جاسوسة سابقة في الـ«سي آي إيه» تسرد قصتها بعد سنوات من عملها على الملف العراقي

واشنطن: دافنا لينزر *
في مذكرات جديدة لها، تصف الضابطة السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إيه، فاليري بليم ويلسون شعورها بالصدمة عندما شاهدت وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول يتحدث امام الامم المتحدة عشية الحرب، وهو يشرح ما ايقنت ويلسون أنه صورة غير صحيحة للمعلومات الاستخباراتية حول العراق. وكتبت ويلسون: «كان عرضاَ قوياً ولكنني كنت على علم بأن اجزاء اساسية منه كانت خاطئة». وكانت ويسلون حينها تعمل في فرع تابع لوكالة الاستخبارات المركزية مختص في التحقيق بشأن برنامج الاسلحة العراقي. وفي يوليو (تموز) 2003، أي بعد اربعة أشهر من الغزو، ظهر اسمها وكشف النقاب عن موقعها الحساس لبعض الصحافيين من جانب ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، الأمر الذي دعا الجهات المسؤولة لإجراء تحقيق حول تسريب هذه المعلومات، وصل الى اعماق البيت الابيض، وانتهى في مكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني. وكانت المعلومات التي كشف النقاب عنها حول هوية ويلسون جزءاً من مساعي البيت الأبيض للرد على انتقادات، كان قد أثارها زوجها السفير السابق جوزيف ويلسون بشأن حرب العراق. ولم توجه تهمة تسريب المعلومات حول هويتها الى أحد، إلا ان محكمة اميركية ادانت مدير موظفي مكتب تشيني، لويس سكوتر ليبي، بالكذب على المحققين وعرقلة التحقيق. وقالت ويلسون في مذكراتها الأخيرة انها لم تؤيد او تعارض غزو العراق لكنها بمرور الزمن، ومع تزايد الخسائر في صفوف الجيش الاميركي، بدأت تشعر بالأسف تجاه ما حدث. واضافت انها وزملاءها كانوا يعتقدون بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يخفي اسلحة كيماوية وبايولوجية، وكانت تخشى ان يستخدم هذه الاسلحة ضد القوات الاميركية، إلا انه لم يكن هناك دليل يذكر لتأكيد تلك المخاوف، وتقول ويلسون انها كانت متأكدة من ان الرئيس بوش ومساعديه بالغوا علناً في الخطر النووي الذي زعموا ان العراق كان يشكله حينها.
وتؤكد ويلسون في مذكراتها ان «ما حاولنا جاهدين الحصول عليه من معلومات كان ضعيفاً جداً وغير صلب لبدء حرب بسببه». ويشير عنوان الكتاب «هدف مشروع: حياتي كجاسوسة وخيانة البيت الابيض»، الى تعليق لكارل روف، الذي كان مستشاراً في البيت الابيض. وكان روف قد قال لصحافي ان «زوجة جو ويلسون هدف مشروع» في إطار عمل البيت الابيض على التشكيك في مصداقية السفير السابق. وأصبح جو ويلسون هدفاً بعد ان كشف علنا انه اجرى تحقيقا لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية حول محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر. وبعد حوالي عام من حديثه حول عدم وجود ادلة تسند ادعاءات محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر ظهرت نفس الادعاءات مرة اخرى في خطاب بوش السنوي حول حالة الاتحاد، قبل حوالي شهرين من صدور قرار الرئيس بوش شن الحرب على العراق. ولا يتضمن الكتاب الجديد الذي يباع في الاسواق ابتداءً من يوم غد تفاصيل جديدة حول رحلة جو ويلسون او التحقيق حول تسريب المعلومات حول هوية ويلسون او حياتهما الشخصية، ذلك ان غالبية هذه المعلومات كانت قد وردت في مذكرات السفير السابق التي نشرت عام 2004. ولكن تقول ويلسون في كتابها انها تشعر بالندم تجاه ظهورها في مجلة «فانيتي فير» في وقت كان التحقيق في ذروته حول التسريب، الامر الذي تسبب في تلقيها توبيخا من سي آي إيه. وتشن ويلسون هجوما حادا على كارل روف، التي تتهمه بالوقوف وراء حملة كانت تهدف الى تشويه صورة زوجها. وقالت ان مساعي مماثلة استهدفت المرشح الديمقراطي السناتور جون كيري في انتخابات الرئاسة لعام 2004. والجدير بالذكر ان ويلسون عملت لحساب سي آي إيه على مدى 20 عاما بدأتها بالعمل في اليونان على اساس انها دبلوماسية. وفي وقت لاحق عاشت في اوروبا كعميلة سرية، وخلال سفرها الى مختلف دول العالم كان اصدقاء وجيران وحتى أقرباء ويلسون يعتقدون انها في اجازة عمل من وزارة الخارجية الاميركية وانها اصبحت في ما بعد محللة في شركة للطاقة. ولكن الكتاب لا يرد هذه المعلومات، اذ منع السي آي إيه نشرها. ويتضمن الكتاب ملحقا يعتمد على مقابلات ووثائق للإشارة الى تفاصيل خاصة بالسيرة الذاتية غير مسموح لويلسون بتضمينها في الكتاب بموجب قرار محكمة.
* «واشنطن بوست»
في مذكرات جديدة لها، تصف الضابطة السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إيه، فاليري بليم ويلسون شعورها بالصدمة عندما شاهدت وزير الخارجية الاميركي السابق كولن باول يتحدث امام الامم المتحدة عشية الحرب، وهو يشرح ما ايقنت ويلسون أنه صورة غير صحيحة للمعلومات الاستخباراتية حول العراق. وكتبت ويلسون: «كان عرضاَ قوياً ولكنني كنت على علم بأن اجزاء اساسية منه كانت خاطئة». وكانت ويسلون حينها تعمل في فرع تابع لوكالة الاستخبارات المركزية مختص في التحقيق بشأن برنامج الاسلحة العراقي. وفي يوليو (تموز) 2003، أي بعد اربعة أشهر من الغزو، ظهر اسمها وكشف النقاب عن موقعها الحساس لبعض الصحافيين من جانب ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، الأمر الذي دعا الجهات المسؤولة لإجراء تحقيق حول تسريب هذه المعلومات، وصل الى اعماق البيت الابيض، وانتهى في مكتب نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني. وكانت المعلومات التي كشف النقاب عنها حول هوية ويلسون جزءاً من مساعي البيت الأبيض للرد على انتقادات، كان قد أثارها زوجها السفير السابق جوزيف ويلسون بشأن حرب العراق. ولم توجه تهمة تسريب المعلومات حول هويتها الى أحد، إلا ان محكمة اميركية ادانت مدير موظفي مكتب تشيني، لويس سكوتر ليبي، بالكذب على المحققين وعرقلة التحقيق. وقالت ويلسون في مذكراتها الأخيرة انها لم تؤيد او تعارض غزو العراق لكنها بمرور الزمن، ومع تزايد الخسائر في صفوف الجيش الاميركي، بدأت تشعر بالأسف تجاه ما حدث. واضافت انها وزملاءها كانوا يعتقدون بأن الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يخفي اسلحة كيماوية وبايولوجية، وكانت تخشى ان يستخدم هذه الاسلحة ضد القوات الاميركية، إلا انه لم يكن هناك دليل يذكر لتأكيد تلك المخاوف، وتقول ويلسون انها كانت متأكدة من ان الرئيس بوش ومساعديه بالغوا علناً في الخطر النووي الذي زعموا ان العراق كان يشكله حينها.
وتؤكد ويلسون في مذكراتها ان «ما حاولنا جاهدين الحصول عليه من معلومات كان ضعيفاً جداً وغير صلب لبدء حرب بسببه». ويشير عنوان الكتاب «هدف مشروع: حياتي كجاسوسة وخيانة البيت الابيض»، الى تعليق لكارل روف، الذي كان مستشاراً في البيت الابيض. وكان روف قد قال لصحافي ان «زوجة جو ويلسون هدف مشروع» في إطار عمل البيت الابيض على التشكيك في مصداقية السفير السابق. وأصبح جو ويلسون هدفاً بعد ان كشف علنا انه اجرى تحقيقا لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية حول محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر. وبعد حوالي عام من حديثه حول عدم وجود ادلة تسند ادعاءات محاولة العراق شراء يورانيوم من النيجر ظهرت نفس الادعاءات مرة اخرى في خطاب بوش السنوي حول حالة الاتحاد، قبل حوالي شهرين من صدور قرار الرئيس بوش شن الحرب على العراق. ولا يتضمن الكتاب الجديد الذي يباع في الاسواق ابتداءً من يوم غد تفاصيل جديدة حول رحلة جو ويلسون او التحقيق حول تسريب المعلومات حول هوية ويلسون او حياتهما الشخصية، ذلك ان غالبية هذه المعلومات كانت قد وردت في مذكرات السفير السابق التي نشرت عام 2004. ولكن تقول ويلسون في كتابها انها تشعر بالندم تجاه ظهورها في مجلة «فانيتي فير» في وقت كان التحقيق في ذروته حول التسريب، الامر الذي تسبب في تلقيها توبيخا من سي آي إيه. وتشن ويلسون هجوما حادا على كارل روف، التي تتهمه بالوقوف وراء حملة كانت تهدف الى تشويه صورة زوجها. وقالت ان مساعي مماثلة استهدفت المرشح الديمقراطي السناتور جون كيري في انتخابات الرئاسة لعام 2004. والجدير بالذكر ان ويلسون عملت لحساب سي آي إيه على مدى 20 عاما بدأتها بالعمل في اليونان على اساس انها دبلوماسية. وفي وقت لاحق عاشت في اوروبا كعميلة سرية، وخلال سفرها الى مختلف دول العالم كان اصدقاء وجيران وحتى أقرباء ويلسون يعتقدون انها في اجازة عمل من وزارة الخارجية الاميركية وانها اصبحت في ما بعد محللة في شركة للطاقة. ولكن الكتاب لا يرد هذه المعلومات، اذ منع السي آي إيه نشرها. ويتضمن الكتاب ملحقا يعتمد على مقابلات ووثائق للإشارة الى تفاصيل خاصة بالسيرة الذاتية غير مسموح لويلسون بتضمينها في الكتاب بموجب قرار محكمة.
* «واشنطن بوست»
التعليقات