فضيحة هالة سرحان تثير التوتر في مصر خصوصا ضد قنوات المليونيرات الخليجية

فضيحة أوبرا المصرية هالة سرحان تثير التوتر في مصر خصوصا ضد قنوات المليونيرات الخليجية
النساء الشابات الثلاث نظرن نحو عدسات الكاميرا بصورة قوية، واثقات من أن ملامح وجوههن وأصواتهن ستكون غير ظاهرة. هذا بعد أن قُمن بسرد حكاية حياتهن البائسة علي مسامع مقدمة البرنامج الدكتورة هالة سرحان، النجمة رقم واحد في قنوات التلفزة الخاصة في العالم العربي.
تحت عنوان فتيات الليل قامت أماني وليلي ونور بسرد وقائع حياة المومسات في القاهرة. الفتيات الثلاث تحدثن عن دخلهن الشهري الهائل، 1500 جنيه مصري (1300 شيكل)، بينما يصل معدل الأجور في سوق العمل الي 120 ـ 150 جنيها.
ألا تخشين من الشرطة؟ ، سألت هالة سرحان، رجال الشرطة والأمن يتعاونون معنا ويقومون بحمايتنا ، ابتسمت أماني بمرارة. في بعض الاحيان نضطر الي اقامة علاقة جنسية معهم، وفي بعض الاحيان نضطر الي مشاطرتهم الأرباح .
جلبة في القاهرة
الفصل الفاضح الذي تم بثه قبل شهرين في قناة روتانا الخاصة التي يملكها الملياردير السعودي، الأمير الوليد بن طلال، كان مقدمة فقط لمسلسل من خمس حلقات اخري. إلا أن جلبة كبري ظهرت في القاهرة غداة بث الحلقة. صحيفة الأهرام طالبت بمحاكمة هالة سرحان بتهمة بث الامور المقيتة، والمس بسمعة المصريين. الصحافيون تساءلوا عن سبب عدم تدخل الرقابة، واعضاء البرلمان حاولوا الدفاع عن سمعة رجال الشرطة وقوات الأمن الذين ذُكروا في التقرير.
مر يومان آخران وازداد حجم الفضيحة. فتيات الليل الثلاث ظهرن علي قناة المحور المنافسة لـ روتانا ، وتحدثن بأعين دامعة عن الطريقة التي خدعتهن بها المذيعة النجمة هالة سرحان. خلال اسابيع طويلة شاركنا في تسجيلات قناة روتانا بصفتنا مصفقات ومشجعات في صفوف الجمهور ، قالت أماني. في كل مرة كانوا يدفعون لكل واحدة منا 30 جنيها مصريا (25 شيكلا)، أحببنا هذه الوظيفة وأصبحنا علي علاقة مع الطاقم. هذا كان دخلا جيدا ولطيفا بالنسبة لنا . في اطار الاستعداد لتصوير المسلسل المذكور جاءت الفتيات الثلاث الي الاستوديو، وبدلا من الجلوس في اماكهن المحددة بين الجمهور تم استدعاؤهن الي مكتب الانتاج. الدكتورة هالة قالت لنا أن المشاركات في البرنامج لم يصلن، ولذلك تريد منا أن نقوم بشغل مكانهن ، قالت نور. سألت ما هو موضوع الحلقة، فقالت هالة مباشرة فتيات يعملن في الليل. نحن سنكتب لكن النص وأنتن تقمن بتمثيل دور المومسات . من هذه المرحلة انقسمت الحكاية الي روايتين. أماني وليلي ونور يقسمن بأنهن لم يكن أكثر من مجرد مشجعات بريئات ومعجبات كبيرات بهالة سرحان. هي قالت لنا بأنها تواجه صعوبة في انتاج البرنامج، ووعدتنا بوعود وردية: 400 جنيه مصري لكل واحدة عن كل حلقة من حلقات البرنامج، ووجبة مفتوحة ، هن يتذكرن ايضا بأن هالة سرحان تعهدت بالحصول لهن علي عمل دائم في طاقم انتاج البرنامج مقابل ذلك.
سألتها، ما الذي سيحدث اذا تعرفوا علينا؟ ألن يتذمر عالمنا؟ ، تذكرت نور. سرحان نظرت إلي بابتسامة مطمئنة قائلة لا تقلقي فلن يظهر وجهك أو صوتك، ولا يمكن لأحد أن يعرف من أنتن .
إلا أن سرحان التي مُنحت خلال سنوات كثيرة لقب أوبرا فينفري العالم العربي وفت بثلث وعودها فقط. صور الفتيات شوشت إلا أن أصواتهن ظهرت بصورة واضحة. ومن فاته مشاهدة هذا البث الفاضح استطاع القيام بذلك في اليوم التالي علي شبكة الانترنت التابعة للبرنامج. العائلة، الجيران، الاصدقاء وكل من عرف أننا نعمل كمصفقات دائمات في برنامج هالة شو ، استطاع أن يُشخصنا فورا ، قالت أماني باكية أمام قناة المحور المنافسة.
السكرتيرة هددت
الرد لم يتأخر في المجيء: خطيب أماني أعلمها بانسحابه من العلاقة. ليلي تلقت ضربات مبرحة من أخيها الأكبر، ونور طُردت الي الشارع من منزل عائلتها الفقيرة. كما أن اثنتين منهن فقدن اماكن عملهن، والثالثة أُقيلت بعد أن تحدثت عن دورها في هذه المسألة في قناة المحور .
حاولنا اقناع هالة سرحان بالوفاء بوعودها التي أعطتها لنا قبل التسجيل عندما وعدت بتشغيلنا ، قالت أماني. اتصلنا بمكتبها وحدثناهم عما حدث لنا في البيت والعمل وطالبنا بالتعويض . ولكن سكرتيرة هالة سرحان كانت تسد الطريق علينا مرة تلو اخري، ولم يسمحوا لنا بعد ذلك بالدخول الي الاستوديو. اذا فتحتن أفواهكن ، هددت السكرتيرة، سنقوم ببث المقابلات كاملة من دون تشويش الوجوه .
هالة سرحان فرت الي أبو ظبي من قبل أن يقوم المحامي نبيه الوحش بتقديم التماس للبرلمان مطالبا باعتقال المذيعة النصابة. من هناك قامت هالة سرحان بارسال رسالة تحذيرية حادة. لم أُفبرك. المقابلات جرت في مكتبي وليس في الاستوديو، لم أُجبر أي واحدة منهن علي التحدث. وأنا لم أقم بالتزييف أو الدفع أو الاستئجار لخدمات الفتيات. لدي أشرطة مسجلة تبرهن علي أن فتيات الليل الثلاث هن بنات عاملات. أنا أنوي العودة الي مصر وعقد مؤتمر صحافي وكشف محادثاتي مع اولاء الفتيات الغشاشات .
خمسة اسابيع مرت منذ أن أطلقت هالة سرحان وعدها المذكور، إلا أنها غادرت سرا الي لندن بعد ذلك. أعداؤها الكثيرون في وسائل الاعلام المصرية كشفوا زيارة قام بها مسؤولها الأمير الملياردير الوليد بن طلال الي مصر حيث أراد جس النبض في القيادة المصرية وتهدئة الخواطر. الاتصالات فشلت، وما زالت هالة سرحان عاطلة عن العمل ومستقبلها المهني غير واضح. هي لا تتجرأ علي العودة الي مصر، وليس معروفا الي أي وقت سيقوم مديرها بدفع راتبها الأعلي من بين الرواتب في وسائل الاعلام العربية: 35 ألف دولار شهريا بالاضافة الي النفقات.
هذه القضية ألقت بظلالها علي النوافذ المرتفعة في مصر والسعودية. محللون كبار وصحفيون معروفون في وسائل الاعلام المصرية يتحدثون عن قضية مزدوجة: الرياض سحبت البساط السياسي من تحت أقدام مبارك دفعة واحدة من خلال اتفاق مكة بين فتح وحماس، والقمة العربية التي انتهت بالمصادقة علي خطة السلام العربية، والآن تأتي الفضيحة الصفراء. في الآونة الأخيرة ، يشتكي محلل من صحافيي الأهرام ، يقوم السعوديون بالنبش في المسائل الأكثر حساسية في مصر، ويتدخلون في الشؤون الداخلية متسببين بالفضائح، ويبثون برنامجا حول المومسات الامر الذي لم يكونوا ليحلموا حتي ببثه في قنوات التلفزة عندهم . في كل الاحوال يتفق الناقدون أنه لو كانت تلك الفتيات مومسات يحصلن علي الأجر مقابل ظهورهن علي التلفاز، إلا أن هذه القضية رغم ذلك تُظهر الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مصر بصورة سيئة جدا.
منافسة هوجاء مع الزوج
مسيرة هالة سرحان (57 سنة) الصحافية بدأت قبل ثلاثين عاما تقريبا عندما عادت الي مصر من دراسة المسرح والعلاقات الدولية في الجامعات الشهيرة في الولايات المتحدة. كتبت وحررت الاسبوعية النسوية الاجتماعية السياسية سيدتي ونشرات مقالات قوية ناقدة حول حقوق النساء والمشاكل الاجتماعية في كل الصحف القاهرية تقريبا، وفي أرجاء العالم العربي. خلال ذلك تعرفت علي المستثمر الاعلامي الكبير عماد أديب، فتزوجته وولدت منه ابنهما المشترك احمد الذي يبلغ عمره اليوم 19 عاما. أديب وهالة كانا يتنافسان بصورة هوجاء. هو عبر قناة أوربيت السعودية مع برنامج مقابلاته اليومي علي الهوا ، أما هالة فقد صعدت في سلم المشاهدة علي قناة إي.آر.تي مع برنامج يا هالة ومن ثم انتقلت الي دريم وأوضحت انها لا تواجه أي عقبات أمام عدسات الكاميرا قائلة انهم اذا انتقدوها فذلك دليل علي أنهم يشاهدونها. وهكذا كانت تعقد الحوارات بين نشيطات حقوق النساء ورجال الدين المتشددين، وعالجت بقوة ظاهرة الادمان علي المخدرات وأجرت المقابلات مع عشرات نجوم السينما والطرب ورجال الاعمال.
وعندئذ قررت المس بأقدس مقدسات السياسة العليا فدعت الدكتور اسامة الباز، مستشار مبارك والمؤتمن علي سره، الي بث مباشر. سألته بصورة مباشرة: صحيح أنك تقوم باعداد جمال مبارك لمنصب الرئيس القادم؟ ، الدكتور اسامة الباز بدا مذهولا أمام المشاهدين في أرجاء العالم العربي، وفي اليوم التالي اكتشفت هالة سرحان أن مكتبها مغلق عندما جاءت الي مكاتب الانتاج. هالة سرحان لم تعد تعمل معنا ، نشر أصحاب قناة دريم .
كما أن زواج لاري كينغ المصري (عماد أديب) و أوبرا فينفري المصرية لم يصمد. وخلال الطلاق فقدت وصايتها علي ابنها الوحيد احمد، وتألمت من ذلك، كما كتبت فيما بعد. برنامج هالة شو الذي تقدمه من خلال روتانا وفر لها مظلة حامية لشد الأعصاب من الطرفين، الليبرالي والاسلامي، في مصر. المثقفون سخروا من وضع الاعلام الذي يرفع صحافية صفراء ، والاسلاميون كانوا يقفزون من اماكنهم في كل مرة تقوم فيها هالة سرحان باجراء نقاش مكشوف حول المسائل الجنسية والزواج والجنسية المثلية واحباطات غرف النوم التي يواجهها الجيل الشاب.
قضية فتيات الليل قامت باخراج المردة النائمين وتأليبهم ضد هالة سرحان و قنوات المليونيرات وضد ضحالة المشاهدين المستعدين لقبول أي قضية صفراء والادمان عليها واللهاث وراء البرامج التلفزيونية الفارغة.
هالة سرحان أقسمت من مكان لجوئها في لندن بأن تعود الي مصر، ولكنها تعرف أنها قد تواجه محاكمة بتهمة المساس بصورة رجال الشرطة واستغلال براءة الفتيات اللواتي يطالبنها بتعويض يبلغ 15 مليون جنيه مصري، والتنكر لوعودها والتدخل بصورة قاسية في حياتهن الشخصية. اذا جاءت هالة الي القاهرة عما قريب فسيكون بامكانها أن تجري المقابلات مع فتيات الهوا بكل سهولة وبصورة مجانية ـ قال أحد الدبلوماسيين المصريين المخضرمين ملمحا الي أنها ستكون معهن في السجن. الناطق بلسان قناة روتانا عبد اللطيف شلبي، مستعد للقول فقط بأن التقارير متناقضة، والصورة غير واضحة وأن هالة تحصل علي دعم القناة الكامل .
سمدار بيري
مراسلة الشؤون العربية
(يديعوت احرونوت)
النساء الشابات الثلاث نظرن نحو عدسات الكاميرا بصورة قوية، واثقات من أن ملامح وجوههن وأصواتهن ستكون غير ظاهرة. هذا بعد أن قُمن بسرد حكاية حياتهن البائسة علي مسامع مقدمة البرنامج الدكتورة هالة سرحان، النجمة رقم واحد في قنوات التلفزة الخاصة في العالم العربي.
تحت عنوان فتيات الليل قامت أماني وليلي ونور بسرد وقائع حياة المومسات في القاهرة. الفتيات الثلاث تحدثن عن دخلهن الشهري الهائل، 1500 جنيه مصري (1300 شيكل)، بينما يصل معدل الأجور في سوق العمل الي 120 ـ 150 جنيها.
ألا تخشين من الشرطة؟ ، سألت هالة سرحان، رجال الشرطة والأمن يتعاونون معنا ويقومون بحمايتنا ، ابتسمت أماني بمرارة. في بعض الاحيان نضطر الي اقامة علاقة جنسية معهم، وفي بعض الاحيان نضطر الي مشاطرتهم الأرباح .
جلبة في القاهرة
الفصل الفاضح الذي تم بثه قبل شهرين في قناة روتانا الخاصة التي يملكها الملياردير السعودي، الأمير الوليد بن طلال، كان مقدمة فقط لمسلسل من خمس حلقات اخري. إلا أن جلبة كبري ظهرت في القاهرة غداة بث الحلقة. صحيفة الأهرام طالبت بمحاكمة هالة سرحان بتهمة بث الامور المقيتة، والمس بسمعة المصريين. الصحافيون تساءلوا عن سبب عدم تدخل الرقابة، واعضاء البرلمان حاولوا الدفاع عن سمعة رجال الشرطة وقوات الأمن الذين ذُكروا في التقرير.
مر يومان آخران وازداد حجم الفضيحة. فتيات الليل الثلاث ظهرن علي قناة المحور المنافسة لـ روتانا ، وتحدثن بأعين دامعة عن الطريقة التي خدعتهن بها المذيعة النجمة هالة سرحان. خلال اسابيع طويلة شاركنا في تسجيلات قناة روتانا بصفتنا مصفقات ومشجعات في صفوف الجمهور ، قالت أماني. في كل مرة كانوا يدفعون لكل واحدة منا 30 جنيها مصريا (25 شيكلا)، أحببنا هذه الوظيفة وأصبحنا علي علاقة مع الطاقم. هذا كان دخلا جيدا ولطيفا بالنسبة لنا . في اطار الاستعداد لتصوير المسلسل المذكور جاءت الفتيات الثلاث الي الاستوديو، وبدلا من الجلوس في اماكهن المحددة بين الجمهور تم استدعاؤهن الي مكتب الانتاج. الدكتورة هالة قالت لنا أن المشاركات في البرنامج لم يصلن، ولذلك تريد منا أن نقوم بشغل مكانهن ، قالت نور. سألت ما هو موضوع الحلقة، فقالت هالة مباشرة فتيات يعملن في الليل. نحن سنكتب لكن النص وأنتن تقمن بتمثيل دور المومسات . من هذه المرحلة انقسمت الحكاية الي روايتين. أماني وليلي ونور يقسمن بأنهن لم يكن أكثر من مجرد مشجعات بريئات ومعجبات كبيرات بهالة سرحان. هي قالت لنا بأنها تواجه صعوبة في انتاج البرنامج، ووعدتنا بوعود وردية: 400 جنيه مصري لكل واحدة عن كل حلقة من حلقات البرنامج، ووجبة مفتوحة ، هن يتذكرن ايضا بأن هالة سرحان تعهدت بالحصول لهن علي عمل دائم في طاقم انتاج البرنامج مقابل ذلك.
سألتها، ما الذي سيحدث اذا تعرفوا علينا؟ ألن يتذمر عالمنا؟ ، تذكرت نور. سرحان نظرت إلي بابتسامة مطمئنة قائلة لا تقلقي فلن يظهر وجهك أو صوتك، ولا يمكن لأحد أن يعرف من أنتن .
إلا أن سرحان التي مُنحت خلال سنوات كثيرة لقب أوبرا فينفري العالم العربي وفت بثلث وعودها فقط. صور الفتيات شوشت إلا أن أصواتهن ظهرت بصورة واضحة. ومن فاته مشاهدة هذا البث الفاضح استطاع القيام بذلك في اليوم التالي علي شبكة الانترنت التابعة للبرنامج. العائلة، الجيران، الاصدقاء وكل من عرف أننا نعمل كمصفقات دائمات في برنامج هالة شو ، استطاع أن يُشخصنا فورا ، قالت أماني باكية أمام قناة المحور المنافسة.
السكرتيرة هددت
الرد لم يتأخر في المجيء: خطيب أماني أعلمها بانسحابه من العلاقة. ليلي تلقت ضربات مبرحة من أخيها الأكبر، ونور طُردت الي الشارع من منزل عائلتها الفقيرة. كما أن اثنتين منهن فقدن اماكن عملهن، والثالثة أُقيلت بعد أن تحدثت عن دورها في هذه المسألة في قناة المحور .
حاولنا اقناع هالة سرحان بالوفاء بوعودها التي أعطتها لنا قبل التسجيل عندما وعدت بتشغيلنا ، قالت أماني. اتصلنا بمكتبها وحدثناهم عما حدث لنا في البيت والعمل وطالبنا بالتعويض . ولكن سكرتيرة هالة سرحان كانت تسد الطريق علينا مرة تلو اخري، ولم يسمحوا لنا بعد ذلك بالدخول الي الاستوديو. اذا فتحتن أفواهكن ، هددت السكرتيرة، سنقوم ببث المقابلات كاملة من دون تشويش الوجوه .
هالة سرحان فرت الي أبو ظبي من قبل أن يقوم المحامي نبيه الوحش بتقديم التماس للبرلمان مطالبا باعتقال المذيعة النصابة. من هناك قامت هالة سرحان بارسال رسالة تحذيرية حادة. لم أُفبرك. المقابلات جرت في مكتبي وليس في الاستوديو، لم أُجبر أي واحدة منهن علي التحدث. وأنا لم أقم بالتزييف أو الدفع أو الاستئجار لخدمات الفتيات. لدي أشرطة مسجلة تبرهن علي أن فتيات الليل الثلاث هن بنات عاملات. أنا أنوي العودة الي مصر وعقد مؤتمر صحافي وكشف محادثاتي مع اولاء الفتيات الغشاشات .
خمسة اسابيع مرت منذ أن أطلقت هالة سرحان وعدها المذكور، إلا أنها غادرت سرا الي لندن بعد ذلك. أعداؤها الكثيرون في وسائل الاعلام المصرية كشفوا زيارة قام بها مسؤولها الأمير الملياردير الوليد بن طلال الي مصر حيث أراد جس النبض في القيادة المصرية وتهدئة الخواطر. الاتصالات فشلت، وما زالت هالة سرحان عاطلة عن العمل ومستقبلها المهني غير واضح. هي لا تتجرأ علي العودة الي مصر، وليس معروفا الي أي وقت سيقوم مديرها بدفع راتبها الأعلي من بين الرواتب في وسائل الاعلام العربية: 35 ألف دولار شهريا بالاضافة الي النفقات.
هذه القضية ألقت بظلالها علي النوافذ المرتفعة في مصر والسعودية. محللون كبار وصحفيون معروفون في وسائل الاعلام المصرية يتحدثون عن قضية مزدوجة: الرياض سحبت البساط السياسي من تحت أقدام مبارك دفعة واحدة من خلال اتفاق مكة بين فتح وحماس، والقمة العربية التي انتهت بالمصادقة علي خطة السلام العربية، والآن تأتي الفضيحة الصفراء. في الآونة الأخيرة ، يشتكي محلل من صحافيي الأهرام ، يقوم السعوديون بالنبش في المسائل الأكثر حساسية في مصر، ويتدخلون في الشؤون الداخلية متسببين بالفضائح، ويبثون برنامجا حول المومسات الامر الذي لم يكونوا ليحلموا حتي ببثه في قنوات التلفزة عندهم . في كل الاحوال يتفق الناقدون أنه لو كانت تلك الفتيات مومسات يحصلن علي الأجر مقابل ظهورهن علي التلفاز، إلا أن هذه القضية رغم ذلك تُظهر الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مصر بصورة سيئة جدا.
منافسة هوجاء مع الزوج
مسيرة هالة سرحان (57 سنة) الصحافية بدأت قبل ثلاثين عاما تقريبا عندما عادت الي مصر من دراسة المسرح والعلاقات الدولية في الجامعات الشهيرة في الولايات المتحدة. كتبت وحررت الاسبوعية النسوية الاجتماعية السياسية سيدتي ونشرات مقالات قوية ناقدة حول حقوق النساء والمشاكل الاجتماعية في كل الصحف القاهرية تقريبا، وفي أرجاء العالم العربي. خلال ذلك تعرفت علي المستثمر الاعلامي الكبير عماد أديب، فتزوجته وولدت منه ابنهما المشترك احمد الذي يبلغ عمره اليوم 19 عاما. أديب وهالة كانا يتنافسان بصورة هوجاء. هو عبر قناة أوربيت السعودية مع برنامج مقابلاته اليومي علي الهوا ، أما هالة فقد صعدت في سلم المشاهدة علي قناة إي.آر.تي مع برنامج يا هالة ومن ثم انتقلت الي دريم وأوضحت انها لا تواجه أي عقبات أمام عدسات الكاميرا قائلة انهم اذا انتقدوها فذلك دليل علي أنهم يشاهدونها. وهكذا كانت تعقد الحوارات بين نشيطات حقوق النساء ورجال الدين المتشددين، وعالجت بقوة ظاهرة الادمان علي المخدرات وأجرت المقابلات مع عشرات نجوم السينما والطرب ورجال الاعمال.
وعندئذ قررت المس بأقدس مقدسات السياسة العليا فدعت الدكتور اسامة الباز، مستشار مبارك والمؤتمن علي سره، الي بث مباشر. سألته بصورة مباشرة: صحيح أنك تقوم باعداد جمال مبارك لمنصب الرئيس القادم؟ ، الدكتور اسامة الباز بدا مذهولا أمام المشاهدين في أرجاء العالم العربي، وفي اليوم التالي اكتشفت هالة سرحان أن مكتبها مغلق عندما جاءت الي مكاتب الانتاج. هالة سرحان لم تعد تعمل معنا ، نشر أصحاب قناة دريم .
كما أن زواج لاري كينغ المصري (عماد أديب) و أوبرا فينفري المصرية لم يصمد. وخلال الطلاق فقدت وصايتها علي ابنها الوحيد احمد، وتألمت من ذلك، كما كتبت فيما بعد. برنامج هالة شو الذي تقدمه من خلال روتانا وفر لها مظلة حامية لشد الأعصاب من الطرفين، الليبرالي والاسلامي، في مصر. المثقفون سخروا من وضع الاعلام الذي يرفع صحافية صفراء ، والاسلاميون كانوا يقفزون من اماكنهم في كل مرة تقوم فيها هالة سرحان باجراء نقاش مكشوف حول المسائل الجنسية والزواج والجنسية المثلية واحباطات غرف النوم التي يواجهها الجيل الشاب.
قضية فتيات الليل قامت باخراج المردة النائمين وتأليبهم ضد هالة سرحان و قنوات المليونيرات وضد ضحالة المشاهدين المستعدين لقبول أي قضية صفراء والادمان عليها واللهاث وراء البرامج التلفزيونية الفارغة.
هالة سرحان أقسمت من مكان لجوئها في لندن بأن تعود الي مصر، ولكنها تعرف أنها قد تواجه محاكمة بتهمة المساس بصورة رجال الشرطة واستغلال براءة الفتيات اللواتي يطالبنها بتعويض يبلغ 15 مليون جنيه مصري، والتنكر لوعودها والتدخل بصورة قاسية في حياتهن الشخصية. اذا جاءت هالة الي القاهرة عما قريب فسيكون بامكانها أن تجري المقابلات مع فتيات الهوا بكل سهولة وبصورة مجانية ـ قال أحد الدبلوماسيين المصريين المخضرمين ملمحا الي أنها ستكون معهن في السجن. الناطق بلسان قناة روتانا عبد اللطيف شلبي، مستعد للقول فقط بأن التقارير متناقضة، والصورة غير واضحة وأن هالة تحصل علي دعم القناة الكامل .
سمدار بيري
مراسلة الشؤون العربية
(يديعوت احرونوت)
التعليقات