الفنان السوري الكبير طلحت حمدي لدنيا الوطن :مسلسل شاري الهم كان السبب في إعادة حصيلتي إلى الصفر

الفنان السوري الكبير طلحت حمدي لدنيا الوطن :مسلسل شاري الهم كان السبب في إعادة حصيلتي إلى الصفر
دمشق – دنيا الوطن-محمد أنور المصري

من الفنانين السوريين المخضرمين وهو أحد الأعمدة للدراما السورية . قدم العديد من الأعمال الاجتماعية والبيئية من أعماله : ( حمام القيشاني – حارة الجوري – تل اللوز – طرابيش – المستجير - ) ومن آخر أعماله الفيلم السينمائي ( حسيبة ) والعديد إنه الفنان السوري الكبير طلحت حمدي الذي كان لدنيا الوطن معه الحوار الآتي :

* بداية كيف علاقتك بالإعلام المقروء ؟

** بصراحة سأكون صادقاً علاقتي بالإعلام المقروء علاقة ضعيفة لأسباب حتى نكون صريحين وواضحين ليس هناك في الإعلام المقروء رأي ورأي آخر والإعلام المقروء تقريباً عبارة عن لون واحد ووجه واحد وإن اختلفت العناوين والشكل ولكن المضمون واحد ، طبعاً اليوم لدينا العديد من الصحف والمجلات التي تعنى بالهم الاجتماعي والهم الفني وهناك إعلام متخصص بالعقار والعمران ، جريدة الوسيلة أو الدليل تقريباً متشابهة لبعضها البعض وهو إعلام خدمات . أطمح أن يكون لدينا آراء متعددة في الإعلام حتى المواطن يزداد ثقته بمجتمعه ويحس أنه يوجد لدينا حرية حقيقة وليست مصنعة ، حتى الصحف التي تكتب سياسية أو نقد أو سخرية لدي إحساس اتجاهها أنها تساهم في عملية " التنفيس " نحن بحاجة إلى إعلام مقروء يعتمد التحليل وليس فقط خدمة لسياسية ما أو إستراتيجية ما أو لموقف ما ، عندما يكون لدينا إعلام يعتمد التحليل أعتقد أنه ينمي ثقة المواطن فيه .

* لهذا مقابلتك الصحفية قليلة ؟

** طبعاً لدي علاقات صداقة مع العديد من الصحفيين ودائماً يتصلون بي لإجراء اللقاءات الصحفية ولكن شخصياً إن لم يكن لدي شيء لأقوله فأتحاشى اللقاءات ، ولكن اليوم الصحافة تلحق موضة النجم أو النجمة كما يحكى " اليوم لسّا ما فقصت عنها البيضة " فدائماً تراهم في الصدارة . خلال عام واحد ممثلة مبتدئة تصبح النجمة الأولى في سورية وبالوقت الصحافة تتحاشى الحديث عن الفنانين الكبار الذين أساسوا الحركة الفنية وهم دعامة الحركة الفنية وهم الجديرين بالاحترام والتقدير، الأمة التي ليس ماضي ليس لها حاضر ولا مستقبل . فموضة الصحافة اليوم كلهم يركضون وراء النجوم أو البوالين الملونة وربما سبب تجاري أنا لا أتكلم عن الصحافة في القطاع العام وإنما القطاع الخاص .



* 45 عاماً من العمل أعيش مهدداً بالانهيار الاقتصادي / عنوان كلنا قرأناه في مقابلة أجرتها معك الزميلة الثورة ماذا تقصد في هذا العنوان وخصوصاً أن هذا العنوان كان مؤثر للوسط الفني ؟

** أولاً أنت أول واحد يسألني عن هذا العنوان ، وبصراحة الأمر لم أحد يسألني أحد من الوسط الفني عن هذا العنوان وأنا أؤكد حتى في الوسط الفني نادراً أو قلائل قرء هذا العنوان في الثورة وأنا الذي قصدته في هذا العنوان أنه كان لدي شركة إنتاجية لها مشروعها الثقافي ولها بنفس الوقت مشروع سياسي. اليوم التحولات الاقتصادية التي تحدث في بلدنا أفرزت مبدأ الحيتان في السوق وعلى مبدأ قطاع البحار السمك الكبير يأكل السمك الصغير والدليل أن هناك شركات كثيرة توقفت عن عجلة الإنتاج بسبب أنها ليس لها القدرة على الاستمرار وليس لديها القدرة للوجود الأدبي والسياسي والسلطوي ، فتوقفت عن الإنتاج اليوم هذه المهنة ليس لها قوانين. مهنة الفن والإنتاج الفني هي معادلة ليس لها قوانين . أنت عندما تنتج عمل لا تعرف إذا ينجح أو لا ينجح ، أنت تبذل كل جهدك وتتصور وجهة نظر وإنك لديك شكل فني ويضيف لك أن هذا العمل سيلقى نجاح كبير بالنتيجة لا يلقى الصدى والنجاح إضافة الشركات الكبيرة إن أنتجت عمل ولم ينجح ولم يسوق بشكل جيد تقوم على إنتاج عمل آخر وتبقى مستمرة أما المنتجي الصغار كما حالتي نحن قطعنا عن أفواه أولادنا لنجني مبلغ صغير لإنتاج مسلسل إضافة إلى أنه مهنة الإنتاج التلفزيوني ليس لها قوانين محددة كما ذكرنا المالية تلاحقك ليلاً ونهاراً على أنك منتج وأنت تمتلك الملايين وتربح الملايين . علماً أنا منتج صغير أنا وغيري . هناك كثير من المنتجين وقفت لديهم عجلة الإنتاج أمثال فيصل مرعي وهيثم حقي ودريد الجرد وهناك ناس سيلحقون بهم وسيتوقفوا عن الإنتاج بسبب إمكانيتهم المادية المحدودة كل من فكر بدخول هذه المجال واجهوا مصاعب في التوزيع على المحطات ، واليوم عملية التوزيع تخضع إلى العلاقات وإلى شلل إنما يدمروك وإذا تمتلك شلال من الدورلات تفتح أمامك كل الأبواب ويرحب بك ، وأنا شخصياً أقصد بالانهيار الاقتصادي أنني توقفت عن عملية الإنتاج لأنه لم يعد لدي الإمكانيات المادية وخاصة بعد إنتاجي مسلسل شاري الهم وللآسف لم أوفق بتوزيعه وفكرته وكان هذا العمل سبب كارثتي المادية وعادت حصيلتي إلى الصفر ، وأنا اليوم مستور ، مستور ، مستور ، وبإذن الله لم أحتاج أحد ولن أستدين من أحد وأولادي يعيشون والحمد لله وأنا رجل مؤمن بنفسي ومؤمن بالله والحياة مستمرة وعلينا نسعى لتأكيد حلمنا وأن نبحث عن النوافذ للاستمرار..

* الفن سلعة تجارية للتسلية وإشغال الوقت ، برأيك هل لم يعد لدينا أعمالاً مهمة تلفت المشاهد السوري جاء ذلك في لقاء جريدة الثورة أيضاً؟

** بصراحة يا صديقي لقاء الثورة قديم بلغ من العمر سنتين تأخر نشره . طبعاً لا يمكن إعطاء رأي ظالم . وليس من حقي . العمل الفني أصبح سلعة تجارية ، هناك أعمال أخذت الطابع التجاري ، وهناك أعمال مهمة سواء من القطاع الخاص قولاً واحداً . وكان خلفها كتاب ملتزمين ومخرجين متميزين والقطاع الخاص تنتج الأعمال التجارية ونفسها تنتج الأعمال المهمة والمتابعة . الرأي هذا لم يكن دقيق أحياناً أنت تصرح برأي يكون مفصل وطويل لضيق الوقت يأخذ منه فقرة أو فقرتين وهنا الفكرة تضيع من الكلام . أما هذا الكلام الذي ذكرته في سؤالك غير دقيق . وبالنسبة لي لم يكن دقيق بشكل عام ، الآن الفعاليات الاقتصادية دخلت ولعبت على الفن أنه شكل تجاري مهم منهم من توفق ومنهم لم يتوفق، لماذا لأن بعضهم مهنتهم والبعض الآخر ليست مهنتهم. وهناك ناس حتى يتفوقوا يعتمدون على خبراء فنانين أو فنين وهناك ناس يعتمدون على أنفسهم لذلك تجد أعمالهم تظهر بشكل متواضع .

* الكل يتحدث عن أعمالك التي تركت بصمة لدى المشاهد السوري والعربي ( عصفور في تل اللوز – وكان عمل اجتماعياً كوميدياً لنتحدث عن هذا العمل ؟

** عمل تل اللوز هو فكرة بالحقيقة كانت بالتعاون مع ياسر العظمة وكان المنتج المرحوم تحسين قوادري وياسر صديقي أحبه وأحترم فنه وعطاءه . كانت الفكرة أن نجعل العمل لياسر فجئت بكاتب يدعى مصطفى بربر حتى يؤدي الشخصية السيد ياسر وأخذنا فكرة اجتماعية كوميدية لكن تم عليها إسقاطات سياسية المسلسل قراءه الفنان ياسر وعجبه ولكن لم تعجبه الجهة المنتجة فبقي المسلسل في عهدتي لأني كنت أريد أن أخرجه وأنا مسؤول عنه وإلى أن توفر ظرف لشركة أسستها / وهي شركة قارة / طبعاً مساعدة للسيد دريد الجرد وقررنا أن نعمل هذا العمل من إنتاج الشركة وعملت هذا الدور وكما تعرف أنا ممثل متعدد وأحب أن أعمل في عدة شخصيات فقمت على أداء هذا الدور اخترنا له المكان المناسب وهو ضيعة عين التين في معلولا والعمل بصريح العبارة وزع توزيع هائل على المحطات العربية ولم نكن متوقعين أن ينجح هذا العمل كل هذا النجاح .

* سمعت عن معاناة تعيشها وكان سببها قضية مع نقابة المعلمين ، السؤال هل انتهت هذه القضية ؟

** هذا الموضوع انتهى منذ فترة ، وأنا كنت أطرح مثال عن غياب الوعي وعلاقة الوعي في أهمية دور الفن . في العام 1990 كان مسلسل المكافأة يتحدث عن نصرة المعلم حيث قام ضدي و ضد العمل نقابة المعلمين .

• برأيك ما السبب ؟

** السبب للآسف نحن في نقاباتنا المهنية نقابات موجهة مضري عنها ، من القيادة وهذا شرط حتى تكون النقابات وفية ، لذلك تحاول هذه المكاتب التنفيذية تتستر على العيوب وتبرز الوجه المضيء وأنا لا أنكر ودائماً أؤكد على أنه في بلادنا وجوه مضيئة كثيرة . وهناك وجوه مظلمة ونحن مهمتنا في الفن الكشف عن الأماكن المظلمة وكشف الفساد وكشف الانهيارات والظلم والعادلة نحن للأسف ملكيين أكثر من المالك نحن ندافع عن أخطاءنا ونحميها وهذا ما كان . أحد المكتب التنفيذي في نقابة المعلمين في عام 90. وأنا أذكر عندما علمت مسلسل " سنوات العجاف " في عام 1984 وكان العمل من إنتاج التلفزيون العربي السوري قامت الدنيا وجلست وخاصة عندما قام علينا أهل المنطقة الجنوبية في حوران ضدي وضدي المسلسل عندها الرئيس الراحل حافظ الأسد في اجتماع قال كلمة مهمة جداً وهي " طالما نحن لدينا بعض الناس المتخلفين ينظرون إلى الفن بهذه الطريقة معنى ذلك أننا بحاجة ماسة لهذه الأعمال " هذا كلام دستور هذا كلام رجل لا يخشى النقد ويحب التحليل ويحب أن يبقى الفن ملتزم ، يجوز عندما عرض هذا النص عن لجنة الرقابة في التلفزيون ربما يقولون هذا العمل سيئ ويمس أحد الجهات ربما احتمال ، بينما رجل السلطة الكبير ورجل القرار السياسي يقول أننا بحاجة للمزيد على نوعية هذا العمل . علماً أن هذا المسلسل لم يواجه أي مشكلة مع الرقابة في التلفزيون العربي السوري ، في مسلسل طرابيش صرخت صرخة ضد جماعي الأموال وصرخة لإنصاف القضاء ورجال القضاء حتى لا ينحرف القاضي نتيجة الظروف الاقتصادية التي يعيشها حتى لا يتحول إلى مرتشي ومع ذلك قام علي 9 قضاة في حلب ورفعوا علي دعوة بتهمة التشهير في القضاء وطلبوا بسجني ثلاث أشهر والذي وقف إلى جانبي وساندي هو الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله ورجل أدين له بكل الحب والاحترام السيد صابر فلحوط رئيس اتحدا الصحفيين السابق . وقف معي وقد كلف محامي اتحاد الصحفيين للدفاع عني في هذه القضية العادلة وعن حرية الرأي في سورية ، هذا موقف . لو لا هذه المواقف كان يمكن لهؤلاء القضاة أن يسجوني . كان السيد الرئيس حافظ الأسد برأيه أن لا أحد يقمع الحركة الفنية في سورية . ونتمنى التوفيق لدرامانا السورية .

• برأيك هل الفنان السوري مظلوم ؟

** الفنان السوري اليوم يعيش عصر ذهبي ولكن لا نستطيع أن نقول أن كل الفنانين بالحركة الفنية منهم 10% في أفواههم ملاعق من الذهب و90% لا أقول أنهم يتضورون جوعاً ولكن هم في وضع معاشي وحياتي يستحقون الشفقة وهذا أسبابه معروفة وغير معروفة ..

• شعر المشاهد أثناء متابعة أعمالك تحاول الاقتحام وكسر الجدار ؟

** نحن كان لدينا رسالة أن نغير النمط التقليدي للفن أن نقدم حكاية فقط وبالحقيقة الدراما المصرية والأفلام المصرية أثرت على عقلنا تعودنا أن المصريين يقدموا العالم بلونين الأبيض والأسود خير وشر . والواقع عكس هذا تماماً الشر دائماً ينتصر وهذا ليس الدافع الذي دفعنا للبحث عن مواضيع اقتحامية رغبتنا بالولوج إلى عمق المجتمع لإلقاء الضوء على ظروفه الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وعلاقة هذه الظروف بالنظام السياسي ، اليوم عندما نقدم مثالاً مسلسل المستجير نموذج باحث في تراث مهمته المحافظة على التراث وهذا الرجل يتضور جوعاً سرعان ما يسقط في أيدي عصابات مهمتها تهريب تراثنا وأدبنا إلى الخارج وتتجار به وبالرغم من ذلك هذا الرجل لا يسقط ولكن يموت على مزبلة في قريته فهذا الموضوع يثير العالم والرجل ينتهي نهايته على مزبلة . إذا يجب أن يكون هناك صرخة ودعوة لحماة التراث . وفي المكافأة قدمنا نموذج لمدرس مثالي رجل استطاع أن يجمع طلاب المدارس من التسرب بعد أن نفي إلى قرية بسبب تصديه إلى أحد أبناء المسؤولين الذي مسكه وهو يغش في الامتحان فهذا الرجل يواجه مهربين مخدرات الذين يروجون المخدرات عن طريق الأطفال . فهذا الرجل يحس في المسؤولية كمعلم وقضى حياته لم يتزوج . وهو يكتب على اللوح كلمة الوطن تمتد البندقية مهربين الدخان والمخدرات ويقتلوه . وفي هذا العمل دعوة لأن نقول كلمة لا للظلم ولا لهذا الواقع بل دعوة أن تنبه المجتمع من المفسدين ومن يخرب هذا الجيل والوطن ولذلك الحس بالمسؤولية يجعلك تدخل على أماكن فيها من الجرأة والصراحة وفيها من تحليل وحس بالمسؤولية الوطنية والقومية والاجتماعية والأخلاقية …

* تصريح لك أنه لدينا ثلاث شركات تنتج الأعمال حبذا لتذكر لنا هذه الشركات ؟

** أنا أقصد شركة سورية الدولية ، لين والشرق ، وأتمنى لهم كل التوفيق .

* مسلسل جديد يعرض على قناة Infiniti وهو حسيبة لنتحدث عنه ؟

** هذا مسلسل تليفزيوني عن رواية حسيبة أنا شاركت بفيلم حسيبة من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وهو فيلم من إنتاج ريمون بطرس وسيعرض قريباً . أما هذا العمل الذي سيعرض هو مسلسل تلفزيوني ولذلك اقتضى التنويه .

• ما هي الأعمال التي في جعبتك حالياً ؟

** حالياً موعود هنا يضحك ويقول أنه هناك مسلسل يحمل عنوان موعود من إنتاج التلفزيون العربي السوري . ومن إخراج فراس دهني . هذا العمل الوحيد حالياً في جعبتي .

• اليوم وكما سمعنا السيدة نورمان اعتزلت الفن ماذا تقول لها ؟

** وأنت تقول لي السؤال غرغرت الدمعة في عيني . الوسط الفني خسر فنانة موهوبة ومتميزة وحنونة ومحبة لكل الفنانين أتمنى لها التوفيق والنجاح في حياتها الخاصة ونتمنى من زوجها الجديد المحافظة عليها لأن نورمان حنونة ومحبة للجميع .

• كلمة أخيرة أستاذ طلحت في نهاية لقائنا هذا ؟

** تحياتي لكل جمهوري في سورية والوطن العربي . أتمنى التوفيق لكم .

[email protected]

التعليقات