مهرجان دمشق السينمائي بعد سلسلة من الكلمات والتكريمات

مهرجان دمشق السينمائي بعد سلسلة من الكلمات والتكريمات
دمشق – دنيا الوطن - محمد أنور المصري

برعاية السيد الرئيس "بشار الأسد" وحضور عدد من الوزراء والسفراء الفنانين السوريين والعرب والعالميين، افتتح مساء أول أمس الخميس مهرجان دمشق السينمائي الدولي الخامس عشر. وأكد ممثل راعي المهرجان الدكتور رياض نعسان أغا وزير الثقافة في كلمته، التي أعلن فيها افتتاح المهرجان، على أهمية السينما كرسالة إلى العالم، واستمرار جعلها أداة حيّة لإنصاف الشعوب المظلومة، واعتمادها صرخة في وجه الذين يحتلون الأمم والشعوب، وجعلها عيناً نرى من خلالها الواقع.....

وأشار السيد الوزير عند ترحيبه بضيوف المهرجان، إلى أهمية الحوار السينمائي المتمثل بالمهرجانات التي تجسّد السينما فكراً وحواراً سياسياً جادّاً، مختتماً كلمته بالقول: "إذا علا صوت الفن كان هو الأقوى، لأنه صوت الضمير الإنساني.

وألقى مدير مؤسسة السينما ومدير المهرجان الأستاذ محمد الأحمد، كلمة رحّب فيها بالضيوف، وعبّر بها عن سروره لهذا الحدث الجميل الذي تمثله هذه الدورة من المهرجان، وهو أنَّ المهرجان تحول من مهرجان دوري يقام كل سنتين إلى مهرجان سنوي، وذكر الأحمد أنَّ الحضارة التي تسكن سورية تحمّل الأحفاد مسؤوليات كبيرة، فآخر الاكتشافات الأثرية التي توصلت إليها بعثة فرنسية أثرية، أشارت إلى وجود رسم جداري يعتبر الأقدم في العالم وهو في سورية، وهذا تأكيد جديد على العمق الحضاري، الذي من واجبنا كأحفاد لهؤلاء الأجداد أن نكمل مسيرتهم الحضارية ونشكل تواصلاً لإنجازاتهم.

فقرة فنية:

سبق كلمات الافتتاح عرض فني غنائي راقص توثيقي لفرقة أورنينا وفرقة سمة، وقدم هذا العرض استذكاراً لأهم المدار السينمائية في العالم على اختلاف جنسياتها، فعرضت الشاشة السينمائية الصغيرة مقاطعاً لأهم المخرجين والمدارس السينمائية، مترافقة مع لوحات راقصة تعبّر عن الحضارات التي تنتمي إليها المدارس السينمائية، والأساليب الإخراجية التي قام عليها المخرجون، واختلفت الألبسة وفقاً لاختلاف جنسية المشاهد المعروضة، حملت الرقصات وكلمات الأغاني المرافقة لها تواصلاً سينمائياً فنياً مع أهم النماذج السينمائية في العالم، ولم تخلو، مكرمةً بذلك الكثير من الهيئات التي شكلت أرضية تطور السينما في العالم، ولم يغفل القائمون على هذا العرض، السينما المحلية وما قدمته للمشاهد، مختتمين العرض بلوحة دمشقية تعبر عن المهرجان واحتضانه للضيوف من مختلف بلدان العالم، العرض من سيناريو وإخراج ماهر صليبي.

بعد ذلك قدم مدير المهرجان أعضاء لجنتي التحكيم للأفلام القصيرة والطويلة وهي كما يلي:

1ـ لجنة تحكيم الأفلام القصيرة:

ـ الإعلامية رندة الرهونجي.

ـ مدير التصوير البرتغالي إيلزو روك.

ـ مدير مهرجان المرأة السينمائي في المغرب عبد اللطيف العصادي.

ـ المخرج السينمائي السوري نضال الدبس.

2ـ لجنة تحكيم الأفلام الطويلة:

ـ النجمة الفرنسية ماييفا باسكالي.

ـ المخرجة السويسرية ميشيل فالي.

ـ النجمة المصرية ليلى علوي.

ـ النجمة التونسية هند صبري.

ـ الفنانة الفنزويلية فرانسويز فيليون.

ـ المخرجة السورية واحة الراهب.

الكاتب السوري د. رفيق الصبّان.

ثم كرّم السيد وزير الثقافة ومدير المهرجان مجموعة من النجوم الذين كان منهم:

ـ المطربة اللبنانية صباح.

ـ المنتج المصري د. عادل حسني.

ـ النجمة الصينية جوانا كوي.

ـ الكاتبة السورية غادة السمّان "تغيبت بسبب ظروف وفاة زوجها".

ـ النجمة سيد ميرون.

ـ النجم الأمريكي جون فيليب لو.

ـ النجمة الفرنسية فرانسوا ديفيليون.

ـ النجمة المصرية ميرفت أمين.

فيلم الافتتاح:

بعد استراحة بسيطة تمَّ عرض فيلم الافتتاح الروماني "أربعة شهور وثلاثة أسابيع ويومان" وهو الفيلم الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي ـ 2007، وكان يعرض لأول مرة له في الوطن العربي.

ربما كانت الضجة الإعلامية التي سبقت الفيلم، سواء لكونه حاز على السعفة الذهبية في مهرجان كان، أم لأنه كان فيلم افتتاح مهرجان دمشق السينمائي الدولي، وما تمَّ من حديث عنه وعن تقديمه، قد حمّل الفيلم أعباءً أكبر مما يحمله، أي أنَّ أغلب من ارتقبوا هذا الفيلم كانوا يرسمون له صورة مختلفة عما رأوه، ولكن ربما هذه الصورة كانت مختلفة عند من يدركون الطبيعة البسيطة لبعض الأفلام التي تنال الجوائز في مهرجان كان.

من وجهة نظر محلية لا يرتكز الفيلم على فكرته وقضيته بقدر ما يرتكز على تصوير البيئة، هذه البيئة التي ربما نسمع عنها ولكن لا نعرف تفاصيلها بالشكل الواضح، فكانت البيئة والمكان هي الأكثر تجلياً في هذا الفيلم، أو ربما هي الأكثر لفتاً للنظر من غيرها على اعتبار أنها بيئة شبه مجهولة بالنسبة إلينا.

بساطة الفيلم لا تتطلب النظر إليه من عين نقدية مركزة ورؤية إخراجية احترافية، بقدر ما تتطلب التركيز على ما تتناوله العدسة من زوايا وشوارع وأمكنة، هذه العدسة التي استطاع المخرج من خلالها أن يزخم المشاهد في بيئة الفيلم ومرارة تجربة البطلة، حتى السيناريو كان قادراً على إعطائنا فكرة عن طبيعة الحياة.

تفاصيل: تدور قصة الفيلم حول طالبتين جامعيتين تسكنان في السكن الجامعي، وتحاول إحداهن مساعدة صديقتها في التخلص من الجنين الذي تحمله في أحشائها نتيجة علاقة ما، فالحل يكون باستئجار غرفة في فندق وجلب أحد المختصين بعملية الإجهاض اللاشرعية قانوناً، ويعرض الفيلم استغلال الأخصّائي للفتاتين من أجل القيام بالعملية، وتنتهي القصة دون أدنى تمهيد مما يعبر عن أنَّ هذه القصة بسيطة ليست بحاجة إلى تصاعد درامي، ويتم اختتامها بطريقة قص دون تهيئ الجمهور الذي لم يدرك أنَّ الفيلم قد انتهى إلا عندما ظهرت شارة الختام.

يمر الفيلم على بعض التفاصيل التي تعبر عن حالة الفقر، والقلق، التي تعيش بها الطالبة الرومانية في المدينة ومن ثم في الفندق وفي بيت حبيبها، بحيث يصور نوعية ربما هي الأعم في رومانيا، غرف مدينة جامعية لا تختلف كثيراً عن غرف المدينة الجامعية في دمشق، وفنادق فقيرة تجد النازل دائماً متهماً بشيءٍ ما، وشوارع مخيفة بسكونها وسياراتها، وأبنية معتمة وسلاح يجب أن يتواجد في كف من يجول في المدينة.

ربما لم يؤد الفيلم وظيفته كحامل لسعفة ذهبية وفيلم افتتاح مهرجان، لكون نهايته سريعة وطبيعته بسيطة جداً، لكن بإمكانك اكتشاف أشياء من خلال هذا الفيلم تمنع مللك أثناء حضوره.

[email protected]

التعليقات