مطاردة هيفاء ونانسي.. من الشورت للطائرة

مطاردة هيفاء ونانسي.. من الشورت للطائرة
غزة-دنيا الوطن

هل هو توارد أفكار بين المطربتين اللبنانيتين هيفاء وهبي ونانسي عجرم، أم أن الأمر غيرة وتقليد؟.

السؤال يطرح نفسه في ظل ما لاحظه عدد كبير من المراقبين من نقاط شبه مشتركة بينهما، في عدد من الأحداث التي وقعت مؤخرا لكل منهما، ما يقتضي رصد هذه الوقائع، ومعرفة رأي المراقبين الفنيين فيها، وما إذا كان كل منهما يلجأ لأسلوب الآخر، على طريقة المثل المصري "اللي تكسب بيه إلعب بيه".

الحدث الأول هيفاء وهبي تشارك في برنامج "الوادي" قبل "الواوا"، وكانت أعلنت أنها ستطلق ألبومين غنائيين؛ واحدا للأطفال، وآخر فنيا، وهذا ما حصل، فبعد فترة صوّرت أغنيتين من ألبوم الأطفال في فرنسا مع المخرجة ليلى كنعان، وصوّرت أغنية ثالثة هي "نوتي"، وذلك بعد انتهاء برايم "قسمة ونصيب" مع المخرج طوني قهوجي.

أغنية "بوس الواو" كانت أثارت جدلا واسعا وقت عرضها على الفضائيات، وفي الوقت نفسه أثارت أزمة كبيرة بين المغنية اللبنانية دومنيك حوراني وهيفاء، إذ غضبت الأخيرة غضبا شديدا عندما سمعت أغنيتها "واوا أح" تبث عبر الإذاعات اللبنانية بصوت المغنية دومينيك، ولكن بتوزيع مختلف.

نانسي عجرم فعلت الشيء نفسه في التوقيت ذاته. حضّرت ألبوما للأطفال يحمل عنوان "شخبط شخابيط"، وأصدرته بعد تصوير ثلاث أغنيات منه. تقول نانسي إنها لن تعيد تجربة إصدار ألبوم كامل للأطفال لما في الأمر من صعوبة في إيجاد كلمات ولحن يحاكيان الأطفال مباشرة، وإلا فإن رغبة نانسي ستترجم في إصدار أغنيات فردية للأطفال حتى لا تحرمهم منها، ومن مداعبة أحاسيسهم.

كلمات أغنية "نوتي" لهيفاء تقول "اللي بيزعل أمه، نوتي نوتي"، أما أغنية "شاطر" لنانسي فتقول "اللي بيسمع كلمة أهلو شو بنقللو شاطر شاطر".

الباحثة الموسيقية منى رزيق، والأمر هكذا، شنت في بحثها الذي قدمته بمؤتمر الموسيقى العربي مؤخرا، هجوما عنيفا من خلال آراء بعض كبار الملحنين على هذه النوعية من الأغنيات أبرزها كلام الموسيقار حلمي بكر حول أغنية هيفاء وهبي الذي أكد أن هناك أصواتا أقدر من هيفاء على أداء وتوصيل أغنية للطفل، لأن الأغنية تحتاج لمن يجيد توصيلها بشكل جيد حتى عندما يستمع لها الطفل يحصل على النغمة الصحيحة مشيرا إلى أن "هيفاء لا تجيد الغناء ولا علاقة لها به من قريب أو بعيد".

الحدث الثاني، يتعلق بالملابس، فقد حدث أن ارتدت كل من هيفاء ونانسي "شورتا" أبيض اللون في كليب لكل منهما. نانسي ارتدت شورتها الأبيض في أغنية "إحساس جديد"، وهيفاء ارتدت شورتا أبيض في كليب "الواوا". فمن منهما التي تقلد الأخرى؟.

الحدث الثالث؛ قامت هيفاء بتصوير أغنية "حسّة ما بينا حاجة"، وكان للطائرة دور مشوّق، وخلال تصويرها في شهر تموز/يوليو الماضي في مطار رياق بالبقاع، تعرضت هيفاء لحادث طائرة. تقول إنها كانت في سيارة مكشوفة، وإن الطائرة التي كانت تطاردها صدمتها في رأسها.

في الوقت نفسه، عندما كانت تعالج هيفاء، أطلت هيفاء عبر شاشة الـ LBC لتطمئن جمهورها.

وفي الفترة الزمنية ذاتها شاء القدر أن تتعرض نانسي لحادث سيارة في عمان خلال توجهها لعقد مؤتمر صحفي قبل إحيائها للحفل، وحينها أطلّت عبر الإعلام لتطمئن محبّيها إلى أنها بخير.

أيضا قامت نانسي بتصوير أغنية جديدة مع المخرجة ميرنا خياط، واستعانت بكليبها بسيارة مكشوفة، وبطائرة صغيرة، دون أن نهمل حادثة تحليق الطيران الإسرائيلي بكثافة فوق موقع التصوير، فدبّ الذعر والخوف بين أفراد العمل، خوفا من أن تظنّ طائرات العدو أن هذه الطائرة حقيقية.

وهنا نلاحظ حادثة الطائرة التي اصطدمت بسيارة هيفاء، وكادت تودي بحياتها، كما نلاحظ أيضا حادثة الطائرة التي كادت تسبّب مأزقا كبيرا للبنان عند تصوير نانسي لكليبها.

الحدث الرابع فني غنائي هذه المرة، فعن مصادر مقربة من نانسي، علم موقع Mbc.net أن ألبوم نانسي الجديد سوف يحتوي على عمل ديو يشارك فيه أحد المطربين العرب اللامعين في الوسط الفني، بحيث سيكون هذا العمل مفاجأة تهديها نانسي لجمهورها.

من جهتها، شاركت هيفاء المطرب راغب علامة أغنية "يا بنت السلطان" في حفلات جرت في كندا، وقد تفاجأ الجمهور بهذا الديو لأغنية لبنانية قديمة كان يغنيها السوبر ستار راغب علامة. بينما يذكر بعض المعلومات أن هذه الأغنية سوف تجدّد وتطرح مجدّدا في الأسواق، بصوت الثنائي "راغب-هيفا".

أما الحدث الخامس والأخير فيتعلق بالمشروبات، إذ باتت المشروبات الغازية تعتمد مؤخرا على نجوم الفن، بحيث نرى هيفاء تروّج لمشروب غازي "بيبسي"، أما نانسي فتروّج لمشروب غازي "كوكا كولا".

الحالة الفنية متشابهة بينهما

في تفسير ما حدث، يقول ناقد فني لبناني "إن الحالة الفنية متشابهة بعض الشيء بين كل من هيفاء ونانسي". لكنه يتحفظ على تمييز كل واحدة عن الأخرى، معتبرا أن ما يحصل ليس إلا تعبيرا عن المستوى الفني الذي وصلت إليه البلاد العربية، بعد أن كان كل العالم ينتظر صوتا طربيا عربيا".

ويتأسّف لما يصفه بالحملات التي تشوّه الفن، قائلا إن "كل ما يسمعه لا يصل حتى إلى أول درجة من سلم الطرب". ويضيف "اشتقت لسماع صوت أم كلثوم، وعبد الحليم، وفريد الأطرش"، ويتابع قائلا "وذلك مع احترامي لكل الفنانين العرب الموجودين على الساحة الفنية اليوم".

المنافسة كبيرة إذن بين الفنانتين، فكل منهما يقود موهبته نحو المزيد من التألّق، بعدما أثبتت وجودها في العالم الغنائي، ولكن على المتابع أن يميّز بين حالة توارد الأفكار تلك، لكن يبدو أن علينا القول بأن الفن أصبح -هو ذاته- شيئا مشاعا بين الجميع، في الغناء والكلمات واللباس والتصوير والأفكار، أو غيرها جميعا.

التعليقات