عرفات كما عرفته..ابو عمار: من اكثر من شهر وانا شاعر اني مش طبيعي بقولوا لي انو معي انفلونزا هو في انفلونزا بتبقى شهر كامل

عرفات كما عرفته..ابو عمار: من اكثر من شهر وانا شاعر اني مش طبيعي بقولوا لي انو معي انفلونزا هو في انفلونزا بتبقى شهر كامل
عرفات كما عرفته..ابو عمار: من اكثر من شهر وانا شاعر اني مش طبيعي وبالفحوصات بقولوا لي انو معي انفلونزا هو في انفلونزا بتبقى شهر كامل

بقلم:مأمون اسعد التميمي

*عضو المجلس المركزي الفلسطيني

الحلقة الثانية

وما ان انهيت كلامي حتى ضجت القاعة بين مؤيد ومعترض فالمؤيدون صفقوا بحرارة.

نظر الي الرئيس في اشارة لكي ارد عليه ولكني وجدت الافضل ان لا اصعد اكثر فتجاهلت اشارة الرئيس .

بعد ذلك استمرت الكلمات ، والتقيت بدورة المياه مع احمد قريع ابو علاء والذي تربطني به علاقة ود فهو يحترمني وانا احترمه ، الا ان ابو علاء بادرني قائلاً ، لقد كنت اريد ان اتدخل لأوقفك عن الحديث الا ان محبتي لك منعتني من ذلك ، فقلت له يارجال كمان بدكش واحد يطلع شاذ عنكم كلكم ، ياأخي من باب الديمقراطية

( مشي لي اياها ) .

وبعد قراءة البيان الختامي وانتهاء الاجتماع استوقفني بعض اعضاء كتلة فتح في التشريعي وقالوا لي نريد ان نجتمع بك في الفندق الان فلا تذهب لأي مكان اخر وفعلاً ذهبت إلى الفندق فوجدتهم مجتمعون في هول الفندق وينتظرونني فوسعوا لي لكي اجلس بينهم فبادرني رئيس اللجنة القانونية في المجلس ، ياأخ مأمون نحن نحبك والله لانأتي للمجلس المركزي الا لسماع كلمتك ، لكنك اليوم زعلتنا منك جميعاً ، وقلت لهم ولم :- فقالوا لي لأنك وقفت ضد مشروعنا ، فقلت لهم وما مشروعكم فقالوا لي ، رئاسة الوزراء هو مشروعنا فقلت لهم : والله انكم مساكين يعني انتوا مصدقين انوا هذا مشروعكم ، ..............فقلت لهم والله انكم واهمين فأنتم لاتدركون بعد ان هذا المشروع الذي تقولون عنه مشروعكم سيقضي على البقية المتبقية من الاصلاح فو الله ليأتي اليوم الذي تترحمون فيه على عرفات وعلى فساد ياسر عرفات ، فياسر عرفات سمح لبعض الفاسدين في السلطة مرغماً لأنهم فرضوا عليه، فقال لي احدهم لو سلمنا بذلك جدلاً فلماذا يقبل هو ذلك ، فقلت لهم لقد كان هم ابو عمار الدخول إلى الوطن وكان لايريد ان يبطل هذا الدخول ، برفض بعض الاملائات فتدخل معاوية المصري قائلاً ، بس قلي عن واحد مش مفسد حول ابو عمار ، فقلت له الله اكبر ، لو كان ابو عمار بهذا السوء فلماذا تحاصره اسرائيل وامريكا ولماذا يدمر عليه مقره ، ولماذا يقررون استبداله ، فأجابني احدهم ، ماعادوا يطيقوا فساده فقلت له بل ماعادوا يطيقوا اصراره على التمسك بالثوابت وبالقدس وباللاجئين ، واضفت يااخوان قضية الفساد الاداري والمالي كلنا ضدها ، ولكن المشكلة بالفساد السياسي ، المشكلة بالذين تعهدوا بالتنازل عن كل شيء ، والله ان بقيت الامور كما هو مخطط لها فأنه سيأتي اليوم الذي سيقتل الدحلان فيه أي شخص يعترض عليه ولو بمقال .

فقال لي احدهم شو الي دخل الدحلان في هذا الموضوع فقلت لهم ، كل ماترونه من ترتيبات هي فقط من اجل التمهيد لقيادة الدحلان ، وكل هذا المشروع الذي تقولون عنه انه مشروعكم هو مشروع سياسي الهدف منه القضاء على كل الثوابت السياسية التي يتمسك بها ابو عمار فلا تذهبوا لبعيد ، فعرفات الذي تسمونه بالفاسد لايمتلك من متاع الدنيا سوى بدلاته العسكرية الثلاث وهو يعيش بغرفة والله اتحدى أي واحد فيكم يستطيع العيش فيها ، ثم انكم لاتشاهدون الا بعض المفسدين حول عرفات ولاتشاهدون كتائب الاقصى الذين صنعهم ياسر عرفات ولاتشاهدون صمود عرفات السياسي والمعنوي ولاتشاهدون ان هذا الرجل الذي لم يهزم في كل معاركه وانه الذي حافظ على القرار الفلسطيني من ان يخطف لمصلحة احدى الدول هنا او هناك ، ولاترون ان عرفات يصرف رواتب لخمسة وعشرون الف اسرة شهيد فقط في لبنان غير فسطين والاردن وسوريا والعراق ، ولاترون انه كان يصرف باليوم الواحد (3) مليون دولار لأبناء الشعب الفلسطيني بل لكل من يقدم له كتاب مساعدة ولاترون انه يتكفل بعلاج أي حالة فلسطينية حتى لو كلفت نصف مليون دولار كعلاج السرطان بالخارج ، فعلق احدهم الله لايخلف عليه هو بيدفع من جيبتوا ، فقلت للذي علق تذكر انه لايدفع من جيبتوا لكن سيأتي اليوم الذي سيلغي به كل ذلك بعد عرفات ، ولاتنسوا ايضاً ان عرفات وظف اكثر من 200 الف شخص حتى يمكن كل افراد الشعب الفلسطيني من اخذ رواتب من السلطة حتى يخرجهم من حالة الفقر المدقع وكل هذا سيتوقف بعد عرفات فرد علي حسن خريشة الذي كان يحضر الاجتماع ، المشكلة انك عرفاتي حتى النخاع واضاف مازحاً لكن لماذا ذهبنا انا واياك لزيارة الشيخ حسن نصر الله في لبنان صرت اتقول له انت الرمز وبطل عندك ياسر عرفات هو الرمز ، والله اني انسيت اقول لابو عمار انو في غيرك رمز عند الاخ مأمون فقلت له وانا اضحك نعم لكل رمز خصوصيته فحسن نصر الله رمز للمقاومة اللبنانية وابو عمار رمز للمقاومة الفلسطينية ، فتدخل النائب جمال شاتي فقال والله اني أؤيد كلام الاخ مأمون التميمي ، فمشروع رئاسة الوزراء ليس بالشكل الذي تظنونه، وظل الحديث بيني وبينهم بين هرج ومرج إلى ان تركتهم لأعود عند الرئيس وعلى باب الفندق وجدت اللواء عبد الرزاق المجايدة فقال لي والله انك صاحب رؤيا بعيدة وانا أؤيد كل كلمة قلتها وما ان انتهيت من مصافحته حتى جاء وجهي بوجه الحاج مطلق الذي امضى اكثر من ثلاثون عاماً وهو مسؤول الادارة العسكرية ، فصافحته وهو يقول لي والله فشيت قلبي،وما ان هممت بالخروج من الباب حتى جاء وجهي بوجه محمد الدايه مرافق الرئيس والذي لا تكاد ان تخلو صوره للرئيس من بعد أُسلوا دون ان يكون بجانبه ، فقال لي أخ مأمون اريدك وبعد ان تعانقنا جلس يحدثني ، وقال لي اسمع ياأخ مأمون انا اعرف ان الرئيس يحبك ، فأريد منك ان تتدخل عنده لحل مشكلتي فقلت له وماهي مشكلتك فقال لي ، تآمر عليّ سكرتير الرئيس فايز حماد و د. يوسف عبد الله (والدكتور يوسف عبد الله هو من اهم مرافقي الرئيس الذين رباهم الرئيس ويوسف بقي الوحيد من كل عائلته حي يرزق بعد ان مات كل اهله في مجزرة تل الزعتر وقد كان وقتها طفل فأعتنى به الرئيس وأرسله للدراسة في روسيا ثم بعدها عينه مرافق خاص له ) واضاف محمد الدايه لقد تأمروا عليَ بشكل متواصل و استطاعوا ان يغضبوا الرئيس عليَ حتى ابعدني من مرافقته ، فأنا اعرف ان الرئيس لايرد لك طلب ، واتمنى ان تتكلم معه بقوة وهو يعرف اني افديه بعمري ولا أدري كيف صدقهم ، فقلت له اخر شيء كنت اعتقده ان لاأراك بجانب الرئيس فلقد كنت مثل ظله ، فقال لي شايف شايف ، والله لو قتلوني اهون والله بدي افقد عقلي . ثم أكد عليّ انه يحملني هذه الامانة ، وصلت لعند الرئيس ، وما ان صممت بالدخول اليه حتى لقيني على الباب الرئيسي في الاسفل والذي تغطيه اكياس الرمال ....... الذي عاتبني قائلاً ، فقال لي انا خاين يا مأمون ، فقلت له ، لا حاشاك ، فقال لي ولما تهاجمني دائماً ، فقلت له انها الديمقراطية وانا اضحك وعانقته وعانقني ، دخلت إلى داخل المكتب وهنا لابد من توصيف مكتب الرئيس ، اول ماتدخل الباب الرئيسي تشاهد على يمينك غرفتان صغيرتان فيهم العيادة الخاصة بمكتب الرئيس ويمكث فيها طبيب الرئيس الخاص وعلى اليسار غرفة الحرس وما ان تصعد الدرج إلى الطابق الثاني حتى يأتيك على اليمين غرفة انتظار صغيرة تستعمل ،اضافة إلى ذلك من قبل السكرتارية ومن قبل مصور الرئيس الخاص وهو الشاب الاسمر حسين الذي يجيد الكلام باللهجة التونسية واللبنانية والفلسطينية بطلاقة ، وعلى اليمين غرفتين واحدة تستعمل للأرشيف حيث الأتصالات والفاكس وعلى اقصى اليمين الغرفة الثانية وفيها غرفة عمليات واجهزة اللاسلكي واجهزة الحاسوب والانترنيت ومقابل الدرج وعلى اليمين حوالي مترين مكتب الرئيس ، ومقابل غرفة عمليات الرئيس توجد غرفة نوم الرئيس ، هذا كل ماتبقى من مكتب الرئيس ،جلست في غرفة الانتظار ، فوجدت عنده السفير الروسي وانتظرته حتى غادر وجاء المصور حسين فقلت له ، ياأخ حسين أريد ان أسألك سؤال فأرجوا ان تجيبني عليه بصراحة ، ماقصة محمد الدايه الحقيقية ، فقال لي خلافات مع بعض الاخوة فقلت له لايوجد فيها أي قضية امنية فقال لا ، ثم قال لي هل تريد ان تتدخل له عند الرئيس فقلت له نعم فقال لي لا انصحك فلقد تدخل له ابو علاء وياسر عبد ربه وابو مازن دون فائدة ، فالرئيس الذي يخرج من عنده لايعود اليه ثم والله انا مستغرب انك تريد ان تتوسط لواحد منا فمعلوماتي غير ذلك عنك فقلت له تقصد ان معلوماتك اني حاقد عليكم فضحك ولم يجب .

ودخلت عند الرئيس الذي عانقني وهو يقول لقد صدحت بالحق وانطقك الله بالحق ، ثم اضاف هو الشيخ اسعد مخلف حالو ولا أيه ، وكنت احضرت للرئيس هدية وهي العهدة العمريه محفورة على حجر مأخوذ من صخر القدس ، وبعد ان سلمته الهدية ، عاد وطلب مني ان اسلمها له امام كاميرا التلفزيون الذي كان يصور برنامج عن حصار الرئيس وهو تلفزيون ألأم بي سي ، ثم عاد وطلب من مصوره الخاص ان يصورني وانا اسلمه الهدية وان يرسل الصورة للصحافة ، والتي نشرتها فقط جريدة الحياة الفلسطينية ، وذلك لأني اعرف انني محاصر اعلامياً من قبل بعض الذين ساهموا بحصار الرئيس ، فلقد اخبرني احد الصحافيين ان مراسلي التلفزيونات والصحف قد تم ابلاغهم بالامتناع الكامل عن عمل أي لقاء صحفي معي او حتى تصويري بالاجتماعات والا فأنهم سوف يحرموا من تغطية اخبار الرئيس والاجتماعات ان خالفوا هذا الامر وهذا قبل حصار الرئيس بأربع سنوات ويبدو ان الحصار الاعلامي استمر عليه بعد ذلك .

ثم قلت للرئيس اريد ان اسألك سؤال قبل ان اطلب منك طلب ، فقال لي اسأل، فقلت له هل قضية محمد الدايه قضية امنية او فيها أي شيء امني، فقال لي كلا ابداً ، فهذا ابني وانا ربيته لكن انا عايز اقرص له ودانو شويه وهو لسه بمكتبي وينام عند القوة 17 تحت ، فقلت له انت تعرف ان هذا الشاب مستعد ان يموت فداء لك في أي حال من الاحوال، وهو مخلص لك لأبعد الحدود فأتمنى عليك ان تعيده ولاتبقيه معذباً ، وقبل ان انهي كلامي حضر سكرتير الرئيس فايز حماد على عجل وقبل ان انهي كلامي اخذ يضغط على قدمي حتى اتوقف عن الكلام بموضوع الدايه ، الامر الذي اغاظني وجعلني انظر في وجه فايز حماد ثم انظر إلى قدمي حتى اشعر الرئيس بما يفعله فايز فأنتبه الرئيس إلى فايز فأبتعد فايز قليلاً عني ، فقال الرئيس : ياخويا دا محمد انا الي ربيته هو واخوته دا ابني ( ومن الجدير ذكر ان محمد الدايه كان والده يعمل مرافق مع الرئيس قبل ان يستشهد في غارة على مقر الرئاسة في تونس ) ، واضاف الرئيس لكن دا بيتكلم في عرض زملائه ، عيب مش عيب ، فقلت له ، قد تكون زلة لسان فقال فايز يا أخ مأمون ، هذا تطاول على الجميع ولم يعد يحترم أي شخص فينا وحتى الرئيس ماوفروا ، فقلت له لا أعتقد ذلك فمحمد لو كان بقمة السوء يعرف ان حياته مرتبطة في الرئيس فكيف ينحر نفسه ، فأحتد فايز بعض الشيء وقال ياأخ مأمون هذا موضوع اكبير ومفيش داعي نقعد ، انفصلك اياه ، فرد الرئيس على فايز ، ليه بتحكي كده مع مأمون هو مأمون مش منا وفينا ، فقال فايز ياأخ مأمون بس تطلع انا بحكيلك كل القصة .

ثم جلست مع الرئيس لوحدنا ، فقال لي الرئيس : انا من اكثر من شهر وانا شاعر اني مش طبيعي وبالفحوصات بقولوا لي انو معي انفلونزا ثم سألني هو في انفلونزا بتبقى شهر كامل ، فأجبته وانا حائر مابين ان احذره او ان ارفع من معنوياته ، فقررت ان ارفع معنوياته فقلت له ، عادي انا مرة اصابتني اكثر من شهر بعد ان رجعت من العمرة ، فقال لي هو الانفلونزا بتسبب اسهال دائم، فقلت له انا لست طبيب ولكني اعرف انها تسبب احياناً . كان الرئيس يعرف اني لست طبيب ولكنه يعرف ان لدي حس امني ويريد مني ان اقول له انه مسموم ،الأمر الذي امتنعت عن ذكره له في البداية ، ثم اضاف الرئيس لماذا لم تعد ترسل لي تحليلاتك ياخوي ولاصرت كسلان ، فقلت له لقلت الرسل بيننا فقط ، ثم عدت فقررت ان احذره فقلت له ياوالدي الان يجب ان تكون على حذر لأنهم ان قرروا ان يغتالوك لن يغتالوك بالرصاص حتى لاتذهب شهيداً ولكنهم حتماً سيغتالونك بطريقة تبدو طبيعية ولاتثير الشكوك حتى لاتذهب شهيداً لأنك ان ذهبت شهيداً سوف تبقى مدرسة ورمز تضرهم في مماتك اكثر من حياتك ، ولكن لاراد لمشيئة الله ولاخوف من القدر وخير حارس الأجل ، فقال لي ياخوي اهلاً بها فو الله اني مشروع شهادة اربعين عام ، هو ياخوي الي احنا عايشينوا دا زيادة ،وبكفي الواحد فينا يلاقيلو قبر هنا يندفن فيه . فقلت له ياوالدي ، ان الله دائم يقف معك لانك ابو الايتام والارامل والمساكين فلا تيأس هي شدة وحتماً ستزول ، فقال لي ايه الورق الي معاك دا فقلت له : هذه كتب طلبات للناس احضروها لي لما عرفوا بأجتماع المركزي فتناولها مني واخذ يسألني عن كل كتاب ماذا يوقع له فمنهم من هو طالب وظيفة فيقول لي اكتب له ايه دا فأقول له مدير فيوقع له مدير ثم الكتاب الذي يليه ان كان مساعدة يسألني اصرف له ايه فأقول له كذا فيوقع له ماأقول له وبقى يوقع تلك الكتب حتى دخل علينا عبد الله الحوراني الذي انتظر وقت ليس قليل حتى انهى الرئيس توقيع الكتب التي اعطيته ايها، فنظرت إلى الاخ عبد الله حوراني فوجدته وكأنه بدا عليه التململ وعدم الارتياح مما افعله مع الرئيس ، وبعد ذلك بدأ مكتب الرئيس يمتليء بالضيوف وأكثرهم من الذين تعشوا معه بالامس ثم جاء ضيفان لا أدري ما اسمهما بدؤا يشكون من سيطرة حماس على بعض المدارس ومن تنفذ حماس ببعض الادارات ولكن الرئيس لم يبدي أي اهتمام لشكوا هم ثم حضر محمد صبيح امين سر المجلس المركزي ثم جاء موعد العشاء وكرر الرئيس مافعله بالأمس معي حيث التفت الي لوحدي مستأذنني بالعشاء ، فكررت ماقلت له بالامس ان هذا شرف عظيم لي ،وحضر على العشاء ايضاً فريق الأم بي سي ولقد كان بفريق تلفزيون الأم بي سي فتاة ، فقام الرئيس اليها كعادته بتضييف النساء والبنات عل مائدته بنفسه ، فأخذ الرئيس يضع لها الطعام بيديه وهي تشكره ، فشعرت ان الرئيس عادة له حيويته وطبيعته ، اما نحن الذين بالقرب منه على المائدة فكان يوزع علينا ماطبخ له من طعام خاص وفواكه مقطعة ، حتى لم يتبقى في صحنه أي شيء يأكله وهذا طبعه دائماً وابداً .

واثناء العشاء حضر نبيل شعث ، ثم تحول الحديث حول الحشود الامريكية على العراق وقرأ لنا الرئيس تقرير وصله عن الحرب القادمة على العراق وان المسألة مسأله وقت .

اثناء حديث الرئيس لمع في ذهني ان هذه المرة هي اخر مرة ارى فيها الرئيس عن قرب فبدأت احفظ معالمه جيداً فلحيته الخفيفة وشنبه الخفيف والشامة تحت عينيه وشفتيه المنتفختين وبعض البهاق الذي بدأ يبرز على يديه واطراف وجهه وطريقة حديثه وطريقة اكله وامام الرئيس دائماً في مكتبه المصحف الذي لايفارقه وصليب في مزهرية بجانب المصحف وكتبه المتضخمة دائماً والتي فيها كل شؤون السلطة وكل مؤسسات السلطة ومنظمة التحرير وكل من يطلب مساعدة وكل من يريد علاجاً او من يطلب مهمة او تعيين او ترفيع او شكوى او تقرير اخباري او تقرير امني او تحقيق او أي شأن من شؤون الشعب الفلسطيني سواء في فلسطين او لبنان او الاردن او مصر او سوريا او العراق او سفارات فلسطين في كل العالم وبين فينة واخرى يأتي اتصال للرئيس اما من زعيم او مسؤول او شخص مهم الا ان هذه الاتصالات خفتت كثيرا اثناء حصاره .

اثناء تقديم العشاء كان يقدم للرئيس في صحن خاص له القزحة السائلة (مثل الطحينية ) الممزوجة في العسل وكان الرئيس يمرر الصحن ليأكل منه جميع الضيوف ، وهو يقول للضيوف دا احسن علاج القزحة بالعسل دي مجربه فقال له محمد صبيح امين سر المجلس المركزي ، والله انا معدتي خربانه وبحاجة إلى عملية فقال له الرئيس ( بس انت داوم على القزحة والعسل وحتشوف ازاي حتتحسن ) والعسل ذكروا القرآن (فيه شفاء للناس ) والرسول(ص) ذكر القزحة ، اما الشيء الذي لم احب ان اذكره لابو عمار ان هذه الوصفة ارسلتها له مع فايز حماد الذي ذكرها له كما قلت له وكما اقترحت عليه بأن يحضروا لها عسل الصدر من اليمن وفعلاً احضروه له من اليمن، ويمزجوه بالقزحة السائلة وقلت لفائز انها مجربه الا انني لم احب ان اكسف فايز حماد او اظهره كاذباً امام الرئيس فلم اعلق ان هذه الوصفة مني ، وكانت تعملها امي لأبي طوال سنوات رحمهما الله . ولكنها قزحة بالدبس الخليلي وليس بالعسل كما اجتهدت انا ، وهي لذيذة جداً اذا مزجت بالسمن البلدي .

وما ان انهى الرئيس قراءة التقريرعن العراق حتى قال للجميع دعونا نسمع رأي مأمون بموضوع العراق.

فقلت له ياوالدي انا ارى اذا اقدمت امريكا على احتلال العراق فأنها ستقع في كارثة ومصيبة لن تستطيع ان تخرج منها سالمة بل انها ستغرق في وحل العراق وانا اعتقد ان امريكا لابد انها تدرك ان العراق يحافظ على عملية التوازن الاستراتيجي مع ايران فأذا سقط صدام فسوف تبتلع ايران العراق ومن ثم الخليج بكامله عدا عن ان صدام له اكثر من عشرة سنوات يستعد لهذه المعركة على اساس ان يحولها إلى حرب شوارع وعصابات فصدام يكدس الاسلحة في كل المدن والقرى والشوارع ولقد سلح ودرب في العراق اكثر من سبعة مليون على حرب الشوارع ثم ان امريكا بدأت تغرق في وحل افغانستان فكيف ستفتح على نفسها باب كارثة اخرى وهي لاتستطيع اغلاق الكارثة التي فتحتها في افغانستان فكل هذه المعطيات يجب ان تمنع امريكا من احتلال العراق وان نفذت امريكا هذه الحرب فأن القيادة الامريكية لايمكن الا ان تكون قد هربت من مستشفى المجانين وجاءت إلى حكم امريكا ، وذلك لان هناك قضايا استراتيجية مانعة بشكل غير قابل للتكتيك لأسقاط النظام العراقي الذي يجب ان تعتبره امريكا الحليف اللدود .

فقال الرئيس انا أؤيد مأمون في كل ماقاله الا ان مروان كنفاني كان له رأي أخر بأن صدام عميل وأمريكا تنسق معه هذا الامر من اجل اخافة دول الخليج .

قبل ان أغادر من عند الرئيس اتفقت معه على كيفية التواصل بيني وبينه بالرغم من انه كان لايريدني ان اتحدث معه بأي شيء خاص امام نبيل شعت وحاول ان لا يظهر معي حرارة بالوداع امام نبيل شعث لامر فسرته لنفسي بشكل جيد .

لما خرجت من عند الرئيس استوقفني سكرتير الرئيس فايز حماد ، فقال لي ياأخ مأمون ليش انت بتزعلنا منك دائماً فقلت له ، خير انشاء الله . فقال لي ياأخ مأمون كان يجب ان تسألني عن الدايه قبل ان تذكر موضوعه للرئيس ، فأنت لا تعرف أي شيء ، فهذا صفته ونعته وهذا اخو ...هيك وهيك ، فقلت له يعني لو صارت معك القصة وجيت حضرتك وطلبت مني ان أتدخل فلا أتدخل ، فقال لي ازا انا زيو فلا تتدخل ، فقلت له على كل حال محمد الدايه زلمة طيب وهذا رأيي بغض النظر عن رأيك .

*تنويه:دنيا الوطن قامت بحذف فقرات من مذكرات الأخ مأمون التميمي.

يتبع بالحلقة القادمة ...

التعليقات