هشام شربتجي: ابنتي رشا رضيت أن تكون سلعة رخيصة

هشام شربتجي: ابنتي رشا رضيت أن تكون سلعة رخيصة
غزة-دنيا الوطن

يُعتبر المخرج هشام شربتجي من صناع الدراما السورية الأوائل، فقد أخرج العديد من الأعمال الدرامية السورية الاجتماعية والكوميدية المهمة، بدءا من «أسرار المدينة» وانتهاء بـ «مرايا» و«بقعة ضوء» و«رجال تحت الطربوش» و«سي بي ام»، وغيرها من الأعمال التي لاقت استحسان المشاهد العربي. ويتطرق الحوار الممتع والصريح الذي أجرته «الشرق الاوسط» مع شربتجي في دمشق إلى خلافه مع ابنته رشا، الذي تصاعد على صفحات الصحف، والكثير من القضايا الشائكة، سواء في حياته العملية أو الخاصة، فإلى نص الحوار..

> في البداية أود لو تحدثنا عن آخر أعمالك؟

ـ أقوم حاليا بتصوير مسلسل جديد بعنوان «جرن الشاويش»، وهو من إنتاج شركة لين للإنتاج الفني، وهو عمل دمشقي سردي يتحدث عن دمشق قبل ثمانين عاما وقبل الاستقلال عن استعمار فرنسا لها، وهو للكاتبة سلمى اللحام، ويشارك فيه 130 فنانا سوريا، منهم باسل خياط، شكران مرتجى، نبال جزائري، عبد المنعم عمايري، ديمة قندلفت، حسن دكاك، وعبد الهادي صباغ.

ويرصد العمل الحياة الاجتماعية وحالات الفقر والعوز والحب والتضامن الاجتماعي التي كانت سائدة في تلك الفترة من خلال عدة اسر تعيش في حي واحد، ويستذكر العادات البائدة التي باتت غير موجودة، ولعل هذا ما يزعج الإنسان المحب للخير وللوطن، وكل أحداثه كما ذكرت تتحدث عن دمشق وأهلها في فترة الانتداب الفرنسي ويرصد سلوكيات الناس والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في تلك الفترة، ويتحدث العمل كذلك عن مقاومة الاستعمار الذي كان مهيمنا على البلد في بدايات القرن الماضي.

> هل لديك أعمال أخرى هذا الموسم بعد توقفكم عن تصوير «سي بي ام»؟

ـ «سي بي ام» متوقف فقط فترة الصيف وسنعاود التصوير قريبا، لقد أصبحنا عائلة واحدة نعمل معا لنقدّم لوحات كوميدية ناقدة، والعمل في هذا البرنامج ممتع مع تشكيلة من النجوم المميزين. البرنامج ناجح وله جمهور كبير، لقد انتشلني من حالة الحزن التي أعيش فيها فهو يضفي البهجة والسرور على نفسي. وللعلم أنا من المخرجين الذين تعرض عليهم الكثير من الأعمال، لكني لا أقبل كل العروض التي تعرض عليّ، وبطبيعة الحال نحن الآن في مرحلة الموسم كما يقال، وهذا يدعو بأن يكون المخرج الذي إمكاناته عادية مطلوبا، وبالتالي سيكون مخرج مخضرم كهشام شربتجي مطلوبا أكثر، لكن أيضا سيتساءل الكثيرون لماذا لا يعمل هشام شربتجي في هذه الفترة، فأنا أضعت الكثير من وقتي في مسلسل «ذاكرة الجسد»، الذي كنا نعد لتصويره مع المركز العربي، وهو لرواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، هذا كان السبب في ضياع الكثير من الأعمال عليّ، خاصة أني من المخرجين الذين يبحثون عن ظرف عمل وليس عن عمل فقط، والظرف الأفضل بمفهومي هو العمل ليس بالمعنى المادي، إنما أن أجد فيه الشيء الذي يحقق لي المتعة، والذي يعبر عن الفن الحقيقي. وبعد أن تركت العمل مع مسلسل «ذاكرة الجسد»، أصبحت مخرجا «فاضي»، لذا سيكثر عليّ الطلب، لكني متخوف أن أفعل كما فعل الآخرون أن أنتظر لوقت طويل وبعد ذلك اكتشف أني اخترت الأسوأ، لكن التزاما ومحبة لزميلي عماد سيف الدين، الذي اصطادني بمحبة بعد الألم الذي أصابني من المركز العربي في الأردن، فأنا الآن منذ أربعين يوما أدرس نصا ما زلت متخوفا من أن يبدأ الموسم وهشام شربتجي غائب.

> هلا تحدثنا عن مشكلتك مع ابنتك رشا شربتجي؟

ـ كنت أتمنى أن تبقى «البيوت أسرارا»، مشكلتي بالضبط ليست مع ابنتي، بل مع الظرف الذي وضعت فيه، وأنا مسؤول عنه، وهو الوسط الفني الذي يمتلئ بالكثير من الأشخاص السيئي السمعة والسلوك، وكنت أعتقد أنها محمية، لكني اكتشفت عكس ذلك تماما، فأنا ألوم نفسي أولا ولا ألوم الآخرين، هي أهانت كبرياء والدها وفضلت مصلحتها الشخصية عليه «فشكرا لها»، نحن ربينا في طبقة دون المتوسطة، وكان عنوان هذه التربية حب العائلة وجميع أفرادها، ابتداء من الأب وانتهاء بالحفيد، لكن ابنتي علمتني كيف أكره، ومن يتعلم كيف يكره يبدأ بنفسه أولا، وهي غير واعية من أجل شخص تزوجت به، وهو لا يستحق ما فعلته من أجله، أنا لست ضد زواجها، لكني ضد سلوكها الذي سلكته، فالزواج إشهار وهي لم تشهر زواجها، فهي رضيت أن تكون سلعة رخيصة، وأنا حزين لما آلت إليه الأمور.

> كيف تقيم رشا كمخرجة خاصة في عملها الأخير «غزلان في غابة الذئاب»؟

ـ أتمنى أن أرى أعمالها من دون هذا الزوج الذي اختارته لها «المصور التلفزيوني ناصر ركا»، ولا أريد أن أقول أكثر من هذا. المشكلة أنها أصبحت مغرورة وقد ذكرت في أحاديثها لزملائها بأن أعمالها الرائجة أنهت تجارب ونجاحات المخرجين أمثال حاتم علي وهيثم حقي وهشام شربتجي، وهذا ما يدل على عقدة نفسية. رشا حقّقت نجاحا زائفا في مسلسلها «غزلان في غابة الذئاب»، وبعد عرضه بدأت تتحدّث في مقابلاتها عن آرائها بالفن وتنظّر وتهاجم الآخرين، لقد أصبحت مغرورة والغرور مقبرة المشاهير دائما.

التعليقات