ضابط سوري: عبدالناصر أوقف خطة سورية لمهاجمة مطارات إسرائيل

غزة-دنيا الوطن
قال ضابط سوري متقاعد ، يُعتبر أخر من تبقى على قيد الحياة من القيادة العسكرية السورية التي كانت موجودة إبان العدوان الثلاثي على مصر، إن اسرائيل كانت على وشك مواجهة النكبة الأولى في تاريخها عندما وضعت سوريا خطة عسكرية لإنزال مظلي في أبرز مطارات اسرائيل إبان العدوان الثلاثي على مصر، وذلك قبل أن يأتي جواب القيادة المصرية برفض ما يخطط له السوريون.
ويعتقد الضابط بسام العسلي أن الخطة السورية، التي وضعها شخصيا، "كان يمكن أن تحدث نكبة في اسرائيل عام 1956 لو نُفّذت، لكنها في العصر العسكري المتطور اليوم مجرد فيلم كرتوني".
وكان العسلي ملحقا عسكريا لبلاده في لندن عام 1962، برتبة مقدم، قبل أن يتقاعد عام 1963 ويتفرغ للأبحاث والدراسات العسكرية. ويعتبر أحد أبرز المؤرخين العسكريين العرب الموجودين حاليا حيث ألف ما يزيد عن 120 كتابا في مجال الدراسات العسكرية.
وكان قائد الكتيبة 76 مظلات في الجيش السوري برتبة رائد خلال فترة الوحدة المصرية- السورية. وخلال العدوان الثلاثي على مصر كان يقود مجموعة من المظليين السوريين المكلفين بالعمليات الخاصة بعد عودته من فترة تدريب عسكري في فرنسا, وعرف عنه آنذاك صلاته القوية مع رئيسه اللواء أمين النفوري رئيس شعبة العمليات القتالية في الجيش( الشعبة الثالثة) الذي أصبح وزيرا في فترة الوحدة في فترة لاحقة.
ويروي العسلي، في حديث خاص لـ"العربية.نت"، أنه في فترى العدوان الثلاثي على مصر( اسرائيل وفرنسا وبريطانيا) عام 1956 ، استدعاه اللواء أمين النفوري، الذي كان في وقت سابق مدربه في الكلية العسكرية، إلى مكتبه وسأله عن الطريقة التي يمكن بها الاستفادة من قدرات المظليين في إطار دعم المصريين ضد العدوان الثلاثي.
وذكر بسام العسلي، ، الذي شارف اليوم على الثمانينات من العمر، أن القيادة السورية، ممثلة بالرئيس شكري القوتلي ورئيس الحكومة صبري العسلي، اتخذت قرارا بتقديم العون العسكري لمصر، مشيرا إلى أن رئيس شعبة العمليات بالجيش السوري أمين النفوري حصل على ضوء أخضر من قيادة الجيش ووزارة الدفاع بالتواصل مع القيادة المصرية عن طريق سفارتها بدمشق.
يشار إلى أن توفيق نظام الدين (كردي) كان رئيسا للأركان في سوريا في فترة العدوان الثلاثي على مصر وقد حل مكان شوكت شقير (درزي). وكان عبد الحسيب رسلان وزير الدفاع الوطني في تلك الفترة.
تفاصيل الإنزال السوري
وقال العسلي إن خطته التي قدمها للقيادة العسكرية كانت على الشكل التالي: ذكرت أن الضربات الموجعة تأتي من سلاح الجو الاسرائيلي بينما سلاح الجو العربي كان غير قادر على ضرب المطارات الاسرائيلية، فاقترحت أن يقوم 120 مظليا بعشر عمليات إنزال في المطارات الرئيسية باسرائيل بمجموعات بين 10 إلى 13 شخصا في كل إنزال بمطار، وأن يتم الإنزال بوقت واحد، ثم القيام بأعمال تفجيرية وتدميرية في المطارات.
وأوضح " كانت الخطة تستهدف عشر مطارات ميدانية لم تكن مجهزة بتجيهزات حديثة، وكذلك طائراتهم لم تكن حديثة باستثناء طائرة الميتيور البريطانية وبقية الطائرات كانت من مخلفات الحرب، وكانت مدارج ومهابط وليست مطارات بكل معنى الكلمة".
نكبة اسرائيلية لم تحصل
وأما الغاية العسكرية من حصول هذا الهجوم المركز على المطارات، فكانت "تدمير الطائرات الموجدة في المهابط، وفي تلك الفترة لو تم تدمير مائة طائرة كانت حصلت نكبة لاسرائيل ومهما قتل منا تقبى عمليتنا رابحة" – حسب العسلي، الذي أشار أيضا إلى أن فرقته المظلية أجرت تدريبات في المطارات السورية حول الخطة، وهو شخصيا كان تلقى تدريبات في فرنسا حول عمليات إنزال مشابهة.
وقال إن العملية كانت تندرج في إطار العمليات الخاصة التي تنقسم إلى 3 زمر ، زمرة حماية وزمرة إغارة وأخرى للتفجير.
رفض القيادة المصرية
ولكن فجأة توقف الحماس السوري عندما جاءهم من القيادة المصرية" لا تتحركوا نحن قادرين أن نحبط العدوان".
ويضيف العسلي "كنا قبل أن يأتي الجواب المصري على خططنا، طلبنا من قيادة القوى الجوية أن توافينا بالصور الجوية للمطارات الرئيسية في اسرائيل وقدراتها، وفعلت ذلك، وبعد أن درسنا الصور الجوية وإمكانية التحرك نحو كل مطار ، فتح الباب ودخل النفوري ليشكرنا ويبلغنا أن المهة انتهت قبل أن تبدأ".
لماذا رفض عبد الناصر ؟
ولكن لماذا رفضت القيادة المصرية الدعم العسكري السوري الذي كان مؤلفا من مؤازرة برية وبحرية وخطة الإنزال المظلية الأهم؟ يجيب العسلي: عبد الناصر كان مقتنعا بالعمل السياسي أكثر من العمل العسكري رغم كل ما ظهر من بطولات للمصريين في بورسعيد والسويس، خاصة بعد صدور الإنذار السوفيتي والأمريكي ضد دول العدوان الثلاثي على مصر.
ولم يعرف آنذاك إن كان الجواب المصري السلبي جاء بعد بروز إصرار داخل حكومة سوريا على استقالة شوكت شقير رئيس الأركان عام 1956 الذي خلفه توفيق نظام الدين قبل العدوان الثلاثي بأشهر. وبحسب مذكرات السياسي السوري الراحل أكرم الحوراني " لم يكن شوكت شقير مواليا للبعث، وانما كان انتماؤه شخصيا لجمال عبد الناصر في وقت بدأ فيه التقارب بين اتجاه الحزب وبين سياسة عبد الناصر..".
وعن قيمة خطته العسكرية الآن عام 2007 وهي التي كانت ستحدث نكبة في اسرائيل، بحسب رأيه، عام 1956 لو قدر لها أن تُنفّذ، يقول بسام العسلي: لو ناقشنا خطتي العسكرية الآن في عصر الرادار لكانت صورة كاريكاتورية لأفلام كرتونية.
قال ضابط سوري متقاعد ، يُعتبر أخر من تبقى على قيد الحياة من القيادة العسكرية السورية التي كانت موجودة إبان العدوان الثلاثي على مصر، إن اسرائيل كانت على وشك مواجهة النكبة الأولى في تاريخها عندما وضعت سوريا خطة عسكرية لإنزال مظلي في أبرز مطارات اسرائيل إبان العدوان الثلاثي على مصر، وذلك قبل أن يأتي جواب القيادة المصرية برفض ما يخطط له السوريون.
ويعتقد الضابط بسام العسلي أن الخطة السورية، التي وضعها شخصيا، "كان يمكن أن تحدث نكبة في اسرائيل عام 1956 لو نُفّذت، لكنها في العصر العسكري المتطور اليوم مجرد فيلم كرتوني".
وكان العسلي ملحقا عسكريا لبلاده في لندن عام 1962، برتبة مقدم، قبل أن يتقاعد عام 1963 ويتفرغ للأبحاث والدراسات العسكرية. ويعتبر أحد أبرز المؤرخين العسكريين العرب الموجودين حاليا حيث ألف ما يزيد عن 120 كتابا في مجال الدراسات العسكرية.
وكان قائد الكتيبة 76 مظلات في الجيش السوري برتبة رائد خلال فترة الوحدة المصرية- السورية. وخلال العدوان الثلاثي على مصر كان يقود مجموعة من المظليين السوريين المكلفين بالعمليات الخاصة بعد عودته من فترة تدريب عسكري في فرنسا, وعرف عنه آنذاك صلاته القوية مع رئيسه اللواء أمين النفوري رئيس شعبة العمليات القتالية في الجيش( الشعبة الثالثة) الذي أصبح وزيرا في فترة الوحدة في فترة لاحقة.
ويروي العسلي، في حديث خاص لـ"العربية.نت"، أنه في فترى العدوان الثلاثي على مصر( اسرائيل وفرنسا وبريطانيا) عام 1956 ، استدعاه اللواء أمين النفوري، الذي كان في وقت سابق مدربه في الكلية العسكرية، إلى مكتبه وسأله عن الطريقة التي يمكن بها الاستفادة من قدرات المظليين في إطار دعم المصريين ضد العدوان الثلاثي.
وذكر بسام العسلي، ، الذي شارف اليوم على الثمانينات من العمر، أن القيادة السورية، ممثلة بالرئيس شكري القوتلي ورئيس الحكومة صبري العسلي، اتخذت قرارا بتقديم العون العسكري لمصر، مشيرا إلى أن رئيس شعبة العمليات بالجيش السوري أمين النفوري حصل على ضوء أخضر من قيادة الجيش ووزارة الدفاع بالتواصل مع القيادة المصرية عن طريق سفارتها بدمشق.
يشار إلى أن توفيق نظام الدين (كردي) كان رئيسا للأركان في سوريا في فترة العدوان الثلاثي على مصر وقد حل مكان شوكت شقير (درزي). وكان عبد الحسيب رسلان وزير الدفاع الوطني في تلك الفترة.
تفاصيل الإنزال السوري
وقال العسلي إن خطته التي قدمها للقيادة العسكرية كانت على الشكل التالي: ذكرت أن الضربات الموجعة تأتي من سلاح الجو الاسرائيلي بينما سلاح الجو العربي كان غير قادر على ضرب المطارات الاسرائيلية، فاقترحت أن يقوم 120 مظليا بعشر عمليات إنزال في المطارات الرئيسية باسرائيل بمجموعات بين 10 إلى 13 شخصا في كل إنزال بمطار، وأن يتم الإنزال بوقت واحد، ثم القيام بأعمال تفجيرية وتدميرية في المطارات.
وأوضح " كانت الخطة تستهدف عشر مطارات ميدانية لم تكن مجهزة بتجيهزات حديثة، وكذلك طائراتهم لم تكن حديثة باستثناء طائرة الميتيور البريطانية وبقية الطائرات كانت من مخلفات الحرب، وكانت مدارج ومهابط وليست مطارات بكل معنى الكلمة".
نكبة اسرائيلية لم تحصل
وأما الغاية العسكرية من حصول هذا الهجوم المركز على المطارات، فكانت "تدمير الطائرات الموجدة في المهابط، وفي تلك الفترة لو تم تدمير مائة طائرة كانت حصلت نكبة لاسرائيل ومهما قتل منا تقبى عمليتنا رابحة" – حسب العسلي، الذي أشار أيضا إلى أن فرقته المظلية أجرت تدريبات في المطارات السورية حول الخطة، وهو شخصيا كان تلقى تدريبات في فرنسا حول عمليات إنزال مشابهة.
وقال إن العملية كانت تندرج في إطار العمليات الخاصة التي تنقسم إلى 3 زمر ، زمرة حماية وزمرة إغارة وأخرى للتفجير.
رفض القيادة المصرية
ولكن فجأة توقف الحماس السوري عندما جاءهم من القيادة المصرية" لا تتحركوا نحن قادرين أن نحبط العدوان".
ويضيف العسلي "كنا قبل أن يأتي الجواب المصري على خططنا، طلبنا من قيادة القوى الجوية أن توافينا بالصور الجوية للمطارات الرئيسية في اسرائيل وقدراتها، وفعلت ذلك، وبعد أن درسنا الصور الجوية وإمكانية التحرك نحو كل مطار ، فتح الباب ودخل النفوري ليشكرنا ويبلغنا أن المهة انتهت قبل أن تبدأ".
لماذا رفض عبد الناصر ؟
ولكن لماذا رفضت القيادة المصرية الدعم العسكري السوري الذي كان مؤلفا من مؤازرة برية وبحرية وخطة الإنزال المظلية الأهم؟ يجيب العسلي: عبد الناصر كان مقتنعا بالعمل السياسي أكثر من العمل العسكري رغم كل ما ظهر من بطولات للمصريين في بورسعيد والسويس، خاصة بعد صدور الإنذار السوفيتي والأمريكي ضد دول العدوان الثلاثي على مصر.
ولم يعرف آنذاك إن كان الجواب المصري السلبي جاء بعد بروز إصرار داخل حكومة سوريا على استقالة شوكت شقير رئيس الأركان عام 1956 الذي خلفه توفيق نظام الدين قبل العدوان الثلاثي بأشهر. وبحسب مذكرات السياسي السوري الراحل أكرم الحوراني " لم يكن شوكت شقير مواليا للبعث، وانما كان انتماؤه شخصيا لجمال عبد الناصر في وقت بدأ فيه التقارب بين اتجاه الحزب وبين سياسة عبد الناصر..".
وعن قيمة خطته العسكرية الآن عام 2007 وهي التي كانت ستحدث نكبة في اسرائيل، بحسب رأيه، عام 1956 لو قدر لها أن تُنفّذ، يقول بسام العسلي: لو ناقشنا خطتي العسكرية الآن في عصر الرادار لكانت صورة كاريكاتورية لأفلام كرتونية.
التعليقات