إيران تعرض صاروخ «قدر 1» لأول مرة وتهدد أميركا بعراق آخر إذا هاجمتها

غزة-دنيا الوطن

حذرت ايران القوى الغربية من أنها ستندم اذا شنت أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وعرضت في الوقت ذاته صواريخ ومعدات عسكرية أخرى بعدما كانت قد عرضت اول من امس طائرات «الصاعقة» التي تشبه طائرات «اف 5» و«اف 18» الاميركية، ومن بين الصواريخ التي عرضتها إيران صاروخ جديد طويل المدى يصل مداه الى 1800 كيلومتر بامكانه بلوغ اسرائيل وكل القواعد الاميركية في المنطقة وذلك خلال عرض عسكري ضخم يأتي في خضم تصاعد التوتر بشأن برنامج ايران النووي، وفيما قالت وزارة الخارجية الاميركية ان هناك افكارا جديدة ستطلق للمناقشة بخصوص ايران، بدأ اثنان من ابناء الزعيم الثوري اللاتيني تشي غيفارا زيارة الى طهران. وحول احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد طهران، قال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الايراني متحدثا للصحافيين أمس بعد أقل من أسبوع من اثارة وزير الخارجية الفرنسي علنا لامكانية شن حرب «رسالتنا لخصومنا هي .. لا تقدموا على ذلك»، وتابع متحدثا على هامش عرض عسكري سنوي خارج العاصمة طهران «سيندمون على ذلك كما يندمون في العراق». وعرضت ايران صواريخ متوسطة المدى كانت قد قالت من قبل انه يمكن لمداها أن يصل لاسرائيل والقواعد الاميركية في الخليج خلال العرض الذي نظم بمناسبة احياء ذكرى الحرب العراقية الايرانية التي استمرت من عام 1980 حتى عام 1988. وحلقت ثلاث مقاتلات «الصاعقة» وهي جيل جديد من المقاتلات المصنعة محليا.

وكان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر قد أثار يوم الاحد الماضي امكانية شن حرب ولكنه تراجع منذ ذلك الوقت عن هذا التصريح. وهددت ايران رابع أكبر دولة في العالم منتجة للنفط بالرد بمهاجمة المصالح الاميركية في المنطقة اذا تعرضت لهجوم. وتأتي تصريحات جعفري بعد يوم من تصريح القوى الرئيسية المجتمعة في واشنطن بأنها أجرت محادثات «جادة وبناءة» بشأن فرض مجلس الامن لعقوبات جديدة تهدف الى محاولة حمل ايران على وقف برنامجها النووي الحساس.

وقال مسؤولون من الدول الخمس دائمي العضوية في مجلس الامن وألمانيا انهم سيواصلون انتهاج أسلوب «المسار المزدوج» بشأن ايران والذي يقضي بمحاولة اقناعها بالتخلي عن أنشطة تخصيب اليورانيوم من خلال المفاوضات في الوقت الذي يتم فيه بحث فرض عقوبات جديدة.

ومن ناحيته، أوضح الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في كلمة ألقاها خلال العرض أن طهران لن تذعن للضغوط الغربية، وقال الرئيس الإيراني «من يعتقدون أن باستخدام مثل هذه الادوات البالية مثل الحرب النفسية والعقوبات الاقتصادية يمكنهم وقف تقدم ايران يرتكبون خطأ». وعرضت ايران بين أسلحتها صاروخا من طراز «شهاب» كانت قد قالت ان مداه يصل الى ألفي كيلومتر وهو ما يمكنها من قصف اسرائيل والقواعد الاميركية في المنطقة. ولكن المعلق التلفزيوني قال ان الصاروخ «شهاب 3» يصل مداه الى 1300 كيلومتر. وأضاف أن بامكان صاروخ اخر في العرض وهو الصاروخ «قدر 1» الوصول لاهداف على مدى 1800 كيلومتر، ومن المعتقد أن هذه هي المرة الاولى التي يعرض فيها علنا.

ومرت القوات والدبابات والمدفعية المضادة للطائرات أمام المنصة، وكتب على احدى الشاحنات «الموت لاميركا». وقفزت قوات القفز بالمظلات من طائرة هليكوبتر كانت تحلق فوق منطقة العرض قرب مرقد اية الله روح الله الخميني مؤسس الجمهورية الايرانية. وأجاب جعفري ردا على سؤال عن رد ايران اذا سمحت أية دولة باستخدام أراضيها كقاعدة لشن هجوم قائلا «رأيتم الصواريخ، حسبك أن تضغط على الزناد». ومن ناحيتهما اكدت فرنسا والولايات المتحدة ليل اول من امس اتفاقهما بشأن ايران التي هدداها مجددا بعقوبات في حال لم تخضع للضغوط الدولية الهادفة لدفعها الى تعليق برنامجها النووي.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في ختام لقاء مع نظيرها الفرنسي برنار كوشنير في وزارة الخارجية «سنطلب قرارات اضافية في مجلس الامن الدولي في حال لم تسلك ايران درب التفاوض». واضافت انها اجرت مع كوشنير «محادثات معمقة حول الوضع في ايران وضرورة ان تلبي ايران مطالب المجتمع الدولي العادلة بوقف برنامج التخصيب واعادة المعالجة واحترام قرارات مجلس الامن التي تم اقرارها». وشددت «انا وبرنار نرى هذه المسائل من منظار مماثل جدا» موضحة «ليس هناك عمليا اي اختلاف في الطريقة التي نرى فيها الوضع في ايران وما ينبغي على المجتمع الدولي القيام به». واكدت وزيرة الخارجية الاميركية «لقد رسمنا طريقا دبلوماسية تعتبر ان المفاوضات هي السبيل الافضل لحل مسألة الملف النووي الايراني».

واضافت رايس «لقد درسنا واتخذنا قرار تجميد ودائع بعض الافراد، لقد لجأنا الى منع اصدار تأشيرات دخول واظن ان ثمة مجموعة كبيرة من الاجراءات التي تسمح لنا بتوسيع جهودنا». من جهته جدد كوشنير الذي وصل الاربعاء الى واشنطن في اول زيارة رسمية له الى الولايات المتحدة تأكيد الموقف الفرنسي، مشيرا الى انه اوصى كذلك بفرض عقوبات محددة خارج اطار عقوبات الامم المتحدة تطال خصوصا النظام المصرفي. والى جانب اجتماع رايس كوشنير، التقت الدول الخمس الدائمة العضوية (الصين والولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا) ليل اول من امس ايضا على مستوى المديرين السياسيين في وزارات الخارجية تحت اشراف نيكولاس بيرنز المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الاميركية للبحث في دفعة ثالثة من العقوبات على ايران.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماكورماك ان رايس وكوشنير «اجريا محادثات جيدة» بهذا الشأن، واوضح الناطق ان «هذه المحادثات ستحضر للقاء الوزاري +5+1+ (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى المانيا) التي تعقد في نيويورك الاسبوع المقبل. وستطلق افكار جديدة سيتسنى درسها». وتشكك واشنطن وباريس في استعداد الروس والصينيين لاتخاذ قرار فوري بفرض عقوبات جديدة ضد طهران في اطار قرار ثالث يصدر عن مجلس الامن، وتدعو العاصمتان الى اعتماد عقوبات خارج اطار الامم المتحدة اذا اقتضى الامر. وقال كوشنير الخميس متحدثا عن نظيره الروسي سيرغي لافروف «لا اظن انه سيوافق على الذهاب ابعد من ذلك». وحرصت وزيرة الخارجية الاميركية على التذكير بان الولايات قدمت «اقتراحا مهما» العام الماضي لطهران «بالعودة عن السياسة الاميركية المتبعة منذ 27 عاما وفتح حوار مع ايران» في حال قام هذا البلد «ببساطة بشيء واحد: تعليق نشاطات التخصيب واعادة المعالجة». واعتبرت رايس ان الولايات المتحدة «ابدت صبرا طويلا» مع ايران «بعرضها هذا الاقتراح».

ويأتي ذلك فيما يقوم اثنان من ابناء الثوري اللاتيني تشي غيفارا، وهما الايدا وكاميلو حاليا بزيارة الى ايران حيث سيلتقيان مسؤولين على ما افادت وكالة ايسنا. ومن المتوقع ان يستقبلهما وزير الثقافة محمد حسين صفر هراندي ونائب وزير الخارجية ونواب ايرانيين. ومنذ تولي محمود احمدي نجاد الرئاسة عام 2005 عززت ايران علاقاتها مع عدة دول في اميركا اللاتينية لا سيما فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا التي يرأسها قادة «ثوريون» يتبنون الانتماء الى تشي غيفارا الذي اعدم في بوليفيا عام 1967. ووصلت الايدا (47 سنة) وكاميلو (45 سنة) اول من امس الى ايران وزارا ضريح الخميني.

من ناحية أخرى، افتتحت المحكمة الثورية بطهران صباح أمس محاكمة ثلاثة طلاب ايرانيين متهمين «بالمس بالامن القومي» و«اهانة القيم المقدسة» على ما افادت وكالة مهر شبه الرسمية استنادا الى احد محاميهم. واعلن محمد علي ددخاه المقرب من شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام والذي يدافع عن الطلاب الثلاثة «مع بداية الجلسة الاولى تليت عليهم التهم الموجهة اليهم وهي المس بالامن القومي واهانة القيم المقدسة والمسؤولين». واوضح ان الجلسة المقبلة ستعقد في 29 سبتمبر (أيلول). وأعرب ددخاه عن «الامل في ان تبرئ المحكمة موكليه».

واعتقل احسان منصوري ومجيد توكلي واحمد غسبان في مايو (آيار) بسبب نشر مقالات «مناهضة للاسلام» ورسوم كريكاتورية في صحف طلابية اصلاحية بجامعة امير كبير في طهران. وندد مسؤولو تلك الصحف بعملية «تلاعب» تهدف الى اغلاق الصحف. واعلنت عزم طاجيك ام احسان منصوري في اغسطس (آب) ان الطلاب الثلاثة تعرضوا الى التعذيب وهو ما نفاه القضاء الايراني بشدة، وما زال الطلاب الثلاثة قيد الاعتقال. وتعتبر جامعة امير كبير من معاقل الاحتجاج الطلابي تعرض فيها الرئيس محمود احمدي نجاد خلال القائه خطاب هناك السنة الماضية الى السخرية.

التعليقات