صبا مبارك:ترقّبوني في فيلم مصري بعد مسلسل نمر بن عدوان

صبا مبارك:ترقّبوني في فيلم مصري بعد مسلسل نمر بن عدوان
غزة-دنيا الوطن

بخطوات فنية جادّة ومدروسة شقّت الممثلة الأردنية صبا مبارك طريقها إلى سماء النجومية والشهرة لتنافس بأدائها الطبيعي أهم النجمات العربيات اللواتي سبقنها، لكنها وصلت إلى قاماتهن الفنية العالية باجتهادها وحسن اختيارها لأدوارها. «سيدتي» التقتها في حوار صريح ولا سيما بعد نجاحها في مسلسل «نمر بن عدوان» الذي استقطب نسبة عالية من المشاهدة في رمضان..

> درستِ التمثيل والإخراج لكنك احترفتِ التمثيل وآثرته على أي فن آخر، لماذا؟

ـ أهوى التمثيل والإخراج معاً، وقد أخرجت مسرحيتين من تأليفي في دمشق. لكن، ليست لديّ رغبة حالياً في متابعة الإخراج المسرحي لتطلّبه تفرّغاً كبيراً يتناقض وارتباطاتي التلفزيونية.

> إلى متى؟

ـ لا أعلم، رغم وجود مشروعي المسرحي الخاص، إلا أنني لا أملك ما أحتاجه من وقت الآن.

> أنتِ شبه مقيمة في سوريا ولكِ حضور متميّز في أعمال سورية ضخمة ومهمّة، ما السبب؟

ـ العمل الفني المتميّز لا ينتمي إلى جنسية إقليمية واحدة، والفنان له حرية العمل والتواجد في أي بلد عربي أو أوروبي تقوده أقداره إليه، وقد جاء عملي سهلا ً في سوريا وفي تونس وفي الأردن لبراعتي في إتقان اللهجات العربية كافة بالإضافة إلى اللغات الأجنبية، فمثلت فيلم «الأوديسة» التونسي مع المخرج إبراهيم باباي باللغة الفرنسية واللهجة التونسية وعرض بنجاح عالمي كبير في أهم المهرجانات الدولية منها: قرطاج وفينيسيا، وشاركت في فيلم آخر سوري هو «خارج التغطية» مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، وأما فيلمي الثالث فقد كان «سفر الأجنحة» مع المخرج ثائر موسى بالإضافة إلى عدد مميّز من المسلسلات السورية والعربية.

وضحا و«نمر بن عدوان»

> حين عرض عليك دور وضحا وقرأت النص قبلت به فوراً دون تردد؟

ـ حالت إرتباطاتي المهنية دون قبوله حين عرض عليّ لأول مرة فاعتذرت عنه قبل قراءتي له، وبعد فترة زمنية تغيرت ظروفي وصودف عندئذ إتصال المنتج طلال العواملة بي عارضاً الدور عليّ للمرة الثانية فقرأت النص بعمق وجدية وشدني الدور فوافقت عليه فوراً بعد أن طلبت من الكاتب إبراز أبعاد شخصية وضحا وعمقها أكثر، وتحقق لي ما طلبت.

> حققتِ نجاحاً هائلاً بدور وضحا زوجة الشاعر والشيخ نمر بن العدوان،

ما سببه؟

ـ بيئة وسيرة وشعر نمر بن العدوان سر نجاحه العربي الواسع لأنه ليس شاعراً أردنياً فحسب بل هو شاعر عربي، سيرته جسدت بيئة البادية في الجزيرة العربية وشعره النبطي منتشر عربياً، فالشاعر نمر شاعر غير عادي، شاعر مجدد ومحدث في القصيدة النبطية العربية، وقصة حبه لزوجته وضحا حقيقية ونادرة ومشهورة في تاريخ الأدب الأردني والعربي.

> أين يكمن الشبه بينك وبين وضحا؟

ـ مزايا وخصال وضحا تشبه مزايا وخصال كل امرأة عربية إن كان في الحب أو في الكرامة أو في الوفاء أو في الأخلاق، وهناك تقاطعات عدة بيني وبين وضحا.

> الى أي حد كان الأداء متناغماً ومتكاملاً مع زميلك ياسر المصري الذي قام بدور «نمر بن العدوان»؟

ـ حرصت وياسر المصري على إقامة ورشة قراءة وعمل مكثفة قبل التصوير وما ساعدنا على الوصول الى أكبر قدر من التفاهم الفني في الأداء بالإضافة الى تفرغي الكامل لتصويره وإعطائه أهمية كبرى حيث انتهيت من تصوير مسلسلي «الاجتياح» في النصف الأول من العام ودخلت بلاتوه «نمر بن العدوان» الذي لم أنهه سوى في أواخر شهر رمضان الفضيل.

> ما نوع الصعوبات التي واجهتك خلال تصويره؟

ـ هي ليست صعوبات تذكر لكن أهم ما عانيت منه هو: ضيق الوقت، مناخ الطقس الحار جداً ودرجة الحرارة البالغة «45» في غالب الأحيان بمنطقة الأغوار حيث كنا نصور في شهر رمضان المبارك ورغم ما عانيته من إرهاق جسدي إلا أن نجاح العمل وخروجه بإطار راق ورفيع أراحني نفسياً وأسعدني.

> متى شعرت وبأي مشهد أنك لم تكوني تمثلين بل كنت حقاً وضحا بلحمها ودمها وأحاسيسها؟

ـ شعرت إني حقاً وضحا في مشهد وفاتها المؤثر الحزين حين ودّعت ابنتها سارة ذات العامين وأوصت بها خيراً. وقد تأثرت الطفلة التي تؤدي دور ابنتي لمرضي وشحوب وجهي فخافت وبكت وظنت أني احتضر فعلاً فصرت حقاً الأم التي تودّع ابنتها تاركة إياها في يد المجهول. وتماهت وضحا مع صبا، وكان أدائي لهذا المشهد صادقاً %100 لأني أديت دور الأم بإحساس الأم.

> ما نقاط ضعف وقوة مسلسل «نمر بن العدوان» الذي اختلفت الآراء فيه؟

ـ لم أستطع بحكم انشغالي متابعته كاملاً فلم أشاهد سوى الحلقات الأخيرة منه. لكن، ما أودّ قوله إن مشكلة الأعمال التاريخية هذه أنها غير موثقة تماماً من كافة جوانبها فما يؤرّخه أديب عن سيرة شاعر مختلف عمّا يتناقله أقرباؤه وذووه، واختلاف المراجع الأدبية عن رواية الأهل والأقرباء من شأنه التشويش على مصداقية العمل الفني. وهنا، يجب على الجمهور والنقاد أن يميزوا بين التوثيق التاريخي وبين العمل الفني. والمطلوب من أي مؤلف اختيار سيرة تاريخية تتناسب ومزاجه الأدبي وتأخذ بالاعتبار هذه المعايير.

> ما أصعب المواقف التي تعرضت لها وراء الكواليس؟

ـ إستمراري في تصوير مشاهدي «24» ساعة متواصلة لم استرح فيها سوى في وقت الفطور والسحور. وقلقي الشديد على مشاهدي لحظة احتضار ووفاة وضحا، ولحظة هجرها لنمر بن العدوان ثم عودتها إليه.

> ما أطرف موقف حصل لك خلال بث المسلسل؟

ـ مناداة الناس لي في شوارع الكويت والأردن بوضحا ناسين اسمي الأصلي.

لن أقول لا لـ «أنزور»


> تعاملتِ مع نجدت أنزور في «الكواسر» ولم تتعاوني معه ثانية، لماذا؟

ـ لم تحدث فرصة لي أو له للعمل معاً ثانيةً، وإن أتيحت هذه الفرصة فلن أقول لا.

> تتابعين مسلسله الجديد «سقف العالم»؟

ـ إنشغالي بتصوير المشاهد الأخيرة من مسلسلي «نمر بن عدوان» منعني من مشاهدة أي عمل فني باستثناء مسلسليّ: «الإجتياح» و«نمر بن عدوان» اللذين يسجّلهما أهلي لي لأشاهدهما فيما بعد.

> هل حققت كل طموحك؟

بالطبع لا، طموحي مرتبط بخطواتي الجديدة القادمة. وكممثلة عليّ أن أفكر بكسب المزيد من التراكم الثقافي والخبرات التي تثريني وتثبت أقدامي أكثر فأكثر على الأرض. هناك فارق كبير بين طموحي في أن أصبح نجمة أو أن أصبح ممثلة.

> بعد نجاحاتك الفنية المميّزة صرتِ نجمة وممثلة معاً. لكن، من الأقرب إليكِ النجمة أم الممثلة؟

ـ أنا مجرد ممثلة جيدة ولا أفكر بالنجومية كثيراً، فالنجمة يجب أن تكون دائماً جميلة وشابة أما الممثلة فتظل خلاقة ومبدعة ومتجددة بأدوارها وأدائها لغاية سن الستين وما فوق، ومثلي الأعلى في ذلك الممثلتان منى واصف وسمر سامي الجميلتان جداً، واللتان حافظتا على مستويهما الرفيع لليوم. النجومية مؤقتة والتمثيل الجاد هو الذي يجعل الممثلة تستمر وتبقى للأبد.

> كيف تتفادين الفشل في الفن؟

ـ بالعمل الجاد الذي يبدأ من انتقاء النص الجيد واختيار مخرج أثق به إلى الإخلاص الشديد في الأداء والتقمّص والإجتهاد والعمل على الدور الذي أقوم به. لكن، كل هذا لا يمنع من وقوع الفشل أو حدوث الإخفاق أحياناً.

> ذقتِ طعم الفشل؟

ـ لا أستطيع القول إني ذقت طعم الفشل أو جرّبته، لكن توجد أدوار لعبتها في بداياتي لم أكن راضية عنها.

الهجرة إلى القاهرة

> أهمّ نجوم سوريا عملوا هذا العام في القاهرة فلمَ، وأنتِ نجمة عربية معروفة، لم تهاجري مثلهم إلى «هوليوود الشرق»؟

ـ لا أؤمن بمبدأ الهجرة إلى أي بلد لأن الوطن العربي كله بلدي. وفي أي مكان أجد فيه إمكانية تحقيق مشروعي الفني حتى لو كان في الصين سأذهب إليه، وقد تلقيت بالفعل عروضاً مغرية للعمل في القاهرة ورفضتها لأنها

لا تناسبني.

> وحالياً؟

ـ هنالك مفاوضات معي حول مشروع فيلم سينمائي أميل إلى قبوله.

> دور بطولة كأفلامك الثلاثة الأولى؟

ـ هو دور مهم جداً.

> خضتِ تجربة العمل السينمائي بنجاح في سوريا وتونس وقريباً ستخوضينها في القاهرة، فمن هو المخرج الذي تتوقين للعمل معه في السينما؟

ـ المخرج التونسي شوقي الماجري الذي عملت معه تلفزيونياً وقدّمت معه أعمالاً ناجحة كان آخرها «الإجتياح»، ومخرج فيلم «عمارة يعقوبيان» مروان حامد والمخرج يوسف شاهين وتلميذه خالد يوسف.

> من هم النجوم العرب الذين يعجبك أداؤهم وتتمنين التمثيل معهم في الفن السابع؟

ـ أرغب من كل قلبي بالعمل مع يحيى الفخراني وبسام الكوسا وعمرو واكد وعادل إمام وجمال سليمان.

> والعالمية، هل تفكّرين بها؟

ـ إرتباطاتي الفنية لا تدع لي وقتاً للتفكير بها حالياً. لكني مؤمنة بأن ارتقائي في الأداء بالأعمال المحلية والعربية هو طريقي الحقيقي للعالمية. ومحبة العرب لي هي أهم عندي من العالمية التي لا أسعى إليها ولا حتى أفكّر فيها إلا إن أتتني من تلقاء نفسها.

> وإن جاءتك على طبق من فضة؟

ـ لن أرفضها طبعاً. وسأدرس أي دور يأتيني في السينما العالمية. وهناك بالفعل مشروع فيلم سينمائي عالمي معروض عليّ سيتم تصويره قريباً في لبنان.

> من ينافسك من بنات جيلك؟

ـ حقاً، وبصدق، لا أعرف من ينافسني، ربما إتقاني لأدواري وأدائي قد يستفزّ بعض الفنانات لتقديم أفضل ما عندهن، وقد يحدث العكس وتستفزني فنانة قديرة أو فنانة موهوبة لإخراج أفضل ما عندي من طاقة وموهبة في الأداء، وقد حصل أن استفزتني ممثلات جيدات.

صداقات وممثلات

> مثل مَنْ ؟

ـ أعجبتني هند صبري في فيلم «عمارة يعقوبيان» ومنّة شلبي في مسلسل «سكة الهلالي» وأمل عرفة في مسلسل «عشتار».

> ومن أيضاً؟

ـ مي سكاف وسُلافة معمار ونادين تحسين بيك.

> من صديقاتك في الوسط الفني؟

ـ مي سكاف التي تربطني بها صداقة مميّزة جداً. وعلاقتي جيدة وطيبة مع جميع الزملاء والزميلات في الأردن وسوريا بشكل عام، حيث أميل لأجواء العمل التي تسود فيها روح التعاون والمحبة والمنافسة الشريفة.

> ما أعمالك الفنية المقبلة؟

ـ أستعد لدخول بلاتوهات فيلم سينمائي عالمي سيتم تصويره قريباً في لبنان، وسأصوّر خلال أيام مسلسلي الجديد «هايد بارك» إنتاج المركز العربي للخدمات الســــــــمعية والبصرية في الأردن وأقـــــرأ نصوصاً لم أبتّ فيها بعد.

> ما هو حلمك الفني الأكبر؟

ـ تجسيد شخصية المناضـــلــة الشــــهيدة اللبنانية سناء محيدلي التي أحبها في فيلم سينمائي ومسلسل تلفزيوني، لأنها خير نموذج حديث لواقع المرأة العربية القوية الصلبة التي تتحدى الظلم والقهر والإحتلال في دول عربية كثيرة مجاورة.

> وحلمك الآخر الشخصي ما هو؟

ـ أمومتي هي المهيمنة على مشاعري دوماً، وحلمي الأهم والأجمل في حياتي هو أن يحقق لي الله سبحانه وتعالى أمنيتي في أن أشهد تخرّج إبني الحبيب عمار(ثلاث سنوات ونصف) من الجامعة،

وأن أراه رجلاً ناجحاً ومحبوباً قادراً على اختيار طريقه في العمل والحياة بنفسه.

حكاية طلاق بسبب صبا مبارك

من المفارقات التي حدثت أثناء عرض مسسلسل «نمر بن عدوان» عبر قناة mbc، حكاية طلاق غريبة حدثت في أبها بالسعودية بين مواطن سعودي وزوجته التي شعرت بغيرة مرضية إثر متابعة زوجها لحلقات المسلسل بصورة يومية. فقد أبدى الزوج إعجابه بالممثّلة صبا مبارك دون أن يراعي مشاعر زوجته الغيور، مادحاً جمالها وعينيها، الأمر الذي لم تحتمله الزوجة، مما تسبّب بنشوب شجار حاد بينهما انتهى بإلقاء الزوج يمين الطلاق عليها!

التعليقات