الجيش الإسرائيلي يتدرب في النقب على اجتياح غزة لمعركة ستكون بالغة القسوة بمشاركة ألوية كاملة من قوات الاحتياط

الجيش الإسرائيلي يتدرب في النقب على اجتياح غزة لمعركة ستكون بالغة القسوة  بمشاركة ألوية كاملة من قوات الاحتياط
غزة-دنيا الوطن

غبار كثيف وصراخ وشتائم وكلمات نابية بالعربية، وسط هدير الطائرات وصوت الدبابات، جنود ينقضُّون على بيوت المدينة، وآخرون يجلون زملاءهم القتلى والجرحى من أزقتها... هذه مشاهد حرب في معركة غير حقيقية. فالمدينة هي مدينة وهمية تشبه الى حد كبير مدينة غزة، اقامها الجيش الاسرائيلي في منطقة «تسئيليم»، وسط صحراء النقب، حيث يتدرب الجنود على عمليات الاقتحام للمدينة، استعداداً لتلقي التعليمات لشن حملة واسعة على القطاع يتم ضمنها احتلال المدينة التي تمثل اكبر تجمع سكاني للفلسطينيين. هذه المشاهد عرضتها، الليلة قبل الماضية، القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي، حيث بدا من خلال تقرير القناة أن المئات من جنود الجيش النظامي، ومن الاحتياط يتوجهون كل اسبوع الى هناك للتدرب على عمليات اقتحام غزة. وحسب انطباعات الضباط والجنود الذين يشاركون في هذه التدريبات، فإن اقتحام غزة سيكون أمراً بالغ الصعوبة الى حد كبير، ولا يمكن مقارنته بحال من الأحوال بحملة «السور الواقي» التي نفذتها اسرائيل في ابريل (نيسان) 2002 وأعادت خلالها احتلال مدن الضفة الغربية. وشدد القادة العسكريون الذين تحدثوا خلال التقرير على أن عملية اقتحام غزة تستهدف بشكل خاص ضرب البنية العسكرية والتنظيمية لحركة حماس الى جانب ترسانتها المسلحة، وهم يتوقعون أن مصدر المقاومة الأساسي للعملية ستقوم به الحركة.

وقال احد القادة العسكريين ان «الحديث يدور حول معركة ستكون بالغة القسوة سيسقط فيها عدد كبير من الطرفين. فرجال حماس مزودون بعدد ضخم جداً من القذائف التي بإمكانها اعاقة التقدم وتحقيق اصابات كبيرة في اوساط جنودنا».

وحول دواعي تنفيذ حملة واسعة على غزة، قال قائد لواء المظليين بينما كان يشرف على تدريب قواته على اقتحام المدينة الوهمية «يكفي أن يسقط احد صواريخ القسام على روضة للأطفال في سديروت، ليكون سببا وجيها لشن حملة واسعة». واشار التقرير الى أن مشاركة ألوية كاملة من قوات الاحتياط في عمليات التدريب تأتي كأحد استخلاصات عبر حرب لبنان الثانية، حيث أن معظم ألوية الاحتياط التي شاركت في تلك الحرب لم تتلق تدريبات إلا لبضعة ايام وبشكل غير مناسب مطلقاً لظروف الحرب. لكن السؤال الذي اثاره معدو التقرير ومعلقو القناة هو عن كيفية الخروج من غزة في حال نجح الجيش في احتلالها. وتساءل عوفر شيلح المعلق في القناة «هذه ستكون ورطة كبيرة ومصيدة لجنودنا، بعد خسائر كبيرة جداً قد نتمكن من احتلال غزة، لكن السؤال الذي يبقى من دون جواب: كيف سنخرج منها». واضاف ان «فشل العملية سيكون قاسياً أمام اول صاروخ تطلقه حماس على بلداتنا في النقب بعد السيطرة على غزة». ورغم اتفاق المؤسستين الأمنية والسياسية الإسرائيلية على ضرورة العمل العسكري ضد حماس، إلا أن هناك خلافات حول طبيعة العمل ومداه الزمني والجغرافي. فقائد المنطقة الجنوبية يوآف جلانات متحمس جداً لاعادة احتلال غزة بالكامل وضمن ذلك السيطرة على الشريط الحدودي مع مصر، ويؤيده في ذلك عدد من الوزراء؛ على رأسهم نائب رئيس الوزراء افيغدور ليبرمن. بينما يرى رئيس الاركان غابي اشكنازي أنه يتوجب الامتناع عن اعادة احتلال غزة والاكتفاء بتوسيع عمليات التوغل بشكل يسمح بالاشتباك مع كوادر حماس. أما رئيس الاركان الأسبق ووزير المواصلات شاؤول موفاز، فيطالب بتكثيف عمليات الاغتيال من الجو ضد قيادات حماس ونشطائها بشكل خاص، وعناصر حركات المقاومة الاخرى الذين هم على علاقة بعمليات اطلاق الصواريخ.

وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر قال في مقابلة مع اذاعة الجيش «إسرائيل ملزمة بالعمل ضد حركة حماس في غزة ليس من أجل مصلحة أبو مازن (الرئيس الفلسطيني)، بل لأن نجاح حماس في إقامة كيان إسلامي متطرف عند حدودها الجنوبية الغربية، يمثل تهديدا إستراتيجيا من الطراز الأول».

التعليقات