تقرير سري:الرئيس بشار الأسد إقتنع بفتح حرب مع إسرائيل

تقرير سري:الرئيس بشار الأسد إقتنع بفتح حرب مع إسرائيل
غزة-دنيا الوطن

كثر الحديث في الآونة عن احتمالات الحرب وفرص السلام بين سوريا وإسرائيل. كما تعددت التصريحات وتباينت القراءات لخطابات الرئيس السوري بشار الأسد، وكتبت العديد من التقارير حول رسائل تطمينية بين دمشق وتل أبيب. ولكن بحسب تقرير سري رفعت صحيفة يديعوت النقاب عنه اليوم الأحد، فإن الرئيس السوري اقتنع بأنه ينبغي جر إسرائيل إلى حرب استنزاف.



وتبيّن الصحيفة أن هذا الوصف المقلق، كما كشفت عنه النقاب قبل نحو أسبوع، سمعته أيضًا قبل بضعة أيام محافل إسرائيلية من محافل سورية ولبنانية في لقاء مغلق بحضور ممثلين أوروبيين وأميركيين.



وجاء أن اللقاء المثير للإهتمام عقد في عاصمة أوروبية برعاية وزارة خارجية تلك الدولة. وحضر اللقاء بعض المندوبين الإسرائيليين الرسميين وكذا اكاديميين ونواب من الكنيست. الأوصاف التي طرحت في اللقاء تعزز الخوف الكبير في إسرائيل من سوء لفهم يؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل وسوريا – على الرغم من أن أيًا من الطرفين غير معني بذلك. في الآونة الأخيرة تتبادل الدولتان رسائل التهدئة في أن وجهتما ليست الحرب. بل إن السوريين قرروا أن يلغوا هذه السنة مناورات الصيف لديهم.



ولكن خلف الكواليس تنطلق نغمات أخرى، ينبغي أن تقلق إسرائيل جدًا. محافل لبنانية وسورية – يوجد لبعضها علاقات شخصية مع الرئيس بشار الأسد – روت في اللقاء مع المندوبين الإسرائيليين بأن المعسكر المؤيد لإيران نجح في إقناع الأسد في الشروع في حرب في الجولان.



وحسب هذه المصادر، فإن السوريين يؤمنون بأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية "طرية"، ولهذا يمكن جر إسرائيل إلى حرب استنزاف. وحسب هذه المصادر، فإن السوريين يقدرون بأن رد إسرائيل على عمليات مقاومة في الجولان سيكون محدودًا. وبرأيهم، إسرائيل لن تسمح لنفسها بإسقاط نظام الأسد خشية أن يحل محله نظام أكثر تطرفًا. وحسب هذه المصادر، فإن السوريين مقتنعون بأن هناك فرصة في أن تهاجم إسرائيل سوريا في أيلول، بالتوازي مع قرار الرئيس بوش استمرار الطريق في العراق.



وفي اللقاء المذكور قدمت شهادات تدل على انشغال متعاظم من جانب السوريين في الموضوع الإسرائيلي. وضمن أمور أخرى، نقلت تقارير عن عمال سوريين توقفوا مؤخرًا عن الخروج للعمل في لبنان وتلقوا التعليمات للبقاء في سوريا – في إطار كونهم مخزون احتياط.



كما يخوض النظام السوري بحسب يديعوت حملة دعائية متعاظمة ضد "الاحتلال الإسرائيلي": إعطاء مخصصات لعائلات الدروز في الجولان، ترخيص لصحيفة جديدة في سوريا تسمى "الجولان"، نصب يافطات في سوريا في موضوع الجولان وإقامة جمعية لتشجيع النشاطات المتعلقة بالجولان.



في غضون ذلك، تقدر محافل سياسية إسرائيلية بأن سوريا تخشى أن تكون العلاقات بينها وبين إيران مثابة "عناق دب" إيراني، سيجر وراءه مسًا بالمصالح السورية. وتقول المحافل الإسرائيلية: "إنه يوثقون العلاقات مع إيران، إذ إن هذا هو أفضل شيء لديهم هذه اللحظة". ولكن وإن كانت سوريا ترى في إيران "عمقًا أمنيًا"، إلا أنها تحظر من عدم التحول إلى جريرة لها.



وبحسب صحيفة هآرتس فأنهم في إسرائيل يرون في الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى دمشق، الشهر الماضي، مثالاً جيدًا على تخوف السوريين. فخلافًا لأحمدي نجاد، الذي تحدث بشكل حازم في صالح "صيف حار" وفي صالح "هزيمة لأعداء المنطقة"، فإن الرئيس السوري بشار الأسد حافظ على لهجة منضبطة وامتنع عن التصعيد اللفظي. وهكذا في المؤتمر الصحافي المشترك للرئيسين امتنع عن الحماسة وحافظ على لغة جسد محتفظة بمسافة، كما يشرحون في تل أبيب.



وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن أحد العوامل التي تقلق سوريا جدا هو تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وحسب التقديرات الإسرائيلية فان سوريا تقف خلف الاغتيال وإذا ما تقرر الأمر في المحكمة أيضًا، فإن العزلة حول سوريا ستشتد.



وتابعت هآرتس تقول: "كما أنهم في دمشق يخشون من هجوم إسرائيلي، ولهذا فقد ألمحوا مؤخرًا عدة مرات بأنه خلف نشاطهم العسكري لا توجد أي نية هجومية. "كلما استمر التهديد الأميركي على سوريا، ستتعزز الأصوات في دمشق الداعية إلى المقاومة العنيفة ضد إسرائيل. وعندها ستأتي اللحظة التي لا يكون بوسع سوريا فيها التملص من الحلف مع إيران – ولكننا لسنا هناك بعد"، حسبما قالت المحافل الإسرائيلية أمس.



في إسرائيل يقدرون بأنه في حالة تغيير الولايات المتحدة لسياستها الداعية إلى عزل سوريا وقادة نظامها – فإن هذا كفيل "بتغيير الاتجاه". ولكن بينما توجد الولايات المتحدة على اتصال بالمعارضة السورية في الخارج والتي تضم أيضًا "الأخوان المسلمين"، الحركة محظورة النشاط في سوريا، ففي إسرائيل يقدرون بأن البدائل المحتملة لنظام الأسد لن تكون بالضرورة أفضل.

التعليقات