الشعبية بخان يونس تفتتح مؤتمرها الاول

غزة-دنيا الوطن

افتتحت الجبهة الشعبية, منطقة الشهيد وديع حداد, في محافظة خان يونس, مؤتمرها الاول "مؤتمر الوفاء بالعهد", تحت عنوان "نحو شراكة سياسية خدمة لأهداف شعبنا ووصوناً لقضيتنا العادلة".

وحضر المؤتمر محافظ المدينة أسامة الفرا، وأعضاء اللجنة المركزية في الجبهة الشعبية جميل مزهر، وجميل سرحان، ومحمود الغلبان، وإبراهيم شاهين، وعدد من كوادر وأعضاء وأصدقاء الجبهة الشعبية في المحافظة.

ورحب عريف الحفل وسام الفقعاوي بالحضور, مؤكداً أن هذا الحفل الافتتاحي يأتي ليعلن التواصل الإيجابي مع تاريخ وتراث وحاضر ومستقبل الجبهة، ومن ثم وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبعد ذلك عزف السلام الوطني الفلسطيني.

واشار جميل سرحان في كلمة الجبهة الشعبية, أن هذا المؤتمر هو واحد من المؤتمرات التي تعقدها الجبهة استعداداً وتحضيراً لعقد مؤتمرها العام في غزة، معتبراً هذا المؤتمر دعوة صريحة وواضحة لعملية مراجعة نقدية جريئة لدور ومكانة الجبهة التاريخية.

وأكد سرحان أن القضية الفلسطينية تمر الآن بأخطر مراحلها، الأمر الذي جعل إسرائيل وبدعم أمريكي تستمر في سياستها التي وصفها بـ"العداونية" تجاه الشعب الفلسطيني رغم كل الاتفاقيات التي وقعها الطرف الفلسطيني ورغم كل اللقاءات التي تجري يومياً.

كما أكد على أن عدم الاعتراف بشرعية الحكومة الفلسطينية كحكومة واحدة موحدة، يأتي في سياق التدخل "السافر والوقح" في الشأن الفلسطيني الداخلي, والذي يهدف إلى شق الساحة الفلسطينية, ودق اسفين بين الشعب وقواه السياسية وبين فصائل العمل الوطني والاسلامي بعضها البعض، معتبراً خطة دايتون الأمريكية الأخيرة تأكيداً على استمرار السياسة الأمريكية المعادية للشعب, والهادفة إلى احداث ارباكات في الساحة الفلسطينية, مما يؤزم الوضع الداخلي الفلسطيني, على حد تعبيره.

وشدد سرحان على " أن الجبهة الشعبية وكل القوى الوطنية والاسلامية تعلن رفضها التام والقاطع لهذه الخطة الأمريكية والتي هي الأصل الخطة الأمنية الاسرائيلية".

وانتقد سرحان, ما قال عنه:"سياسة التجاذبات التي تعيشها مؤسستي الرئاسة والحكومة, واعتبرها تعود في أساسها إلى اتفاق مكة الذي لم يعالج جوهر القضية بل ترك النار تحت الرماد حيث كرس مبدأ المحاصصة".

كما شدد على موقف الجبهة الداعي إلى استكمال الحوارات التي بدأتها الفصائل الفلسطينية للوصول إلى شراكة سياسية حقيقية وفاعلة تخدم أهداف الشعب الفلسطيني وتصون قضيته وحقوقه الوطنية.

كما طالب بفتح حوار وطني حقيقي وجدي قادر على اخراج الشعب من هذه "الحالة السلبية" التي أضرت كثيراً بالوطن والشعب، مؤكداً على ضرورة وجود شراكة سياسية تقوم على القواسم المشتركة التي تستجيب لمتطلبات المرحلة السياسية, وبما يخدم مصالح الشعب.

واعتبر سرحان " سلطة ضعيفة ومفككة ومنقسمة على نفسها, الأمر الذي يقلل من اخترامها أو تقديم الدعم لها أو يرفع الحصار عنها، داعياً إلى تطبيق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر القاهرة حول تفعيل دور منظمة التحرير على أسس وطنية وديمقراطية, ووفقاً لمبدأ التمثيل النسبي لا وفق مبدأ المحاصصة", مشيراً إلى أن الاستمرار في الجري وراء سراب الحلول والمقترحات الأمريكية واللقاءات الاسرائيلية لن يفيد قضيتنا في شئ, وانما يزيد من الفرقة والاختلاف, كما جاء على لسانه.

وجدد سرحان الدعوة باسم الجبهة, إلى محافظ خان يونس الدكتور أسامة الفرا, أن يكمل ما بدأته الجبهة من لقاءات وحوارات للدعوة لعقد مؤتمر شعبي للمصالحة الوطنية، يعزز ثقافة التسامح والتصالح بين أبناء الشعب الفلسطيني ولوقف ما قال عنه:"تجاوزات قد تحصل أو اخلالات سواء أكانت عائلية أو فصائلية"، مؤكداً أن الجبهة مستعدة لتقديم أوراق عمل وفتح حوار مع جميع مكونات الشعب السياسية والمدنية.

وطالب سرحان أعضاء المؤتمر أن يعيدوا الاعتبار للحزب وللجبهة ولدورها الريادي والقيادي, مناشداً إياهم أن يختاروا وينتخبوا بإرادة حرة وواعية الأفضل والأقدر، مشدداً أنه من يريد تحمل المسؤولية عليه أن يكون خادماً لحزبه ولشعبه.

وفي كلمة المحافظ الفرا الذي رحب بالجبهة, امتدح فيها ثقافة الديمقراطية التي رسختها الجبهة، مبدياً أمله أن يكون هذا العمل حافزاً للفصائل الأخرى لتكرس هذا النهج داخلها.

وناشد الفرا جماهير الشعب الفلسطيني والقوى الوطنية والاسلامية بالتمسك بالشراكة السياسية الحقيقية بعيداً عن "المحاصصة"، لتعزيز المقاومة، ومواجهة حالة الفلتان الأمني.

وفي كلمة القوى الوطنية والاسلامية, استهل نبيل الأغا, كلمته بالتذكير بتاريخ الجبهة, ومسيرة النضال الجبهاوية على فترات تاريخها، مثمناً موقف مؤسس الجبهة الدكتور جورج حبش من التخلي عن الأمانة العامة مفسحاً المجال أمام الجيل الجديد لمواصلة النضال, مناشداً جميع القوى الوطنية والاسلامية والمجتمع الفلسطيني على بذل الجهود كافة من أجل التوصل إلى مصالحة وطنية شاملة.

كما أكد على ضرورة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وإلى انضمام باقي القوى الفلسطينية الأخرى إلى منظمة التحرير لتنطلق برؤية جديدة تخدم قضية الشعب الفلسطيني.

وفي كلمة المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني, وجه الدكتور محمد أيوب أبو هدروس, التحية إلى الشهيد القائد وديع حداد، وإلى المؤسس جورج حبش, مؤكداً على ضرورة تضافر جهود المؤسسات الأهلية والمجتمع المدني للمساعدة في وقف عسكرة المجتمع والانفلات المبرمج, والذي يخدم أهداف شريحة لا تتنمي إلى المجتمع الفلسطيني, على حد تعبيره.

وطالب أبو هدروس مؤسسات المجتمع المدني بالعمل على تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني وأن تضع على رأس أولوياتها مقاومة الاحتلال وتعزيز الديمقراطية وتقوية المجتمع الفلسطيني والتاثير على الرأي العام الدولي لصالح القضية، مطالباً بالوقت نفسه بتفعيل دور تلك المؤسسات بالمحاسبة والرقابة حتى تعمل بالاتجاه الصحيح، مؤكداً أن الشعب يريد مؤسسات مستقلة تخدم الشعب الفلسطيني عامة ويمكن استغلالها بعيداً عن المصالح الحزبية الضيقة.

وفي كلمة المرأة, أكدت ماجدة سلامة أن المرأة جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني، حيث كان للمرأة دورها الطليعي جنباً إلى جنب مع الرجل, واصفتاً المرأة الفلسطينية بالشهيدة والاسيرة والجريحة, طالها ما طال الرجل من القهر والمعاناة والظلم والاضطهاد، قدمت ولا زالت من أجل هذا الوطن المستباح, كما جاء على لسانه.

وذكرت الحضور بشهيدات فلسطين الشهيدة شادية أبو غزالة، والشهيدة سناء المحيدلي والشهيدة تغريد البطمة، والشهيدة دلال المغربي, والشهيدة هنادي جرادات، مستذكرة عملية خطف الطائرة التي نفذتها ليلى خالد.

واعتبرت سلامة أن هذا المؤتمر هو بمثابة وقفة تقييمة لمسيرة عمل تخللها العديد من السلبيات والايجابيات، مشيرة الى ان المسؤولية الحزبية والوطنية تتطلب من الجبهاويين أن يقفوا بكل جرأة وحزم دون محاباة أحد أو مجاملة لتحديد المسؤوليات والتعامل بشفافية.

وشددت على ضرورة ان يقر المؤتمر خطة عمل مع توفير كافة الامكانات المادية والمعنوية من أجل ضمان نجاح توجه الجبهة المستقبلي، متمنية أن يخرج المؤتمر بقرارات صائبة تصب في النهاية لصالح الحزب والوطن.

ويشار الى ان المؤتمر اختتم بالنشيد الوطني الجبهاوي.

التعليقات