واجبات الرجل تجاه زوجته

واجبات الرجل تجاه زوجته
للرجال كيفية إمتاع الزوجة


لقد قلنا سابقاً في عدة مقالات ,أن المرأة هي أساس العملية الجنسية , وهي (الدينمو) الذي يولد الطاقة لهذه العلاقة , ولكن هل هذا يعني أن الرجل معفي من الواجبات؟

وللإجابة على هذا السؤال علينا أن نعلم أن واجبات المرأة في خلق رغبة جنسية عند الرجل لا تختلف كثيراً عن واجبات الرجل في خلق رغبة جنسية عند المرأة.وحتى نلبي طلب الكثير من النساء الذين طالبوني باستعراض واجبات الرجل الجنسية وحقوق الزوجة على زوجها, فلقد خصصت هذا المقال لنغطي قدر المستطاع كافة الواجبات التي على الرجل القيام بها تجاه زوجته, ليشعرها بالمتعة كما أشعرته هي بذات المتعة.

في البداية علينا أن نعلم أن العوامل النفسية في كافة جوانب الحياة لها تأثير مباشر على الأداء وفي كافة المجالات, والعملية الجنسية هنا هي إحدى تلك الجوانب التي تتأثر سلباً أو إيجاباً بتلك الحالة النفسية.

وكما قلت سابقاً أن لا حب بدون جنس ولا جنس بدون حب , فإن هذه المقولة تعتبر شاملة لكافة نواحي العلاقة الزوجية , والحب ركن أساسي من أركان المتعة الجنسية , فالجسد وحده لا يكفي للوصول إلى المتعة , والحب والروح وحدهما لا يكفيان للوصول إلى المتعة . ومن هذا المنطلق دعونا نتوغل أكثر في الواجبات المنوطة بالرجل لتحقيق ما يمكن تحقيقه من متعة للزوجة , التي من حقها أن تشعر بها كما الرجل بالضبط.

الزوجة أنثى , وهذه الأنوثة تدلنا على أن المرأة كائن رقيق علينا أن ندرك كيفية التعامل مع هذه الرقة حتى لا نكسرها أو نخدشها بخشونتنا الفطرية , وكما يقولون أيضاً أن الأنثى جنس لطيف وهذا الذي من المفترض أن يكون , لذا علينا أن نعرف كيفية التعامل مع هذا اللطف وعلينا تثبيته وزيادة فاعليته لأنه بالدرجة الأولى ينعكس بشكل مباشر علينا كرجال .

فإمتاع الزوجة جنسياً يحتاج من الرجل الكثير الكثير من الفطنة والحذر والخبرة , فإرضاء المرأة جنسياً غاية لا تدرك , لأنها تفوق الرجل كثيراً بشهوتها وقدرتها الجنسية , ولكن على الرجل أن يكون أكثر ذكاءاً حتى يتغلب على هذا التفوق الجنسي الذي تمتاز به المرأة . فإمتاع المرأة جنسياً لا يقتصر على العلاقة الجسدية فقط , وإمتاع هذا الجسد هو أخر مرحلة من مرحله العلاقة الجنسية , وهنالك الكثير من المراحل التي على الرجل أن يبدأ بها حتى تكتمل الدورة الجنسية ويكتمل جمالها ,فالمقدمة تلعب دوراً اساسياً لا غنى عنها للوصول إلى إمتاع المرأة وحصولها على ما تشتهي , وهل هنالك بداية أفضل من أن يكون الرجل في كامل أناقته ونظافته ورائحته الزكية , فالمظهر العام هو أحد أهم عوامل الجذب للطرفين , والنظافة جزءاً اساسياً من هذا البداية التي من المفترض لها أن تكون المقدمة الصحيحة للمباشرة بعلاقة جنسية ممتعة , فكما نطالب المرأة بالنظافة علينا أن نطبق هذه النظافة على أنفسنا كرجال , ولا يحق للرجل أن يطالب زوجته بالمتعة ورائحة العرق الكريهة تعبق بالمكان الذي من المفترض أن يكون رومانسياً , فكيف لهذه الرومانسية أن تولد وهنالك رائحة بشعة تجهضها , كما لا يجوز للرجل أن يكون جافاً متحجراً وكأنه الفحل المفروض فرضاً على هذه الزوجة , فالفرض في هذه العلاقة له سلبياته ومن المستحيل أن يكون فيها متعة لأي طرف , وعلى الرجل أن لا يخجل من شعوره بإنسانيته قبل شعوره بفحولته ,فالمرأة أيضاً تحتاج إلى إنسان فيه صفات بشرية قبل أن تحتاج إلى فحل لا يشعر إلا بالفحولة فقط , على الرجل أن يدرك أن الزوجة مهما كانت صفاتها تحتاج إلى زوج ينطلق بها إلى عالم أخر مليء بالمتعة ومليء بالحب .

وبسبب الجهل أو دعوني أقول بسبب الفحولة المزعومة لدى بعض الرجال , يتخطى الكثير من الواجبات المعنوية التي من الواجب تنفيذها , ويقفز مباشرة إلى الجسد ويسكن فيه ويعبث فيه بلا أدنى كرامة , فهذه التصرفات الغير مسؤولة من قبل الرجل لا تحمل أية كرامة لهذا الفحل المغيب عن كل شيء ما عدا فحولته , فالكرامة الحقيقة تكمن في أن نكون متعادلين في الواجبات والحقوق , والكرامة تكمن في أن نمتع كما نستمتع , والكرامة تكمن في الاحترام المتبادل بين الطرفين , والكرامة تكمن في إشعار الزوجة بإنسانيتها بدل أن نشعرها بأنها مخلوقة ومستوعب رخيص للتفريغ فقط.

فهنالك الكثير الكثير من الفحول الذين لا يحملون صفات الرجولة , والفحولة في نظر البعض هي القدرة على إخضاع المرأة جنسياً والعبث فيها بديكتاتورية الفحولة العمياء , والكثير من الفحول لا يدركون أن كرامتهم تزهق على مذبح الفراش , والكثير من الفحول لا يدركون أن رجولتهم تغتصب على سرير الزوجة.

فالمرأة كما قلنا بشر , تشعر وتتألم وتبكي وتعطف وتحن وترغب وتحتاج وتتلون , وهذه الصفات على الفحل أن يراعيها حتى تكتمل الفحولة وحتى نستطيع أن نطلق عليه الرجل الفحل وليس الفحل فقط , لذلك على الرجل أن يبدأ ممارسة الجنس مع زوجته بالكلام , فأذن المرأة سر ضعفها , وأذن المرأة الثغرة الكبرى التي يستطيع الرجل من خلالها الدخول إلى أعمق نقطة في روح وجسد المرأة , وأذن المرأة هي درجة السلم الأولى التي توصله إلى قمة المتعة وقمة الرجولة , فالكلام المعسول مطلب أساسي للأنثى وهو الدافع الأكبر إلى ارتخائها وإضعافها وتنويمها مغنطيسياً لتحلم بأجمل الأحلام , فالغزل كان دائماً سر البقاء للمرأة , وسر العطاء للمرأة , والسر الذي يقود المرأة للرغبة.

وعلينا أن ندرك أن بقاء المتعة بين الزوج والزوجة يعتمد أساساً على التوافق الروحي والنفسي والجسدي , فكما نطالب الزوجة أن ترحم زوجها بكثرة طلباتها الجنسية علينا أن نعلم أن المرأة ايضاً قد تبادلنا نفس المطالب, فما الفائدة من طلب المتعة لنا دون أن نشعر بالرغبة في جسد الزوجة , وكيف للرجل أن يفرغ رغباته في جسد يدرك تماماً أن هذا الجسد ميت لا يشعر بما يشعر .

لذا كيف لرجل أن يشعر بالمتعة في جسد ميت , وكيف لرجل أن يشعر بالمتعة وهو يدرك تماماً أنه غير مرغوب لأسباب عدة , ولهذا السبب من الواجب على الرجل أن يثير الرغبة في زوجته , حتى يشعر بالمتعة الحقيقة لهذا الجنس , وإن لم يستطع عليه التأجيل حتى تأتي الرغبة , فالجماع كواجب ليست فكرة مرحب بها , ولها أبعاد نفسيه قد تشكل خطر على طبيعة العلاقة بين الزوجين , وهذه الحالة قد تقود إلى الأنانية التي قد تشعر بها الزوجة فيتحول موقفها وتتبدل المشاعر .

والمداعبة ما قبل الإيلاج ركن أساسي من أركان إثارة الرغبة , فهي التي تمهد الطريق للمتعة , وهي التي تحفز الزوج والزوجة على أداء أفضل , وهي التي تشعر الطرفين بالطمأنينة , وهي التي تجعل من الرجل ذاك الهامس الممتع , وهي التي تجعل من الرجل الفحل الحقيقي التي تحلم به الزوجة .

وبعد هذه المراحل يأتي الجماع , الذي يفترض أن يكون أخر مراحل المتعة , وفيه تكمن جميع الأسرار واللحظة المنشودة , وهذه المرحلة على الرجل أن يكون لطيفاً رحيماً رجلاً لا فحلاً , وأن نكون عقلاء في التعاطي مع الجسد ,لأن التعاطي معه كجماد يولد النفور ويولد التوتر , وعلى الرجل أن يكون لن أقول ناعماً لكن عليه أن لا يكون خشناً عنيفاً , بالرغم من أن بعض النساء تفضل الخشونة والعنف , لكن هذه حالات شاذة , وكما قلنا سابقاً على الرجل أن يدرس بدقة احتياجات زوجته وأن يقترب من هذه الاحتياجات قدر الإمكان .

وبعد المرحلة النهائية هنالك خاتمة بالتأكيد , وهي المداعبة الناعمة والكلام الجميل الذي يشعر المرأة بالثقة , وأنها قامت بدورها على أكمل وجه , حتى تشعر أنها نالت الشكر والتقدير على ما قدمته لزوجها , فالثناء دائماً يعزز الثقة بالنفس ويدفع الزوجة على تقديم المزيد من العطاء والمتعة .

وهنالك تتمة لهذا الموضوع حتى نحاول أن نغطي كافة واجبات الرجل تجاه زوجته, وحتى نعطي الزوجة حقها من هذه العلاقة.

جمال قبها

[email protected]

التعليقات