النجم العربي السوري خالد تاجا لدنيا الوطن:قريباً ستظهر سورية على الساحة السينمائية بقوة

دمشق-دنيا الوطن-محمد انور المصري
استطاع بأن يحجز لنفسه معقداً من الصفوف الأولى بدءاً من "البناء 22" مروراً "بممدوح في يوميات مدير العام"وأبو "عدنان في كسر الخواطر " وصولاً إلى "أبو سامر" في "غزلان في غابة الذئاب" وطبعاً لن ينساه المشاهد العربي بشخصية "كريم في الفصول الأربعة " بجزأيه الأول والثاني . إنه الفنان الكبير والمتألق نجم الشاشة خالد تاجا الذي تحدث لدنيا الوطن حول الوضع الراهن وحول واقع الدراما السورية إليكم الحديث الآتي :
من هو خالد تاجا .. وكيف ينظر إلى ما عاشته البلاد خلال الفترة الماضية ؟
** أنا أعتقد الهدف ليس لبنان فقط وإنما لبنان مدخل لمشروع أميركي واضح جداً وكافة المحللين السياسيين مجتمعين على هذا الرأي والمشروع الأمريكي غير واضح ، البداية في لبنان لأن كانت البداية في العراق لأنه قوة مؤثرة في العالم بعد تحية مصر ، والبداية كانت في لبنان لأن الضربة القادمة حتماً لإيران . ممنوع لأي دولة في المنطقة وخاصة في الشرق الأوسط أن تمتلك مقدرتها وأن تقود سياستها . وهذا العالم الذي نعيش فيه هو عالم القطب الواحد . أعتقد أن المشروع في لبنان فشل واستطعت المقاومة البسيطة الغير مجهزة في الوسائل الحديثة استطعت أن تصمد وأن تقهر قوة جبانة ظالمة شخصياً. أعتبر إسرائيل ليست وطن لليهود وإنما ولاية أميركية عسكرية متقدمة ، وهي قاعدة عسكرية بالتحديد ، ويجب التعامل مع إسرائيل على أنها قاعدة عسكرية مهمتها عدم تلاحم هذه الدول وعدم تلاقيها مع دول الشرق الأوسط . حتى آسيا ومن حسن الحظ الظواهر الآن تشير بدأ الروس بصوتهم وإضافة إلى الصين .أعتقد على أن المشروع الأمريكي لم يكتب له النجاح في شرق أوسط جديد . والمعروف أن طارح هذه الفكرة شمعون بيرز بالإضافة إلى النظام الأمريكي أنا لا أقول عن نظام بوش وإنما النظام الأمريكي بشكل عام . هو نظام يسعى إلى أن يكون القطب الأوحد في العالم .
وتكون إمبراطورية كإمبراطورية روما . ولكن اتجاهات العالم وعبر التاريخ لم تقوم إمبراطورية إلا وتآكلت وسقطت وبقيت الشعوب وحافظت هذه الشعوب على هويتها رغم الحملات الاستعمارية بكافة أشكالها عبر قرون ، ونحن بما أننا في عصر السرعة وأصبح الكون هو قرية صغيرة ، أصبح عمر الإمبراطوريات لا يقاس في عمر الإمبراطوريات السابقة ليس بمئات السنين ، هنا يختلف الوضع ،هنا تسقط الأمور من خلال أشهر أو خلال سنوات قليلة بما يتناسب مع سرعة هذا العصر ، لذلك أعتقد أن الإمبراطورية الطموحة العالم الجديد ستكون نهايته غير سارة . وأنا أرى بأم العين بداية انحدار جلوس على القمة لم يستغرق طويلاً سنوات قليلة . قلت هذا بما يتناسب مع سرعة العصر . ودائماً تمدد الإمبراطوريات يأتي ضمن شجع دولة عسكرية في أن تذهب خيرات وثروات الدول الأخرى . نحن نرجو أن نستفيد من التاريخ ونستفيد الآن من نصر حزب الله وأن نستفيد من هزيمة أمريكيا في العراق .
وأن نعود إلى صفنا العربي . لا يوجد كرسي أو منصب يستحق أن يبيع الإنسان نفسه وشعبه ومستقبل أمته من أجله ، فأنا أقول إلى كافة الحكام العرب لا تدعو الأجيال تلعنكم لأن الأجيال ستبقى حتماً وهم سيذهبون شأوا أم أبو ، ليذهبوا بوجوه نظيفة خيراً من أن يذهبوا وهم ملعونون .
ما قصتك مع المظاهرات والاحتجاجات ، فأنت دائماً الأول ؟
** أنا واحد من الشارع العربي ، أتأثر وأنفعل وأتفاعل مع كل ما يحدث حولي وإن لم أكن كذلك فأنا إنسان ميت ولستُ على قيد الحياة .
كيف تجد دور الصحافة المكتوبة في حياة الفنان ؟
** أنا أرى العملية نسبية تختلف من بلد إلى آخر ، الصحافة في لبنان ليست كالصحافة في سورية وليست كالصحافة في السعودية والكويت هي تخضع لسياسية البلد والنهج المتبع فيه أنا أكره كثيراً الصحافة المأجورة والمدفوع لها مسبقاً لتبيع أفكار لا تهم الإنسان . مهمة الصحافة إلقاء الضوء على الأمور السلبية في مجتمعها وأن تنقل الخبر الصحيح بموضوعية وأنا أؤمن بهذه الصحافة ، وهناك العديد من الصحف والصحفيين آجرو أنفسهم لجهات معروفة وهم أصبحوا بالنسبة إلى الشارع الثقافي في المنطقة معرفون ونحن عندما نقرأ لهم نقرأ لهم بوعي نحن نقرأ ما خلف السطور وليس السطور التي يكتوبها ونحن نقرأ لهم لأجل أن نتابع مستوى الحملة والهجمة التي يشونها وحتى نستطيع أن نرد عليها بالسلاح المناسب والكلمة المناسبة .
وقراءتي للصحافة مع الآسف قليلة حيث أقوم على مطلعة صحفية الديار والسفير والنهار وبعض الصحف المحلية ولكن ليس كما يقولون من السطر الأول إلى السطر الأخير وإنما أحب قراءة بعض الأشياء التي تهمني .
شبهك الشاعر محمود درويش ( أنتوني كوين العرب ) الذي لعب زوربا ؟
** أنا أقول أن أنتوني كوين لا يتكرر وأقول أنني قد وضعت بصمة في سورية وعلى مستوى الوطن العربي على حد ما . والظروف التي وجد فيها أنتوني كوين استطاع أن يخرج للعالم أجمع ، هنا نحنُ نعمل بإمكانيات محدودة وبظروف تختلف كلياً عن الظروف التي عمل بها الغربيون بشكل عام ، والدراما بشكل عام الآن تسير بخطى ليست بخطى سريعة ولكن في الطريق الصحيح لتأسيس دراما معاصرة . تقف أمام مقاييس الدراما العالمية . تشبيه محمود درويش لي هذا يشرفني جداً . ولكن أنتوني كوين لا يمكن أن يكون خالد تاجا في سوريا ولا يمكن أن يكون خالد تاجا أنتوني كوين في أمريكا .
لديك في أرشفيك الفني العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية برأيك لماذا أعمالنا السينمائية قليلة ؟
** حتى يكون هناك فيلم يجب أن يكون هناك صالة عرض / يضحك هنا / ثم يتابع مع الآسف كافة الصالات الموجودة لدينا عفى عليها الدهر ولم تعد صالحة لاستقبال جمهور راقي أو جمهور معاصر . التكيف فيها غير صالح الصوت فيها رديء والشاشات كذلك والمقاعد رديئة الصالات يجب إعادة تأهيلها من جديد في صلاتنا هناك أكثر 1500 كرسي والصالات في العالم استدركوا الوضع ولديهم أكبر صالة فيها 50 إلى 100 كرسي . والآن هناك مشروع سينمائي متكامل مطروح وطموح هناك شركات مهمة تعمل على إنشاء تجمعات سينمائية بمواصفات حديثة وبدأت هذه الشركات بتصوير بعض الأعمال السينمائية وقريباً خلال سنوات قليلة ستظهر سورية على الساحة السينمائية وأعتقد أنها ستظهر بقوة وهنالك تجارب عديدة وكل الفنون خاضعة للتجربة ولكن التأسيس الآن يقوم على قدم وساق . لإنشاء تجمعات سينمائية .
وكيف علاقتك بالمسرح ؟
** المسرح في سورية وقع ضحية التلفزيون كما وقع في الماضي ضحية السينما ، في جميع أنحاء العالم أصبح المسرح يشكل عبئاً اقتصادياً على الفنانين . لأنه لا يدر دخلاً للفنانين . يستطيع أن يواكب فيه ويقف فيه أمام ما تقدمه الشاشات الصغيرة والكبيرة وبالتالي يعيش في أغلب دول العالم على المساعدات سواء مساعدات شركات كبيرة عمالقة أو مساعدات حكومات . العصر الاستهلاكي جعل من الفنان يتجه إلى التلفزيون . المشكلة أن الدول التي بقى فيها المسرح قائماً دول أرست تقاليد حضور المسرح منذ مئات السنين الناس لديهم يذهبون إلى المسرح لأنه أصبح ضمن تقاليدهم ، نحنُ للآسف الشديد في سورية وبشكل خاص التجربة الجدية للمسرح تمت أثناء الوحدة بين سورية ومصر . عند تشكيل وزارة الثقافة حيث تشكلت عدة فرق مسرحية من ضمن السياسية القائمة بنشر ثقافي والوعي الني والدرامي أنشأ مسرح العرائس الخاص بالأطفال والمسرح القومي والمسرح العسكري والفرق الراقصة واستقدم لهذا خبراء من دول متقدمة كالاتحاد السوفيتي السابق وحتى خبراء أمريكان كدنا أن نصل ونرسي تقاليد المسرح . لكن دخول التلفزيون سريعاً بنفس التزمن مع الوحدة مع مصر لعبد دوراً خطيراً بالنسبة للمسرح وأنا أعتبر المسرح المكان الطبيعي للتمثيل وأنا حزين جداً أنه لا توجد لدينا حركة مسرحية حقيقة ولكن هناك بعض المحاولات التي يقوم بها بعض الشباب متحمسين خريجين المعاهد ولكنها لا تشكل حركة مسرحية رائدة .
في أحد اللقاءات الصحفية صرحت " لا أتخيل نفسي دون صداقة المرآة " ماذا تقصد ؟
** المرأة في حياتي هي مكمل أنا أحب صداقتها . وتشكل لي المرأة والأم والزوجة والصديقة وهي تحمل كل الصفات ليس في حياة خالد تاجا وحسب وإنما في حياة كل رجل . ولكن هناك بعض الحالات الشاذة أن يبقى الرجل من دون امرأة أنا أعتقد أنها حالات شاذة ولا تدخل في التكوين الطبيعي للإنسان في كل رجل امرأة وبكل امرأة رجل .
في العام المنصرم قدمت عملاً تلفزيونيا استطاع بأن يحجز حضورا جماهيريا كبيراً ألا وهو " غزلان في غابة الذئاب لنتحدث عن هذا العمل وماذا أضاف لك ؟
** ليست الشخصية بحد ذاتها ولكن العمل ككل . العمل كان جريئاً لأنه ألقى الضوء على مشكلة يعاني منها الشعوب العربية . أولاد المسؤولين ومشكلالهم التي تخلق على الأغلب حالة نفور من السياسي المستقيم وبين الشعب . وأنا أريد أن أطرح مثال بسيط وهو أن الرئيس عبد الناصر في يوم من الأيام سمع أن ابنه خالد ذهب إلى الجامعة بسيارة القصر فقام على استدعائه إلى مكتبه ولم يقابله في البيت وقال له إن هذه السيارة هي سيارة رئيس الجمهورية وليست سيارة أبوك .
يكفي أن هذا العمل ألقى الضوء على هذه الظاهرة وأنا أريد أن أشير إلى قصي خولي الذي لعب الشخصية المحورية في هذا العمل أدى بموهبته أداء عالياً جداً ومتميزاً وأنا بصراحة حسدته وحزنت جداً أنني لست بعمره لألعب هذه الشخصية . ولو كنت بسنه لم أستطيع أن أقدمها كما قدمها قصي . أما شخصية أبو سامر تقترب من خالد تاجا فأنا معروف بالوسط الذي أعيش فيه أنني محب للناس وأكره الاعتداء عليهم . وأقدس الحرية الشخصية وأعامل الناس كما يعاملوني . الشخصية التي لعبتها في هذا العمل شخصية مستقيمة وحاولت إلى حد ما أن أقرب الشخصية إلى المفهوم المكتوب فيها ، وهذه الشخصية ليست مركبة هي شخصية بسيطة جداً وأدائها لا يحتاج إلى الجهد كما الجهد الذي بذله سامر . على كل حال كنت سعيد جداً في النتائج الذي ظهر بها العمل . وكاتبه يستحق الثناء .
كيف تنظر إلى دخول الفنان السوري الدراما المصرية ؟
** هذه الظاهرة بدأت منذ سنوات . وبدأت هذه الظاهرة في السينما وكانوا يستقدمون العديد من الفنانين العرب . وهي ليست بظاهرة بحد ذاتها . ولكن الآن أصبح الوصول إلى التعاون المصري السوري أسهل . لأنه أصبح لدينا في سورية نجوم . فأصبح تعاون مهم اقتصادياً ومربح وهو داعم ورافد للدراما المصرية وأنا لا ألاحظ أي مشاكل في هذا التعاون . أنا أؤمن بأن يكون هناك دراما عربية متطورة ودراما عربية متنوعة لا يمكن إلى لوحة أنة تسميها لوحة إن لم يكن فيها عدة ألوان وعدة خطوط وظلال . الدراما الكويتية والخليجية بشكل عام والإفريقية والدراما العربية تكمل بعضها . ولكن أخشى على الشباب اللذين ذهبوا للعمل في مصر لأن الشروط التي يعملون بها في سورية غير متوفرة في مصر . نحن استخدمنا كاميرا الفيديو استخداماً سينمائياً وهذا بعيد عن النهج الذي تعمل عليه الدراما المصرية . وقد وقعت منذ سنوات الدراما المصرية في مطب التكرار والنمطية أرادوا أن يأتوا بهؤلاء الشباب ليدعموا الدراما المصرية وخصوصاً بعد النجاح الذي حققته الدراما السورية .
كلمة أخيرة لكل قراء الدنيا في سورية والوطن العربي ؟
** أقول أنني لست متشائم نحن قادرون في الوقوف اتجاه أي عاصفة الأحداث الأخيرة أثبت ذلك ثقوا بمستقبلكم ولا تتراجعوا عن أهداف أمتكم وأقول لكل قراء الديار هذه المنطقة عربية شاء أو أبى
وتحية لكل المواطنين العرب بقدوم شهر الخير والعطاء شهر رمضان المبارك كل عام وأنتم بخير
[email protected]
استطاع بأن يحجز لنفسه معقداً من الصفوف الأولى بدءاً من "البناء 22" مروراً "بممدوح في يوميات مدير العام"وأبو "عدنان في كسر الخواطر " وصولاً إلى "أبو سامر" في "غزلان في غابة الذئاب" وطبعاً لن ينساه المشاهد العربي بشخصية "كريم في الفصول الأربعة " بجزأيه الأول والثاني . إنه الفنان الكبير والمتألق نجم الشاشة خالد تاجا الذي تحدث لدنيا الوطن حول الوضع الراهن وحول واقع الدراما السورية إليكم الحديث الآتي :
من هو خالد تاجا .. وكيف ينظر إلى ما عاشته البلاد خلال الفترة الماضية ؟
** أنا أعتقد الهدف ليس لبنان فقط وإنما لبنان مدخل لمشروع أميركي واضح جداً وكافة المحللين السياسيين مجتمعين على هذا الرأي والمشروع الأمريكي غير واضح ، البداية في لبنان لأن كانت البداية في العراق لأنه قوة مؤثرة في العالم بعد تحية مصر ، والبداية كانت في لبنان لأن الضربة القادمة حتماً لإيران . ممنوع لأي دولة في المنطقة وخاصة في الشرق الأوسط أن تمتلك مقدرتها وأن تقود سياستها . وهذا العالم الذي نعيش فيه هو عالم القطب الواحد . أعتقد أن المشروع في لبنان فشل واستطعت المقاومة البسيطة الغير مجهزة في الوسائل الحديثة استطعت أن تصمد وأن تقهر قوة جبانة ظالمة شخصياً. أعتبر إسرائيل ليست وطن لليهود وإنما ولاية أميركية عسكرية متقدمة ، وهي قاعدة عسكرية بالتحديد ، ويجب التعامل مع إسرائيل على أنها قاعدة عسكرية مهمتها عدم تلاحم هذه الدول وعدم تلاقيها مع دول الشرق الأوسط . حتى آسيا ومن حسن الحظ الظواهر الآن تشير بدأ الروس بصوتهم وإضافة إلى الصين .أعتقد على أن المشروع الأمريكي لم يكتب له النجاح في شرق أوسط جديد . والمعروف أن طارح هذه الفكرة شمعون بيرز بالإضافة إلى النظام الأمريكي أنا لا أقول عن نظام بوش وإنما النظام الأمريكي بشكل عام . هو نظام يسعى إلى أن يكون القطب الأوحد في العالم .
وتكون إمبراطورية كإمبراطورية روما . ولكن اتجاهات العالم وعبر التاريخ لم تقوم إمبراطورية إلا وتآكلت وسقطت وبقيت الشعوب وحافظت هذه الشعوب على هويتها رغم الحملات الاستعمارية بكافة أشكالها عبر قرون ، ونحن بما أننا في عصر السرعة وأصبح الكون هو قرية صغيرة ، أصبح عمر الإمبراطوريات لا يقاس في عمر الإمبراطوريات السابقة ليس بمئات السنين ، هنا يختلف الوضع ،هنا تسقط الأمور من خلال أشهر أو خلال سنوات قليلة بما يتناسب مع سرعة هذا العصر ، لذلك أعتقد أن الإمبراطورية الطموحة العالم الجديد ستكون نهايته غير سارة . وأنا أرى بأم العين بداية انحدار جلوس على القمة لم يستغرق طويلاً سنوات قليلة . قلت هذا بما يتناسب مع سرعة العصر . ودائماً تمدد الإمبراطوريات يأتي ضمن شجع دولة عسكرية في أن تذهب خيرات وثروات الدول الأخرى . نحن نرجو أن نستفيد من التاريخ ونستفيد الآن من نصر حزب الله وأن نستفيد من هزيمة أمريكيا في العراق .
وأن نعود إلى صفنا العربي . لا يوجد كرسي أو منصب يستحق أن يبيع الإنسان نفسه وشعبه ومستقبل أمته من أجله ، فأنا أقول إلى كافة الحكام العرب لا تدعو الأجيال تلعنكم لأن الأجيال ستبقى حتماً وهم سيذهبون شأوا أم أبو ، ليذهبوا بوجوه نظيفة خيراً من أن يذهبوا وهم ملعونون .
ما قصتك مع المظاهرات والاحتجاجات ، فأنت دائماً الأول ؟
** أنا واحد من الشارع العربي ، أتأثر وأنفعل وأتفاعل مع كل ما يحدث حولي وإن لم أكن كذلك فأنا إنسان ميت ولستُ على قيد الحياة .
كيف تجد دور الصحافة المكتوبة في حياة الفنان ؟
** أنا أرى العملية نسبية تختلف من بلد إلى آخر ، الصحافة في لبنان ليست كالصحافة في سورية وليست كالصحافة في السعودية والكويت هي تخضع لسياسية البلد والنهج المتبع فيه أنا أكره كثيراً الصحافة المأجورة والمدفوع لها مسبقاً لتبيع أفكار لا تهم الإنسان . مهمة الصحافة إلقاء الضوء على الأمور السلبية في مجتمعها وأن تنقل الخبر الصحيح بموضوعية وأنا أؤمن بهذه الصحافة ، وهناك العديد من الصحف والصحفيين آجرو أنفسهم لجهات معروفة وهم أصبحوا بالنسبة إلى الشارع الثقافي في المنطقة معرفون ونحن عندما نقرأ لهم نقرأ لهم بوعي نحن نقرأ ما خلف السطور وليس السطور التي يكتوبها ونحن نقرأ لهم لأجل أن نتابع مستوى الحملة والهجمة التي يشونها وحتى نستطيع أن نرد عليها بالسلاح المناسب والكلمة المناسبة .
وقراءتي للصحافة مع الآسف قليلة حيث أقوم على مطلعة صحفية الديار والسفير والنهار وبعض الصحف المحلية ولكن ليس كما يقولون من السطر الأول إلى السطر الأخير وإنما أحب قراءة بعض الأشياء التي تهمني .
شبهك الشاعر محمود درويش ( أنتوني كوين العرب ) الذي لعب زوربا ؟
** أنا أقول أن أنتوني كوين لا يتكرر وأقول أنني قد وضعت بصمة في سورية وعلى مستوى الوطن العربي على حد ما . والظروف التي وجد فيها أنتوني كوين استطاع أن يخرج للعالم أجمع ، هنا نحنُ نعمل بإمكانيات محدودة وبظروف تختلف كلياً عن الظروف التي عمل بها الغربيون بشكل عام ، والدراما بشكل عام الآن تسير بخطى ليست بخطى سريعة ولكن في الطريق الصحيح لتأسيس دراما معاصرة . تقف أمام مقاييس الدراما العالمية . تشبيه محمود درويش لي هذا يشرفني جداً . ولكن أنتوني كوين لا يمكن أن يكون خالد تاجا في سوريا ولا يمكن أن يكون خالد تاجا أنتوني كوين في أمريكا .
لديك في أرشفيك الفني العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية برأيك لماذا أعمالنا السينمائية قليلة ؟
** حتى يكون هناك فيلم يجب أن يكون هناك صالة عرض / يضحك هنا / ثم يتابع مع الآسف كافة الصالات الموجودة لدينا عفى عليها الدهر ولم تعد صالحة لاستقبال جمهور راقي أو جمهور معاصر . التكيف فيها غير صالح الصوت فيها رديء والشاشات كذلك والمقاعد رديئة الصالات يجب إعادة تأهيلها من جديد في صلاتنا هناك أكثر 1500 كرسي والصالات في العالم استدركوا الوضع ولديهم أكبر صالة فيها 50 إلى 100 كرسي . والآن هناك مشروع سينمائي متكامل مطروح وطموح هناك شركات مهمة تعمل على إنشاء تجمعات سينمائية بمواصفات حديثة وبدأت هذه الشركات بتصوير بعض الأعمال السينمائية وقريباً خلال سنوات قليلة ستظهر سورية على الساحة السينمائية وأعتقد أنها ستظهر بقوة وهنالك تجارب عديدة وكل الفنون خاضعة للتجربة ولكن التأسيس الآن يقوم على قدم وساق . لإنشاء تجمعات سينمائية .
وكيف علاقتك بالمسرح ؟
** المسرح في سورية وقع ضحية التلفزيون كما وقع في الماضي ضحية السينما ، في جميع أنحاء العالم أصبح المسرح يشكل عبئاً اقتصادياً على الفنانين . لأنه لا يدر دخلاً للفنانين . يستطيع أن يواكب فيه ويقف فيه أمام ما تقدمه الشاشات الصغيرة والكبيرة وبالتالي يعيش في أغلب دول العالم على المساعدات سواء مساعدات شركات كبيرة عمالقة أو مساعدات حكومات . العصر الاستهلاكي جعل من الفنان يتجه إلى التلفزيون . المشكلة أن الدول التي بقى فيها المسرح قائماً دول أرست تقاليد حضور المسرح منذ مئات السنين الناس لديهم يذهبون إلى المسرح لأنه أصبح ضمن تقاليدهم ، نحنُ للآسف الشديد في سورية وبشكل خاص التجربة الجدية للمسرح تمت أثناء الوحدة بين سورية ومصر . عند تشكيل وزارة الثقافة حيث تشكلت عدة فرق مسرحية من ضمن السياسية القائمة بنشر ثقافي والوعي الني والدرامي أنشأ مسرح العرائس الخاص بالأطفال والمسرح القومي والمسرح العسكري والفرق الراقصة واستقدم لهذا خبراء من دول متقدمة كالاتحاد السوفيتي السابق وحتى خبراء أمريكان كدنا أن نصل ونرسي تقاليد المسرح . لكن دخول التلفزيون سريعاً بنفس التزمن مع الوحدة مع مصر لعبد دوراً خطيراً بالنسبة للمسرح وأنا أعتبر المسرح المكان الطبيعي للتمثيل وأنا حزين جداً أنه لا توجد لدينا حركة مسرحية حقيقة ولكن هناك بعض المحاولات التي يقوم بها بعض الشباب متحمسين خريجين المعاهد ولكنها لا تشكل حركة مسرحية رائدة .
في أحد اللقاءات الصحفية صرحت " لا أتخيل نفسي دون صداقة المرآة " ماذا تقصد ؟
** المرأة في حياتي هي مكمل أنا أحب صداقتها . وتشكل لي المرأة والأم والزوجة والصديقة وهي تحمل كل الصفات ليس في حياة خالد تاجا وحسب وإنما في حياة كل رجل . ولكن هناك بعض الحالات الشاذة أن يبقى الرجل من دون امرأة أنا أعتقد أنها حالات شاذة ولا تدخل في التكوين الطبيعي للإنسان في كل رجل امرأة وبكل امرأة رجل .
في العام المنصرم قدمت عملاً تلفزيونيا استطاع بأن يحجز حضورا جماهيريا كبيراً ألا وهو " غزلان في غابة الذئاب لنتحدث عن هذا العمل وماذا أضاف لك ؟
** ليست الشخصية بحد ذاتها ولكن العمل ككل . العمل كان جريئاً لأنه ألقى الضوء على مشكلة يعاني منها الشعوب العربية . أولاد المسؤولين ومشكلالهم التي تخلق على الأغلب حالة نفور من السياسي المستقيم وبين الشعب . وأنا أريد أن أطرح مثال بسيط وهو أن الرئيس عبد الناصر في يوم من الأيام سمع أن ابنه خالد ذهب إلى الجامعة بسيارة القصر فقام على استدعائه إلى مكتبه ولم يقابله في البيت وقال له إن هذه السيارة هي سيارة رئيس الجمهورية وليست سيارة أبوك .
يكفي أن هذا العمل ألقى الضوء على هذه الظاهرة وأنا أريد أن أشير إلى قصي خولي الذي لعب الشخصية المحورية في هذا العمل أدى بموهبته أداء عالياً جداً ومتميزاً وأنا بصراحة حسدته وحزنت جداً أنني لست بعمره لألعب هذه الشخصية . ولو كنت بسنه لم أستطيع أن أقدمها كما قدمها قصي . أما شخصية أبو سامر تقترب من خالد تاجا فأنا معروف بالوسط الذي أعيش فيه أنني محب للناس وأكره الاعتداء عليهم . وأقدس الحرية الشخصية وأعامل الناس كما يعاملوني . الشخصية التي لعبتها في هذا العمل شخصية مستقيمة وحاولت إلى حد ما أن أقرب الشخصية إلى المفهوم المكتوب فيها ، وهذه الشخصية ليست مركبة هي شخصية بسيطة جداً وأدائها لا يحتاج إلى الجهد كما الجهد الذي بذله سامر . على كل حال كنت سعيد جداً في النتائج الذي ظهر بها العمل . وكاتبه يستحق الثناء .
كيف تنظر إلى دخول الفنان السوري الدراما المصرية ؟
** هذه الظاهرة بدأت منذ سنوات . وبدأت هذه الظاهرة في السينما وكانوا يستقدمون العديد من الفنانين العرب . وهي ليست بظاهرة بحد ذاتها . ولكن الآن أصبح الوصول إلى التعاون المصري السوري أسهل . لأنه أصبح لدينا في سورية نجوم . فأصبح تعاون مهم اقتصادياً ومربح وهو داعم ورافد للدراما المصرية وأنا لا ألاحظ أي مشاكل في هذا التعاون . أنا أؤمن بأن يكون هناك دراما عربية متطورة ودراما عربية متنوعة لا يمكن إلى لوحة أنة تسميها لوحة إن لم يكن فيها عدة ألوان وعدة خطوط وظلال . الدراما الكويتية والخليجية بشكل عام والإفريقية والدراما العربية تكمل بعضها . ولكن أخشى على الشباب اللذين ذهبوا للعمل في مصر لأن الشروط التي يعملون بها في سورية غير متوفرة في مصر . نحن استخدمنا كاميرا الفيديو استخداماً سينمائياً وهذا بعيد عن النهج الذي تعمل عليه الدراما المصرية . وقد وقعت منذ سنوات الدراما المصرية في مطب التكرار والنمطية أرادوا أن يأتوا بهؤلاء الشباب ليدعموا الدراما المصرية وخصوصاً بعد النجاح الذي حققته الدراما السورية .
كلمة أخيرة لكل قراء الدنيا في سورية والوطن العربي ؟
** أقول أنني لست متشائم نحن قادرون في الوقوف اتجاه أي عاصفة الأحداث الأخيرة أثبت ذلك ثقوا بمستقبلكم ولا تتراجعوا عن أهداف أمتكم وأقول لكل قراء الديار هذه المنطقة عربية شاء أو أبى
وتحية لكل المواطنين العرب بقدوم شهر الخير والعطاء شهر رمضان المبارك كل عام وأنتم بخير
[email protected]
التعليقات