سورية: أسماء المسلسلات باقية.. على المحلات

سورية: أسماء المسلسلات باقية.. على المحلات
غزة-دنيا الوطن

من المعروف أن أسماء المحلات في أسواق دمشق وشوارعها يختارها صاحبها عادة من اسمه أو اسم أحد أولاده أو اسم يحبه مثلاً أو لشخصية عامة عربية يحبها، أو حتى لمحطة فضائية يتابعها. وفي أحيان كثيرة يكون الاختيار من اسم الشارع الذي يقع فيه المحل رغم تناقض الاسم مع ما يقدمه المحل ومنها مثلاَ «المتنبي للفلافل» أو لبيع المفروشات المنزلية أو «البيروني للصوتيات» و«الفارابي لألعاب الأطفال» و«غذائيات المعري»، وغير ذلك من أسماء تنسجم فقط مع اسم الشارع. وإلا فما علاقة المتنبي بالفلافل أو الفارابي بلعب الأطفال؟ والشارع الدمشقي الذي يتأثر ويتفاعل كل عام مع المسلسلات الرمضانية التي يشاهدها على القنوات الفضائية والأرضية، وخاصة المسلسلات السورية منها والتي تقدم البيئة الدمشقية، وأكثر المتأثرين بها هم أصحاب المحلات التجارية والحارات التي تصور بها هذه المسلسلات. ولن يتفاجأ الزائر لدمشق بعد أيام قليلة إذا شاهد افتتاح مطعم جديد أو محل للشرقيات أو حتى محل حدادة أو نجارة أو سوبر ماركت أعلن صاحبه عن اسم محله وهو مثلاً «باب الحارة» أو بأسماء أبطال المسلسل، ومنها مثلاً محل «العكيد أبو شهاب لبيع الأدوات الكهربائية» أو مكتب أبو عصام لبيع وتأجير العقارات أو مكتب فريال للسياحة والسفر أو أبو النار لبيع الدهانات أو محل أبوجاسم للفلافل والفول أو كافتريا أبو حاتم أو غذائيات أبو مرزوق؟!... أو تسميات بأسماء أبطال المسلسل.

ففي السنوات الأخيرة انتشرت تسميات أسماء المحلات الدمشقية بأسماء المسلسلات السورية وحتى العربية منها فكان مثلاً «الحاج متولي» لبيع الأقمشة الذي أخذ شهرة كبيرة بين النساء، حتى أن صاحبه افتتح له فروعاً في عدد من أسواق دمشق الراقية، كالقصاع والصالحية والحمراء، وحتى في المدن السورية الأخرى كاللاذقية وغيرها.

والمتجول في أسواق وحارات دمشق سيقرأ عناوين كثيرة لمطاعم ودكاكين متعددة الأعمال مأخوذة من المسلسلات الرمضانية ومنها مثلاً «الخوالي» لمخرج «باب الحارة» نفسه بسام الملا والذي عرض قبل خمس سنوات، و«أيام شامية» و«تمر حنة»، الذي عرض قبل سنتين ويتحدث عن الثورة الجزائرية، ولكن صور في دمشق، و«حسيبة وحمام القيشاني»، وهو المسلسل الذي أخرجه هاني الروماني وقدم منه خمسة أجزاء في السنوات الماضية وغيرها.

ومنذ مسلسل «أبو كامل الدمشقي» الشهير الذي قدم قبل حوالي 15 سنة بدأت تنتشر هذه التسميات، كما يتفاعل الدمشقيون مع مراحل تصوير هذه المسلسلات حيث يعمد القائمون عليها إلى تصويرها في الحارات الدمشقية القديمة أو البيوت الشامية التقليدية، كحارة القيمرية والعمارة والميدان وغيرها، أو في بيت نظام والسباعي ومكتب عنبر وخان أسعد باشا، وهي بيوت مملوكة جميعها للدولة، وتدفع الجهات المنتجة أجوراً لمحافظة دمشق أو لمديرية الآثار السورية ـ حسب عائدية الإشراف على المنشأة الدمشقية التاريخية ـ لتصويرها وحجزها. وتتراوح الأجور المدفوعة ما بين 10 ـ 15 ألف ليرة سورية، أي 200 ـ 300 دولار، في حين تقوم بعض الجهات الإنتاجية ببناء حارات مؤقتة في غوطة دمشق لتصوير مسلسلها كما فعلت أسرة مسلسل الخوالي، أو تصويرها في القرية الشامية بالقرب من مطار دمشق الدولي، كما فعل سيف الدين سبيعي، الذي صور مسلسله الأخير «الحصرم الشامي»، الذي يتحدث عن البيئة الشامية منتصف القرن السابع عشر، أيام الوالي العثماني أسعد باشا العظم.

ولا تنجو أيضاً هذه المسلسلات من تعليقات الصحافيين والكتاب المحليين الناقدة والساخرة رغم شعبيتها ويكتب ـ باستغراب ودهشة ـ أحد الكتاب في صحيفة سورية محلية أنه أصبح في إمكاننا أن نقدم مسلسلاً عن شوارب «محمود»، ويقصد به بطل مسلسل «أيام شامية» (أدى الدور الفنان عباس النوري) أو أن نقدم مسلسلاً كاملاً عن «طلاق أم عصام» (تؤدي الشخصية الفنانة السورية صباح الجزائري) ويقصد به مسلسل «باب الحارة».

التعليقات