أمل عرفة لدنيا الوطن: الفنان عمل واحد لا يكفيه

أمل عرفة لدنيا الوطن: الفنان عمل واحد لا يكفيه
دمشق – دنيا الوطن-محمد أنور المصري
يمكن أن يطلق عليها لقب الفنانة الشاملة فهي كاتبة وممثلة ومطربة وتمتلك ليونة عالية على صعيد الأداء الحركي، شهد لها كبار الموسيقيين كما كبار المخرجين، حصلت أخيرا على لقب أفضل ممثلة عبر استفتاءات جرت في سوريا وفي عدة دول عربية، تسعى دائما إلى اختيار الأفضل ولا ترضى بالسهل، إنها الفنانة أمل عرفة التي عرض لها في رمضان مجموعة من المسلسلات من أهمها مسلسل 'غزلان في غابة الذئاب' الذي أدت فيه شخصية غادة التي تعيش حياة القهر والتهميش إلى أبعد الحدود في بيئة فقيرة حتى أنها تتعرض لحادثة اغتصاب تغير مجرى حياتها نحو الأسوأ.. حول تداعيات هذه الشخصية ورأيها في الأعمال الأخرى التي قدمتها وعن جديدها وموقفها من الغناء الذي ابتعدت عنه في الفترة الأخيرة كان لنا معها هذا اللقاء :
إلى أي مدى كنت مع فكرة الذهاب بشخصية غادة التي أديتها في 'غزلان في غابة الذئاب' إلى أبعد حد ممكن؟
إلى الدرجة التي يحتملها نوع العمل فمسلسل 'غزلان في غابة الذئاب' كان يحتمل الذهاب بهذا الاتجاه، أضف إلى ذلك نوع الشخصية فشخصية غادة قدرية وهناك شخصيات في الحياة قدرية تخلق وهي تحمل قدرها داخلها، وهناك شخصيات عظيمة حملت قدرها داخلها بثقافتها العالية ووعيها الشديد وسارت في الحياة كسعاد حسني ومي زيادة بينما فاتن حمامة ليست شخصية قدرية فهي تتحكم بقدرها إلى حد ما عبر توازنها العالي والقدرة على السيطرة على فنها وشخصيتها حتى أنها تحولت إلى رمز وهي على قيد الحياة.

ألا يجدر أن تعطى هذه الشخصية نوعا من التلون وألا تكون بلون واحد؟
هذا التلون كان موجودا عبر قصتها مع عبودي فترى أنها بدأت تشعر بأنوثتها ولكن سرعان ما يجري تدمير هذا الأمر عندما يكتشف عبودي حقيقتها.
هل كنت مقتنعة بمشاهد غادة كلها؟
إلى درجة معقولة جعلتني أنفذ المشاهد، ولو كنت غير مقتنعة بها لتطلب ذلك نقاشا طويلا مع المخرجة.
تحدثت عن آلية العمل لكن ما قصدته أن هناك كيفية تلق مختلفة بين السينما والتلفزيون وبالتالي هل ما نقدمه في السينما يمكن أن نقدمه ضمن شرط التلفزيون؟
كنت أتمنى من الرقابة السورية قبل عرض العمل أن تضع عليه تنويها 'ممنوع مشاهدته لمن هم دون سن الثامنة عشرة'.
قدمت البيئة الشعبية في كل من 'كسر الخواطر' و 'غزلان في غابة الذئاب' لكن هناك تباين شاسع في التفاصيل والمفردات عبر كل منهما.. فكيف أظهرت وبررت هذا التباين؟
إنه أمر يتعلق بمقولة العمل وبزاوية رؤية كل من الكاتب والمخرج فطبيعتا الشخصيتين مختلفتان جدا وطبيعتا النصين مختلفتان أيضا، لكنهما يتناولان بيئة واحدة التي هي 'القاع' ولكن يبدو أنه حتى للقاع مستويات، فالقاع الذي حكى عنه 'كسر الخواطر' هو أعلى قليلا لأن له علاقة بأشخاص يستطيعون أن يشتروا ثيابا قد تكون من البالة ولكنهم قادرون أن يحبوا ويحلموا وينكسروا ويعودوا ليقفوا من جديد، لكن في 'غزلان في غابة الذئاب' الوضع مختلف فإن لم تحفر الأم الكوسا في الليل حتى تبيعه في اليوم التالي فابنتها لن تذهب إلى المدرسة وابنها لن يكون في الجامعة.

على الرغم من ظهورك في رمضان بشخصيات متعددة إلا أنك لم تقعي في مطب النمطية الذي وقع به كثيرون ولكن يبقى السؤال.. ما خطورة الظهور في أكثر من شخصية في رمضان؟
الممثل لا يكفيه ماديا أن يشارك في عمل واحد كما أن الممثل الجيد تأتيه العديد من العروض وشطارته تظهر من خلاله اختياره الأهم وأحيانا نختار أفضل السيئ.
إلى أي مدى حدث معك أنك اخترت أفضل السيئ هذا العام؟
أعتبر أنني كنت محظوظة بمسلسل 'غزلان في غابة الذئاب' وأعتبر أنني كنت محظوظة أيضا بمسلسل 'كسر الخواطر' على رغم أنني لم أشعر بتصويره فصورته خلال أربعين يوما تقريبا، أتحفظ على النتيجة التي ظهرت في 'وشاء الهوى'، كما أن مسلسل 'حسيبة' أعتبره مكسبا بالنسبة إلى 'حتى هذه اللحظة' لكنه لم يعرض في رمضان، ولكن فيما لو أن 'حسيبة' عرض علي بداية في هذه السنة ربما لم أكن لأشارك في عمل غيره لأنه تطلب مني جهدا كبيرا وبحكم أننا تأخرنا في تصويره فكنت قد انتهيت من تصوير الأعمال الأخرى.
عادة تكون السينما هي البستان الرحب للأدب ولكن هل أصبح الآن بستانه التلفزيون في رأيك؟
يتوقف ذلك على حرفية السيناريست بأن يورطك كمشاهد في أحداث حارة في العمل لتتعلق بها وتتابعها ولكن في الوقت نفسه يستطيع السيناريست الإبقاء على النمط الأدبي في العمل.

ما سبب تأجيل تصوير 'حسيبة' أكثر من مرة؟
لقد حدث تأجيل تصوير لأنهم لم يقلعوا بالعمل حتى أصبح كل شيء جاهزا، والمخرج عزمي مصطفى إنسان هادئ بطبعه ولا يشبه المخرجين الآخرين في القيادة، فيفهم أنه بطيء ولكن النتيجة الأخيرة تؤخذ بعد عرض العمل وهو مخرج يفهم بالدراما وصورته جميلة من دون فذلكة.
هل كان هذا المسلسل محظوظا لأنه لم يعرض في رمضان؟
أعتقد أنه كان محظوظا بذلك.
كيف تتعاملين مع عقود الاحتكار التي تقدمها الشركات الفنية للمطربين؟ وإلى أي مدى تحسبين حسابها؟
إنها ليست مسألة الاحتكار وإنما شروط عقد الاحتكار فالشركات تتدخل في ملابس المطربة وطريقة تصوير الكليب وأين يجب أن تقام حفلات المطربة.. لكني لا أغني في مطاعم أو 'نايت كلاب' الأمر الذي لا يسر الشركة المنتجة كما لا يغريهم كثيرا أن أناقشهم في الكليب وفي ملابسي، عموما عندما أجد أن هذه الحرية متاحة لي مثلما أريد بالاتفاق مع الشركة وأستطيع أن أحقق لهم الربح التجاري الذي يريدونه عندما تنجح الأغاني فلماذا لا أقدم على هذه الخطوة؟

إذا أين أنت من الساحة الغنائية حاليا؟
إنني أحب الغناء إلى درجة كبيرة وأعرف أن صوتي أهم من كثير من الأصوات التي تحتل الصدارة الآن في الوطن العربي وأنا على يقين بذلك وبشهادة كمال الطويل ووديع الصافي وبليغ حمدي وسهيل عرفة وعبد الفتاح سكر.. أي بشهادة هذه المدارس كلها، فأستطيع أن أغني بشكل حي ومباشر 'لايف' الأمر الذي يرعب الكثير من مطربات اليوم، لكن هذا الكلام لا يكفي فإنني بحاجة إلى إنجاز وليس هناك إنجاز لأنه ليس هناك شركة إنتاج.
ما الذي يمنعك من تقديم الفوازير خاصة أنك تمتلكين الإمكانات المناسبة على صعيد الغناء والتمثيل والرقص؟
لقد عرض علي الكثير من الأفكار للفوازير ولكن أحسست أننا سنقلد فيها المصريين وأنا لا أحب تقليد الآخرين، فإن لم أقدم بصمة سورية من خلال هذه الخطوة فلن أقدم عليها خاصة أن المصريين قدموا شيئا مهما جدا في هذا المجال.
سيدة أمل قمت بنشر مادة نقدية عن الفنانات السوريات وكانت أصابع الاهتمام نحو شخصية فنية مهمة فما هو تعليقك ؟
شخصياً أنفي نفياً قاطعاً ما تداولته وسائل الإعلام أنني وجهت الإساءة لشخصية فنية معروفة والله يعطي كل شخص على حسب النية .
رمضان شهر الخير كيف تتوجهين لجمهورك ببطاقة معايدة ؟
أتمنى الخير لكل الناس وأرجو لهم قضاء أيام مباركة خلال 30 يوماً مع تمنياتي للجميع بالسلام .
[email protected]

التعليقات