أول معلمة فلسطينية لرقص الجاز

أول معلمة فلسطينية لرقص الجاز
حيفا- دنيا الوطن-تفانين

الفلسطينية الحيفاوية دنيس خميس ابنة الثانية والعشرون، أنهت دراستها الثانوية في مدرسة راهبات الناصرة في حيفا، ومنذ ذلك الوقت واثناء تواجدها في المدرسة كطالبة كانت تعلم طالبات المدرسة رقص الجاز..

تقول دنيس: هذه السنة الرابعة على التوالي التي ادرس بها الجاز في مدرسة راهبات الناصرة منذ تخرجي- وتضيف: أتعلم في جامعة حيفا للسنة الرابعة والأخيرة موضوع العبرية وتصميم المسرح واخترت تصميم المسرح ليكمل عملي في الرقص. شجعني أهلي ونلت الدعم الكامل منهم فمنذ نعومة أظافري، أرسولوني لدورات الرقص على أنواعها المختلفة، فانا أجيد رقص الباليه والفلامنكو والجاز والسالسه، ولكنني أهوى رقص الجاز خاصة وانه يحرر الضغوطات من داخلنا ويشحننا بالطاقات الايجابية ويبقي الجسم مشدود.

دنيس هي اليوم معلمة رقص وتقول: اعلم دورات الجاز في عدة أماكن، وهناك فرق من طلابي الذين أدربهم، عرضوا في عدة مناسبات ففي حيفا عرضوا في مهرجان "عيد العيادط وفي مهرجان "يوم الطفل العالمي" وغيرها.

**في المركز الجماهيري عباس

وتضيف دنيس: سأبدأ العمل في المركز الجماهيري في حي عباس في حيفا في شهر تشرين أول القادم وسأعمل مع بنات من جيل سنتين وما فوق، هناك طلب كبير للتعليم هذا الموضوع ولا يوجد معلمات عربيات في هذا المجال، وللأسف هذا النوع من الرقص مخصص فقط للبنات. هناك وعي وتطور تجاه هذا النوع من الرقص وليس كل راقص مؤهل لتعليم هذا النوع من الرقص، الأولاد يعرفون عن هذا الرقص أكثر من أهاليهم، حتى المراكز الجماهيرية التي تدخل هذا النوع من الرقص عادة تكون المعلمة يهودية أو روسية.

**شهادة تأهيل وتدريس من لندن

وعن الجاز تقول دينيس: الجاز هو رقص غربي، ونعرف رقص الجاز من التلفزيون، فهو عبارة عن رقص بحركات سريعة ويحتاج إلى خفة ومن يمارس هذا الرقص يتمتع ويتحرر، يخرج طاقاته الكامنة في جسده.. أنا تعلمت الجاز في الاديتوريوم في حيفا وبدأت أتعلم رقص الجاز منذ جيل 6 سنوات، وكنت قد بدأت رقص البالية في جيل 4 سنوات وبعدها انتقلت الى الجاز، حتى 18 عاما وتقدمت لامتحانات في رقص الجاز في لندن وحصلت على شهادة الامتياز وشهاداتي تؤهلني للتعليم الجاز.

**امنيتي:

وتتمنى دينيس قائلة: اتمنى ان نصل في مجتمعنا العربي الى حالة، ان تكون عندنا فرق لرقص الجاز، فرق مهنية ومبدعة في مجال الجاز، وان يشعر الأهل بأهمية تطوير أبناءهم وتثقيفهم والرقص هو احد الوسائل لرفع التقييم الذاتي للبنت او الولد وترتفع ثقته بنفسه. وان يكون عندنا مدرسين ومدرسات اكفاء لجميع انواع الرقص والفنون طبعا.

ويقول بسام ريناوي- مدير المركز الجماهيري في عباس: سنركز جهودنا في المركز الجماهيري لتطوير دورات من هذا النوع وستكون الدورة في شهر اكتوبر 2007، والدورة ستكون مرتين في الاسبوع ومدة اللقاء ساعة، وشعارنا في المركز الجماهيري هو ضم الكوادر الجديدة من المعلمين المهنيين ونحن سعداء بأن دينيس ستشرف على دورة رقص الجاز. ونحن نفخر بالطواقم الشبيبة من الراقصين ومدرسي الرقص.. وكلنا آذان صاغية للامهات والاباء الذين ينون الاستفسار عن هذه الدورة،فبأمكانهم الاتصال الينا للأستماع مزيد من المعلومات.

موسيقى الجاز- ملحق

بدأت الإرهاصات الأولى لموسيقي الجاز تقريباً في منتصف القرن التاسع عشر، في ولاية نيو أورليانز الواقعة على نهر المسسيبي الهاديء، حيث احتوت تلك المدينة في ذلك الوقت خليط من المهاجرين الأسبان والانجليز والفرنسيين يكونون معاً طبقة الأسياد حيث يمتلك كل منهم عدد وفيراً من العبيد الذين يسخرونهم في جميع الأعمال وخاصة الزراعة.

وفي هذه الظروف التاريخية و السياسية و الاجتماعية التى تزامنت مع إلغاء نظام الرق والعبودية عام 1863 ونهاية الحرب الأهلية الأمريكية عام 1865 من جهة أخري، وجد العبيد الزنوج أنفسهم أحرار في مدينة نيو أورليانز التى تكثر فيها علب الليل وصالات الرقص الأوربي مثل الفالس و البولكا التى تنتشر في كل أنحاء المدينة خصوصاً شارع رامبارت. وهكذا بدأت الموسيقي الأوربية رويداً رويداً تختلط بالايقاعات والألحان التى احتفظ بها الزنوج وتوارثوها جيل بعد جيل لأنهم كانوا يرددونها أثناء العمل في حقول القطن وأثناء سمرهم في ميدان الكونجو، كما أخذ الزنوج يستعدون هذه الايقاعات من خلال صنع الطبول الضخمة التى تسمى تام تام أو بامبولاس. وامتزجت تلك الألحان الأفريقية أيضاً بالألحان التى تعلموها في الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانيه مع صرخات عذاب العبودية و تعبيرات روحهم المكتئبة المتأثرة بالموسيقي الوثنية والموسيقا الأوربية التى كانت منتشرة في ذلك الوقت.

**البداية

بعد نهاية الحرب الأهلية وتحرر العبيد، التفت الزنوج حديثي التحرر حولهم فوجدوا عدد كبيراً من الآلات النحاسية المبعثرة هنا وهناك من مخلفات الحرب التى تركتها فرق الموسيقا العسكرية، فجمعوها وأخذوا يحاولون النفخ فيها محاولين عزف تلك الألحان والمارشات العسكرية أو عزف أى نغمة تخرج منهم تلقائياً. وهكذا بالفطرة والسليقة ابتكروا وهم لا يدرون أسس موسيقا الجاز كما أصبحت الآلات النحاسية هى الآلات الأساسية لعزفها. وفي عام 1895 تكونت في مدينة نيو أورليانز أول فرقة تعزف موسيقا الجاز برآسة بادى بولدن، وكانت الموسيقا التى تعزفها هذه الفرقة ليست مدونة بل تعتمد أساساً على الارتجال والتقسيم المشترك والانطلاق بالأصوات في كل اتجاه. ثم أخذت الفرق تتكاثر وتنتشر وتجذب إليها جمهوراً متزايداً من الشباب، واحتلت تلك الموسيقا مكاناً بارزاً في صالات الرقص والحدائق العامة ومناسبات الأفراح والزواج وحتى في السير أمام الجنازات.

**الإنتشار

كثرة فرق الجاز بشكل كبير، ولأنها كانت كثيرة التنقل من مكان لمكان فالبيانو لم يدخل في تكوين هذه الفرق إلا حوالى 1920. و منذ بداية القرن العشرين أخذ الجاز يتقدم بشكل متعثر للأمام. ففي البداية حاول بعض البيض تكون فرق خاصه بهم تعزف موسيقي الجاز التى يدونونها بالنوتة و لكنهم لم يصبوا النجاح، لأن الروح الزنجية الصارخة التى كانت الطابع الأغلب على موسيقي الجاز وقتها كانت تعوزهم. لكن الموسيقين البيض لم يفقدوا الأمل و عملوا بعد ذلك على تطور نوع جديد من موسيقي الجاز أطليق عليه اسم ديكسي لاند، أخذ ينتشر تدريجياً في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية بفضل الأفلام السينمائية و شركات الاسطوانات حتى قامت الحرب العالمية الثانية. في هذا الوقت وأثناء الحرب العالمية الأولى انتقلت زعامة موسيقي الجاز من نيواورليانز إلى شيكاغو التى احتوت على عدد أكثر من الملاهى والبارات وعلب الليل، كما انتشرت موسيقا الجاز وقتها في أكثر من ولاية مثل بالتيمور وواشنطن و نيويورك و بوسطن، وفي كل مدينة كانت فرق الجاز تحاول أن تضم إليها عازفين من مدينة نيواورليانز التى كانت تعتبر المعهد الذى أخرج أشهر العازفين وأمهرهم في الارتجال.

**الجاز الجاد

وفي هذا الوقت كانت فرق موسيقي الجاز تتكون من سبعة أو ثمانية عازفين، ثم ظهر في نيويورك وفي حى هارلم تحديداً فلتشر هندرسون و ديوك الينجتون وكان من الموسيقيين الدارسين وقاما بمضاعفة عدد العازفين في فرقتهم و كتبوا النوتات الموسيقية لكل عازف وقللوا من فواصل الارتجال التى كانت من خصائص الجاز وأطلقوا على هذا النوع من الموسيقي الجاز الجاد. صادف هذا التجديد الكثير من النجاح وزاد عليه الإقبال في فنادق نيويورك الفاخرة وفي الملاهى الليلية وحتى في الحفلات التى كانت تقيمها الجامعات والمدارس في مختلف المناسبات. وشجع هذا النجاح الكثير من الفرق التى سارت على نفس الطريق، و ظهر في الثلاثينات عدد من الموسيقين البيض المهرة من خريجى المعهد الموسيقي مثل تومى دورساى وشقيقه وينى جودمان، وحقق هذا النوع من الجاز الكثير من النجاح والانتشار نتيجة لظهور محطات الردايو العديدة وتسجيل الاسطوانات.

**الجاز البارد

بداية من عام 1945 بدأ الموسيقيون في فرق الجاز ثورة ضد الوظيفة التقليدية للموسيقا التى يعزفونها وهي تحريك أرجل الراقصين، وظهر اعتقد بين عدد من موسيقي الجاز بأنهم يقدمون فن راقي يستحق الاصغاء والاستماع إليه باحترام. وهكذا أخذت موسيقا الجاز طريقاً جديداً فاختفي منها الارتجال وقل استعمال الايقاعات الساخنة و أصبحت المؤلفات الجديدة تميل إلى البطء وإلى التعبير العاطفي في ألحان ذات طابع غنائي وأطلق على هذا النوع الموسيقي اسم الجاز البارد.

**السيمفوجاز

استمراراً لتطور الجاز، قام جيل ايفانز عام 1955 بتكوين أول فرق السيفوجاز وهو عبارة عن تكوين موسع يشتمل على آلات الأوركسترا السيمفونى الكامل مضافاً إليها آلات فرق الجاز التقليدية، وتبعه في ذلك جنتر شولر وغيرهم، ورغم كل هذا التطور لم تختفي فرق الجاز التقليدية الصغيرة أبداً.

**الثورة المضادة: العودة للجذور

في الستينات كان الجاز قد بلغ أوج مجده وسموه أرفع المستويات، وقتها كان الجاز فن راقي تتبناه الطبقي البرجوازية الأمريكية، ويعزف في الأوبرا والقاعات الفاخرة، حتى ظهر سيسل تايلور وهو عازف بيانو نادى بالعودة بالجاز إلى أصوله القديمة بعد أن كان قد بلغ في سموه أرفع المستويات. وكان أحد زعماء هذه الحركة كولتران الذى قال في إحدى المرات: "أحب أن أري الناس من حولي يرقصون و أنا أعزف".

**العالمية

انتشرت الجاز بعد ذلك في كل أنحاء العالم بداية من الستينات مع ظهور التلفاز وانتشاره ونمو صناعة الموسيقي بشكل متضخم، وأخذت الجاز في كل منطقة ما يشبه الطابع المحلي، فظهر الجاز اللاتينى نسبة لأمريكا اللاتينية، والأورينتال جاز أو الجاز الشرقي و يقصد به الجاز العربي، بل وحتى الجاز اليابانى.

التعليقات