والنساء شبه عاريات هذه هي حياة السهر في بيروت

الجرس:جنون ورقص حتّى الثمالة والنساء شبه عاريات هذه هي حياة السهر في بيروت
غزة-دنيا الوطن

جنون ورقص حتّى الثمالة، أجواء تشبه أفلام هوليوود حيث الليل الصاخب من دون حسيب ولا رقيب، والنساء شبه عاريات يقمن بحركات إيروتيكيّة على مرأى من الكاميرا، هذه هي حياة السهر في بيروت، أو هكذا أرادتها قناة "الجرس" أن تكون، بعد أن وجّهت سؤالاً إلى المشاهدين في بداية الحلقة التي بثّت قبل يومين من برنامج "عندما يفتح الملف"، مع الزميل جو معلوف، مفاده "هل كنت تتوقّع أنّ تكون هذه هي حياة السهر في بيروت؟"، مع ما يتضمّنه السؤال من تعميم، يجعل من بيروت بؤرة فساد، ومن أجواء السهر فيها عربدة ومجون.

فقد أراد الزميل جو معلوف كما أخبرنا قبل الحلقة أن يسلّط الضوء على بعض مظاهر الفساد التي لا تخلو منها بعض نوادي السهر في لبنان، خصوصاً مع انتشار ظاهرة إحياء الدي جي العالميين لحفلات في بيروت، يحضرها مراهقون وشباب، يعوّضون في هذه الحفلات الخاصّة ما يفوتهم من سهر محرّم عليهم، إذ أنّ القوانين اللبنانيّة تمنع من هم دون الثامنة عشر من ارتياد النوادي الليليّة. هدف جو كان لفت أنظار المسؤولين إلى التجاوزات التي تحصل في هذه السهرات، حيث يتم توزيع المخدرات بطريقة سريّة، ويصبح الرقص الماجن عنواناً للسهر.

غير أنّ الحلقة انحرفت عن مسارها، فلم يعد المراهقون هم أبطال القضيّة، بل أصبح السهر في لبنان والرقص الخليع بطل الحلقة، خصوصاً عندما استضاف جو عارضة أزياء عاطلة عن العمل كما تصف نفسها، تطلق على نفسها اسم "باربي"، وكانت المحطة تمرّر بين الحين والآخر اسكيتش تظهر فيه العارضة وهي شبه عارية، تمتطي أكتاف شاب وترقص بخلاعة، وكانت تعلّق ببرود على الاسكيتش من زاوية أنّ الرقص هو حريّة شخصيّة "وين المشكل إذا الواحد شرب ورقص؟" تقول مستغربة هجوم المشاهدين الذي بدأ من خلال رسائل الـSMS، لتبدأ مصادمات من النوع الحامي مع المشاهدين، مصادمات تطرح أكثر من علامة استفهام أقلّها لماذا نشرّع شاشاتنا أمام هذه النوعيّة من العارضات؟ وإذا كان هدف الحلقة فعلاً محاربة مظاهر الفساد في النوادي الليليّة، فما جدوى الترويج لهذه النوعيّة من مرتادي هذه النوادي؟

فقد ردّت العارضة بقسوّة على انتقادات المشاهدين بتبرير واحد، أن المشاهدين يغارون منها، وأنّه لو كان بإمكانهم السهر والرقص لما كانوا تجرأوا على انتقادها، وذهبت في هجومها إلى حد وصف أحد المشاهدين الذي دعاها إلى التوبة بالقول "أكيد أنت معقد ومرتك محجبة".

جو التزم الصمت ولم يعلّق على الإهانة التي توجّهت بها العارضة إلى رمز ديني، وربّما فاته التعليق مع احتدام المواجهة بين ضيفته ومشاهديها، خصوصاً أنّ وصلة الردح تخطّت المعقول، لتنحدر إلى مستوى الشتيمة المباشرة.

العارضة التي تروّج لنفسها كان لها ما أرادت ولو قسا عليها المشاهدون، أمّا الحلقة فبدت عاجزة عن الإمساك بالقضيّة، خصوصاً أنّ المعالجة انحدرت عما كان مفترض أن يكون قضيّة، لتعالج مشكلة الضيفة مع المشاهدين، الذين ذهب بعضهم إلى حد الأسف على شباب لبنان وبناته، وكأنّ ضيفة جو تمثّل كل شباب لبنان، أو هكذا أريد لها أن تكون عنواناً للسهر في لبنان.

ففي لبنان ثمّة أماكن محترمة للعائلات، وليس أدل على ذلك من السيّاح العرب الذين يقصدون لبنان مع عائلاتهم لقضاء إجازاتهم في ربوعه، كما ثمّة أماكن موبوءة لا يخلو منها بلد عربي بما فيها تلك البلاد الأكثر محافظة، وفي لبنان ثمّة مدمنين على المخدرات هم ضحايا وليسوا مجرمين، غير أنّ إحصاءات وزارة الصحّة اللبنانيّة تؤكّد أنّ النسبة الموجودة في لبنان تعتبر من النسب المتدنيّة عالمياً، وإن كانت هذه النسب قد زادت في السنوات الأخيرة، وفي لبنان ثمّة فتيات أقصى طموحهنّ أن يرقصن في حفلات صاخبة ويلفتن أنظار المعجبين، وثمّة فتيات عاملات ومتفوقات في مجالاتهنّ فلماذا التعميم؟ ألم يكن من الأجدى استضافة عالم نفس أو اجتماع يدقّ ناقوس الخطر لتوعية الأهل حول مخاطر اندماج المراهقين في أجواء كهذه من استضافة عارضة لم نشاهدها يوماً تعرض على البوديوم؟

التعليقات