صراع سوري سعودي على خلفيّات دراميّة

غزة-دنيا الوطن
في شهر رمضان الماضي، قرّرت الفضائيات اللبنانيات الصّوم عن السياسة، فألغت كل برامجها السياسيّة واكتفت بنشرات الأخبار، وكان القرار حينها صائباً بعيد أسابيع قليلة على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان المنهك آنذاك من التراشق الإعلامي بين السياسيين، هذا العام لا يزال لبنان منهكاً من التراشق السياسي ومن تداعيات الحرب، غير أنّ صوم القنوات اللبنانيّة عن السّياسة في رمضان المقبل بعد أيام قليلة يبدو غير مطروح، مع قرب الاستحقاق الرّئاسي وتفاقم الأزمة السّياسيّة، وما أن قرّر برنامج " أنت والحدث" الابتعاد عن السّياسة ولو في حلقة واحدة، حتّى تحوّل الاستديو حيث يصوّر البرنامج إلى حلبة صراع سياسي سوري سعودي على خلفيّات دراميّة فنيّة تحكمها الحسابات السّياسيّة والصراعات الإقليميّة.
فقد كان المراد من الحقلة التي صوّرت مساء أمس السّبت لتعرض مساء اليوم، أن يتمّ التسليط على مسلسلات شهر رمضان، وما ستعرضه الفضائيات التي بدأت حرب منافسة ضروس، قوامها مسلسلات أعدّت خصّيصاً للشهر الفضيل، على أن تنام عجلة الدراما سنةً كاملة بانتظار رمضان جديد، إلا أنّ الصراعات السياسيّة أرخت بظلالها على الحلقة التي شهدت صراعاً سورياً سعودياً، مع محاولة أردنيّة لتلطيف الأجواء، وامتعاض مصري من الصراع ككل، وحياد لبناني لم يخل من حرج.
الحلقة استضافت المخرج السّوري نجدة أنزور الذي يقدّم هذا العام مسلسل "سقف العالم"، وفيه يقوم بالدفاع عن صورة المسلمين التي يحاول الإعلام الغربي تشويهها منذ نشر الرّسوم المسيئة للرسول، كما حلّ ضيفاً على الحلقة المخرج اللبناني أسد فولادكار الذي يقدّم على شاشة المؤسّسة اللبنانية للإرسال مسلسلاً مصرياً كوميدياً بعنوان "راجل وست ستّات"، والمنتج الأردني طلال العوالمة، من المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية والذي يقدم في شهر رمضان مسلسل "الاجتياح"، ومن دبي المنتج حسن عسيري صاحب شركة "صدف" للإنتاج الذي يقدم مسلسل "أخوات موسى"، والسيناريست وحيد حامد من مصر، والزميل علي فقندش من جدة.
الحلقة التي أدراتها الزّميلة شدا عمر بنجاح بدأت بإيقاع بطيء، مع الحديث عن المحرّمات التي سيتم كسرها في الأعمال المقدّمة في رمضان، محرّمات يبدو أن صنّاع الدراما يجيدون كسرها أكثر من الحديث عن كسرها، ليتحوّل الحديث إلى رؤوس الأموال التي تتحكّم بسياسات الأعمال المقدّمة، والتعاون العربي الذي تشهده الدراما، من خلال تبادل الممثلين والمخرجين وكتّاب السيناريو، بعد أن كان رأس المال هو وحده المتنقّل بين الدراما العربيّة، التي رأى بعض الضّيوف أنها تتّجه إلى إلغاء الحسابات الإقليميّة نحو فن أكثر شموليّة.
المخرج نجدة أنزور رأى في هذه الظّاهرة تمييعاً للدراما العربيّة، ومحاولة لطمس هوّيتها، بينما دعا السيناريست وحيد حامد إلى ضرورة تخطّي الحواجز الإقليميّة للوصول إلى فن عربي شامل، بينما حاول المخرج أسد فولادكار أن يقترب أكثر من الواقع، معلناً أنّه طالما ثمّة جواز سفر يحتاجه العرب لقطع المسافة بين بلد عربي وآخر، ستبقى الدراما تخضع لتسميات محليّة تتحكّم فيها بيئة العمل والفريق المشارك فيه.
غير أنّ المخرج نجدة أنزور رأى أنّ ثمّة سياسة مقصودة لما أسماه بتمييع الدراما، محتجاً بصورة مبطّنة على استقطاب مصر لمخرجين سوريين وممثلين سوريين، مع التضييق الذي تشهده الدراما السوريّة، حيث تراجع إنتاج هذا العام إلى عشرين مسلسل مقابل أربعين مسلسل العام الماضي، لأنّ المحطّات العربيّة ترفض شراء المسلسل السّوري المنتج برؤوس أموال سوريّة، بينما لا تجد الأعمال السّوريّة المنتجة برؤوس أموال عربيّة أي مشكلة من هذا القبيل، وردّ الأمر إلى التضييق والحصار السياسي الذي تعاني منه سوريا، والمفروض عليها من قبل بعض الأنظمة العربيّة.
كلام أنزور استفزّ المنتج حسن عسيري، الذي ردّ عليه بصورة عنيفة، متهماً إياه بأنه يعيش نظريّة المؤامرة، نافياً ما يقوله جملةً وتفصيلاً، وكان ظاهراً بما لا يدعو أي مجال للشك، أنّ ثمّة خلفيات مسبقة ينطلق منها العسيري، الذي رأى أنّ ثمّة تجنياً من أنزور على لدراما الخليجيّة، ما دفع بأنزور إلى الدفاع عن نفسه، مؤكداً أنّ له مواقف إيجابيّة من الدراما الخليجيّة، وبأنه يعترف بفضل رؤوس الأموال العربيّة على الدراما السوريّة، وبأنه هو شخصياً أنتج أكثر من عمل درامي برؤوس أموال خليجيّة، غير أنّه أكّد أنّ ثمّة تضييق كبير على الأعمال السّوريّة بدأ منذ سنتين بالتحديد، مع تفاقم الحصار السياسي على سوريا.
عسيري ردّ بكلام قاس لم يخل من التجريح، طالباً من أنزور أن يكون أكثر تحضّراً، الأمر الذي دفع بأنزور إلى الرد بقسوة، أمّا السيناريست وحيد حامد، فلم يخف على الهواء امتعاضه من مجرى الحديث، ومن النقاش الذي اعتبره خارجاً عن سياق الحلقة، وكان لحضور الإعلاميّة شدا عمر اللطيف أثر في الحد من المناوشة بين عسيري وأنزور، ساعدها في ذلك المنتج طلال العوالمة، الذي كان أميل إلى وجهة نظر عسيري، وإن كان لم يخف أن السياسة تتدخّل في الأعمال الدراميّة، رافضاً الحديث عن الأسباب الحقيقيّة التي أدّت إلى إيقاف مسلسل "الطريق إلى كابول" الذي أنتجه قبل ثلاث سنوات.
المخرج أسد فولادكار الذي كان هادئاً طوال الحلقة، صرّح لإيلاف فور انتهاء التصوير، أنّه اضطرّ إلى تقديم مسلسلاً مصرياً لتعرضه الLBC مؤكداً أنّ المحطّة ما كانت لتشتري المسلسل لو أنه كان لبنانياّ.
وكان لافتاً حضور المسؤولة الإعلاميّة في المحطّة سنا اسكندر والزميلة نيكول حداد في كواليس الحلقة، حيث كانتا تشرفان على أدق التفاصيل، ومن منهما أبرع من ذلك في برنامج سياسي تحوّل في إحدى حلقاته إلى برنامج فنّي، قبل أن تقول السّياسة كلمتها الأخيرة.
يبقى أن نذكر أنّ الحلقة تعرض مساء اليوم على القناتين الفضائيّة والأرضيّة.
في شهر رمضان الماضي، قرّرت الفضائيات اللبنانيات الصّوم عن السياسة، فألغت كل برامجها السياسيّة واكتفت بنشرات الأخبار، وكان القرار حينها صائباً بعيد أسابيع قليلة على انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان المنهك آنذاك من التراشق الإعلامي بين السياسيين، هذا العام لا يزال لبنان منهكاً من التراشق السياسي ومن تداعيات الحرب، غير أنّ صوم القنوات اللبنانيّة عن السّياسة في رمضان المقبل بعد أيام قليلة يبدو غير مطروح، مع قرب الاستحقاق الرّئاسي وتفاقم الأزمة السّياسيّة، وما أن قرّر برنامج " أنت والحدث" الابتعاد عن السّياسة ولو في حلقة واحدة، حتّى تحوّل الاستديو حيث يصوّر البرنامج إلى حلبة صراع سياسي سوري سعودي على خلفيّات دراميّة فنيّة تحكمها الحسابات السّياسيّة والصراعات الإقليميّة.
فقد كان المراد من الحقلة التي صوّرت مساء أمس السّبت لتعرض مساء اليوم، أن يتمّ التسليط على مسلسلات شهر رمضان، وما ستعرضه الفضائيات التي بدأت حرب منافسة ضروس، قوامها مسلسلات أعدّت خصّيصاً للشهر الفضيل، على أن تنام عجلة الدراما سنةً كاملة بانتظار رمضان جديد، إلا أنّ الصراعات السياسيّة أرخت بظلالها على الحلقة التي شهدت صراعاً سورياً سعودياً، مع محاولة أردنيّة لتلطيف الأجواء، وامتعاض مصري من الصراع ككل، وحياد لبناني لم يخل من حرج.
الحلقة استضافت المخرج السّوري نجدة أنزور الذي يقدّم هذا العام مسلسل "سقف العالم"، وفيه يقوم بالدفاع عن صورة المسلمين التي يحاول الإعلام الغربي تشويهها منذ نشر الرّسوم المسيئة للرسول، كما حلّ ضيفاً على الحلقة المخرج اللبناني أسد فولادكار الذي يقدّم على شاشة المؤسّسة اللبنانية للإرسال مسلسلاً مصرياً كوميدياً بعنوان "راجل وست ستّات"، والمنتج الأردني طلال العوالمة، من المركز العربي للخدمات السمعية والبصرية والذي يقدم في شهر رمضان مسلسل "الاجتياح"، ومن دبي المنتج حسن عسيري صاحب شركة "صدف" للإنتاج الذي يقدم مسلسل "أخوات موسى"، والسيناريست وحيد حامد من مصر، والزميل علي فقندش من جدة.
الحلقة التي أدراتها الزّميلة شدا عمر بنجاح بدأت بإيقاع بطيء، مع الحديث عن المحرّمات التي سيتم كسرها في الأعمال المقدّمة في رمضان، محرّمات يبدو أن صنّاع الدراما يجيدون كسرها أكثر من الحديث عن كسرها، ليتحوّل الحديث إلى رؤوس الأموال التي تتحكّم بسياسات الأعمال المقدّمة، والتعاون العربي الذي تشهده الدراما، من خلال تبادل الممثلين والمخرجين وكتّاب السيناريو، بعد أن كان رأس المال هو وحده المتنقّل بين الدراما العربيّة، التي رأى بعض الضّيوف أنها تتّجه إلى إلغاء الحسابات الإقليميّة نحو فن أكثر شموليّة.
المخرج نجدة أنزور رأى في هذه الظّاهرة تمييعاً للدراما العربيّة، ومحاولة لطمس هوّيتها، بينما دعا السيناريست وحيد حامد إلى ضرورة تخطّي الحواجز الإقليميّة للوصول إلى فن عربي شامل، بينما حاول المخرج أسد فولادكار أن يقترب أكثر من الواقع، معلناً أنّه طالما ثمّة جواز سفر يحتاجه العرب لقطع المسافة بين بلد عربي وآخر، ستبقى الدراما تخضع لتسميات محليّة تتحكّم فيها بيئة العمل والفريق المشارك فيه.
غير أنّ المخرج نجدة أنزور رأى أنّ ثمّة سياسة مقصودة لما أسماه بتمييع الدراما، محتجاً بصورة مبطّنة على استقطاب مصر لمخرجين سوريين وممثلين سوريين، مع التضييق الذي تشهده الدراما السوريّة، حيث تراجع إنتاج هذا العام إلى عشرين مسلسل مقابل أربعين مسلسل العام الماضي، لأنّ المحطّات العربيّة ترفض شراء المسلسل السّوري المنتج برؤوس أموال سوريّة، بينما لا تجد الأعمال السّوريّة المنتجة برؤوس أموال عربيّة أي مشكلة من هذا القبيل، وردّ الأمر إلى التضييق والحصار السياسي الذي تعاني منه سوريا، والمفروض عليها من قبل بعض الأنظمة العربيّة.
كلام أنزور استفزّ المنتج حسن عسيري، الذي ردّ عليه بصورة عنيفة، متهماً إياه بأنه يعيش نظريّة المؤامرة، نافياً ما يقوله جملةً وتفصيلاً، وكان ظاهراً بما لا يدعو أي مجال للشك، أنّ ثمّة خلفيات مسبقة ينطلق منها العسيري، الذي رأى أنّ ثمّة تجنياً من أنزور على لدراما الخليجيّة، ما دفع بأنزور إلى الدفاع عن نفسه، مؤكداً أنّ له مواقف إيجابيّة من الدراما الخليجيّة، وبأنه يعترف بفضل رؤوس الأموال العربيّة على الدراما السوريّة، وبأنه هو شخصياً أنتج أكثر من عمل درامي برؤوس أموال خليجيّة، غير أنّه أكّد أنّ ثمّة تضييق كبير على الأعمال السّوريّة بدأ منذ سنتين بالتحديد، مع تفاقم الحصار السياسي على سوريا.
عسيري ردّ بكلام قاس لم يخل من التجريح، طالباً من أنزور أن يكون أكثر تحضّراً، الأمر الذي دفع بأنزور إلى الرد بقسوة، أمّا السيناريست وحيد حامد، فلم يخف على الهواء امتعاضه من مجرى الحديث، ومن النقاش الذي اعتبره خارجاً عن سياق الحلقة، وكان لحضور الإعلاميّة شدا عمر اللطيف أثر في الحد من المناوشة بين عسيري وأنزور، ساعدها في ذلك المنتج طلال العوالمة، الذي كان أميل إلى وجهة نظر عسيري، وإن كان لم يخف أن السياسة تتدخّل في الأعمال الدراميّة، رافضاً الحديث عن الأسباب الحقيقيّة التي أدّت إلى إيقاف مسلسل "الطريق إلى كابول" الذي أنتجه قبل ثلاث سنوات.
المخرج أسد فولادكار الذي كان هادئاً طوال الحلقة، صرّح لإيلاف فور انتهاء التصوير، أنّه اضطرّ إلى تقديم مسلسلاً مصرياً لتعرضه الLBC مؤكداً أنّ المحطّة ما كانت لتشتري المسلسل لو أنه كان لبنانياّ.
وكان لافتاً حضور المسؤولة الإعلاميّة في المحطّة سنا اسكندر والزميلة نيكول حداد في كواليس الحلقة، حيث كانتا تشرفان على أدق التفاصيل، ومن منهما أبرع من ذلك في برنامج سياسي تحوّل في إحدى حلقاته إلى برنامج فنّي، قبل أن تقول السّياسة كلمتها الأخيرة.
يبقى أن نذكر أنّ الحلقة تعرض مساء اليوم على القناتين الفضائيّة والأرضيّة.
التعليقات