ريما مكتبي.. فتاة الطقس التي تحولت مراسلة حرب

غزة-دنيا الوطن
خلال فترة لم تتجاوز عاما واحدا بات بإمكان مراسلة قناة «العربية» ريما مكتبي اعتبار نفسها «مراسلة حرب» بامتياز، فبين «حرب تموز» الصيف الماضي ومعركة «نهر البارد» الأخيرة مرورا بالعبوات الناسفة والاعتصام والعصيان وغيرها من الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان خلال الاشهر الماضية، تحولت ريما من هم اثبات النفس بعيدا عن صورتها التي عرفها فيها المشاهدون اساسا كمقدمة برامج الترفيه والمسابقات ونشرة الطقس على محطة «المستقبل»، إلى اعتبار ان البقاء على قيد الحياة هو النصر الأكبر لأي مراسل ميداني يعيش مثل تلك الظروف، بعد ان كانت ريما تسعى دوما ان تثبت انها اكثر من مجرد «وجه تلفزيوني» «الشرق الاوسط» حاورت ريما مكتبي في بيروت. وفي ما يلي نص الحوار:
> من «حرب تموز» الى «حرب مخيم نهر البارد» كيف كانت مسيرتك في التغطية الميدانية، الحربية تحديدا؟
ـ في «حرب تموز» كانت الامور مقبولة حيث تمركزنا داخل «استراحة صور» في جنوب لبنان، لكن الانتقال الى القرى لتغطية ما يجري، لاسيما في الايام العشرة الاخيرة كان صعبا. الطائرات الاسرائيلية كانت تقصف كل شيء حتى الدراجة الهوائية. كذلك لم تكن تواجهنا محاذير كثيرة لجهة مواضيع تحقيقاتنا، سواء من جهة الجيش اللبناني او من جهة «حزب الله» في حين كانت المحاذير كثيرة وخانقة في شمال اسرائيل، حيث لم يتمكن فريق «العربية» من العمل بحرية. اما في تغطية حرب «مخيم نهر البارد» فالأمر مختلف ومحاذير الجيش اللبناني أكثر بكثير مما كانت عليه في «حرب تموز».
> اذا عاد الأمن الى لبنان اين سنجد ريما مكتبي؟
ـ لا اتصور ان الحروب ستنتهي في المنطقة. احب ان أذهب الى العراق، لكن «العربية» ومنذ مقتل اطوار بهجت وضعت قيودا على تنقل الاعلاميين. بعد التفكير، فالامر يستحق ذلك، اذ ليس اسهل من ان يصاب الصحافي برصاصة طائشة او يتعرض الى عمل انتقامي. احيانا كثيرة أسأل نفسي: هل يتطلب عمل المراسل الصحافي السير قدما حتى الموت؟ الا ان النتيجة التي وصلت اليها هي ان الانتصار الحقيقي للصحافي هو البقاء على قيد الحياة. هذا تحد لا يستهان به. > عدا خطر التغطية الميدانية ما هي تحدياتك المهنية؟
ـ اخاف من التضليل في المصادر. في تغطية «حرب البارد» كان خوفي اني اتعامل مع مسؤولين عسكريين واجهزة مخابرات لاحصل على مصادري. وكان يقلقني ان لا تكون معلوماتي دقيقة لأن الاولويات لدى المسؤولين ليست اولويات الاعلامي. لذا احاول ان اتأكد من صحة المعلومة عبر مصادر بعيدة عن الاعلام وبالتالي لا تجيد توضيب الخبر. كما كنت اقاطع معلوماتي مع شهود من الناس في محيط الخبر. كذلك تقلقني المعرفة، فهي تشكل تحديا كبيرا للاعلامي على الشاشة، لا سيما عندما يحصل حدث طارئ يستوجب معرفة بتفاصيل البلد الذي وقع فيه. لذا يبقى هاجسي ان اطلع قدر الامكان على ملفات متعددة في العالم العربي. > فلنعد قليلا الى الوراء وتحديدا قبل تحولك الى «مراسلة ميدانية»، انت حققت نجاحا كبيرا في برامج الترفيه، فما هي المفارقات التي تجدينها بين المجالين؟
ـ عندما كنت اقدم برامج الترفيه كان هاجسي ان اقدم مادة اعلامية لا ترتكز على الشكل. وعندما امضيت فترة في قسم الاخبار في تلفزيون «المستقبل» عرفت ماذا اريد. ووصلت الى العمل الميداني انطلاقا من قناعتي ان الخبرة الاعلامية المكتملة تتطلب من الصحافي العمل في مختلف قطاعات الاعلام. الى أي مدى سأكون صحافية جيدة اذا لم اخض تجارب هذه القطاعات؟ من جهة ثانية لا استطيع العمل في الاستديو فقط وفق دوام محدد. حينها سأشعر بالملل. في العمل الميداني تمر الساعات بسرعة، لاسيما اني أحب الناس واهتم بالاطلاع على قضاياهم. فهذا العمل يلامس وجداني. الا اني لا اريد ان اقلل من قيمة العمل في الاستديو الذي يتطلب دقة وتمرسا ومعرفة واسعة. لذا من الضروري ان يخوض الاعلامي التجربتين داخل الاستديو وخارجه.
> كيف وصلت الى محطة «العربية»؟
ـ منذ سنوات تلقيت عرضا للعمل في «العربية» مذيعة للاخبار. آنذاك رفضت لاني لم أكن ارغب بمغادرة لبنان. وعندما علمت ان «العربية» تريد مراسلة من بيروت تقدمت وحصلت على الوظيفة. فقد كانت قضية الهجرة تسبب لي اشكالية كبيرة. كنت مؤمنة بأنه لا يجوز ان أترك وطني. وكنت ارفض الاقتناع بأن هجرة الشباب هي الطريق الى نجاحهم. اما الآن وبعد كل ما جرى على الساحة اللبنانية لم تعد فكرة الهجرة بعيدة عن بالي. لا يعني هذا اني مع لبنان في السلم وضده في الحرب. ولكني لا اقوى على تحمل عودة البلاد الى ما كنا عليه قبل التسعينات. لا استطيع ان اعيش في اجواء الشحن الطائفي والاصطفاف الحاد الحاصل بين اللبنانيين. وانا لا انتمي الى اي تيار سياسي. فما يحصل لا يمر مرور الكرام. ومن هم مثلي اتعبتهم هذه الاصطفافات التي تكاد تودي بالبلاد الى الخراب، ما يولد لدى الشباب شكوكا بشأن امكان صناعة المستقبل في لبنان.
> لكن الاعلام متهم بأنه يساهم في هذه الصورة السلبية عن لبنان؟
ـ الاعلام ليس مسؤولا. وقد يعتبر البعض اني اعطي صورة متشائمة عن الوضع. لكن السياسيين هم من يسيئون الى البلاد. ففي تغطية «حرب تموز» وعلى رغم المعاناة كنت اعمل باندفاع، ايمانا مني ان كل قضية انسانية هي قضيتي. ولكني لا أجد اين القضية في اظهار التنابذ بين اللبنانيين بسبب الاصطفاف خلف الزعماء.
> هل تتطلب المهنية قضية مناسبة للاعلامي ينطلق منها الى عمله؟
ـ اعرف ان دوري وواجبي يحتمان علي ان اغطي ما يحصل بمعزل عن قناعاتي. لكن كمواطنة الامر يختلف.
> اين تتضارب قناعاتك كمواطنة وقناعاتك كصحافية في هذا الاحتدام السياسي؟
ـ اعتقد ان التجاذب بين الواجب الوطني والواجب المهني لدى الاعلامي يقوده الى الاحتراف. تجربتي ليست واسعة، لكني بدأت عملية العزل بين الشخصي والمهني. > هل تعتقدين ان تغطية احداث خارج لبنان تمنحك حرية مهنية وموضوعية اكبر؟
ـ ما يريحني في تغطية الاحداث اللبنانية هو اني لا انتمي الى اي فريق. كما اني استطيع ان اميز خصوصية كل طرف من اطراف الصراع. وبالتالي لا اتجاهل قضايا الذين لا اتفق معهم في الرؤية والرأي. ولكني اعتقد ان تغطية احداث خارج لبنان تمنح راحة نفسية أكثر بسبب الضغوط السياسية التي ترافق التغطية اللبنانية والمتأتية من الاتصالات التي تنتقد المادة الاعلامية، خاصة في موضوع الصراعات السياسية، حينها يتخطى الانتقاد حدوده، ويتعامل كل فريق مع الاعلامي انطلاقا من مبدأ الـ«مع» او الـ«ضد». لا موقع وسط ولا قبول بالرأي الآخر ونقل وجهات النظر بأمانة ومساواة.
> ولكن التلفزيونات اللبنانية ليست سوى منابر سياسية لاصحابها. كيف تنظرين الى الامر؟
ـ لا اريد ان اضع نفسي حكما. لكن الصحافي لم يعد يستطيع ان يسير بين جمهور المعارضة او جمهور الموالاة في لبنان من دون ان يتعرض له احد. لكن يجب ان تبقى الموضوعية سلاح الصحافي.
* سيرة ذاتية
* ريما مكتبي
* بدأت عملها في تلفزيون «المستقبل» عام 1996. آنذاك كانت في الثامنة عشرة. كانت قد انهت دراستها الثانوية وتستعد لدخول الجامعة. تقدمت الى امتحان الدخول لدراسة الهندسة. لكن دخولها معترك الاعلام في «المستقبل» غيّر توجهاتها. تخلت عن الهندسة ودخلت «الجامعة اللبنانية الاميركية» حيث حصلت على دبلوم في الصحافة وماجستير في العلاقات الدولية. امضت خمسة اعوام في تقديم البرامج الفنية والترفيهية ولم تجد نفسها. والد ريما قتل في منزلها خلال الحرب الاهلية. كان عمرها آنذاك سنتين ونصف السنة. اهلها مانعوا في عملها التلفزيوني. كانوا يريدون ان تتعلم وتعمل في مجال آخر. لكنها راحت الى الكاميرا مع نشرة الطقس وبرنامج «الليل المفتوح» والمقابلات والمسابقات الرمضانية. لم تحب العمل في البرامج الترفيهية. تعرفت مكتبي على الاعلامي والنائب الراحل جبران تويني في ورشة اعلامية في الجامعة. هذه المعرفة فتحت لها درب الصحافة المكتوبة، لتغادرها بعد فترة قصية وتحتفظ بحنين للعودة اليها. وذلك لشعورها «ان كل شيء في الصحافة المرئية يتبخر في الهواء. لكن لا نستطيع ان ننكر ان لغة العصر هي الاعلام المرئي. وعندما أكمل تجربتي في الصحافة المرئية وأشعر اني اعطيت كل ما لدي وأخذت كل ما اريده، سأعود حتما الى الاعلام المكتوب».
خلال فترة لم تتجاوز عاما واحدا بات بإمكان مراسلة قناة «العربية» ريما مكتبي اعتبار نفسها «مراسلة حرب» بامتياز، فبين «حرب تموز» الصيف الماضي ومعركة «نهر البارد» الأخيرة مرورا بالعبوات الناسفة والاعتصام والعصيان وغيرها من الأحداث الأمنية التي شهدها لبنان خلال الاشهر الماضية، تحولت ريما من هم اثبات النفس بعيدا عن صورتها التي عرفها فيها المشاهدون اساسا كمقدمة برامج الترفيه والمسابقات ونشرة الطقس على محطة «المستقبل»، إلى اعتبار ان البقاء على قيد الحياة هو النصر الأكبر لأي مراسل ميداني يعيش مثل تلك الظروف، بعد ان كانت ريما تسعى دوما ان تثبت انها اكثر من مجرد «وجه تلفزيوني» «الشرق الاوسط» حاورت ريما مكتبي في بيروت. وفي ما يلي نص الحوار:
> من «حرب تموز» الى «حرب مخيم نهر البارد» كيف كانت مسيرتك في التغطية الميدانية، الحربية تحديدا؟
ـ في «حرب تموز» كانت الامور مقبولة حيث تمركزنا داخل «استراحة صور» في جنوب لبنان، لكن الانتقال الى القرى لتغطية ما يجري، لاسيما في الايام العشرة الاخيرة كان صعبا. الطائرات الاسرائيلية كانت تقصف كل شيء حتى الدراجة الهوائية. كذلك لم تكن تواجهنا محاذير كثيرة لجهة مواضيع تحقيقاتنا، سواء من جهة الجيش اللبناني او من جهة «حزب الله» في حين كانت المحاذير كثيرة وخانقة في شمال اسرائيل، حيث لم يتمكن فريق «العربية» من العمل بحرية. اما في تغطية حرب «مخيم نهر البارد» فالأمر مختلف ومحاذير الجيش اللبناني أكثر بكثير مما كانت عليه في «حرب تموز».
> اذا عاد الأمن الى لبنان اين سنجد ريما مكتبي؟
ـ لا اتصور ان الحروب ستنتهي في المنطقة. احب ان أذهب الى العراق، لكن «العربية» ومنذ مقتل اطوار بهجت وضعت قيودا على تنقل الاعلاميين. بعد التفكير، فالامر يستحق ذلك، اذ ليس اسهل من ان يصاب الصحافي برصاصة طائشة او يتعرض الى عمل انتقامي. احيانا كثيرة أسأل نفسي: هل يتطلب عمل المراسل الصحافي السير قدما حتى الموت؟ الا ان النتيجة التي وصلت اليها هي ان الانتصار الحقيقي للصحافي هو البقاء على قيد الحياة. هذا تحد لا يستهان به. > عدا خطر التغطية الميدانية ما هي تحدياتك المهنية؟
ـ اخاف من التضليل في المصادر. في تغطية «حرب البارد» كان خوفي اني اتعامل مع مسؤولين عسكريين واجهزة مخابرات لاحصل على مصادري. وكان يقلقني ان لا تكون معلوماتي دقيقة لأن الاولويات لدى المسؤولين ليست اولويات الاعلامي. لذا احاول ان اتأكد من صحة المعلومة عبر مصادر بعيدة عن الاعلام وبالتالي لا تجيد توضيب الخبر. كما كنت اقاطع معلوماتي مع شهود من الناس في محيط الخبر. كذلك تقلقني المعرفة، فهي تشكل تحديا كبيرا للاعلامي على الشاشة، لا سيما عندما يحصل حدث طارئ يستوجب معرفة بتفاصيل البلد الذي وقع فيه. لذا يبقى هاجسي ان اطلع قدر الامكان على ملفات متعددة في العالم العربي. > فلنعد قليلا الى الوراء وتحديدا قبل تحولك الى «مراسلة ميدانية»، انت حققت نجاحا كبيرا في برامج الترفيه، فما هي المفارقات التي تجدينها بين المجالين؟
ـ عندما كنت اقدم برامج الترفيه كان هاجسي ان اقدم مادة اعلامية لا ترتكز على الشكل. وعندما امضيت فترة في قسم الاخبار في تلفزيون «المستقبل» عرفت ماذا اريد. ووصلت الى العمل الميداني انطلاقا من قناعتي ان الخبرة الاعلامية المكتملة تتطلب من الصحافي العمل في مختلف قطاعات الاعلام. الى أي مدى سأكون صحافية جيدة اذا لم اخض تجارب هذه القطاعات؟ من جهة ثانية لا استطيع العمل في الاستديو فقط وفق دوام محدد. حينها سأشعر بالملل. في العمل الميداني تمر الساعات بسرعة، لاسيما اني أحب الناس واهتم بالاطلاع على قضاياهم. فهذا العمل يلامس وجداني. الا اني لا اريد ان اقلل من قيمة العمل في الاستديو الذي يتطلب دقة وتمرسا ومعرفة واسعة. لذا من الضروري ان يخوض الاعلامي التجربتين داخل الاستديو وخارجه.
> كيف وصلت الى محطة «العربية»؟
ـ منذ سنوات تلقيت عرضا للعمل في «العربية» مذيعة للاخبار. آنذاك رفضت لاني لم أكن ارغب بمغادرة لبنان. وعندما علمت ان «العربية» تريد مراسلة من بيروت تقدمت وحصلت على الوظيفة. فقد كانت قضية الهجرة تسبب لي اشكالية كبيرة. كنت مؤمنة بأنه لا يجوز ان أترك وطني. وكنت ارفض الاقتناع بأن هجرة الشباب هي الطريق الى نجاحهم. اما الآن وبعد كل ما جرى على الساحة اللبنانية لم تعد فكرة الهجرة بعيدة عن بالي. لا يعني هذا اني مع لبنان في السلم وضده في الحرب. ولكني لا اقوى على تحمل عودة البلاد الى ما كنا عليه قبل التسعينات. لا استطيع ان اعيش في اجواء الشحن الطائفي والاصطفاف الحاد الحاصل بين اللبنانيين. وانا لا انتمي الى اي تيار سياسي. فما يحصل لا يمر مرور الكرام. ومن هم مثلي اتعبتهم هذه الاصطفافات التي تكاد تودي بالبلاد الى الخراب، ما يولد لدى الشباب شكوكا بشأن امكان صناعة المستقبل في لبنان.
> لكن الاعلام متهم بأنه يساهم في هذه الصورة السلبية عن لبنان؟
ـ الاعلام ليس مسؤولا. وقد يعتبر البعض اني اعطي صورة متشائمة عن الوضع. لكن السياسيين هم من يسيئون الى البلاد. ففي تغطية «حرب تموز» وعلى رغم المعاناة كنت اعمل باندفاع، ايمانا مني ان كل قضية انسانية هي قضيتي. ولكني لا أجد اين القضية في اظهار التنابذ بين اللبنانيين بسبب الاصطفاف خلف الزعماء.
> هل تتطلب المهنية قضية مناسبة للاعلامي ينطلق منها الى عمله؟
ـ اعرف ان دوري وواجبي يحتمان علي ان اغطي ما يحصل بمعزل عن قناعاتي. لكن كمواطنة الامر يختلف.
> اين تتضارب قناعاتك كمواطنة وقناعاتك كصحافية في هذا الاحتدام السياسي؟
ـ اعتقد ان التجاذب بين الواجب الوطني والواجب المهني لدى الاعلامي يقوده الى الاحتراف. تجربتي ليست واسعة، لكني بدأت عملية العزل بين الشخصي والمهني. > هل تعتقدين ان تغطية احداث خارج لبنان تمنحك حرية مهنية وموضوعية اكبر؟
ـ ما يريحني في تغطية الاحداث اللبنانية هو اني لا انتمي الى اي فريق. كما اني استطيع ان اميز خصوصية كل طرف من اطراف الصراع. وبالتالي لا اتجاهل قضايا الذين لا اتفق معهم في الرؤية والرأي. ولكني اعتقد ان تغطية احداث خارج لبنان تمنح راحة نفسية أكثر بسبب الضغوط السياسية التي ترافق التغطية اللبنانية والمتأتية من الاتصالات التي تنتقد المادة الاعلامية، خاصة في موضوع الصراعات السياسية، حينها يتخطى الانتقاد حدوده، ويتعامل كل فريق مع الاعلامي انطلاقا من مبدأ الـ«مع» او الـ«ضد». لا موقع وسط ولا قبول بالرأي الآخر ونقل وجهات النظر بأمانة ومساواة.
> ولكن التلفزيونات اللبنانية ليست سوى منابر سياسية لاصحابها. كيف تنظرين الى الامر؟
ـ لا اريد ان اضع نفسي حكما. لكن الصحافي لم يعد يستطيع ان يسير بين جمهور المعارضة او جمهور الموالاة في لبنان من دون ان يتعرض له احد. لكن يجب ان تبقى الموضوعية سلاح الصحافي.
* سيرة ذاتية
* ريما مكتبي
* بدأت عملها في تلفزيون «المستقبل» عام 1996. آنذاك كانت في الثامنة عشرة. كانت قد انهت دراستها الثانوية وتستعد لدخول الجامعة. تقدمت الى امتحان الدخول لدراسة الهندسة. لكن دخولها معترك الاعلام في «المستقبل» غيّر توجهاتها. تخلت عن الهندسة ودخلت «الجامعة اللبنانية الاميركية» حيث حصلت على دبلوم في الصحافة وماجستير في العلاقات الدولية. امضت خمسة اعوام في تقديم البرامج الفنية والترفيهية ولم تجد نفسها. والد ريما قتل في منزلها خلال الحرب الاهلية. كان عمرها آنذاك سنتين ونصف السنة. اهلها مانعوا في عملها التلفزيوني. كانوا يريدون ان تتعلم وتعمل في مجال آخر. لكنها راحت الى الكاميرا مع نشرة الطقس وبرنامج «الليل المفتوح» والمقابلات والمسابقات الرمضانية. لم تحب العمل في البرامج الترفيهية. تعرفت مكتبي على الاعلامي والنائب الراحل جبران تويني في ورشة اعلامية في الجامعة. هذه المعرفة فتحت لها درب الصحافة المكتوبة، لتغادرها بعد فترة قصية وتحتفظ بحنين للعودة اليها. وذلك لشعورها «ان كل شيء في الصحافة المرئية يتبخر في الهواء. لكن لا نستطيع ان ننكر ان لغة العصر هي الاعلام المرئي. وعندما أكمل تجربتي في الصحافة المرئية وأشعر اني اعطيت كل ما لدي وأخذت كل ما اريده، سأعود حتما الى الاعلام المكتوب».
التعليقات