جانين د: أكثر الفنانين متصنعون وغير طبيعيين

جانين د: أكثر الفنانين متصنعون وغير طبيعيين
غزة-دنيا الوطن

لم تشأ جانين د، ان تكون اطلالتها الفنية الاولى تشبه اي اطلالة اخرى لفنانات زميلات لها، فحاولت ان تمزج بين الشرق والغرب على طريقتها، فقدمت الفن الصادق كما تقول، والنابع من احاسيسها الداخلية التي تسكنها منذ نعومة أظفارها.

ففي ألبومها الغنائي الاول ويحمل اسم «سلام» انتقت الالحان والكلمات التي تحاكي كل شخص في اي سن كان، فأثبتت قدرتها على دخول عالم الغناء من بابه العريض. وتصنف جانين نفسها بأنها «انسانة بسيطة جدا، احب الحياة واردت ان يشبهني فني بكل تفاصيله. الفن تعبير صادق عن احاسيس صاحبه، فاذا جاء مواربا اسقط صاحبه في متاهات هو في غنى عنها وولد مسافات شاسعة بينه وبين الناس».

وجانين التي دخلت عالم الغناء منذ فترة قصيرة لم تأت اليه بالصدفة، بل حضّرت واستعدت له من «رأسها حتى اخمص قدميها». تقول: «انا من الاشخاص الذين يهتمون بالتفاصيل الصغيرة لكل عمل يقومون به، لذلك لا اجد نفسي قد تأخرت، بل جئت الى المكان المناسب في الوقت المناسب رغم كل المعمعة الموجودة في الساحة اليوم». وتؤكد جانين المولودة من اب مصري وام لبنانية من آل داغر، استوحت منها اسمها الفني جانين د، ان الساحة اليوم تفتقر الفنان الطبيعي غير المتصنع او المتكلف، على ان يتمتع بنفحة من الاختلاف عن غيره مما يميزه عن الآخرين، وهو بعبارة اخرى يجب ان يكون وان بتفصيل صغير خارجا عن المألوف.

وعن ربط بعض الاقلام بينها وبين الفنانة العالمية داليدا، ترد جانين: «هذا الامر افتخر به وبالتأكيد لا يزعجني، فأنا اعبق بتقاليد الشرق وتربيت في الغرب. فداليدا لقبت في فرنسا بـ «الشمس»، واتمنى ان استطيع ادخال وإن شرارة من اشعة الشمس الى ساحة الغناء العربي».

وتوضح جانين انها لم تتأثر بشخصية فنية معينة لانها منذ صغرها تستمع الى خليط من الفن العربي والغربي والاوبرالي، مما زادها ثقافة ومعرفة في اصول تقنية الغناء.

وترفض جانين ان تقدم على اي خطوة قبل درسها في العمق، ومع ذلك فهي تعشق العفوية والتلقائية لانها تكشف الشخصية الحقيقية للفنان. وكانت جانين قد ألقت كلمة مقتضبة خلال مهرجان دمشق السينمائي عندما انتدبت لتسلم جائزة نادين لبكي عن فيلمها «سكر بنات»، فلاقت ترحيباً من الجمهور الذي صفق لها طويلا بالمناسبة، وتقول: «احب ان يشعر جمهوري باحترامي له، لذلك لا اهمل اي تفصيل عندما اعلم انني سأواجهه».

وتتابع جانين اعمالها بنفسها وتقوم بمختلف الامور المطلوبة عادة من مدير اعمالها، إلا ان ذلك لا يجعلها تستغني عنه في مسيرتها الفنية لانه يشكل ـ كما تقول ـ ركيزة اساسية في عمل الفنان، لكنها لن تستعجل الامور، ولا بد ان تجد الشخص المناسب في الوقت المناسب، وتقول: «انا لا ابحث عن الشهرة، بل عن وسيلة اوصل بها الى الناس ما يخالجني واتمنى ان انجح في مهمتي فأحقق هدفي».

واطلت جانين حتى الآن في اغنيتين مصورتين اخرجهما لها يحيى سعادة، وهما «سلام» و«يا سارق عمري».

وفي كلتا الاغنيتين برزت شخصية المرأة القاسية والعنيفة، مما ترك علامات استفهام كثيرة حول الرسالة التي ارادت ايصالها من خلال هذا «الكاراكتير».

وتوضح في هذا الصدد: «انا شرقية بامتياز وأحترم المرأة العربية، لا بل انا معجبة بها، لذلك اردت من خلال الاغاني المصورة التي قدمتها ان اكشف الوجه الآخر للمرأة الشرقية الخاضعة والضعيفة، لأظهر مدى قوتها اذا ما ارادت الخروج من قوقعتها. واقول لمن لم يحبذوا هذه المشاهد في كليباتي انها مجرد دور تمثيلي اردت من خلاله ان ابرهن ان المرأة ليست شكلا فقط، بل تفكير وعقلانية وباستطاعتها ان تتجاوز الانكسار والخضوع اذا ما رغبت في ذلك. وقد اجدت القيام بالدور وخرجت فيه عن المألوف. وقريبا جدا سأصور اغاني اخرى ابرز فيها وجها آخر من وجوه المرأة العربية القديرة الجريئة والرقيقة معا».

وعما اذا كانت قد نجحت في فرض شخصيتها على الساحة وبين الناس، تؤكد جانين انها ليست في صدد فرض نفسها على احد. وصحيح ان الناس في لبنان وحتى في العالم العربي ككل، يتسرعون في الحكم على الآخرين، إلا انها ستأخذ اطول وقت ممكن لاقناع الناس بموهبتها وليس لديها مشكلة اذا تطلب الامر سنوات عدة.

اما خطوتها التالية فهي تصوير اغنية ثالثة من ألبومها بعنوان «انت يا»، كما انها تحضر لتسجيل مجموعة جديدة من الاغاني مع عدد من الملحنين اللبنانيين والعرب. وهي في صدد دخول مسابقة عالمية ترعاها Eurovision، وستقدم فيها اغنية «سلام» بالفرنسية بعدما اعدت النص بنفسها. اما الحدث الذي تحلم بتحقيقه قريبا، فيدور في فلك الغناء الاستعراضي وتتمنى ان تنجزه قريبا.

اما النصيحة التي توجهها لنفسها كلما وقفت امام المرآة، فهي ان تتذكر دائما ان الطريق الذي اختارته ما زال طويلا وشائكا، وامامها الكثير من العمل والجهد قبل الوصول الى الهدف، وتقول: «انا انسانة مؤمنة واعلم ان نصيبي من هذه الدنيا سوف احصل عليه عاجلا ام آجلا، لذلك لست على عجلة من امري».

وعما اذا كانت تحضر لعمل ثنائي مع احد الاصوات الذكورية، اوضحت انها تفضل الديو النسائي وهو نادر في العالم العربي، إنما اذا خيّر لها انتقاء الصوت الذي يعجبها، فهي تفضل الوقوف الى جانب عمرو دياب.

واذا قدر لها العودة الى الوراء لن تعمد الى تغيير اي تفضيل من حياتها، لانها تحب حياتها كما هي.

وعن سبب اختيارها للبنان للانطلاق منه رغم انها مصرية الجنسية، تقول جانين: «انا مزيج من مصر ولبنان، واذا فضلت هذا او ذاك، فذلك لن يقلل من قدر الآخر. فالاثنان يمثلان امي وابي، ولا استطيع ان افرق في حبي لهما».

يذكر ان جانين تركت لبنان وهي في الرابعة عشرة وانتقلت الى الولايات المتحدة الاميركية حيث انهت دراستها المدرسية والجامعية، ثم عادت الى لبنان لتنطلق منه نجمة في سماء الاغنية العربية.

التعليقات