مسرحية "يا مظفر- قهوة يعقوب " : حقيقة في سبات غُزلاني

مسرحية "يا مظفر- قهوة يعقوب " : حقيقة في سبات غُزلاني
مثل شعبي قديم ": نائم نوم الغزال أي عيناه نصف مغلقتان "
تماما كم هو الواقع السياسيي خيبة ونكسة " نوم غزلاني " حقيقة متناسلة من رحم عربي موبوء بفيروس التخاذل والجبن ...لا اعرف أذا كنا بحاجة لنوم عميق أم لأنصاف عيون حتى تمارسنا اللامبالاة من الآخر ومن ذواتنا وننسى الحقيقة .
يشاكس مسرح المرايا بصيرتنا بتقديمه مسرحية "قهوة يعقوب " أو كما سميت سابقا "يا مظفر" لكن بحلة فنية متجددة .
إخراج الفنان والمخرج رياض مصاروة , إعداد مدير مسرح المرايا عدنان طرابشة , تمثيل الفنانة القديرة نسرين فاعور ,الفنان جميل الحضور والمميز أكرم خوري , والصوت الحميمي أ لبير مرعب .
أذهلني تحضيرنا كزبائن قهوة , ننتظر صاحب القهوة ليفتح قهوته , فكرة جديدة , مسرح في مقهى , والجمهور زبائن , وتعود هذه الجمالية لأعداد النص من الفنان عدنان طرابشة كما لتنفيذها برؤى إخراجية من الفنان رياض مصاروة , والأهم جاهزية الممثلين لعفوية الموقف وإستعدادهم لإثارة الجمهور لهم , كان تجاوب مثير ما بين الممثلين والجمهور وكأنهم طاقم واحد .
كانت بداية المسرحية : إستجواب أحد الجمهور لألبير مرعب , الذي يؤدي دور المغني " حسن" وهو يكون فاقد النظر, ويجيب حسن السائل انه ينتظر يعقوب ليفتح له القهوة , وبضع دقائق تطل سعدية الغجرية التي تؤدي دورها الفنانة نسرين فاعور تلقي تحيتها الحرارية بكلمة مساء الخير وكأنها على سابق معرفة مع الجمهور وكأنهم زبائن قهوة دائمين.
يعلو صوتها قائلة "سمع سمع يا ناس يا هو يا سامعين الصوت يا عربان انا سعدية النورية افتح الطريق يا فهمان "ويسألها حسن سر تأخيرها وبعدها تسأله سر معدته يجيب جوعه . . تقترب سعدية من الحضور قائلة " الوطن في خطر والجوع قتال مد ايدك عجيبك واكرم فالكرم من شيم النساء... والرجال..."
تستنجد بنقودنا لتطعم صديقها حسن فاقد البصر وكامل البصيرة وفي حين جمعها النقود يعزف حسن وتغني هي " قِمَمْ قِمَمْ قِمَمْ مِعْزَى على غَنَم جَلاَلةُ الكَبْشِ على سُمُوِّ عَنْزَةٍ عَلَى حِمَارٍ بِاْلقِدَمْ ِقمَمْ قِمَمْ قِمَمْ ِمعْزَى على غَنَم.
تتناوب هي وحسن الغناء ويغني حسن وكأنه في طيات الأصالة يجمعنا بموسيقى عوده الحنون ...في حين تناول سعدية النقود من الزبائن يأتي أكرم خوري "يعقوب" صاحب المقهى ينهرها لتترك المكان لكنها غجرية والغجر لهم كل الأمكنة, ترفض , يطرها رغما عنها و يسرق منها النقود.
وبعدها يدعونا دخول المقهى , ويدخل حسن المغني برفقة يعقوب المقهى لعجزه البصري ..لكن يعقوب وعد من حسن بحلول ضيف ثري ومهم للقهوة.. تعود الفنانة نسرين فاعور بدور "مظفر النواب " و تبدأ مباراة الكيان ما بين يعقوب وما بين مظفر " سعدية" ..ويطلب مظفر من يعقوب ضيافته شرابا روحيا كان قد سمي في المقهى "شاي الزبلة" .. ويقول مظفر " مَا أَجْمَلَ اّلأَسْمَاءَ اّلْتِيْ يُطْلِقُهَا اّلْفُقَرَاءُ عَلَى مَا يَشْرَبُهُ اّلأَغْنِيَاءْ...ويجالس حسن ويسترسل " يجْمَعُنِي اّلْفُقَرَاءُ... فُقَرَاءُ اّلْعَالَمُ... وَهَانَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَيْكُمُ فُقَرَاءَ اّلْعَالَمِ. َنحْنُ فُقَرَاءُ اّلليْل... وَالْعَالَمُ يَا حَسَنْ مَمْلُوءٌ بِالليل جمهورمنذ قُرُوْنٍ دُفِنَتْ رُوْحِيْ مُنْذُ قُرُوْنٍ وُئِدَت رُوْحِيْ ُمنْذُ قُرُوْنٍ كَانَ بُكَائِيْ َأبْحَثُ عَنْ ثَدْيٍ يُرْضِعُنِيْ فأَنَا خَاوٍ... وأُرِيْدُ حَلِيْبَ امْرَأةٍ، بِإِنَائِيْ فِيْ تِلْكَ اّلْسَّاعَةِ مِن سَاعَاتِ الليلِ يَجُوْعُ إِنَائِيَ وَالْكَلِمَاتُ يَصِلْنَ لِحَدِّ اّلإِفْرَازْ.
حسن يعزف ويغّني ومظفّر ويقوم بتصويره. والمراهنة الانسانية مستمرة ما بين مظفر ويعقوب حتى يكشف يعقوب ان ضيفه ليس شاعرا إ نما سعدية ارادت إسترداد حقها والبصير حسن يحتد النقاش بينهما وتخرج ما في كبتها من سنين وتقول له أنت جبان متخاذ ..تعريه من قناعه وتكشف حقيقته بأنه تخلى عن وطنه .تغضبه الى حد السخط فينفجر قائلا لها " فشرت " أنا لم أتخلى عن وطني لكن وطني تخلى عني مكثت سنينا في السجن ومحورني الذل وبرد السجون لحياة ساكنة ..
تنسكب قصيدة القدس للشاعر مظفر النواب , أغنية عبثية , وترجف الأرض من خبط أقدامهم يعقوب وسعدية يتوجون اللاوطن واللامبدأ برقصة قهر وهي في الأساس للفرح فلامنجو لكننا نجهله وقهرنا ينتمي للقصيدة التي أختتمت جنازة المبادئ .
فَالْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ؟!!
أَهْلاً!
الْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ
فَلِمَاذَا أَدْخَلْتُمْ كُلَّ زُنَاةَ اللَّيْلِ إِلَى حُجْرَتِهَا
وَوَقَفْتُمْ تَسْتَرِقُوْنَ السَّمْعَ وَرَاءَ اّلأَبْوَابِ
لِصَرَخَاتِ بَكَارَتِهَا
وَسَحَبْتُمْ كلَّ خَنَاجِرِكُمْ!
وتَنَاَفْخُتم شَرَفا!
وَصَرَخْتُمْ فِيْهَا أَنْ تَسْكُتَ صَوْناً لِلْعِرضْ!
ألْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ،
ألْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ،
أهلاً.
مسرحية "قهوة يعقوب " ُمنتدى أدبي , وشتيمة لبقة ُمسجاه من بطل العبثية مظفر النواب , إستفزازية لحد المواجهة , جنازة حضارية ومراسيم التشيع فيها على الطريقة الغربية وليست حسب الشريعة العربية .. تشيع الأحياء والأموات تكشف نزوح العرب عن المبدأ والعقيدة وتمسكهم بالشعارات شملت صراعات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنسانية كانت تحتاجنا لتُعرض وكنا في أمس الحاجة لها لنرانا كم نحن مشوهين ننتمي لمؤسسة الأحزان كما قالت "سعدية" ونخلع الجبن ونواجه انفسنا اجتماعيا سياسيا وعقائديا ..
هنيئا للممثلين المبدعين الفنانة نسرين فاعور كانت قمم قمم قمم في كلتا دوريها سعدية ومظر الفنان أكرم خوري جميل الحضور والتمثيل الفنان البير مرعب كان في إنسجام جميل صوتا وصورة .
هنيئا للمخرج رياض مصاروة وكاتب النص الفنان عدنان طرابشة عمل جميل وهادف.
سيتم عرض المسرحية مرة أخرى في حيفا يوم السبت الموافق 29.9.2007 الساعة الثامنة مساء في مقهى "بينينو"
ابتسام انطون
مثل شعبي قديم ": نائم نوم الغزال أي عيناه نصف مغلقتان "
تماما كم هو الواقع السياسيي خيبة ونكسة " نوم غزلاني " حقيقة متناسلة من رحم عربي موبوء بفيروس التخاذل والجبن ...لا اعرف أذا كنا بحاجة لنوم عميق أم لأنصاف عيون حتى تمارسنا اللامبالاة من الآخر ومن ذواتنا وننسى الحقيقة .
يشاكس مسرح المرايا بصيرتنا بتقديمه مسرحية "قهوة يعقوب " أو كما سميت سابقا "يا مظفر" لكن بحلة فنية متجددة .
إخراج الفنان والمخرج رياض مصاروة , إعداد مدير مسرح المرايا عدنان طرابشة , تمثيل الفنانة القديرة نسرين فاعور ,الفنان جميل الحضور والمميز أكرم خوري , والصوت الحميمي أ لبير مرعب .
أذهلني تحضيرنا كزبائن قهوة , ننتظر صاحب القهوة ليفتح قهوته , فكرة جديدة , مسرح في مقهى , والجمهور زبائن , وتعود هذه الجمالية لأعداد النص من الفنان عدنان طرابشة كما لتنفيذها برؤى إخراجية من الفنان رياض مصاروة , والأهم جاهزية الممثلين لعفوية الموقف وإستعدادهم لإثارة الجمهور لهم , كان تجاوب مثير ما بين الممثلين والجمهور وكأنهم طاقم واحد .
كانت بداية المسرحية : إستجواب أحد الجمهور لألبير مرعب , الذي يؤدي دور المغني " حسن" وهو يكون فاقد النظر, ويجيب حسن السائل انه ينتظر يعقوب ليفتح له القهوة , وبضع دقائق تطل سعدية الغجرية التي تؤدي دورها الفنانة نسرين فاعور تلقي تحيتها الحرارية بكلمة مساء الخير وكأنها على سابق معرفة مع الجمهور وكأنهم زبائن قهوة دائمين.
يعلو صوتها قائلة "سمع سمع يا ناس يا هو يا سامعين الصوت يا عربان انا سعدية النورية افتح الطريق يا فهمان "ويسألها حسن سر تأخيرها وبعدها تسأله سر معدته يجيب جوعه . . تقترب سعدية من الحضور قائلة " الوطن في خطر والجوع قتال مد ايدك عجيبك واكرم فالكرم من شيم النساء... والرجال..."
تستنجد بنقودنا لتطعم صديقها حسن فاقد البصر وكامل البصيرة وفي حين جمعها النقود يعزف حسن وتغني هي " قِمَمْ قِمَمْ قِمَمْ مِعْزَى على غَنَم جَلاَلةُ الكَبْشِ على سُمُوِّ عَنْزَةٍ عَلَى حِمَارٍ بِاْلقِدَمْ ِقمَمْ قِمَمْ قِمَمْ ِمعْزَى على غَنَم.
تتناوب هي وحسن الغناء ويغني حسن وكأنه في طيات الأصالة يجمعنا بموسيقى عوده الحنون ...في حين تناول سعدية النقود من الزبائن يأتي أكرم خوري "يعقوب" صاحب المقهى ينهرها لتترك المكان لكنها غجرية والغجر لهم كل الأمكنة, ترفض , يطرها رغما عنها و يسرق منها النقود.
وبعدها يدعونا دخول المقهى , ويدخل حسن المغني برفقة يعقوب المقهى لعجزه البصري ..لكن يعقوب وعد من حسن بحلول ضيف ثري ومهم للقهوة.. تعود الفنانة نسرين فاعور بدور "مظفر النواب " و تبدأ مباراة الكيان ما بين يعقوب وما بين مظفر " سعدية" ..ويطلب مظفر من يعقوب ضيافته شرابا روحيا كان قد سمي في المقهى "شاي الزبلة" .. ويقول مظفر " مَا أَجْمَلَ اّلأَسْمَاءَ اّلْتِيْ يُطْلِقُهَا اّلْفُقَرَاءُ عَلَى مَا يَشْرَبُهُ اّلأَغْنِيَاءْ...ويجالس حسن ويسترسل " يجْمَعُنِي اّلْفُقَرَاءُ... فُقَرَاءُ اّلْعَالَمُ... وَهَانَذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَيْكُمُ فُقَرَاءَ اّلْعَالَمِ. َنحْنُ فُقَرَاءُ اّلليْل... وَالْعَالَمُ يَا حَسَنْ مَمْلُوءٌ بِالليل جمهورمنذ قُرُوْنٍ دُفِنَتْ رُوْحِيْ مُنْذُ قُرُوْنٍ وُئِدَت رُوْحِيْ ُمنْذُ قُرُوْنٍ كَانَ بُكَائِيْ َأبْحَثُ عَنْ ثَدْيٍ يُرْضِعُنِيْ فأَنَا خَاوٍ... وأُرِيْدُ حَلِيْبَ امْرَأةٍ، بِإِنَائِيْ فِيْ تِلْكَ اّلْسَّاعَةِ مِن سَاعَاتِ الليلِ يَجُوْعُ إِنَائِيَ وَالْكَلِمَاتُ يَصِلْنَ لِحَدِّ اّلإِفْرَازْ.
حسن يعزف ويغّني ومظفّر ويقوم بتصويره. والمراهنة الانسانية مستمرة ما بين مظفر ويعقوب حتى يكشف يعقوب ان ضيفه ليس شاعرا إ نما سعدية ارادت إسترداد حقها والبصير حسن يحتد النقاش بينهما وتخرج ما في كبتها من سنين وتقول له أنت جبان متخاذ ..تعريه من قناعه وتكشف حقيقته بأنه تخلى عن وطنه .تغضبه الى حد السخط فينفجر قائلا لها " فشرت " أنا لم أتخلى عن وطني لكن وطني تخلى عني مكثت سنينا في السجن ومحورني الذل وبرد السجون لحياة ساكنة ..
تنسكب قصيدة القدس للشاعر مظفر النواب , أغنية عبثية , وترجف الأرض من خبط أقدامهم يعقوب وسعدية يتوجون اللاوطن واللامبدأ برقصة قهر وهي في الأساس للفرح فلامنجو لكننا نجهله وقهرنا ينتمي للقصيدة التي أختتمت جنازة المبادئ .
فَالْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ؟!!
أَهْلاً!
الْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ
فَلِمَاذَا أَدْخَلْتُمْ كُلَّ زُنَاةَ اللَّيْلِ إِلَى حُجْرَتِهَا
وَوَقَفْتُمْ تَسْتَرِقُوْنَ السَّمْعَ وَرَاءَ اّلأَبْوَابِ
لِصَرَخَاتِ بَكَارَتِهَا
وَسَحَبْتُمْ كلَّ خَنَاجِرِكُمْ!
وتَنَاَفْخُتم شَرَفا!
وَصَرَخْتُمْ فِيْهَا أَنْ تَسْكُتَ صَوْناً لِلْعِرضْ!
ألْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ،
ألْقُدْسُ عَرُوْسُ عُرُوْبَتِكُمْ،
أهلاً.
مسرحية "قهوة يعقوب " ُمنتدى أدبي , وشتيمة لبقة ُمسجاه من بطل العبثية مظفر النواب , إستفزازية لحد المواجهة , جنازة حضارية ومراسيم التشيع فيها على الطريقة الغربية وليست حسب الشريعة العربية .. تشيع الأحياء والأموات تكشف نزوح العرب عن المبدأ والعقيدة وتمسكهم بالشعارات شملت صراعات الحياة الاجتماعية والسياسية والإنسانية كانت تحتاجنا لتُعرض وكنا في أمس الحاجة لها لنرانا كم نحن مشوهين ننتمي لمؤسسة الأحزان كما قالت "سعدية" ونخلع الجبن ونواجه انفسنا اجتماعيا سياسيا وعقائديا ..
هنيئا للممثلين المبدعين الفنانة نسرين فاعور كانت قمم قمم قمم في كلتا دوريها سعدية ومظر الفنان أكرم خوري جميل الحضور والتمثيل الفنان البير مرعب كان في إنسجام جميل صوتا وصورة .
هنيئا للمخرج رياض مصاروة وكاتب النص الفنان عدنان طرابشة عمل جميل وهادف.
سيتم عرض المسرحية مرة أخرى في حيفا يوم السبت الموافق 29.9.2007 الساعة الثامنة مساء في مقهى "بينينو"
ابتسام انطون
التعليقات