عاجل

  • استشهاد طفل بنيران مسيرة إسرائيلية في حي التفاح شرقي مدينة غزة

محاولات إغتيال اللواء أبو رجب رئيس المخابرات الفلسطينية ...الأسباب والأبعاد

محاولات إغتيال اللواء أبو رجب رئيس المخابرات الفلسطينية ...الأسباب والأبعاد
صورة تنشر للمرة الاولى للواء ابو رجب
كشفت تصريحات السيد النائب العام المستشار احمد المغنى عن حقيقة مؤلمة عندما أعلن بلغة رجل القانون التي لا تعرف اللون الرمادي أن أحد المتهمين بقتل العميد جاد التايه مدير العلاقات الدولية في جهاز المخابرات العامة تم الإفراج عنه بعد ساعات قليلة من اعتقاله بطلب من وزير الداخلية شخصياً وان المتهمين بقتل سائق السفير الأردني تم تهريبهم إلى الخارج .

هذه التصريحات وضعت حداً للأقاويل والإشاعات والشكوك بعد سلسلة من جرائم القتل والاغتيالات ومحاولة الاغتيال لضباط وقادة وكوادر أجهزة الأمن الفلسطينية وحركة فتح , وكنا نتمنى أن يكون رد وزير الداخلية باتخاذ إجراءات عملية لوأد هذه الفضيحة ، وفوجئنا بالناطق الاعلامى لوزارة الداخلية يصف السيد النائب العام بالألعوبة وبأوصاف مشينة لا يليق أن تصدر عن مسؤول ضد مسؤول آخر في دولة محترمة .

ونعود إلى جوهر المشكلة بعيداً عن المهاترات الإعلامية وتحديداً فيما أعلن عنه السيد النائب العام حول قضية اغتيال العميد جاد التايه ومرافقيه باعتبار أن جهاز المخابرات العامة تعرض خلال السنوات الأخيرة لحملة استهداف دموية غير مسبوقة , فقد تعرض الأخ اللواء طارق أبو رجب رئيس جهاز المخابرات العامة إلى محاولة اغتيال بإصرار عجيب على تصفيته مهما كان الثمن وسقط خلال تلك المحاولتين عدد من الشهداء من جهاز المخابرات العامة وتم اغتيال العميد جاد التايه ومرافقيه بجريمة بشعة غير مسبوقة أثارت الرأي العام الفلسطيني والعربي لبشاعة تلك الجريمة ، وكنا نظن أن بشاعة جريمة اغتيال العميد جاد التايه ومرافقيه وسخط الرأي العام الفلسطيني على هذه الجريمة باحتجاجات شعبية استمرت لأسابيع ستكون كفيلة بردع الجناة عن تكرار فعلتهم الشنيعة وللأسف بين أن الجناة لا يقيمون وزناً للرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي , فكانت جريمة أكثر بشاعة تمثلت بارتكاب مجزرة لأطفال العقيد بهاء بعلوشة في وضح النهار وبدم بارد رغم معرفة الجناة بأن بعلوشة لم يكن داخل السيارة , أي أنها عملية انتقامية من ضابط في المخابرات بقتل أطفاله , لم تحصل في جمهورية الموز في أمريكا اللاتينية ، وبما أننا وحسب اعتقادنا لم تتحول السلطة حتى الآن إلى جمهورية موز تعيث فيها العصابات فساداً وقتلاً وإجراماً بلا رادع , فهذا يعنى أنه من حقنا أن نتكلم وان يعلو صوتنا بغض النظر عن الشعارات التي يتسترون خلفها , وإذا لم يرتفع صوت شعبنا بالاحتجاج فإننا سنصل إلى مرحلة لا صوت يعلو فيها على صوت العصابات .

وإننا نرى أن وجود الرئيس أبو مازن ذلك القائد الإنسان ووعى شعبنا المناضل قد حال حتى الآن دون تحويل السلطة الفلسطينية إلى جمهورية موز .

هنالك سر بلا أدنى شك وراء سلسلة اغتيالات ومحاولات الاغتيال استهدفت قادة وضباط جهاز المخابرات العامة بهذا النحو غير المسبوق من الجرائم البشعة بحاجة إلى تفسير وتوضيح وفك الرموز . رغم أن أجهزة الأمن الفلسطينية استهدف جميعها بلا استثناء بجرائم تزايدت حدة بشاعتها يوماً بعد يوم ولكن نلاحظ أن جهاز المخابرات كان الأكثر استهدافاً , فكانت جريمة قتل العقيد محمد غريب ومجزرة معسكر قريش للحرس الرئاسي وجرائم أخرى عديدة نذكر منها أيضاً العميد عبد القادر اسليم من جهاز المخابرات العامة الذي نفذت ذخيرته وهو يدافع عن مقر المخابرات في الشمال وقتل بم بارد .

هنالك قضية رافقت هذه الموجة من الجرائم واستهداف جهاز المخابرات العامة والأجهزة الفلسطينية الأخرى تتعلق بتساؤلات مشروعة طرحت في الشارع الفلسطيني وعلى مستوى فعاليات سياسية ومن داخل أجهزة الأمن وجهاز المخابرات العامة بأن الأجهزة عاجزة عن الدفاع عن نفسها وضباطها وعناصرها فكيف ستحمى امن المواطن . وروج المروجون استغلال هذه التساؤلات لإكمال حلقات الاستهداف لجهاز المخابرات العامة بإثارة الجهلاء ، أن جهاز المخابرات العامة عاجز وان الوصول إلى رئيس المخابرات العامة والنيل منه في مصعده الخاص بالمقر الرئيسي دليل على أن هذا الجهاز عاجز وفاشل .

فهل جهاز المخابرات عاجز وفاشل في الواقع , أم أن الحقيقة تقول عكس ذلك وانه استهدف بهذا المسلسل المتواصل من الجرائم البشعة من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال دليل قاطع على أن جهاز المخابرات العامة ليس عاجزاً ولا فاشلاً .

وهل يعنى أن تمكن مواطن أمريكي من إطلاق النار على الرئيس السابق ريغان يعنى أن المخابرات الأمريكية عاجزة وفاشلة , وهل يعنى اغتيال رابين أن المخابرات الإسرائيلية عاجزة وفاشلة , وهل يعنى أن اغتيال السادات أن المخابرات المصرية عاجزة وفاشلة , وهل يعنى .. وهل يعنى ..

إن جهاز المخابرات العامة لم يأتي صدفة وهو يصنف من أقوى أجهزة المخابرات العربية , فقد تأسس كنواة في أواخر الستينات على يد الشهداء القادة أو إياد وأبو الهول إلى أن حمل التسمية الرسمية كجهاز للمخابرات العامة على أرض الوطن لتوحيد جهازي الأمن الموحد والأمن المركزي بقرار سابق من الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل إقامة السلطة .

لقد سبق مسلسل الجرائم التي تعرض لها جهاز المخابرات خلال السنوات الماضية مسلسل اسرائيلى في الخارج استهدف الشهداء القادة أبو إياد وأبو الهول وأبو محمد العمري والشهيد القائد عاطف بسيسو , وشهداء آخرين استهدفوا اغتيالاً في ساحات العمل الخارجي , ولم يكن الاستهداف الاسرائيلى لهؤلاء الشهداء القادة اعتباطاً أو مزاجياً , وإنما لإدراك المخابرات الإسرائيلية قوة جهازي الأمن الموحد والأمن المركزي " المخابرات العامة " أي أن الاستهداف دليل قوة وليس دليل ضعف .

ولكن المؤسف أن يضع البعض نصب أعينهم إضعاف جهاز المخابرات بوضع أنفسهم شاءوا أم أبوا كتكملة لاستهداف إسرائيل لقادة هذا الجهاز ، ولا يتسع المجال في مقال كهذا لاستعرض انجازات ودور تاريخي لجهاز المخابرات العامة منذ تأسيسه كنواة في عام 1968 وحتى يومنا هذا والدور التاريخي الذي قام به في حماية الثورة الفلسطينية وقياداتنا ومناضلينا وأبناء شعبنا الذين كانت تتربص بهم الموساد في كل بلاد العالم , ودوره على أرض الوطن في حماية أبناء شعبنا في الداخل والخارج .

لقد تعرض جهاز المخابرات العامة إلى حملة تشويه مبرمجة منذ إقامة السلطة سبقت ومهدت لموجة الاغتيالات التي تعرض لها قادة وضباط الجهاز بعد أن أخذ على عاتقه مكافحة النشاط الاستخبارى الاسرائيلى في الداخل والخارج . وبعد أن اعتقل مئات المتعاونين مع الاحتلال , وتعرض جهاز المخابرات بعد الحملات المتكررة التي قام بها الجهاز لاعتقال المتعاونين بتهديدات وضغوط إسرائيلية شتى تحملتها قيادة الجهاز ممثلة بالأخ اللواء أمين الهندي الرئيس السابق لجهاز المخابرات والأخ اللواء طارق أبو رجب رئيس جهاز المخابرات والأخ اللواء توفيق الطيراوى نائب رئيس جهاز المخابرات بصبر وثبات ولن يحاولوا يوماً الحديث عن التهديدات والضغوط الإسرائيلية لأنهم ليسوا بحاجة إلى شهادة في الوطنية من أحد , فشعبنا وقيادته ممثلة بالأخ الرئيس أبو مازن منحوهم الثقة .

لقد حقق جهاز المخابرات العامة على أرض الوطن نقلة نوعية في الأداء والعمل بصمت وبأسلوب حضاري يضاهي عمل أجهزة المخابرات الأوروبية من حيث احترام حقوق الإنسان والأساليب العلمية الحديثة في العمل والكادر المؤهل حتى سمعنا وصفاً تم تداوله في الأوساط الفلسطينية بان المخابرات الفلسطينية هم أصحاب " ربطات العنق " باعتبارهم صفوة من المتعلمين والمؤهلين , فالأمن وفق فلسفة قيادات جهاز المخابرات العامة لا يعنى بأي حال من الأحوال البلطجة في الشوارع , ومن هنا حاول البعض الترويج لعجز الجهاز , ونعتقد أن جهاز المخابرات العامة بالطريقة التي تأسس عليها بعد إقامة السلطة بتوجيهات من الرئيس الراحل أبو عمار وبرعاية وبتوجيهات الرئيس أبو مازن وسياسة قيادة الجهاز ممثلة بالأخ اللواء طارق أبو رجب نستطيع القول أن هذا الجهاز سابق لأوانه فهو يصلح تماماً لدولة فلسطينية مستقلة ، وكان من المؤسسات الفلسطينية الناجحة التي يعقد عليها الأمل بان يكون لها دور كبير بعد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .

وفى كل الدول العربية يتبع جهاز المخابرات العامة لرئيس الدولة مباشرة ولا يتلقى تعليمات وتوجيهات إلا من رئيس الدولة , وما حققه جهاز المخابرات العامة من انجازات تسجل للرئيس الراحل أبو عمار والأخ الرئيس أبو مازن , وقيادة جهاز المخابرات العامة , ونذكر باعتزاز جهود الأخ الطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة الذي كان له فضل كبير منذ إقامة السلطة في إرساء دعائم كل أجهزة الأمن الفلسطينية بحكم مسئولياته كأمين عام للرئاسة واهتمامه الشخصي بأن تكون فلسطين دولة آمنة لشعبها , ودفعه ثمناً باهظاً من سمعته وصحته على مدى سنوات طويلة وهو يوصل الليل بالنهار بمساعدة الرئيس لتحقيق حلم شعبنا بالأمن والأمان والاستقلال .

ومن العجائب في جهاز المخابرات أن الأخ اللواء طارق أبو رجب الذي يعتبر عقلية أمنية فذة , ومن الكفاءات الأمنية الفلسطينية التي يفخر بها شعبنا , انه تعرض لمحاولتي اغتيال في غاية الخطورة , الأولى على طريق السودانية بغزة حيث استهدف موكبه بإطلاق النار وأصيب إصابات بالغة ونجا بأعجوبة ، وعندما كان المسعفون يحاولون إنقاذه من سيارته التي أوشكت أن تهوى في البحر, وفى موقف كهذا لا يحتمل المجاملة كان يسأل المسعفين عن مرافقيه ويقول لهم " أنا بخير شوفو فلان وفلان " , ويقصد مرافقيه رغم انه كان ينزف دماً في أماكن عديدة من جسمه وسيارته تتأرجح على حافة هوه عميقة على البحر , ولم يتمكن المسعفون من إخراجه من السيارة خشية أن تهوى السيارة إلى البحر في تلك الهوه العميقة إلا بعد سحب السيارة إلى الوراء .

كانت معجزة إلهية أنقذت أبو رجب من موت محقق , وتتكرر حادثة أخرى في مقر المخابرات بالسودانية بتفجير قنبلة عن بعد في مصعده فهوى به المصعد طابقين وتحطم المصعد تماماً , وعندما هرع المسعفون إليه كرر نفس النداء " أنا بخير شوفو فلان وفلان " , وقد أصيب إصابات بليغة شفاه الله . أنقذته العناية إلهية للمرة الثانية من موت محقق وفى كلتا المرتين لم يسأل عن نفسه وهو يواجه الموت بل سأل عمن أصيبوا معه , وهو يطلب بإلحاح من المسعفين أن يسعفوا من كان معه , وأصبح ضباط المخابرات العامة يتندرون بان أبو رجب رجل مبروك فيه شيء لله , وهى في الحقيقة حوادث صعبة جداً وخطيرة للغاية نجا منها الأخ أبو رجب بأعجوبة بعناية إلهية ولا تفسير غير ذلك , فقد استشهد معه في تلك الحادثتين عدد من المرافقين .

ورغم غياب الأخ أبو رجب رئيس المخابرات العامة في رحلة علاج طويلة فان جهاز المخابرات لم ينهار ولم يتخلف عن أداء واجبه فقد تولى المهام بالنيابة عنه الأخ اللواء توفيق الطيراوى وقام بواجبه خير قيام وأثبت أن مدرسة أبو إياد وأبو الهول ليست عابرة في تاريخ شعبنا بل متجذرة وتتواصل الأجيال في حمل الرسالة .

والغريب أن اللواء أبو رجب رغم انفتاح أجهزة المخابرات في العالم خلال السنوات الماضية على وسائل الإعلام , بقى يرفض الإدلاء بأحاديث صحفية أو الظهور في وسائل الإعلام , حتى أن دنيا الوطن وجدت صعوبة في إيجاد صورة للأخ أبو رجب لنشرها لان الصور المتوفرة جميعها للأخ أبو رجب في حوادث محاولات الاغتيال , فتمكنت دنيا الوطن من نشر هذه الصورة التي تنشر لأول مرة في وسائل الإعلام ، و ونأمل أن لا يغضب الأخ أبو رجب من نشرها .

بكل ما ذكرناه عن قائد المخابرات الفلسطينية الأخ أبو رجب وما عرف عنه في أوساط المخابرات من قيم إنسانية عالية , بفضل توجيه المسعفين إلى رجاله وهو يواجه الموت ومن رعاية لضباط وعناصر الجهاز بمختلف مراتبهم جعله محبوباً وعلاقته بالضباط والعناصر والمنتسبين علاقة أبوية , ونجد أن السؤال المتداول دائماً في أوساط المخابرات , متى سيعود الأخ أبو رجب إلى عمله ؟.

ونأمل من الله الشفاء العاجل للأخ اللواء أبو رجب وعودته إلى مهامه رئيساً للمخابرات العامة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها شعبنا فهو كفاءة أمنية رفيعة المستوى ، وصف دائماً " بالبلدورز " بجرأته في الحق وتصديه لملفات الفساد الشائكة وحرصه على امن المواطن والممتلكات والمكتسبات الوطنية, فاكتسب ثقة الأخ الرئيس أبو مازن الذي تعامل بحكمته المعروفة بان أراد لهذه الكفاءة الرفيعة المستوى أن يستفيد منها شعبنا وان لا يقف حاجز السن والتقاعد حائلاً بين كفاءة رفيعة وانجازات يمكن أن يحققها الأخ أبو رجب رئيساً للمخابرات وقد أثلج قرار الرئيس أبو مازن في حينه صدور كافة ضباط وعناصر جهاز المخابرات العامة .

لم يأت أبو رجب من فراغ بل كان ومنذ تأسيس جهاز الأمن المركزي نائباً للقائد الشهيد أبو الهول , كما كان الأخ اللواء أمين الهندي نائباً للشهيد القائد أبو إياد, ورغم ذلك فان جهاز المخابرات العامة تميز بتمثيل منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها في صفوفه على مستوى الضباط والكوادر والعناصر , فكان جهازاً منفتحاً على كل أبناء شعبنا وفصائله .

صحيح أن جهاز المخابرات كما تردد بأنه جهاز ربطات العنق في ساحة فلسطينية لغة التفاهم الوحيدة فيها مع الأسف الشديد الرصاص والقذائف المضادة للدروع, لكنه بهذه السياسة عنوان كبير ومشرف لمستقبل أجهزة الأمن الفلسطينية في ظل الدولة الفلسطينية المستقلة إن شاء الله بقيادة الأخ الرئيس القائد أبو مازن حامى مشروعنا الوطني والأمين على مستقبلنا والحريص على الثوابت الوطنية, والمستقبل يقرره شعبنا بقيادة الرئيس أبو مازن وليس فئة تريد هدم كل الانجازات بقوة نيران القذائف المضادة للدروع بتنفيذ جرائم اغتيالات هدفها هدم الانجازات والمؤسسات , وفى هذا الإطار نفسر سر استهداف الأخ أبو رجب وضباط جهاز المخابرات العامة.