عائلة الاستشهادية آيات الأخرس تنتظر الإفراج عن رفات ابنتها

عائلة الاستشهادية آيات الأخرس تنتظر الإفراج عن رفات ابنتها
غزة-دنيا الوطن

تفتقد عائلة الأخرس في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، ابنتها آيات، التي نفذت عملية تفجيرية في القدس قبل خمس سنوات، بينما كانت الدبابات الإسرائيلية تفرض حصارا على مقر ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، ويستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية السور الواقي في المدن الفلسطينية. محمد لطفي الأخرس والد آيات قال " في كل عيد احضر باقة ورد لآيات، ولكنني لا أجد قبرا أضعها عليه " . واثر مقتل آيات التي نفذت عمليتها وعمرها 17 عاما، في قطاعات واسعة في الرأي العام العربي، ومنذ ان توجهت إلى القدس، لتنفيذ عمليتها يوم 29 آذار / مارس 2003، والحكومة الإسرائيلية تحتجز جثمانها. ويقول والدها ردا على سؤال لايلاف ماذا كان سيفعل لو علم برغبة ابنته تفجير نفسها " كنت ذهبت بدلا منها، وتركتها تعيش حياتها " .

ويشير أبو سمير إلى أن ابنته نفذت عمليتها في أجواء من الاحتقان، خلال الاجتياحات الإسرائيلية للمدن والبلدات الفلسطينية وارتكاب القتل والمجازر والاعتقالات، وما يؤثر في أبو سمير هو أن جثمان ابنته ما زال محتجزاً في مقابر الأرقام الإسرائيلية، ويأمل أن يأتي يوما وتسلم السلطات الاسرائيلية الجثمان للعائلة ليتم دفنه في مقبرة المخيم.

وقال عيسى قراقع النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني الذي زار عائلة الأخرس ان "إسرائيل تحتجز جثمان آيات وأكثر من 150 شهيداً في مقابر سرية داخل إسرائيل وهذا الاحتجاز هو عقوبة لا أخلاقية للعائلة وللشهيدة ويخالف كل الأعراف الدولية والإنسانية والدينية". واضاف "آيات الطالبة في المرحلة الثانوية والمتفوقة جداً في الدراسة اختارت طريق المقاومة أمام ما رأت من طغيان عسكري ومجازر ترتكب في جنين ورام الله ونابلس وكنيسة المهد". وقد تعرضت عائلة آيات لسلسلة من المضايقات والتهديد بهدم المنزل، كما تم اعتقال أشقاءها سمير وإسماعيل عدة مرات، ولا زال سمير يقبع في سجن عوفر العسكري دون محاكمة.

واوضح قراقع أن "دولة إسرائيل تتصرف كدولة فوق كل القوانين الإنسانية"، وقد فشلت كافة محاولات المحامين ومؤسسات حقوق الإنسان وأعضاء الكنيست العرب من استعادة جثمان آيات ليوارى في مسقط رأسها". واعتبر قراقع أن ظاهرة احتجاز "جثامين الشهداء ليست جديدة فهي تنفذ منذ عام 1967 ولكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى".

و تشير صور آيات التي تزين منزل العائلة، إلى أن الطالبة آيات كانت مفعمة بالأمل والحياة، ولا زالت كتبها وأقلامها وحقيبة مدرستها "توضح أنها كانت تبحث عن الحياة السعيدة وليس عن الموت" كما يقول والدها أبو سمير.واعلن قراقع انه يسعى الى فتح "ملف الشهداء المحتجزين لدى إسرائيل"، مطالباً القيادة الفلسطينية والمفاوض الفلسطيني إعطاء هذا الملف الاهتمام الكبير وإنهاء معاناة وآلام الأسر".

وكشف قراقع أن إسرائيل "تحتجز الشهداء الفلسطينيين في مقابر جماعية وهي غير معدة بشكل ديني وانساني كأماكن للدفن اذ تكتفي بدفن الجثامين في قبور بدون أضرحة وتثبت عليها لوحات معدنية تحمل أرقام لهذا سميت بمقابر الأرقام لأنها تتخذ من الأرقام أسماء للشهداء".

وقال قراقع "هذه المقابر عرضة للإنجراف في فصل الشتاء وكذلك للنهش من الحيوانات البرية" مشيرا إلى ان إسرائيل تنفذ "عملية انتقامية من الشهداء دون أي اعتبار للمشاعر الإنسانية والدينية ولقواعد القوانين الدولية".

وكانت الصحافة الإسرائيلية كشفت عن أربع مقابر جماعية هي: مقبرة الأرقام المجاورة لجسر بنات يعقوب بجوار نهر الأردن، ومقبرة بير المكسور، وأخرى تقع في منطقة عسكرية مغلقة بين أريحا وجسر دامية في غور الأردن.

وقال قراقع إن " آيات الأخرس تحتجز مع مثيلاتها من شهيدات فلسطين مثل: دلال المغربي، ودارين أبو عيشة، ووفاء ادريس، وهنادي جرادات، وهبة ضراغمة، وفاطمة أبو سالم، وغيرهن". وفي صباح يوم العيد، ومثلما يحدث في كل عيد منذ حمس سنوات، سيضع والد الشهيدة آيات باقة الورد التي جهزها على نصب الشهداء في مدخل مخيم الدهيشة قائلاً "كل الشهداء هم أبنائي، هم آيات".

التعليقات