غسان مسعود لدنيا الوطن:العالمية بالنسبة لي ليست مهمة وخياراتي لاتزال باتجاه المسرح

غسان مسعود لدنيا الوطن:العالمية بالنسبة لي ليست مهمة وخياراتي لاتزال باتجاه المسرح
دمشق – دنيا الوطن-محمد أنور المصري

أدى أخيراً الفنان والممثل السوري المعروف (غسان مسعود) دور صلاح الدين في الفيلم العالمي مملكة السماء للمخرج الشهير ريدلي سكوت صاحب فيلم المصارع، حيث اختار سكوت الفنان مسعود من بين مجموعة من الفنانين العرب بعد اختبارات (الكابتنغ) المشهورة في عالم الاحتراف الفني بالغرب، ويجري حالياً الإعداد والترويج لعرض هذا الفيلم في الصالات العالمية، كما أنجز الفنان مسعود دوره في مسلسل تاريخي يحمل عنوان" آخر أيام اليمامة" من إنتاج تلفزيون قطر والفنان طلال العواملة وهي الجهة التي أنتجت من قبل مسلسلي الحجاج وذي قار، وأدى فيه مسعود دور "الأسود بن عفار" وهو أمير يتحول إلى ملك، كما يؤدي حالياً دوره في مسلسل اجتماعي معاصر بعنوان "أشواك ناعمة" للمخرجة رشا شربتجي وهو يتحدث عن عالم المراهقين.

• وصولك للعالمية عبر فيلم مملكة السماء ألا يؤثر على أعمالك المستقبلية خاصة وأن طموح معظم الفنانين لدينا هو الوصول إلى العالمية؟

إن فكرة العالمية بالنسبة لي مسألة ليست بذي أهمية كما يتخيل البعض إطلاقاً، فالمسألة هنا مرتبطة بخياراتي في الحياة والمهنية منها بشكل خاص حيث لم تكن في أي وقت منصبة باتجاه السينما لا المحلية ولا العربية ولا العالمية، خياراتي كانت وما تزال باتجاه المسرح تمثيلاً وإخراجاً وقليلاً من الكتابة والكتابة لعروضي فقط، ولذلك فهذه التجربة العالمية في مملكة السماء ليس لها تلك السطوة على روحي أو على شخصيتي الفنية، هي حصلت أهلاً وسهلاً، وهي جيدة ورائعة وتريح مادياً كلها أمور صحيحة لكن ليس لها تلك السطوة التي ستعميني عن واقعي الذي أعيشه سواء في سوريا أم داخل الدراما العربية.

• من يشاهدك في أعمالك الفنية يشعر بالحرفية المسرحية والأكاديمية ويشعر أنك نجم وممثل مبدع، هل ساعد ذلك على اختيارك لهذا الفيلم العالمي وبشخصية القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي؟

بتقديري نعم ساعد ذلك لحد بعيد لأن كل فن من فنون الأداء سواء بالسينما أم المسرح أو التلفزيون أو الإذاعة له خصوصياته وله تقنياته التي لا ينبغي أن نخرج عنها أو نقلل من شأنها ففي السينما تجري على سبيل المثال تجربة في الأداء السينمائي وعلينا أن نعرف أننا أمام الكاميرا التي ترصد أدق التفاصيل وأمام تقنية مغايرة أمام عين أخرى حساسيتها مختلفة، وعليك أن تؤدي بتقنية وحرفية وفقاً لما يتطلبه هذا النوع الأدائي مع هذا النوع من التقنيات، إن الدراية والمعرفة بفنون الأداء ومضمون الأداء لا شك أنها تساعد إلى حد بعيد وتختصر على مخرج السينما الكثير في قيادة الممثل أمام كاميرا السينما.

قدمت العديد من الأدوار المميزة مسرحياً وتلفزيونياً وهناك من يقول أنك تصلح لدور المكافح المناضل أكثر من دور الرجل الأرستقراطي كما شوهدت في مسلسل ذكريات الزمن القادم –مثلاً- ما رأيك بذلك؟

ما رأيك؟

أن هناك من يرى أنني لا أصلح إلا في دور فيلسوف وهناك من لا يراني إلا في دور من هذا النوع دور ارستقراطي، هذه وجهات نظر، هناك مخرج يشاهدني بدور مجرم ومخرج يشاهدني بدور رومانسي وعاشق ومخرج يشاهدني بدور فنان، هذه عائدة لأمزجة من يهوى الإخراج.

• هذا يؤكد حضورك القوي في الدور الدرامي، أليس كذلك؟

تعودت أ ن أحترم من يشاهدني لذلك يرى الناس داخلي، وعندما أمثل فإن كان سيئاً سيرونه وإن كان جيداً سيرونه، تعودت أن أحترمهم.

• على ذكر الإخراج، هناك ظاهرة الممثلين المخرجين، هل جربت أن تخرج تلفزيونياً؟

لا تعنيني هذه المسألة، لم أفكر بها إطلاقاً لسبب بسيط وهو أنه عندنا مخرجون تلفزيونيون جديرون فإذا أخرجت قد أكون مخرجاً سيئاً، وعندنا مخرجون سيئون كثر، ولذلك فالسيئون ليسوا بحاجة لإضافة واحد والجيدون موجودون ورافعون رأسنا كمخرجين مهمين في الدراما السورية، وقد عرض علي الإخراج تلفزيونياً ولم أوافق كإخراج لأنها ليست شغلتي، لم أوافق واعتبرت القصة نكتة.

لنتحدث قليلاً عن المسرح، وأنت الفنان المسرحي بامتياز (ممثلاً و مخرجاً وكاتباً) يقال إن المسرح القومي في سورية كان في بداياته نشطاً ومتألقاً أكثر من الآن؟

كلمة نشاط وحماس وكلمة إعداد العروض المسرحية في مجتمع ما لا تعني أبداً الازدهار.

الازدهار والتطور في الحياة المسرحية الجيدة هي غير هذا الكلام هي شيء آخر، قد نقدم في العام الواحد مئة عرض مسرحي وتكون العروض سيئة، هل هذا ازدهار وقد نقدم خمس مسرحيات جيدة تستقطب جمهوراً واسعاً تشعل حياة المدينة ويزدهر النقاش والحوار في ظل عروض مسرحية جيدة تتميز بالحركة والحيوية ولها معنى أما عدد العروض أو النشاط أو أن أكون متحمساً هذا لا يكفي ليكون واقع الحال مزدهراً.

هناك من يرى أن مسرح القطاع العام يطرح قضايا بعيدة عن هموم المجتمع السوري ولذلك لا يقبل الناس على حضور عروضه، ما رأيك بذلك؟

إذا كان هذا الكلام صحيحاً، كيف نفهم أن مسرحية "ديبلوماسيين" التي قدمتها في دار الأوبرا كان يحضرها يومياً (900) متفرج ويعود عن الباب (400) متفرج بواقع (1300) متفرج يومياً، أريد منك الآن أن تذكر تجربة مسرحية في تاريخ المسرح جاء إليها يومياً هذا العدد من الناس في القطاع الخاص والعام، على الرغم من أنه لم يكن في مسرحيتي نجوم كلهم جيدون ولم يكن هناك أسماء شباك!...

• قد يكون معظم هؤلاء الحضور من النخبة الثقافية؟

يا أخي إذا كان المجتمع السوري موجوداً فيه هذا العدد من النخبة فبارك الله!...

يقال إن مسرح القطاع الخاص أو التجاري بدأ يزدهر لدينا ما رأيك؟

المسرح التجاري لا أعرفه ولا يعرفني، هذا شأن النقاد والقائمين على الحياة الثقافية في البلد، وأنا لست منهم ولست ناقداً وبالتالي دعني لا أدخل في سجالات أنا في غنى عنها، وما أريد قوله هنا أن هناك مسرحاً جيداً ينفع الناس وضروري للناس وضروري للمدينة وللمجتمع وهناك مسرح غير جيد وغير ضروري ويزدهر في ظل غياب المسرح الجيد.

[email protected]

التعليقات