المخرج السوري سيف الدين سبيعي: الدراما الخليجية تتطور وفرق كبير بين السورية والمصرية

غزة-دنيا الوطن
قدم المخرج والفنان السوري سيف الدين سبيعي عدداً من الأعمال التلفزيونية المهمة، إخراجا وتمثيلا، كان من أبرزها إخراجه لأعمال كوميدية، مثل «مرايا» مع ياسر العظمة وأعمال سعودية منها «أخواتي وأخواني». وفي الموسم الماضي أخرج المسلسل الاجتماعي الكوميدي السعودي «أبو شلاخ البرمائي»، كذلك قدم عدداً من الأعمال الاجتماعية المعاصرة، كان آخرها مسلسل «فسحة سماوية»، الذي ما زال يعرض على بعض الفضائيات العربية. ويستعد سبيعي حالياً لتصوير مسلسله التلفزيوني الجديد، الذي يحمل عنوان «الحصرم الشامي»، وهو يتحدث عن حياة دمشق العامة في القرن الثامن عشر، وطبيعة الحياة الاجتماعية فيها، وأنواع المهن الرائجة، وحركة الأسواق وأحوال التجار ومعاناة الأهالي في تدبير أمور المعيشة في ظل المجاعات آنذاك وانتشار الفساد، والسيناريو أعده فؤاد حميرة، عن كتاب للكاتب الدمشقي أحمد البديري الحلاق يحمل عنوان «حوادث دمشق اليومية»، وسيقوم بأداء الأدوار في المسلسل عدد من الفنانين السوريين منهم: سلاف فواخرجي وعباس النوري ورفيق سبيعي وكاريس بشار وأيمن رضا وعبد المنعم عمايري وغيرهم. وفي ما يلي حوار«الشرق الأوسط» مع الفنان والمخرج سيف الدين سبيعي.
> في مسلسلك الأخير «فسحة سماوية» اخترت بيتاً شامياً تقليدياً لتصوير العمل، هل كنت ترغب من خلاله تقديم البيئة الشامية التقليدية أسوة بأعمال قدمت في الموسم الماضي؟ ـ لا مطلقاً فمسلسل «فسحة سماوية» لا يتحدث عن البيئة الشامية، وإنما صورنا العمل في بيت عربي موجود بدمشق القديمة، والمسلسل يتحدث عن مجتمع سورية المعاصر، من خلال تقديم شرائح مختلفة ومتنوعة تسكن هذا البيت، عن طريق تأجير صاحبته لغرفه، فهناك طلاب جامعة وموظفون قادمون من المحافظات السورية، وهناك الفنانون وبالتالي هو يقدم بانوراما لحياة هؤلاء المستأجرين، والساكنين في العاصمة. > قدمت في عملك «فسحة سماوية» زوجتك الفنانة سلافة المعمار في دور مهم، وهو دور الصحافية، ما سبب اختيارك لها؟ ـ زواجي من سلافة ليس زواجاً فنياً، بل لانني أحببت انسانة وارتبطت بها سواء أكانت فنانة أو غير فنانة، وأنا بشكل عام لا أرغب في الحديث عن زواجي هنا، ولكن أنا أتعامل مع سلافة بحرفية ومهنية بحتة، في العمل هي ممثلة وأنا مخرج، ولا تؤثر مطلقاً علاقتي الزوجية على الاختيار المهني، عندما أحتاجها لعملي أطلبها.
> لك تجربتان مهمتان مع الدراما السعودية إخراجاً وهي «إخواني وأخواتي» و«أبو شلاخ البرمائي»، كيف تنظر للتجربة السعودية في الدراما والكوميديا؟ ـ هناك تطور كبير في الدراما الخليجية، حيث ازداد عدد الممثلين وازدادت الأعمال بشكل عام، ومن الطبيعي أن يقدم من خلال المحطات الخليجية، مشاكل وهموم المجتمع الخليجي، خاصة أن هناك كوادر تستطيع تقديمها من خلال الدراما.
> عملت مع ياسر العظمة مخرجاً وممثلا لمراياه ومع أيمن زيدان مخرجاً «لجوز الست» وأخرجت العديد من الأعمال الاجتماعية المعاصرة، هل ساعد ذلك على تعميق تجربتك الفنية؟ ـ بالتأكيد فقد جربت الكوميديا والتراجيديا والميلودراما والاجتماعي الخفيف، وهذا كله أضاف الى رصيدي وعمّق تجربتي، وهي في المحصلة تصب جميعها بمشروعي الفني الذي يقوم على تقديم الدراما الاجتماعية المعاصرة، سواء كانت كوميدية أو خفيفة أو ميلودراما. > هل يعني ذلك أنك لن تقترب من إخراج الأعمال التاريخية؟ ـ ليس الموضوع هنا اقترابي منها أم لا ؟ ففي حال توفر النص الجيد والإمكانيات الجيدة فلن أمانع في إخراج عمل تاريخي، لأن المسلسل التاريخي يحتاج لإمكانيات كبيرة. > هل كان لوالدك الفنان المخضرم رفيق سبيعي تأثير في توجهك للعمل الفني؟ ـ بالطبع فوجودي في بيئة فنية جعلني أشرب الفن من بيئتي، وبشكل سلس كمن يشرب الماء من النبع. > بدأت ممثلا واتجهت للإخراج لماذا؟ ـ الإخراج مشروعي الفني من البداية، وكنت أسعى إليه بشكل عام. وأنا لم أدخل مدرسة إخراج ولا يوجد لدينا في سورية مثل هذه المدرسة. ولذلك عملت مع المخرج مظهر الحكيم وتعلمت منه، ومن ثم واصلت عملي الخاص بي. > هناك عدد من الممثلين تحولوا للإخراج، بعضهم استمر والآخرون فشلوا أو تركوا كيف تنظر لتجربتهم تلك؟ ـ يحق لكل ممثل أن يجرب وهذه ليست ظاهرة موجودة عندنا في سورية فقط، بل في الخارج هناك تجارب كثيرة، فمنهم من يكمل تجربته بالإخراج ومنهم لا يكمل. الفنان مارلون براندو، الممثل العالمي، جرب أن يخرج فيلماً ولكنه فشل، لأنه وصل إلى قناعة بأنه لا يمكن أن يستيقظ صباحاً كل يوم، لأن الإخراج عمل مبكر، وصرح لوسائل الاعلام قائلا: «إن الإخراج عمل صعب بالنسبة لي، فلا أستطيع أن أستيقظ كل يوم من الصباح الباكر».. وترك الإخراج بعد تجربته الأولى. > في الموسم الماضي كان هناك كم كبير من الأعمال التلفزيونية السورية (43 عملا) كيف تنظر لهذه الظاهرة؟ ـ هذا مؤشر جيد ويعني ذلك أن الدراما السورية تتطور باستمرار وهذا يؤكد أنها لن تنحدر، كما حذر البعض من انحدار الدراما السورية، وما يحصل أنه كل عام تقدم أعمال أكثر من العام السابق، فالكم هو الذي يفرز النوع. من الطبيعي مثلا عندما يكون هناك 30 فيلماً ينتج عنها 10 أفلام جيدة، ولو لم يكن هناك هذا العدد من الأفلام لن تخرج منها الأفلام العشرة الجيدة.. هذه هي الآلية التي تميز الدراما السورية. > ولكن مع تزايد الأعمال الدرامية السورية ما زال الفنان السوري يشكو من قلة أجوره قياساً بأجور الفنانين العرب الآخرين، كالمصريين مثلا؟ ـ أعتقد أن مشكلة أجور الفنان السوري ستحل وستنظر وتزداد شاءت أم أبت شركات الإنتاج، فهي ستزيد هذه الأجور لأنها ستبقى بحاجة للممثلين الجيدين، وفي المحصلة المسألة ترتبط بالسوق، كلما كبر السوق الفني ازدادت الأجور، ونحن في سورية نختلف عن مصر، لأن ما يحصل في الدراما المصرية أو شركات الإنتاج تدفع المبالغ الكبيرة للنجوم، والممثل الواحد، فمثلا مسلسل تبلغ كلفته خمسة ملايين جنيه، يذهب منها مليون جنيه للفنان النجم، والمبلغ المتبقي يوزع على كامل العملية الإنتاجية للمسلسل، وهذا سيضر حتماً بالمسلسل، نحن في سورية لدينا العكس، فالكتلة النقدية الإنتاجية توزع على كافة عناصر العمل، وهذا يسبب نجاحه. وأعتقد هنا أن ظاهرة ومقولة «إن الممثل النجم الواحد لنجاح ونشر العمل الفني» ستنتهي قريباً، وسيكتب لها الفشل. ومثال ذلك ما كان يحصل في السنوات الماضية في الدراما المصرية، حيث يكفي وجود الفنان يحيى الفخراني لينتشر المسلسل بسرعة وبشكل جيد، الآن اختلف الوضع لديهم وهذا ما حصل في الدراما المصرية في السنة الماضية حيث لم يعد يكفي وجود الفنان يحيى الفخراني وصار المطلوب نجوماً أكثر في العمل الواحد، وكذلك ما يميز الدراما السورية عن المصرية أننا في سورية ليست لدينا دراما النجم الواحد، وإنما دراما مجموعة ممثلين جيدين وعناصر إنتاجه جيدة وإخراج وديكور وإضاءة جميعها جيدة.. وبشكل عام العالم كله خرج من قصة النجم، الذي يحمل المشروع الفني لأنه ثبت أن هذه المقولة غير صحيحة.
قدم المخرج والفنان السوري سيف الدين سبيعي عدداً من الأعمال التلفزيونية المهمة، إخراجا وتمثيلا، كان من أبرزها إخراجه لأعمال كوميدية، مثل «مرايا» مع ياسر العظمة وأعمال سعودية منها «أخواتي وأخواني». وفي الموسم الماضي أخرج المسلسل الاجتماعي الكوميدي السعودي «أبو شلاخ البرمائي»، كذلك قدم عدداً من الأعمال الاجتماعية المعاصرة، كان آخرها مسلسل «فسحة سماوية»، الذي ما زال يعرض على بعض الفضائيات العربية. ويستعد سبيعي حالياً لتصوير مسلسله التلفزيوني الجديد، الذي يحمل عنوان «الحصرم الشامي»، وهو يتحدث عن حياة دمشق العامة في القرن الثامن عشر، وطبيعة الحياة الاجتماعية فيها، وأنواع المهن الرائجة، وحركة الأسواق وأحوال التجار ومعاناة الأهالي في تدبير أمور المعيشة في ظل المجاعات آنذاك وانتشار الفساد، والسيناريو أعده فؤاد حميرة، عن كتاب للكاتب الدمشقي أحمد البديري الحلاق يحمل عنوان «حوادث دمشق اليومية»، وسيقوم بأداء الأدوار في المسلسل عدد من الفنانين السوريين منهم: سلاف فواخرجي وعباس النوري ورفيق سبيعي وكاريس بشار وأيمن رضا وعبد المنعم عمايري وغيرهم. وفي ما يلي حوار«الشرق الأوسط» مع الفنان والمخرج سيف الدين سبيعي.
> في مسلسلك الأخير «فسحة سماوية» اخترت بيتاً شامياً تقليدياً لتصوير العمل، هل كنت ترغب من خلاله تقديم البيئة الشامية التقليدية أسوة بأعمال قدمت في الموسم الماضي؟ ـ لا مطلقاً فمسلسل «فسحة سماوية» لا يتحدث عن البيئة الشامية، وإنما صورنا العمل في بيت عربي موجود بدمشق القديمة، والمسلسل يتحدث عن مجتمع سورية المعاصر، من خلال تقديم شرائح مختلفة ومتنوعة تسكن هذا البيت، عن طريق تأجير صاحبته لغرفه، فهناك طلاب جامعة وموظفون قادمون من المحافظات السورية، وهناك الفنانون وبالتالي هو يقدم بانوراما لحياة هؤلاء المستأجرين، والساكنين في العاصمة. > قدمت في عملك «فسحة سماوية» زوجتك الفنانة سلافة المعمار في دور مهم، وهو دور الصحافية، ما سبب اختيارك لها؟ ـ زواجي من سلافة ليس زواجاً فنياً، بل لانني أحببت انسانة وارتبطت بها سواء أكانت فنانة أو غير فنانة، وأنا بشكل عام لا أرغب في الحديث عن زواجي هنا، ولكن أنا أتعامل مع سلافة بحرفية ومهنية بحتة، في العمل هي ممثلة وأنا مخرج، ولا تؤثر مطلقاً علاقتي الزوجية على الاختيار المهني، عندما أحتاجها لعملي أطلبها.
> لك تجربتان مهمتان مع الدراما السعودية إخراجاً وهي «إخواني وأخواتي» و«أبو شلاخ البرمائي»، كيف تنظر للتجربة السعودية في الدراما والكوميديا؟ ـ هناك تطور كبير في الدراما الخليجية، حيث ازداد عدد الممثلين وازدادت الأعمال بشكل عام، ومن الطبيعي أن يقدم من خلال المحطات الخليجية، مشاكل وهموم المجتمع الخليجي، خاصة أن هناك كوادر تستطيع تقديمها من خلال الدراما.
> عملت مع ياسر العظمة مخرجاً وممثلا لمراياه ومع أيمن زيدان مخرجاً «لجوز الست» وأخرجت العديد من الأعمال الاجتماعية المعاصرة، هل ساعد ذلك على تعميق تجربتك الفنية؟ ـ بالتأكيد فقد جربت الكوميديا والتراجيديا والميلودراما والاجتماعي الخفيف، وهذا كله أضاف الى رصيدي وعمّق تجربتي، وهي في المحصلة تصب جميعها بمشروعي الفني الذي يقوم على تقديم الدراما الاجتماعية المعاصرة، سواء كانت كوميدية أو خفيفة أو ميلودراما. > هل يعني ذلك أنك لن تقترب من إخراج الأعمال التاريخية؟ ـ ليس الموضوع هنا اقترابي منها أم لا ؟ ففي حال توفر النص الجيد والإمكانيات الجيدة فلن أمانع في إخراج عمل تاريخي، لأن المسلسل التاريخي يحتاج لإمكانيات كبيرة. > هل كان لوالدك الفنان المخضرم رفيق سبيعي تأثير في توجهك للعمل الفني؟ ـ بالطبع فوجودي في بيئة فنية جعلني أشرب الفن من بيئتي، وبشكل سلس كمن يشرب الماء من النبع. > بدأت ممثلا واتجهت للإخراج لماذا؟ ـ الإخراج مشروعي الفني من البداية، وكنت أسعى إليه بشكل عام. وأنا لم أدخل مدرسة إخراج ولا يوجد لدينا في سورية مثل هذه المدرسة. ولذلك عملت مع المخرج مظهر الحكيم وتعلمت منه، ومن ثم واصلت عملي الخاص بي. > هناك عدد من الممثلين تحولوا للإخراج، بعضهم استمر والآخرون فشلوا أو تركوا كيف تنظر لتجربتهم تلك؟ ـ يحق لكل ممثل أن يجرب وهذه ليست ظاهرة موجودة عندنا في سورية فقط، بل في الخارج هناك تجارب كثيرة، فمنهم من يكمل تجربته بالإخراج ومنهم لا يكمل. الفنان مارلون براندو، الممثل العالمي، جرب أن يخرج فيلماً ولكنه فشل، لأنه وصل إلى قناعة بأنه لا يمكن أن يستيقظ صباحاً كل يوم، لأن الإخراج عمل مبكر، وصرح لوسائل الاعلام قائلا: «إن الإخراج عمل صعب بالنسبة لي، فلا أستطيع أن أستيقظ كل يوم من الصباح الباكر».. وترك الإخراج بعد تجربته الأولى. > في الموسم الماضي كان هناك كم كبير من الأعمال التلفزيونية السورية (43 عملا) كيف تنظر لهذه الظاهرة؟ ـ هذا مؤشر جيد ويعني ذلك أن الدراما السورية تتطور باستمرار وهذا يؤكد أنها لن تنحدر، كما حذر البعض من انحدار الدراما السورية، وما يحصل أنه كل عام تقدم أعمال أكثر من العام السابق، فالكم هو الذي يفرز النوع. من الطبيعي مثلا عندما يكون هناك 30 فيلماً ينتج عنها 10 أفلام جيدة، ولو لم يكن هناك هذا العدد من الأفلام لن تخرج منها الأفلام العشرة الجيدة.. هذه هي الآلية التي تميز الدراما السورية. > ولكن مع تزايد الأعمال الدرامية السورية ما زال الفنان السوري يشكو من قلة أجوره قياساً بأجور الفنانين العرب الآخرين، كالمصريين مثلا؟ ـ أعتقد أن مشكلة أجور الفنان السوري ستحل وستنظر وتزداد شاءت أم أبت شركات الإنتاج، فهي ستزيد هذه الأجور لأنها ستبقى بحاجة للممثلين الجيدين، وفي المحصلة المسألة ترتبط بالسوق، كلما كبر السوق الفني ازدادت الأجور، ونحن في سورية نختلف عن مصر، لأن ما يحصل في الدراما المصرية أو شركات الإنتاج تدفع المبالغ الكبيرة للنجوم، والممثل الواحد، فمثلا مسلسل تبلغ كلفته خمسة ملايين جنيه، يذهب منها مليون جنيه للفنان النجم، والمبلغ المتبقي يوزع على كامل العملية الإنتاجية للمسلسل، وهذا سيضر حتماً بالمسلسل، نحن في سورية لدينا العكس، فالكتلة النقدية الإنتاجية توزع على كافة عناصر العمل، وهذا يسبب نجاحه. وأعتقد هنا أن ظاهرة ومقولة «إن الممثل النجم الواحد لنجاح ونشر العمل الفني» ستنتهي قريباً، وسيكتب لها الفشل. ومثال ذلك ما كان يحصل في السنوات الماضية في الدراما المصرية، حيث يكفي وجود الفنان يحيى الفخراني لينتشر المسلسل بسرعة وبشكل جيد، الآن اختلف الوضع لديهم وهذا ما حصل في الدراما المصرية في السنة الماضية حيث لم يعد يكفي وجود الفنان يحيى الفخراني وصار المطلوب نجوماً أكثر في العمل الواحد، وكذلك ما يميز الدراما السورية عن المصرية أننا في سورية ليست لدينا دراما النجم الواحد، وإنما دراما مجموعة ممثلين جيدين وعناصر إنتاجه جيدة وإخراج وديكور وإضاءة جميعها جيدة.. وبشكل عام العالم كله خرج من قصة النجم، الذي يحمل المشروع الفني لأنه ثبت أن هذه المقولة غير صحيحة.
التعليقات