عاجل

  • شهداء وجرحى جراء قصف للاحتلال على محطة "سلطان" لتحلية المياه في حي الرمال غرب مدينة غزة

  • مصابون بقصف إسرائيلي على محطة لتحلية المياه في حي الرمال غربي مدينة غزة

  • طيران الاحتلال يشن غارتين على منطقة الجندي المجهول بحي الرمال غرب مدينة غزة

سلطانات الشاشة يظهرن في قلب ليل القاهرة

سلطانات الشاشة يظهرن في قلب ليل القاهرة
غزة-دنيا الوطن

فجأة، من دون ترتيب مسبق، خرجن من عمق الذاكرة. ست سيدات من زمن الفن الجميل، هن في الأصل سلطانات متوجات على رأس الشاشة الفضية، ورائدات للسينما المصرية (عزيزة أمير - آسيا داغر - بهيجة حافظ - فاطمة رشدي - ماري كويني - أمينة محمد )، وفي ليلة ملبدة بغيوم ورزاز من مطر خفيف، كسرن جدار الصمت الموحش والعزلة الباردة وأحكام الزمان والمكان، نفضن غبار السنوات وقفزن في قلب اللحظة الحاضرة، لحظة زمنية أسطورية فاصلة بين الخريف والشتاء، فكان لهن الحضور الطاغي، يتجولن أمامك في تيه وخيلاء، من خلال معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "سلطانات الشاشة" الذي أقيم مساء الأربعاء بحي الدقي في "فيلا جراي" التي أصبحت من بعد الترميمات الأساسيّة، تتمتّع بكامل جمال الهندسة الإسلاميّة الفاخرة والزخرفات الاستثنائية التي كانت موجودة عندما بناها الدكتور هنداوي في الأربعينات من القرن الماضي، ودشنها الفناّن والمخرج والمثقّف فيليب سكاف، كصرح ثقافي جديد يهدف للدفاع عن الفنون والتراث تحت رعاية مركز "شركة جراي العالميّة" في القاهرة كمؤسسة غير ربحية يقصدها محبّي الفن والنشاطات الثقافيّة في القاهرة.

وبهذه المناسبة نظّم جيرار أفيديسيان،المخرج اللبناني الشهير والمسؤول الإعلامي عن النشاط الفني والثقافي بالمؤسسة، مؤتمرا صحفيا دعا إليه عدداً كبيراً من الصحفيين والقنوات الفضائية وعلى الرغم من أهمية الحدث الذي يهدف لوضع باقة ورد ولمسة وفاء لهؤلاء النسوة الرائدات في مجال الفن السابع، لم يحضر أحد من الذين وجهت إليهم الدعوة، ما جعل القائمين على المؤتمر يتعاملون مع الحضور بنوع من الحميمية والاهتمام الزائد.

تجسدت كل واحدة من سلطانات الليلة في لوحة فنية بديعة تستدعي تاريخها ومسيرة حياتها، وسط دهشة وذهول رواد المركز الثقافي الجديد الكائن على بعدة خطوات من جريان نهر النيل،الذي كان شاهداً على مولد صرح آخر في قلب القاهرة النابض بالحيوية، تبارت تلك الرائدات والنجمات في عرض سيرهن ومشوارهن في السينما والحياة، وكن يتجولن فى دهاليز المركز بحرية كاملة ورشاقة غير معهودة، يبكين ويضحكن بحيوية، ويسمحن لك بالسؤال عما شئت وفيما ترغب، وتأتيك الإجابات بصورة محببة لا تخلو من مفارقات وقصص وحكايات غاية في الإثارة، وكأنك أمام كتاب مفتوح مفعم بالذكريات عن ماضيهن الذي أضاء حياة السينما والناس في الوطن العربي الكبير، في زمن مضى وحاضر لا يزال يحمل عبقاً وزخماً يفوق ما كان، وليثبت أن غبار السنين وفعل الأيدي العابثة لا يقويان على نزع تلك الرموز من الذاكرة الجماعيّة.

جاءت تلك اللوحات التي تمتاز بالرؤيا الجريئة، المبدعة والجديدة في طريقة تعاملها مع الوجه والشخصيّة للفنّان اللبناني الشاب جهاد رمضان، ذو الرؤية الفريدة والحديثة وبمشاركة مارشيلو كاروتزيني Marcello Carrozzini الرسّام الإيطالي الذي زاد على تلك اللوحات لمساته الخاصة بأسلوب يتبع تقنية Digital Art، وقد استوحى صاحبا العدسة والريشة الشرقية الخالصة والغربية العاشقة لفنون الشرق العربي أسلوباً عصرياً وأنتجا بورتريهات هذه النجمات المصوّرة فوتوغرافيّاً، وحولاها إلى لوحات فنيّة أصيلة هدفها تكريم تلك الأساطير برؤيا فنيّة جديدة اعتمادا على كتاب" سلطانات الشاشة – رائدات السينما المصرية" الصادر عن دار رياض الريس في 500 صفحة من القطع الكبير للصحفيّة والكاتبة والمخرجة اللامعة منى غندور ، ومن ثمّ طوّر المعرض هذه الفكرة وزاد عليهن النجمات الأساطير اللّواتي دخلن في ذاكرة السينما من الباب العريض وأسّسن صوراً ورموزاً وذكريات جديدة للنجمة المصريّة ، كلّ منهن بأسلوبها الخاص وبشخصيّتها البارزة مثل ( بديعة مصابني – راقية ابراهيم - أم كلثوم - تحية كاريوكا - مديحة يسري – صباح - سامية جمال - فاتن حمامة - نور الهدى - ليلى مراد - هند رستم سعاد حسني - ماجدة - نادية لطفي )

في بداية المؤتمر رحب جيرار بالحضور وأكد سعادته البالغة بإفتتاح "فيلا جراي" واعتبر معرض "سلطانات الشاشة" باكورة لموسم ثقافي متخم بالأحداث والتظاهرات الثقافية، مشيرا إلى أن هدف شركته إقامة صرح ثقافي ليس له أي أهداف تجارية، بل يطمح هو والقائمين عليه أن يتحول إلى بؤرة نشطة تخدم الباحثين على طريق المعرفة، وبمثابة طاقة نور وأمل جديد يقصده محبو الفن الراقى و عنوانا بارزا للقاء ثقافي وفني وإجتماعي يقصده محبي الفن والنشاطات الثقافية.

ثمّ تحدثت الإعلامية اللبنانية منى غندور مؤلفة الكتاب عن تجربتها المضنية الممتعة فى ذات الوقت لتجميع مادة هذا الكتاب الذى إستغرق منها ست سنوات قرأت فيها كل شاردة وواردة كتبت عن السينما المصرية، وحرصت عبر دفتي الكتاب أن تقدم صورة ممتعة للقارئ العربي ورؤية مغايرة عن هؤلاء الرائدات وأن تجعلهن نساء من دم ولحم من الطفولة إلى الصبا ومن الشباب إلى الكهولة والعجز والنسيان، إنها سير الهوى، الطموح، النجاح، الخسارة، الحب، السعادة، الشقاء، الصلابة والمغامرة، مؤكدة فى نهاية حديثها الشيق والمفعم بالإثارة أن هؤلأء الرائدات حتما لن يجود الزمان الحالي بمثلهن فكل واحدة منهن كانت أسطورة.

جدير بالذكرأن يوم الأحد القادم 21 نوفمبرالقادم ستشهد "فيلا جراي" معرضاً للمصوّر الفرنسي الكبير تييري جيكِل Thierry Gicquel: المعرض يجمع عينات مختلفة من مراحل حياته المتعددة الجوانب، منها بورتريهات المشاهير من العالم ومن مصر، مشاهد من المدن ومن الطبيعة، صور واقعيّة من حروب كبيرة وصغيرة، أوالحياة والناس في القاهرة كما يراها بعدسته الفريدة.

التعليقات