تغييرات جذرية في الجزيرة أبعدت الإخواني خنفر

غزة-دنيا الوطن
قالت مصادر وثيقة الإطلاع، أن الساعات القليلة المقبلة سوف تشهد إعلانًا رسميًا عن تشكيل مجلس إدارة جديد لقناة "الجزيرة" الفضائية المثيرة للجدل بعد انتهاء مدة أعضاء المجلس المعينين البالغة عامًا واحدًا، وذلك في ظل توجه جديد للحكومة القطرية بغية الحفاظ على علاقاتها الخارجية التي غدت عرضة للتوترات المزمنة بسبب برامج القناة التي تمولها حكومة الدوحة. وحسب ما ذكرت المصادر في حديثها مع "إيلاف"، فقد نجا رئيس مجلس الإدارة الحالي حمد بن ثامر آل ثاني، الذي يعتبر شخصية هادئة تكاد توصف لفرط هدوئها بأنها "شخصية بلا ملامح صارمة"، من التغيير محتفظًا بكرسيه على هرم قناة اشتهرت بانتقاداتها المستمرة للأنظمة العربية من خلال أفلامها الوثائقية وبرامجها الحوارية.
أما نائب الرئيس فهو السيد احمد الخليفي الذي سيكون عضوًا منتدبًا في مجلس الإدارة الجديد الذي تبلغ مدته ثلاث سنوات، على غير العادة في مجالس إدارة القناة التي لا تستمر أكثر من عام واحد على أبعد تقدير، وذلك خلفًا لنائب الرئيس الحالي خلف أحمد المناعي الذي حل في منصبه من خلال التشكيل "الأميري" السابق.
وانضم كذلك إلى عضوية مجلس الإدارة الجديد عبد العزيز المحمود الذي كان رئيس تحرير للجزيرة نت، الذراع الإلكتروني للقناة، بعد أن كان قد ترك منصبه في القناة خلال فترة سابقة بسبب خلاف حاد مع وضاح خنفر الذي أبعد عن مجلس الإدارة وظل في منصبه كمدير للقناة وراسم لسياستها الإخبارية.
وسيشهد المجلس الجديد وجود حمد الكواري وزير الإعلام السابق قبل حل الوزارة في قطر، وهو شخصية معروفة في الأوساط القطرية ومقربة من دوائر صنع القرار العليا في الإمارة الخليجية الغنية بالغاز.
وتم تطعيم المجلس الجديد بامرأة ثانية هي مريم الخاطر بعد دخول "سابقة السابقة" الدكتورة إلهام البدر، والتي دخلت التشكيل السابق كأول امرأة بقرار من أمير البلاد الشيخ حمد آل ثاني.
وبقي في مجلس إدارة القناة الإعلامي العربي محمود شمام، وهو نصف سعودي باعتباره متزوج من سيدة سعودية، وهو أيضًا مرشح كي يقوم بدور محوري في مجلس الإدارة الجديد بعد سنوات من العمل في ورق الصحافة الدولية.
وقال رئيس جريدة عربية كبرى في حديثه مع "إيلاف" حول مجلس إدارة القناة المقرر إعلانه خلال لحظات، إن هذا التغيير الجوهري في القناة يحتمل معنيين، إما أن هناك إعادة هيكلة للمحطة من الناحية المالية والإدارية والتنظيمية كما هي العادة في المؤسسات في العالم سواء كانت إعلامية أم غير إعلامية، أو أنه حسم للصراعات الدائرة داخل المحطة بين ثلاثة أجنحة.
ويمضي مفسرًا طبيعة معارك هذه الأجنحة: "أولهم الإخوان المسلمون الذين كان لهم دور تأصيلي في توجهات المحطة وتحويلها إلى محطة ناطقة بلسان جماعة القاعدة والمنظمات المتطرفة في العالم العربي"، مما اعتبره القطريون ضد مصالح قطر العليا وعلاقاتها الإقليمية والدولية، وهي الدولة التي يرى كثير من القطريين أن بإمكانها أن تؤدي دورًا حيويًا بسبب ثقلها الاقتصادي دون اللجوء إلى التطرف.
أما الجناح الآخر، فهو جناح ما يسمى بالقوميين العرب ممن وظفوا القناة في خدمة تياراتهم القومية وخاصة نظام صدام، فيما يتكون الجناح الثالث من مؤيدي حزب الله الشيعي والمرتبطين بالدوائر السورية سواء كانت أمنية أم سياسية.
النشأة الأولى
وأسست قناة الجزيرة الفضائية في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1996، وهي تبُث يوميًا الأخبار وتعقد ندوات النقاش الفكرية وبرامج ثقافية وأخبار اقتصادية وذلك من قطر شبه الجزيرة العربية لتصل إلى ما يقرب من 215 مليون إنسانٍ عربيٍّ عبر الحدود.
وتتناول قناة الجزيرة الخاصة طرح الموضوعات الراهنة، سواءً كانت سياسية، كحرب الخليج أو الصراع العربي الإسرائيلي، أم اجتماعية كالدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان. ولا تستبعد القناة الموضوعات الدينية من البرامج، كالإسلام والديمقراطية، أو الإسلام والسياسة، أو الإسلام والحياة اليومية.
وكما قالت مستشارة خاصة بالقناة: "عندما توسعت قناة الـ "بي بي سي" التي اشتُهرت في الشرق الأوسط بإذاعتها العالمية ليشمل برامجها التلفزيون أيضًا. جرى ذلك باستخدام قمر السعودية الصناعي للاتصالات Orbit Communication ومعاونتها المادية والتكنولوجية. لكن بعد أقل من عشرين شهرًا، فشل التعاون لإصرار الـ BBC فقررت الـ Orbit فجأة أن تنهي التعاون في فترة كان التخطيط لإنشاء قناة الجزيرة الفضائية في الدوحة /قطر قد قطع شوطًا بعيدًا.
وأُسست في تشرين الثاني (نوفمبر) 1996 قناة الجزيرة بمشاركة 20 من محرري إذاعة الـ BBC وجميعهم من أصل عربي. وقناة ال BBC السابقة كانت تقوم على أساس ال pay TV أما الجزيرة فحالها أفضل، فهي تبثُ عبر القمر الصناعي أي أن حيِّزها أوسع تلصل إلى أقطار كثيرة.
ويقول Dale Eickelmann الأستاذ في جامعة Dartmouth في مقال في جريدة النيويورك تايمز، إن الجزيرة أثبتت أن الناس في العالم العربي لديهم الرغبة في التحدث عن مواضيع تُؤثر في حياتهم اليومية. إنّ التكنولوجيا الحديثة تجعل من المستحيل أن تتحكم الحكومات بِضبط المعلومات. وهذا يعني انك تستقبل جميع ما يخطر على البال من معلومات عن طريق القمر الصناعي أو الإنترنت، فالجزيرة لها صفحة في الإنترنت التي تبث عن طريقها بعضًا من الندوات بثًا مباشرًا - هذه التكنولوجيا تجعل من المستحيل أن يُسَيطرَ على المعلومات.
قالت مصادر وثيقة الإطلاع، أن الساعات القليلة المقبلة سوف تشهد إعلانًا رسميًا عن تشكيل مجلس إدارة جديد لقناة "الجزيرة" الفضائية المثيرة للجدل بعد انتهاء مدة أعضاء المجلس المعينين البالغة عامًا واحدًا، وذلك في ظل توجه جديد للحكومة القطرية بغية الحفاظ على علاقاتها الخارجية التي غدت عرضة للتوترات المزمنة بسبب برامج القناة التي تمولها حكومة الدوحة. وحسب ما ذكرت المصادر في حديثها مع "إيلاف"، فقد نجا رئيس مجلس الإدارة الحالي حمد بن ثامر آل ثاني، الذي يعتبر شخصية هادئة تكاد توصف لفرط هدوئها بأنها "شخصية بلا ملامح صارمة"، من التغيير محتفظًا بكرسيه على هرم قناة اشتهرت بانتقاداتها المستمرة للأنظمة العربية من خلال أفلامها الوثائقية وبرامجها الحوارية.
أما نائب الرئيس فهو السيد احمد الخليفي الذي سيكون عضوًا منتدبًا في مجلس الإدارة الجديد الذي تبلغ مدته ثلاث سنوات، على غير العادة في مجالس إدارة القناة التي لا تستمر أكثر من عام واحد على أبعد تقدير، وذلك خلفًا لنائب الرئيس الحالي خلف أحمد المناعي الذي حل في منصبه من خلال التشكيل "الأميري" السابق.
وانضم كذلك إلى عضوية مجلس الإدارة الجديد عبد العزيز المحمود الذي كان رئيس تحرير للجزيرة نت، الذراع الإلكتروني للقناة، بعد أن كان قد ترك منصبه في القناة خلال فترة سابقة بسبب خلاف حاد مع وضاح خنفر الذي أبعد عن مجلس الإدارة وظل في منصبه كمدير للقناة وراسم لسياستها الإخبارية.
وسيشهد المجلس الجديد وجود حمد الكواري وزير الإعلام السابق قبل حل الوزارة في قطر، وهو شخصية معروفة في الأوساط القطرية ومقربة من دوائر صنع القرار العليا في الإمارة الخليجية الغنية بالغاز.
وتم تطعيم المجلس الجديد بامرأة ثانية هي مريم الخاطر بعد دخول "سابقة السابقة" الدكتورة إلهام البدر، والتي دخلت التشكيل السابق كأول امرأة بقرار من أمير البلاد الشيخ حمد آل ثاني.
وبقي في مجلس إدارة القناة الإعلامي العربي محمود شمام، وهو نصف سعودي باعتباره متزوج من سيدة سعودية، وهو أيضًا مرشح كي يقوم بدور محوري في مجلس الإدارة الجديد بعد سنوات من العمل في ورق الصحافة الدولية.
وقال رئيس جريدة عربية كبرى في حديثه مع "إيلاف" حول مجلس إدارة القناة المقرر إعلانه خلال لحظات، إن هذا التغيير الجوهري في القناة يحتمل معنيين، إما أن هناك إعادة هيكلة للمحطة من الناحية المالية والإدارية والتنظيمية كما هي العادة في المؤسسات في العالم سواء كانت إعلامية أم غير إعلامية، أو أنه حسم للصراعات الدائرة داخل المحطة بين ثلاثة أجنحة.
ويمضي مفسرًا طبيعة معارك هذه الأجنحة: "أولهم الإخوان المسلمون الذين كان لهم دور تأصيلي في توجهات المحطة وتحويلها إلى محطة ناطقة بلسان جماعة القاعدة والمنظمات المتطرفة في العالم العربي"، مما اعتبره القطريون ضد مصالح قطر العليا وعلاقاتها الإقليمية والدولية، وهي الدولة التي يرى كثير من القطريين أن بإمكانها أن تؤدي دورًا حيويًا بسبب ثقلها الاقتصادي دون اللجوء إلى التطرف.
أما الجناح الآخر، فهو جناح ما يسمى بالقوميين العرب ممن وظفوا القناة في خدمة تياراتهم القومية وخاصة نظام صدام، فيما يتكون الجناح الثالث من مؤيدي حزب الله الشيعي والمرتبطين بالدوائر السورية سواء كانت أمنية أم سياسية.
النشأة الأولى
وأسست قناة الجزيرة الفضائية في تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1996، وهي تبُث يوميًا الأخبار وتعقد ندوات النقاش الفكرية وبرامج ثقافية وأخبار اقتصادية وذلك من قطر شبه الجزيرة العربية لتصل إلى ما يقرب من 215 مليون إنسانٍ عربيٍّ عبر الحدود.
وتتناول قناة الجزيرة الخاصة طرح الموضوعات الراهنة، سواءً كانت سياسية، كحرب الخليج أو الصراع العربي الإسرائيلي، أم اجتماعية كالدفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان. ولا تستبعد القناة الموضوعات الدينية من البرامج، كالإسلام والديمقراطية، أو الإسلام والسياسة، أو الإسلام والحياة اليومية.
وكما قالت مستشارة خاصة بالقناة: "عندما توسعت قناة الـ "بي بي سي" التي اشتُهرت في الشرق الأوسط بإذاعتها العالمية ليشمل برامجها التلفزيون أيضًا. جرى ذلك باستخدام قمر السعودية الصناعي للاتصالات Orbit Communication ومعاونتها المادية والتكنولوجية. لكن بعد أقل من عشرين شهرًا، فشل التعاون لإصرار الـ BBC فقررت الـ Orbit فجأة أن تنهي التعاون في فترة كان التخطيط لإنشاء قناة الجزيرة الفضائية في الدوحة /قطر قد قطع شوطًا بعيدًا.
وأُسست في تشرين الثاني (نوفمبر) 1996 قناة الجزيرة بمشاركة 20 من محرري إذاعة الـ BBC وجميعهم من أصل عربي. وقناة ال BBC السابقة كانت تقوم على أساس ال pay TV أما الجزيرة فحالها أفضل، فهي تبثُ عبر القمر الصناعي أي أن حيِّزها أوسع تلصل إلى أقطار كثيرة.
ويقول Dale Eickelmann الأستاذ في جامعة Dartmouth في مقال في جريدة النيويورك تايمز، إن الجزيرة أثبتت أن الناس في العالم العربي لديهم الرغبة في التحدث عن مواضيع تُؤثر في حياتهم اليومية. إنّ التكنولوجيا الحديثة تجعل من المستحيل أن تتحكم الحكومات بِضبط المعلومات. وهذا يعني انك تستقبل جميع ما يخطر على البال من معلومات عن طريق القمر الصناعي أو الإنترنت، فالجزيرة لها صفحة في الإنترنت التي تبث عن طريقها بعضًا من الندوات بثًا مباشرًا - هذه التكنولوجيا تجعل من المستحيل أن يُسَيطرَ على المعلومات.
التعليقات