مسلسل كوم الحجر في رمضان 2007

دمشق –دنيا الوطن- محمد أنور المصري

يصور المخرج رضوان شاهين مسلسله "كوم الحجر" الذي كتب نصه كمال مرّة وهو أول عمل تلفزيوني مؤلف من ثلاثين حلقة، ويرصد الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في سوريا في الثلاثينات من القرن الماضي، حيث تدور الأحداث في منطقتين متجاورتين هما مدينة (حلب)، ومنطقة ريفية مفترضة تدعى (كوم الحجر).

الكاتب كمال مرّة قال عن سبب اختياره لهذه الفترة، من المعروف أن تلك الفترة كانت مهمة في تاريخ سوريا المعاصر حيث تم انتخاب أول رئيس سوري وهو المحامي محمد علي العابد، وكذلك تم التوقيع على معاهدة الاستقلال بعد إضراب الخمسين يوماً عام ،1936 أي إنها فترة مخاض عانى فيها الشعب السوري ما عاناه من ظلم واستبداد على أيدي المستبد الأجنبي الذي فرض على سوريا نتيجة قرار من عصبة الأمم آنذاك، وكذلك نتيجة معاناته المريرة مع الإقطاع المتمثل في طبقة اجتماعية مارست الاضطهاد والقهر والعبودية.

وأضاف أن أحداث العمل تجرى في حلب عاصمة سوريا وفي حارة عتيقة وتقليدية، يحمل أهلها قيماً وأخلاقاً توارثوها من أجدادهم، وتعلموا الحكمة والصبر والقوة والكرم والشهامة والأصالة، لما لهم من تاريخ عريق عرف به سكان تلك المدينة العظيمة، التي ما نامت يوماً على ضيم ولا استطاع المحتل أن يمر بها إلا مرور الكرام.

في حارة أبو بكري، نتعرف إلى رجال أشداء، أصحاب نخوة وشرف، أبو بكري والشيخ طاهر والمختار أبو سليم والنوال أبو أنور والخضري أبو مستو والحذاء أبو مرشد واسكندر أفندي المسرحي المسيحي الذي عمل مع أبو خليل القباني وسافر معه إلى مصر والتاجر أبو حدو ودياب الصحافي وفوزي الثائر الهارب والمحكوم بالإعدام وحارس الحارة أبو صلحي والكراكوزاتي أبو عوني والعربجي أبو عكام والرقيب كمال رئيس المخفر.. وكذلك نتعرف إلى شباب الحارة، بكري وأخيه أحمد وقدري، وكما أن الشهامة تفرض نفسها كفعل أخلاقي، فالوضاعة والشر المتمثل في بعض النفوس الضعيفة والطماعة لها مكان، كالسوس الذي ينخر مكانه إلى أن يأتي أجله، فنتعرف إلى الحلاق أبو عبدو وأبو الروس وأبو كدرو وأبو شداد.

وأيضا ندخل البيوت من أبوابها لنرصد شيئاً من الواقع التسجيلي، للحياة الاجتماعية والأحلام والأهواء التي تتحقق يوماً وتخفق أحيانا... فنتعرف إلى أم بكري (زهرة ) وابنتها فوزية.. وإلى أم أنور (وصال) وابنتها صبحية وعلى الداية أم محمود.. وعلى بعض بنات المدارس المتنورات.

يشارك الفنان سلوم حداد في بطولة العمل وقال عن طبيعة دوره أمثل شخصية "أبو بكري" (عبد الحميد أبو راس) صاحب مقهى شعبي، وهو يمثل كبير وقبضاي الحي، أخوه فوزي قتل ضابطاً فرنسياً كبيراً وحكم عليه بالإعدام، فهرب إلى قرية كوم الحجر، حيث التجأ إلى رفيق دربه أبو عايد، الذي يؤمن مكانا آمنا لفوزي في مغارة الجبل.

يعاني أبو بكري من مضايقات الفرنسيين، وحصاره على خلفية قصة أخيه فوزي.

والجميع في الحارة يحبون المعلم أبو بكري لشجاعته وكرمه ووعيه.. إلا الحلاق أبو عبدو الذي يكن له كراهية شديدة، إن أبو عبدو طلب يد (زهرة) للزواج وبعد أن وافق أهلها على الخطبة وقرأوا الفاتحة، تقدم أبو بكري ليتزوجها بحكم أنها ابنة خاله.

كما يشارك في العمل الفنان الشاب الليث مفتي ويجسد شخصية "بكري" التي قال عنها: بكري شاب واع، يحاول أن يكون نسخة من والده وعمه، فيقوم بمساعدة عايد الذي يجده مرة فاقد الوعي، فيحمله معه إلى حلب من دون أن يعرف من يكون، ويقدم له كل المعونة، إلى أن تعود له الذاكرة ويكتشف الجميع أن هذا الغريب ليس إلا ابن الرجل الذي رافق فوزي في حمل السلاح يوما ولا يزال يقدم له المساعدة حتى الآن.

أعتقد أن هذه المشاركة ستكون مهمة بالنسبة لتجربتي الفنية، وستمثل تحولاً في أدواري التي لعبتها قبل ذلك، فالشخصية جديدة عليّ.

أيضاً يشارك في كوم الحجر الفنان وائل شرف الذي قال: أمثل شخصية أحمد الابن المدلل لأم بكري، والذي يرفض الحياة التقليدية، ويرفض واقعه لينجر بواسطة صديقه أبو الليل إلى عالم آخر غير عالمه فيتزوج من المطربة وردة التي قدمت من اسطنبول برفقة ابنة خالتها غادة وبمساعدة حكمت باشا موظف المتصرفية، حيث هربت من هناك بعد أن قتلت رجلا حاول الاعتداء عليها، فيقدم لها حكمت باشا المساعدة أملا في التقرب منها.

أحمد يترك العمل عند معلمه أبو أنور النوال، بحجة أنه يريد أن يعمل في التجارة وأن يكون حرا في قراراته وعمله.. لكن أبو الليل يسحبه إلى خمارة يوسف حيث يشرب لأول مرة ويبدأ تمرده ونومه المتكرر خارج البيت، ووالدته تخفي عن والده غياب أحمد المتكرر خوفا عليه من العقاب، ثم يعرفه أبو الليل بطريقة غير مباشرة إلى وردة فيتزوجان بشرط أن تتوب وردة عن الغناء نهائيا.

العمل يشارك فيه كل من بسام كوسا وصباح جزائري ونورا رحال وسلمى المصري وعبد الهادي صباغ ومحمد خير الجراح ونضال سيجري وزهير رمضان ورضوان عقيلي وعمر حجو ورياض وناصر وردياني وتاج حيدر.

[email protected]