كواليس الزيارة الإعلامية الأولى للإستخبارات السعودية

كواليس الزيارة الإعلامية الأولى للإستخبارات السعودية
غزة-دنيا الوطن

حينما تغرق في ثكنات السلطة الرابعة ومستجداتها عبر جميع وسائل الإعلام، وتجد أنك في يومٍ من الأيام تستلم الدعوة المعنونة بـ "الرئاسة العامة للاستخبارات السعودية"، يجبرك الفضول الإعلامي على إختراق حاجز دام خمسين عامًا في حصانة أمنية، وهو ما تبيّن أثناء المؤتمر الصحافي الذي عقده الرئيس العام للاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، حينما اقتظّت القاعة المخصّصة للمؤتمر بالإعلاميين والإعلاميات المحليين والدوليين، وفي تلك الأثناء دارت كواليس الزيارة الإعلامية الأولى لمقر الاستخبارات السعودية التي أغلقت أبوابها نصف قرن من الزمان، تحصّنًا عما سيظهر على صفحات الصحف وشاشات الفضائيات من داخل أروقة الجهاز الأمني المهم في البلاد.

ذكر أحد الإعلاميين الحاضرين للمؤتمر الصحافي داخل المركز التوجيهي بالرئاسة العامة للاستخبارات السعودية، أنه لم يكن على علم بأنه سيتجوّل داخل أروقة الاستخبارات العامة باستقبال الأكابر واحتفاء الأصدقاء، بل توقّع احتراز أمني عالي السرية ومرافق خاص من الخارج للداخل تحت وطأة العين المجرّدة.

تبدأ كواليس الزيارة الأولى من نوعها إعلاميًا للرئاسة العامة للاستخبارات السعودية منذ نصف قرن على لسان الإعلامي (س . ع) الذي روى لـ "إيلاف" انطباعه فقال: "لم أكن أتوقع أن يأتي يومًا من الأيام لمبنى الاستخبارات السعودية من دون قيود تكبّلني كمطلوب للتحقيق أو للعدالة، إذ إنني لم أسمع في يوم من الأيام أن الاستخبارات السعودية تستقبل مراجعين خلال ساعات العمل اليومية".

يسترسل قائلاً : "حينما اقتربت من مبنى لأحد المراكز الصحية في أحد أحياء العاصمة كما ذكر لي ضابط الاتصال واصفًا لي مقر انعقاد المؤتمر الصحافي، تفاجأت بأنني أمام عدد من الحرس الخاص بجهاز الاستخبارات السعودي أمام مدخل أعتقد انه كان أحد الطرق الرئيسة للحي، وحينها رحّب بي أحدهم وتعرّف على اسمي في قائمة تزخر بها صفحات من الورق في يده، ومن ثم ترك لي المجال بالدخول دون أي إحتراز أمني يُذكر وكأنني من أكابر الوفود الرسمية في المحافل العالمية، بعد ذلك اقتربت في طريقي المحاط بأسوار من الجانبين حتى استقبلني أحدهم ليرشدني على موقف سيارتي الذي أحسسته قد خصّص لي تمامًا".

واضاف " دخلت البوابة الرئيسة للمبنى، وإذا بشخص آخر يأتي من بعيد ويستقبلني بحرارة دون أن يعرّف باسمه، وجلبني للدخول من طريق أعتقد أنه للطوارئ حيث أنني قد تأخّرت نوعًا ما عن موعد انعقاد المؤتمر، وما جعلني أثق أنني داخل أسوار الاستخبارات السعودية أن مرافقي لم تفارقني عينه حتى اخترت مقعدي من القاعة وتأكّد بأنني ملتزم بالجلوس".

سارع قائلاً: "حينها أدركت كلمة الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود رئيس الاستخبارات العامة وهو يقول: ( مرحبًا بكم أيها الأصدقاء)، وهنا تأكّدت بأنني لم أكن مطلوبًا للعدالة بل ضيفًا للقطاع الذي شرّع أبوابه أمام السلطة الرابعة دون أن يتحفّظ سوى على مداخل أخرى لا أعتقد أن لكل زائر أن يتجول بها".

وختم حديثه بقوله: "في ثكنات حديث الأمير مقرن بن عبد العزيز استوقفتني جمله ذكرها، ألا وهي أن جهاز الاستخبارات العامة يعتبر جهازًا تنفيذيًا فقط، فهو يرفع تقاريره الرسمية للملك مباشرة قبل البت فيها، وهو ما جعلني أسلّم أمري للطمأنينة من جهاز أمني مرعب باسمه، ومع ذلك جعل المجتمع يشاركه الحفاظ على أمن البلاد".

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدة الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود رئيس الاستخبارات العامة السعودية، الرئيس العام لمؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني، يوم السبت في مقر الرئاسة بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك بمناسبة بدء الفعاليات الإعلامية لمؤتمر "تقنية المعلومات والأمن الوطني" الذي سيرعاه خادم الحرمين الشريفين مطلع كانون الأول/ديسمبر القادم، في حين حضر المؤتمر الصحافي عدد من الشخصيات الإعلامية ومراسلي بعض الوكالات العالمية، وتحدث الأمير مقرن عن مؤتمر تقنية المعلومات والأمن الوطني ومحاورة، وأعلن بدء الفعاليات الإعلامية.

*ايلاف

التعليقات