يحيى الفخراني: رفضت الملك فاروق وكدت أطلق زوجتي بسببه

غزة-دنيا الوطن
الفنان يحيى الفخراني أصبح من أهم علامات الدراما الرمضانية. لكنه هذا العام، كان مختلفاً، وفاجأ جمهوره بشخصية «حمادة عزو»، المدلل، المستهتر، على عكس الشخصيات الجادة الرصينة التي اعتاد تقديمها في الأعوام السابقة. كيف جاء هذا الخيار، ولماذا الإصرار على الكاتب يوسف معاطي الذي قدّم معه «سكة الهلالي» العام الماضي، ثم تكرر التعاون في «يتربى في عزو» وغيرها من التساؤلات أجاب عنها الفخراني في لقائه مع «سيدتي» التي جمعته أيضاً بوالدته في المسلسل «ماما نونة» أي الممثلة كريمة مختار التي شكّلت معه ثنائياً ناجحاً.
البداية كانت مع يحيى الذي سألناه: > ألم تخش بتعاملك مع الكاتب نفسه التكرار وعدم التجديد؟!
ـ تعاونت مع يوسف معاطي لعامين على التوالي. وأنا مستعد للعمل معه دائماً إن وجدت لديه عملاً متميّزاً، فالذي يهمّني في المقام الأول هو العمل المتميّز بصرف النظر عن اسم صاحبه. وبرغم الصداقة التي تجمعنا، لم أسع لـ «دويتو» معه أو أن يكون الكاتب الخاص بي وأقدّم كل ما يكتبه، لكن فكرة العمل جاءت أثناء جلسة مشتركة، وعرض عليّ تــحــضــيـــر مســـلســل يــشـــرح ظروفـــنا وأحوالنا أيام الدراسـة الجامعية، وبدأ يكتب بعض التفاصيل ثم قال لي بعد فترة: ما رأيك في شخصية «حمادة عزو» الذي تجاوز الستين من عمره والمدلل بشكل كبير ونطرح من خلاله تساؤلات عديدة؟
> وما الذي شدّك إلى هذه الشخصية؟
ـ فكرة المسلسل. فقد أراد المؤلف أن يغيّر من الفخراني بعد عدة أعمال جسّدت فيها شخصيات تتّسم بالجدية والمثالية، أما «حمادة عزو» فهو مستهتر ومدلل، وهذا أكثر ما شدّني في العمل، وشعرت أنه سيكون مفاجأة للجـمــهور الذي سيشاهدني بشكل جديد. العمل فيه إسقاطات سياسية كثيرة، ويتعرّض بأسلـوب ســاخر للكثير من الأخطاء الاقتصادية والتي ينتج عنها مواقف كوميدية مضحكة رسمها المؤلف بشكل دقيق وجديد. والكوميديا الموجودة في العمل تعتمد على المواقف وليس الإفيهات.
> هل أردت الظهور بشكل درامي مختلف؟
ـ هذا العام، كانت بداخلي رغبة شديدة لتقديم عمل كوميدي، على رغم صعوبته في الدراما التلفزيونية؛ ليس لقلة النصوص ولكن لأن مشاهد التلفزيون له تعامل خاص جداً، فلو شعر بأن الممثل يستظرف ولو للحظة سيقوم بتغيير مؤشر القنوات فوراً، وهنا تكمن صعوبة العمل الكوميدي في التلفزيون.
> هل كانت لديك توقعات لردود أفعال المشاهدين؟
ـ عندما قرأت سيناريو المسلسل، كانت توقعاتي بأن هذا المسلسل إما أن ينجح نجاحاً مبهراً أو يفشل فشلاً ذريعاً، فالمنطقة الوسط لم تكن في اعتقادي، لأن هذه النوعية من الدراما صعبة في كتابتها وإخراجها، وأعتقد أن يوسف معاطي ومجدي أبو عميرة نجحا في ذلك.
> هناك تفاصيل دقيقة في شخصية عزو كالملابس المبهرجة «الكاجوال» والسلسلة، كيف تخيّلت تفاصيل الشخصية؟
ـ أولاً، شخصية عزو سلبية فكان لابد أن تصطبغ بصبغة محبّبة لدى المشاهد، لأنها شخصية ليست شريرة. لذا، فالألوان المبهجة أضفت على الشخصية مزيداً من العمق.
> أين أنت من هذه الشخصية؟
ـ الشيء الوحيد الذي يشبهني من هذه الشخصية هو أنني الإبن الوحيد، لكن التربية اختلفت، والدي ووالدتي كانا حازمين في تربيتي، وقد حرصا على غرس تحمّل المسؤولية وعدم الإستهتار لدي، بالإضافة إلى أنني تربيّت مع أولاد خالي الكثيرين.
بين «يتربى في عزو» و«الدالي»!
> تخليّت عن الوجوه الجديدة في هذا العمل، بينما دفع نور الشريف
بـ 8 وجوه في مسلسل «الدالي»، لماذا هذا التغيير؟!
ـ العمل لا يتطلّب وجوهاً جديدة وهذه رؤية المخرج وأنا لا أتدخل إلا في حدود ضيّقة، ولكني أشجع أي فنان موهوب يبحث عن فرصة في عالم التمثيل، لأنني مؤمن بأنني ومعي كل الفنانين الذين أصبحوا نجوماً يجب أن نكون سنداً وعوناً لهؤلاء الشباب لأن إبراز النجوم يأتي من خلال الأعمال التي تحظى بنسبة مشاهدة.
فالممثل أحمد مكي، الذي قدّم شخصية هيثم دبور في فيلم عادل امام «مرجان أحمد مرجان» يمثل منذ فترة وهو مخرج أيضاً، ولولا مشاركته في عمل كبير ومع نجم معروف لما تحقق له هذا التواجد.
أنا لا أنافس نور الشريف في الدفع بأكبر عدد من الوجوه الجديدة ولكن طبيعة العمل هي التي تفرض ذلك.
> هل تعتقد أن زيادة أجرك بهذا الشكل قد تكون في غير صالح نهضة الفن المصري؟
ـ أجري لا يضرّ بالفن في ظل المكاسب المادية الكبيرة التي يحصل عليها المنتجون سواء كانت من بيع المسلسلات للقنوات الفضائية أو الحصول على نسبة من الإعلانات، ومن حقي في ظل هذه الأجواء أن أتقاضى الأجر الذي يتناسب معي، خاصة أنني أقدم عملاً وحيداً كل عام ولا يمكن أن أترك أحداً يستغلني تحت أي ظرف.
محمد علي
> فيلمك الجديد «محمد علي» الذي تعود به للسينما بعد فترة انقطاع، ما أسباب تأجيله المتكرّر؟
ـ المشروع توقف بسبب ظروف خاصة بشركة الإنتاج، بينما أنا جاهز لتقديمه منذ فترة طويلة، وهو فيلم ليس سهلاً. فنحن نصنع فيلماً عن أهم شخصية في تاريخ مصر المعاصر ومؤسس نهضتها الحديثة. وبالتالي فاختيار الممثلين وأماكن التصوير ليس بالأمر السهل، ولكنه لن يؤجّل أكثر من ذلك وسوف نبدأ التصوير قبل نهاية العام.
> ومن أين ستبدأ في شخصية محمد علي؟
ـ العمل يتناول كل حياته وتأثير هذه الفترة على حكم مصر بالكامل، كما سيحتوي على جانب سياسي صريح.
> كيف تنظر إلى هذه الفترة؟
ـ أراها كأهمّ فترة في حياة مصر سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية حيث شهدت نهضة كبيرة وواكبتها أيضاً بعض العيوب مثل المذبحة الشهيرة والديكتاتورية التي كان يتميز بها محمد علي. ولكن إذا نظرنا إلى الظروف العامة نجد أنها كانت ديكتاتورية مطلوبة حتى يحقق مشروعاته.
> إلى أي مدى تؤمن بالديكتاتورية؟
ـ كل زمن وله قواعد تنظم الحكم فيه، ولو كنت مكان محمد علي لأصبحت ديكتاتوراً، لكنني أحب الديمقراطية جداً وأرى أنها الأصلح لهذا العصر.
40 مليون جنيه
> تخصيص عماد الدين أديب منتج الفيلم ميزانية تبلغ 40 مليون جنيه، هل شجعك على تقديمه؟
ـ المخاطرة مطلوبة، وفي الوقت نفسه، طرحت تخوّفي على الشركة ولكن عماد أديب قال لي صراحة: «أنا لا أضع أي جنيه في عمل إلا إذا كنت متأكداً من أنه سيحقق مكسباً مضاعفاً على الأقل». ولكن القلق يلازمني بسبب هذه الشخصية لأن أي خطأ فيها سيكلفني الكثير، في النهاية ليس بيدي أكثر من الإعتماد على الله والإجتهاد.
رفضت «الملك فاروق»
> في ظل هذه الظروف السينمائية الصعبة التي نعيشها ما الذي يستدعي تقديمك فيلماً عن حياة محمد علي؟
ـ العودة إلى الأصل ضرورية، وإظهار إنجازات مصر في الفترات الماضية أصبح أمراً ملحاً لأن الناس أصبحت في حالة من الإحباط الشديد وهذا المشروع أفكّر فيه منذ سنوات طويلة، وتلقيت عروضاً لتقديمه أكثر من مرة في أعمال درامية لكنني رفضت بسبب التخوّف من ضعف الإنتاج، الذي سيخرج العمل في صورة سيئة. وفي بعض الفترات وصلت الى درجة من القناعة بأن عملاً مثل هذا لايمكن تقديمه إلا بإنتاج أجنبي، ولكن حماس عماد أديب ورغبته في إنتاج أعمال جيدة جعلاني مندفعاً لتقديمه.
> هل وجود حاتم علي كمخرج للفيلم يطمئنك لخروجه بشكل متميّز؟
ـ المخرج حاتم علي سوف يستعين بمدير تصوير آخر وبمخرج لتصوير المعارك، أي أن طاقماً أجنبياً سوف يكون مساعداً له في العمل وهذا سوف يسهل مهمته. وفي اعتقادي، إنه أفضل مخرج يمكن أن يقوم بهذه المهمة نظراً لخبرته الطويلة في الأعمال التاريخية.
> لماذا رفضت تقديم شخصية «الملك فاروق» رغم تحمّسك لها؟
ـ (ضاحكاً) الملك فاروق وضعني في أزمة، لأن كاتبة القصة زوجتي لميس جابر وهي مؤلفة «محمد علي» أيضاً، كانت تكتب «الملك فاروق» وكل تخيّلاتها منصبّة عليّ، وكنت سعيداً جداً بهذه الشخصية لأن عصر فاروق كانت فيه نهضة حقيقية وإن كنت أرى فاروق نفسه سلبياً، ورفضت العمل في النهاية، لإحساسي بأن الشخصية أصغر مني، ولولا أن زوجتي تحبني لطلبت الطلاق لأنها ظلت تكتب العمل طيلة عشر سنوات، وفي داخلها قناعة أنني سوف أقدمه، وعوضتها بموافقتي على تقديم «محمد علي».
مسلسل ماما كريمة هذا العام «يتربى في عزو» هو الأفضل في تاريخها، فقد ساهم الممثل يحيى الفخراني أو «حمادة عزو» في عودة نجوميتها من جديد لدرجة أنها لم تكن نجمة في العمل، ولكن الاستفتاءات كلها في مصر رشحتها واختارتها كأفضل نجمة في السباق الرمضاني. كيف عاشت «ماما نونة» مع حمادة داخل البلاتوهات، أسباب نجاحها في تجسيد هذا الدور، حكايتها مع ليلة العيد، رأيها في الأعمال الأخرى، وهل كانت تتوقع بالفعل كل هذه الضجة حول هذا العمل؟
كريـمـة مخـتـار التي اختيرت أفضل ممثلة بحسب الصحف المصرية فتحت قلبها لـ «سيدتي»، في الحوار التالي:
> ماذا يعني لك هذا اللقب؟
ـ حصولي على لقب «أفضل ممثلة في دراما رمضان» هو درس لكل ممثل يحاول أن يقدّم عملاً جيداً، ويبذل فيه مجهوداً؛ لأنه سوف يجد من يكرّمه حتى لو تقدّم به العمر، والشباب عليهم أن يدركوا هذا الأمر جيداً حتى يستطيعوا أن يقدموا أعمالاً جيدة. لم أتوقع نهائياً ما حدث، ولكنني اجتهدت تماماً في الشخصية، وتفرغت لها، ورفضت أن أشارك في أي عمل آخر إلى جانبه، ولم أكن أفكر في شيء سوى هذا العمل؛ حتى أكون جديرة بالمسؤولية الكبرى التي وضعها على عاتقي المؤلف يوسف معاطي؛ لأنه هو من رشحني لهذا العمل، وقال لي: «إن هذا الدور سوف يستهويك». وما زاد من مسؤوليتي نحوه أنه مع الفنان يحيى الفخراني، وأعماله كلها حققت نجاحا كبيراً، فهذه المسألة كانت تشغلني كثيراً، وكنت أقول لنفسي: كيف سأتعامل في دور خفيف مع هذا النجم صاحب الأدوار الصعبة والمعقدة؟
حمل ثقيل
> كيف تخلصت من هذه الأفكار؟
ـ من خلال يحيى الفخراني في أول مشهد له، حيث وجدته طفلاً بريئاً يجسّد الشخصية بكل محتوياتها، دون أي تعديل أو ارتباك، وكأنه ولد يقدم هذا العمل.
> كيف كان رد فعل يحيى الفخراني تجاهك داخل البلاتوه، خاصة أن دورك كبير، وطوال الأحداث تتواجدين معه؟
ـ الفخراني ليس غريباً عني، وقد سبق وتعاملت معه من قبل في فيلم «مبروك وبلبل»، وفي هذا العمل تغلّب على نفسه، وتجاوز حدود النجم حتى خرج العمل بالشكل المتميّز الذي رآه الجميع.
> هل انتابك شعور بالقلق أثناء التصوير خاصة مع اتساع مساحة دورك؟
ـ كنت متخوّفة جداً، وبعد كل مشهد كنت أذهب مسرعة إلى المخرج مجدي أبو عميرة، وأسأله عن أدائي، فكان دائماً يطمئنني خاصة أنني بذلت مجهوداً كبيراً، لأنني قدّمت ما يقرب من 800 مشهد، وهذا حمل ثقيل جداً.
> تغيّرت معاملتك لـ «حمادة» في نهاية العمل، وفجأة وجدك تتعاملين معه بشكل صارم بعد العديد من وصلات التدليل. كيف حدث ذلك؟
ـ لكل إنسان طاقة، ودائماً يكون داخل الأم كونترول (رقابة) للتحكم في تصرفات أبنائها مهما كانت درجة الدلع لأي منهم، وعندما يصل الأمر الى درجة الخروج عن المألوف فلا بد من الحزم، وهذا ما حدث مع «حمادة» في العمل عندما سرق رغم أن هذا المشهد كان صعباً جداً؛ لأنني تعوّدت على معاملته بدلع طوال حياته.
لم أعامل أولادي كـ «حمادة»
> وهل هذه طبيعتك في الواقع عندما كنت تتعاملين مع أولادك؟
ـ (تبتسم وتقول): أنا لا أسعى لأن أكون مكروهة بين أبنائي، أو متشددة، لكنني لم أصل في التعامل معهم الى مثل ما حدث مع «حمادة»، خاصة أن هذه الشخصية غير موجودة نهائياً في الواقع بهذا الشكل، فأنا لم أكن أخفي يوماً تصرفاً سيئاً صادراً عن أحد من أولادي عندما كان يسألني والدهم عن أحوالهم.
> شعبية «ماما نونة» كانت تتزايد من حلقة إلى أخرى داخل الأسرة المصرية؛ حتى وصلت إلى ذروتها في الحلقة الأخيرة. كيف وجدت ذلك؟
ـ كنت أعرف ذلك خاصة أن الإتصالات لم تتوقف طوال الشهر، وبعض الأمهات كنَّ يتصلن بي ليستشرنني في المعاملة مع أبنائهن، وتزايد الموقف بعد أن «دعوت» على حمادة، وتغيّرت معاملتي له. والحلقة الأخيرة كانت رد الفعل تجاهها عالياً جداً، وأنا شخصياً غضبت عندما شاهدتها، ولم أرغب بمشاهدتها مرات عدة مثلما فعلت مع باقي الحلقات؛ لأن يحيى الفخراني أجلسني في مقاعد المتفرجين، مثل كل الأمهات وأبكاني بأدائه التلقائي الرائع، ولو كان الأمر بيدي لأعطيته جائزة عن هذه الحلقة؛ لأنه أثبت للجميع أنه ممثل عالمي، والموقف كان صعباً على أحفادي؛ لأنهم بكوا عندما توفيت، لكني أعتبره في الوقت نفسه عظة للأطفال؛ كي يعرفوا أن الإنسان مهما بلغ من السن فلابد من الموت.
> ما أكثر ما شدك في هذا العمل؟
ـ عروسة ماما نونة، وجمالها؛ لذلك طلبت من الشركة المنتجة أن تهديني واحدة؛ حتى أحتفظ بها ووافقوا، لكن لم تصلني حتى الآن.
> هل نجاح هذا المسلسل سوف يجعلك تفكرين ألف مرة قبل قبول أي عمل جديد؟
ـ هذا المسلسل أعتبره أهم عمل في تاريخي؛ لأنني للمرة الأولى في حياتي أقدّم عملاً جماهيرياً متكامل العناصر، وهو تكريم لكل السنوات الماضية، وأي عمل سوف يعرض عليَّ يشترط للمشاركة فيه أن يكون ذا مضمون متميز، ولا يشترط فيه المساحة.
> هل حرصت على مشاهدة كل الأعمال التي عُرضت خلال الشهر الكريم؟
ـ كنت أحرص على متابعة «نقطة نظام» بانتظام، وهو أفضل الأعمال.
الفنان يحيى الفخراني أصبح من أهم علامات الدراما الرمضانية. لكنه هذا العام، كان مختلفاً، وفاجأ جمهوره بشخصية «حمادة عزو»، المدلل، المستهتر، على عكس الشخصيات الجادة الرصينة التي اعتاد تقديمها في الأعوام السابقة. كيف جاء هذا الخيار، ولماذا الإصرار على الكاتب يوسف معاطي الذي قدّم معه «سكة الهلالي» العام الماضي، ثم تكرر التعاون في «يتربى في عزو» وغيرها من التساؤلات أجاب عنها الفخراني في لقائه مع «سيدتي» التي جمعته أيضاً بوالدته في المسلسل «ماما نونة» أي الممثلة كريمة مختار التي شكّلت معه ثنائياً ناجحاً.
البداية كانت مع يحيى الذي سألناه: > ألم تخش بتعاملك مع الكاتب نفسه التكرار وعدم التجديد؟!
ـ تعاونت مع يوسف معاطي لعامين على التوالي. وأنا مستعد للعمل معه دائماً إن وجدت لديه عملاً متميّزاً، فالذي يهمّني في المقام الأول هو العمل المتميّز بصرف النظر عن اسم صاحبه. وبرغم الصداقة التي تجمعنا، لم أسع لـ «دويتو» معه أو أن يكون الكاتب الخاص بي وأقدّم كل ما يكتبه، لكن فكرة العمل جاءت أثناء جلسة مشتركة، وعرض عليّ تــحــضــيـــر مســـلســل يــشـــرح ظروفـــنا وأحوالنا أيام الدراسـة الجامعية، وبدأ يكتب بعض التفاصيل ثم قال لي بعد فترة: ما رأيك في شخصية «حمادة عزو» الذي تجاوز الستين من عمره والمدلل بشكل كبير ونطرح من خلاله تساؤلات عديدة؟
> وما الذي شدّك إلى هذه الشخصية؟
ـ فكرة المسلسل. فقد أراد المؤلف أن يغيّر من الفخراني بعد عدة أعمال جسّدت فيها شخصيات تتّسم بالجدية والمثالية، أما «حمادة عزو» فهو مستهتر ومدلل، وهذا أكثر ما شدّني في العمل، وشعرت أنه سيكون مفاجأة للجـمــهور الذي سيشاهدني بشكل جديد. العمل فيه إسقاطات سياسية كثيرة، ويتعرّض بأسلـوب ســاخر للكثير من الأخطاء الاقتصادية والتي ينتج عنها مواقف كوميدية مضحكة رسمها المؤلف بشكل دقيق وجديد. والكوميديا الموجودة في العمل تعتمد على المواقف وليس الإفيهات.
> هل أردت الظهور بشكل درامي مختلف؟
ـ هذا العام، كانت بداخلي رغبة شديدة لتقديم عمل كوميدي، على رغم صعوبته في الدراما التلفزيونية؛ ليس لقلة النصوص ولكن لأن مشاهد التلفزيون له تعامل خاص جداً، فلو شعر بأن الممثل يستظرف ولو للحظة سيقوم بتغيير مؤشر القنوات فوراً، وهنا تكمن صعوبة العمل الكوميدي في التلفزيون.
> هل كانت لديك توقعات لردود أفعال المشاهدين؟
ـ عندما قرأت سيناريو المسلسل، كانت توقعاتي بأن هذا المسلسل إما أن ينجح نجاحاً مبهراً أو يفشل فشلاً ذريعاً، فالمنطقة الوسط لم تكن في اعتقادي، لأن هذه النوعية من الدراما صعبة في كتابتها وإخراجها، وأعتقد أن يوسف معاطي ومجدي أبو عميرة نجحا في ذلك.
> هناك تفاصيل دقيقة في شخصية عزو كالملابس المبهرجة «الكاجوال» والسلسلة، كيف تخيّلت تفاصيل الشخصية؟
ـ أولاً، شخصية عزو سلبية فكان لابد أن تصطبغ بصبغة محبّبة لدى المشاهد، لأنها شخصية ليست شريرة. لذا، فالألوان المبهجة أضفت على الشخصية مزيداً من العمق.
> أين أنت من هذه الشخصية؟
ـ الشيء الوحيد الذي يشبهني من هذه الشخصية هو أنني الإبن الوحيد، لكن التربية اختلفت، والدي ووالدتي كانا حازمين في تربيتي، وقد حرصا على غرس تحمّل المسؤولية وعدم الإستهتار لدي، بالإضافة إلى أنني تربيّت مع أولاد خالي الكثيرين.
بين «يتربى في عزو» و«الدالي»!
> تخليّت عن الوجوه الجديدة في هذا العمل، بينما دفع نور الشريف
بـ 8 وجوه في مسلسل «الدالي»، لماذا هذا التغيير؟!
ـ العمل لا يتطلّب وجوهاً جديدة وهذه رؤية المخرج وأنا لا أتدخل إلا في حدود ضيّقة، ولكني أشجع أي فنان موهوب يبحث عن فرصة في عالم التمثيل، لأنني مؤمن بأنني ومعي كل الفنانين الذين أصبحوا نجوماً يجب أن نكون سنداً وعوناً لهؤلاء الشباب لأن إبراز النجوم يأتي من خلال الأعمال التي تحظى بنسبة مشاهدة.
فالممثل أحمد مكي، الذي قدّم شخصية هيثم دبور في فيلم عادل امام «مرجان أحمد مرجان» يمثل منذ فترة وهو مخرج أيضاً، ولولا مشاركته في عمل كبير ومع نجم معروف لما تحقق له هذا التواجد.
أنا لا أنافس نور الشريف في الدفع بأكبر عدد من الوجوه الجديدة ولكن طبيعة العمل هي التي تفرض ذلك.
> هل تعتقد أن زيادة أجرك بهذا الشكل قد تكون في غير صالح نهضة الفن المصري؟
ـ أجري لا يضرّ بالفن في ظل المكاسب المادية الكبيرة التي يحصل عليها المنتجون سواء كانت من بيع المسلسلات للقنوات الفضائية أو الحصول على نسبة من الإعلانات، ومن حقي في ظل هذه الأجواء أن أتقاضى الأجر الذي يتناسب معي، خاصة أنني أقدم عملاً وحيداً كل عام ولا يمكن أن أترك أحداً يستغلني تحت أي ظرف.
محمد علي
> فيلمك الجديد «محمد علي» الذي تعود به للسينما بعد فترة انقطاع، ما أسباب تأجيله المتكرّر؟
ـ المشروع توقف بسبب ظروف خاصة بشركة الإنتاج، بينما أنا جاهز لتقديمه منذ فترة طويلة، وهو فيلم ليس سهلاً. فنحن نصنع فيلماً عن أهم شخصية في تاريخ مصر المعاصر ومؤسس نهضتها الحديثة. وبالتالي فاختيار الممثلين وأماكن التصوير ليس بالأمر السهل، ولكنه لن يؤجّل أكثر من ذلك وسوف نبدأ التصوير قبل نهاية العام.
> ومن أين ستبدأ في شخصية محمد علي؟
ـ العمل يتناول كل حياته وتأثير هذه الفترة على حكم مصر بالكامل، كما سيحتوي على جانب سياسي صريح.
> كيف تنظر إلى هذه الفترة؟
ـ أراها كأهمّ فترة في حياة مصر سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية حيث شهدت نهضة كبيرة وواكبتها أيضاً بعض العيوب مثل المذبحة الشهيرة والديكتاتورية التي كان يتميز بها محمد علي. ولكن إذا نظرنا إلى الظروف العامة نجد أنها كانت ديكتاتورية مطلوبة حتى يحقق مشروعاته.
> إلى أي مدى تؤمن بالديكتاتورية؟
ـ كل زمن وله قواعد تنظم الحكم فيه، ولو كنت مكان محمد علي لأصبحت ديكتاتوراً، لكنني أحب الديمقراطية جداً وأرى أنها الأصلح لهذا العصر.
40 مليون جنيه
> تخصيص عماد الدين أديب منتج الفيلم ميزانية تبلغ 40 مليون جنيه، هل شجعك على تقديمه؟
ـ المخاطرة مطلوبة، وفي الوقت نفسه، طرحت تخوّفي على الشركة ولكن عماد أديب قال لي صراحة: «أنا لا أضع أي جنيه في عمل إلا إذا كنت متأكداً من أنه سيحقق مكسباً مضاعفاً على الأقل». ولكن القلق يلازمني بسبب هذه الشخصية لأن أي خطأ فيها سيكلفني الكثير، في النهاية ليس بيدي أكثر من الإعتماد على الله والإجتهاد.
رفضت «الملك فاروق»
> في ظل هذه الظروف السينمائية الصعبة التي نعيشها ما الذي يستدعي تقديمك فيلماً عن حياة محمد علي؟
ـ العودة إلى الأصل ضرورية، وإظهار إنجازات مصر في الفترات الماضية أصبح أمراً ملحاً لأن الناس أصبحت في حالة من الإحباط الشديد وهذا المشروع أفكّر فيه منذ سنوات طويلة، وتلقيت عروضاً لتقديمه أكثر من مرة في أعمال درامية لكنني رفضت بسبب التخوّف من ضعف الإنتاج، الذي سيخرج العمل في صورة سيئة. وفي بعض الفترات وصلت الى درجة من القناعة بأن عملاً مثل هذا لايمكن تقديمه إلا بإنتاج أجنبي، ولكن حماس عماد أديب ورغبته في إنتاج أعمال جيدة جعلاني مندفعاً لتقديمه.
> هل وجود حاتم علي كمخرج للفيلم يطمئنك لخروجه بشكل متميّز؟
ـ المخرج حاتم علي سوف يستعين بمدير تصوير آخر وبمخرج لتصوير المعارك، أي أن طاقماً أجنبياً سوف يكون مساعداً له في العمل وهذا سوف يسهل مهمته. وفي اعتقادي، إنه أفضل مخرج يمكن أن يقوم بهذه المهمة نظراً لخبرته الطويلة في الأعمال التاريخية.
> لماذا رفضت تقديم شخصية «الملك فاروق» رغم تحمّسك لها؟
ـ (ضاحكاً) الملك فاروق وضعني في أزمة، لأن كاتبة القصة زوجتي لميس جابر وهي مؤلفة «محمد علي» أيضاً، كانت تكتب «الملك فاروق» وكل تخيّلاتها منصبّة عليّ، وكنت سعيداً جداً بهذه الشخصية لأن عصر فاروق كانت فيه نهضة حقيقية وإن كنت أرى فاروق نفسه سلبياً، ورفضت العمل في النهاية، لإحساسي بأن الشخصية أصغر مني، ولولا أن زوجتي تحبني لطلبت الطلاق لأنها ظلت تكتب العمل طيلة عشر سنوات، وفي داخلها قناعة أنني سوف أقدمه، وعوضتها بموافقتي على تقديم «محمد علي».
مسلسل ماما كريمة هذا العام «يتربى في عزو» هو الأفضل في تاريخها، فقد ساهم الممثل يحيى الفخراني أو «حمادة عزو» في عودة نجوميتها من جديد لدرجة أنها لم تكن نجمة في العمل، ولكن الاستفتاءات كلها في مصر رشحتها واختارتها كأفضل نجمة في السباق الرمضاني. كيف عاشت «ماما نونة» مع حمادة داخل البلاتوهات، أسباب نجاحها في تجسيد هذا الدور، حكايتها مع ليلة العيد، رأيها في الأعمال الأخرى، وهل كانت تتوقع بالفعل كل هذه الضجة حول هذا العمل؟
كريـمـة مخـتـار التي اختيرت أفضل ممثلة بحسب الصحف المصرية فتحت قلبها لـ «سيدتي»، في الحوار التالي:
> ماذا يعني لك هذا اللقب؟
ـ حصولي على لقب «أفضل ممثلة في دراما رمضان» هو درس لكل ممثل يحاول أن يقدّم عملاً جيداً، ويبذل فيه مجهوداً؛ لأنه سوف يجد من يكرّمه حتى لو تقدّم به العمر، والشباب عليهم أن يدركوا هذا الأمر جيداً حتى يستطيعوا أن يقدموا أعمالاً جيدة. لم أتوقع نهائياً ما حدث، ولكنني اجتهدت تماماً في الشخصية، وتفرغت لها، ورفضت أن أشارك في أي عمل آخر إلى جانبه، ولم أكن أفكر في شيء سوى هذا العمل؛ حتى أكون جديرة بالمسؤولية الكبرى التي وضعها على عاتقي المؤلف يوسف معاطي؛ لأنه هو من رشحني لهذا العمل، وقال لي: «إن هذا الدور سوف يستهويك». وما زاد من مسؤوليتي نحوه أنه مع الفنان يحيى الفخراني، وأعماله كلها حققت نجاحا كبيراً، فهذه المسألة كانت تشغلني كثيراً، وكنت أقول لنفسي: كيف سأتعامل في دور خفيف مع هذا النجم صاحب الأدوار الصعبة والمعقدة؟
حمل ثقيل
> كيف تخلصت من هذه الأفكار؟
ـ من خلال يحيى الفخراني في أول مشهد له، حيث وجدته طفلاً بريئاً يجسّد الشخصية بكل محتوياتها، دون أي تعديل أو ارتباك، وكأنه ولد يقدم هذا العمل.
> كيف كان رد فعل يحيى الفخراني تجاهك داخل البلاتوه، خاصة أن دورك كبير، وطوال الأحداث تتواجدين معه؟
ـ الفخراني ليس غريباً عني، وقد سبق وتعاملت معه من قبل في فيلم «مبروك وبلبل»، وفي هذا العمل تغلّب على نفسه، وتجاوز حدود النجم حتى خرج العمل بالشكل المتميّز الذي رآه الجميع.
> هل انتابك شعور بالقلق أثناء التصوير خاصة مع اتساع مساحة دورك؟
ـ كنت متخوّفة جداً، وبعد كل مشهد كنت أذهب مسرعة إلى المخرج مجدي أبو عميرة، وأسأله عن أدائي، فكان دائماً يطمئنني خاصة أنني بذلت مجهوداً كبيراً، لأنني قدّمت ما يقرب من 800 مشهد، وهذا حمل ثقيل جداً.
> تغيّرت معاملتك لـ «حمادة» في نهاية العمل، وفجأة وجدك تتعاملين معه بشكل صارم بعد العديد من وصلات التدليل. كيف حدث ذلك؟
ـ لكل إنسان طاقة، ودائماً يكون داخل الأم كونترول (رقابة) للتحكم في تصرفات أبنائها مهما كانت درجة الدلع لأي منهم، وعندما يصل الأمر الى درجة الخروج عن المألوف فلا بد من الحزم، وهذا ما حدث مع «حمادة» في العمل عندما سرق رغم أن هذا المشهد كان صعباً جداً؛ لأنني تعوّدت على معاملته بدلع طوال حياته.
لم أعامل أولادي كـ «حمادة»
> وهل هذه طبيعتك في الواقع عندما كنت تتعاملين مع أولادك؟
ـ (تبتسم وتقول): أنا لا أسعى لأن أكون مكروهة بين أبنائي، أو متشددة، لكنني لم أصل في التعامل معهم الى مثل ما حدث مع «حمادة»، خاصة أن هذه الشخصية غير موجودة نهائياً في الواقع بهذا الشكل، فأنا لم أكن أخفي يوماً تصرفاً سيئاً صادراً عن أحد من أولادي عندما كان يسألني والدهم عن أحوالهم.
> شعبية «ماما نونة» كانت تتزايد من حلقة إلى أخرى داخل الأسرة المصرية؛ حتى وصلت إلى ذروتها في الحلقة الأخيرة. كيف وجدت ذلك؟
ـ كنت أعرف ذلك خاصة أن الإتصالات لم تتوقف طوال الشهر، وبعض الأمهات كنَّ يتصلن بي ليستشرنني في المعاملة مع أبنائهن، وتزايد الموقف بعد أن «دعوت» على حمادة، وتغيّرت معاملتي له. والحلقة الأخيرة كانت رد الفعل تجاهها عالياً جداً، وأنا شخصياً غضبت عندما شاهدتها، ولم أرغب بمشاهدتها مرات عدة مثلما فعلت مع باقي الحلقات؛ لأن يحيى الفخراني أجلسني في مقاعد المتفرجين، مثل كل الأمهات وأبكاني بأدائه التلقائي الرائع، ولو كان الأمر بيدي لأعطيته جائزة عن هذه الحلقة؛ لأنه أثبت للجميع أنه ممثل عالمي، والموقف كان صعباً على أحفادي؛ لأنهم بكوا عندما توفيت، لكني أعتبره في الوقت نفسه عظة للأطفال؛ كي يعرفوا أن الإنسان مهما بلغ من السن فلابد من الموت.
> ما أكثر ما شدك في هذا العمل؟
ـ عروسة ماما نونة، وجمالها؛ لذلك طلبت من الشركة المنتجة أن تهديني واحدة؛ حتى أحتفظ بها ووافقوا، لكن لم تصلني حتى الآن.
> هل نجاح هذا المسلسل سوف يجعلك تفكرين ألف مرة قبل قبول أي عمل جديد؟
ـ هذا المسلسل أعتبره أهم عمل في تاريخي؛ لأنني للمرة الأولى في حياتي أقدّم عملاً جماهيرياً متكامل العناصر، وهو تكريم لكل السنوات الماضية، وأي عمل سوف يعرض عليَّ يشترط للمشاركة فيه أن يكون ذا مضمون متميز، ولا يشترط فيه المساحة.
> هل حرصت على مشاهدة كل الأعمال التي عُرضت خلال الشهر الكريم؟
ـ كنت أحرص على متابعة «نقطة نظام» بانتظام، وهو أفضل الأعمال.
التعليقات