سلمى المصري لدنيا الوطن: أنا لا أبحث عن المال ومستعدة أن أضحي

سلمى المصري لدنيا الوطن: أنا لا أبحث عن المال ومستعدة أن أضحي
دمشق – دنيا الوطن-محمد أنور المصري

تنتمي الفنانة والممثلة السورية سلمى المصري لجيل من الممثلات انطلقن في سبعينيات القرن العشرين مع بداية انطلاقة الدراما السورية بقوة، واستطعن أن يكرسن أنفسهن ومن خلال مواهبهن وجدارتهن كممثلات يجدن مختلف الأدوار من التاريخية والمعاصرة والفانتازيا وغيرها.

وسلمى المصري التي لا يكاد يخلو مسلسل اجتماعي معاصر من وجودها إلا في البطولة الفردية أو الجماعية يلاحظ أنها في مسلسلات العام الحالي موجودة في أغلبها ومنها مسلسل هومي هون الكوميدي الاجتماعي حيث تقدم شخصية ثريا الفتاة العانس الأرستقراطية التي ترغب في المحافظة على العادات والتقاليد لأسرتها مع شقيقتها كما قدمت دور الأم وزوجة الأب في مسلسل عشتار حيث تفضل أولادها على ابنة زوجها، وشوهدت في لوحات مرايا وفي أعمال ومسلسلات أخرى متنوعة، وقد حازت سلمى المصري في عام 1999 على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون عن دورها في مسلسل الجمل. حيث كان لدينا الوطن الحوار الآتي :

دنيا الوطن – دمشق – محمد أنور المصري

- من المعروف أنك مجازة جامعية في الحقوق، لماذا تفرغت للفن والتمثيل ولم تشتغلي بشهادتك الجامعية؟

• الشهادة الجامعية ضرورية لكل إنسان وليس للفنان فقط، وقد كنت من صغري أحلم بأن أصبح محامية أدافع عن الناس ولكن حبي وعشقي للفن جعلني أتجه إليه رغم حصولي على شهادة الحقوق من جامعة دمشق، وقد لاحظت أنني لم أبتعد عن حلمي الطفولي، فأنا في الفن أدافع عن الناس بطريقة مختلفة عن دفاعي لو كنت محامية، فالمحامية تدافع عن أشخاص محدودين، عددهم محدود بينما هنا في التمثيل أدافع عن عدد كبير من الناس كذلك أقوم بعمل تربوي تثقيفي ويمكن أن أقدم دفاعاً في كثير من المجالات، ولذلك مع تعلقي بالفن شعرت أن عملي كفنانة وممثلة أهم بكثير من عملي بشهادتي الجامعية أي الحقوق.

- هل يعني ذلك أن الدور عندك له هدف وليس فقط للنجومية؟

• بالتأكيد، فأنا اعتذرت عن كثير من الأدوار لأنني لاحظت أنها لا تقدم شيئاً، فالفن رسالة ومن هذا المنطلق يجب أن يضيف الدور الذي أؤديه في أي عمل أشياء جديدة للمجتمع وأن يعمق من تجربتي.

- سأعود إلى الدراما يلاحظ أنك شاركت بعدة مسلسلات ذات أجزاء متعددة، هل هذا يخدم الدراما، وهل ظاهرة الأجزاء المتعددة جيدة؟

• أحياناً هذه الأجزاء تنجح وأحياناً لا تنجح وأنا ضد عمل نجح في جزئه الأول أن يعمل له جزء ثان إذا لم يكن هناك بالأساس فكرة إكماله بجزء ثان، لأنه ليس بالضرورة أن ينجح لأن جزأه الأول نجح، وأكبر دليل على ذلك مسلسل "دليلة والزئبق" الذي قدم في السبعينات ولاقى نجاحاً كبيراً، فقام أصحاب المسلسل بوضع جزء ثان له دعوه "عودة الزئبق" فلم يكتب له النجاح كما في الجزء الأول، أما في أعمال قدمناها ذات أجزاء ومنها مثلاً حمام القيشاني، فهو مقرر من البداية أن يكون له عدة أجزاء فالمسلسل يرصد مرحلة من تاريخ سورية المعاصر، المهم هنا أننا نتابع حدثاً، أما إذا كان العمل قصة ونريد اختلاق تتمة له فيما بعد فلن تنجح الأجزاء الثانية حتى أن هذه الأعمال غير المخطط لها من البداية بأجزاء لن تجد الممثلين أنفسهم يعملون فيها لأنهم قد يكونون ارتبطوا بأعمال أخرى، أما العمل المخطط له أن ينفذ بأجزاء فغالباً سيكون الممثلون فيه على علم ودراية بتتمة العمل ولذلك سيبقون مستعدين للعمل فيها.

- ما رأيك بأعمال الفانتازيا التي درجت في الدراما السورية؟

• هي أعمال يطرح من خلالها فكرة معينة بعيداً عن التوثيق التاريخي وبالتالي يمكن لصاحب العمل من خلال الفانتازيا أن (يغرب الموضوع) وبالتالي أي أن يقوم صاحب العمل بتغريب الموضوع عن طريق الفانتازيا وبالتالي يمكن أن لا يصل هذا العمل إلى الجمهور حيث لا ينسب هذا العمل إلى وقت أو عصر أو تاريخ.

- يلاحظ جمهورك وخاصة (النساء) منهم أنك دائمة التألق والحيوية والنشاط في أعمالك، ما هو السر وراء ذلك؟

* من المفروض أن يكون الممثل متألقاً دائماً وكلما مرت سنة عن سنة يزداد خبرة ويكبر تفكيره، أي إنسان يتطور والشيء غير الصحيح أن يقف الإنسان عند حد معين أو يتراجع، من المفروض على الفنان أن يجتهد ويتعب على حاله وأن يجدد دائماً نفسه لكي يشاهده الناس بصورة متجددة، وعن نفسي فأنا أسر دائماً عندما أسمع هذا الكلام وهذا يدل على أن ما أقوم به صحيح ويعطيني مسؤولية أكبر، وأنا لا امتلك عملاً لا يحافظ على تألقي هذا ولا يطور أدواتي وشخصيتي وأن يكون هناك اختلاف عن الشيء السابق وليس تكراراً لما قدمته من قبل.

- يلاحظ أن تجربتك في السينما قليلة لماذا؟

* شاركت في فيلم المتبقي للمخرج الإيراني سيف الله وقد اكتسبت من هذا الفيلم خبرة كبيرة في حياتي الفنية، وأنا مقلة في السينما، لأن للسينما نكهة خاصة وأسلوب آخر غير التلفزيون، لذلك أفضل أن يكون ما أقدمه في السينما هو عمل متميز جداً، كما أحاول أن أفعل في أعمالي التلفزيونية، فأنا لا أبحث عن الشهرة أو المال، ومستعدة أن أضحي بعدة أعمال لا أمثل فيها، وأجلس بدون عمل سنة أو أكثر إذا لم تكن هذه الأعمال بسوية جيدة وتتناسب مع شخصيتي ومفاهيمي وقناعاتي.

رمضان على الأبواب ما هي الأجواء المفضلة لك ؟

أنا أحب موعد الإفطار حيث تكون الشوارع خالية والكل مجتمع أمام مائدة رمضان ينتظرون آذن المغرب.

كم عمل تشاهدين في رمضان ؟

والله حسب الوقت .

في ختام لقاءنا معك هل من كلمة ؟

أتوجه لكل أسرة دنيا الوطن بالتهاني بحلول شهر الخيرات وأرجو أن يحل السلام لنعيش هذه الأيام بالسعادة وأتمنى أن يكون هذا الشهر خيراً على الشعب السوري . وكل عام والجميع بخير – ورمضان كريم –

[email protected]

التعليقات