فضيحة فساد جديدة تطيح قائد الشرطة الإسرائيلية

فضيحة فساد جديدة تطيح قائد الشرطة الإسرائيلية
غزة-دنيا الوطن

هزّت إسرائيل أمس فضيحة فساد جديدة طاولت هذه المرة أركان الشرطة والادعاء العام على خلفية علاقاتهم بالعالم السفلي، وسط توقعات بإطاحة عدد من الرؤوس قريبا، بدأت باستقالة القائد العام موشيه كرادي الذي قال في مؤتمر صحافي: «بالنظر الى رغبتي في اعطاء المثل... قررت وضع حد لمهامي على رأس الشرطة الاسرائيلية».

وكان القاضي المتقاعد فاردي زايلر الذي ترأس لجنة تحقيق رسمية في شبهات تستر قيادة اللواء الجنوبي في الشرطة على جرائم قتل نفذتها إحدى عصابات الجريمة المنظمة بالتعاون مع أحد الضباط، اعلن ان كرادي يتحمل مسؤولية غض الطرف عن العلاقات المشبوهة بين عدد من ضباط اللواء الجنوبي وبين عصابة من القَتَلة عندما كان يشغل منصب قائد هذا اللواء في الشرطة. واوصى زايلر في مؤتمر صحافي أمس بتنحية كرادي من منصبه الحالي فورا، لكنه أشار الى ان سائر أعضاء اللجنة اكتفوا بالتوصية بعدم تمديد فترة ولايته التي تنتهي الصيف المقبل. وأوصت اللجنة بإجماع أعضائها بتنحية ضابطين كبيرين فورا وخفض رتبتيهما لإدلائهما بإفادات زور. كما أوصت بمنع قائد «شرطة القدس» ايلان فرانكو من المنافسة على منصب القائد العام للشرطة على خلفية ضلوعه في الفضيحة عندما شغل منصب رئيس قسم التحريات في اللواء الجنوبي. واشارت اللجنة الى المدعي العام عيران شندار بـ «التقاعس» خلال منصبه السابق رئيسا لوحدة التحقيق مع أفراد الشرطة، في الكشف عن العلاقات المريبة بين ضباط الشرطة والعصابة الإجرامية. وكان مفروضا ان يعقد وزير الأمن الداخلي آفي ديختر في ساعة متقدمة من مساء أمس مؤتمرا صحافيا للتعقيب على توصيات لجنة التحقيق، وسط توقعات بأن يتبناها أو حتى يقدم على إطاحة القائد العام كرادي، علماً انه باشر منذ أيام اتصالاته بحثاً عن قائد جديد. وكان نواب الأحزاب المختلفة طالبوا الوزير بالعمل فورا على «تنظيف الاسطبل» و «قطف الرؤوس الفاسدة» وتفكيك الجهاز القيادي الحالي «المتعفن والفاسد»، وإعادة بناء الشرطة «من أجل استعادة ثقة الاسرائيليين بالجهاز المسؤول عن تنفيذ القانون». ووصفوا تقرير لجنة التحقيق بـ «هزة أرضية حقيقية ضربت الشرطة».

وقال النائب اليميني اريه إلداد إن «اسرائيل مثلها مثل المصاب بمرض الايدز، لا جهاز مناعة لديه. وبدلاً من أن توفر مضادات للإجرام، فإن الشرطة والادعاء العام تنتجان الإجرام». وأضاف ان «تنظيف الاسطبل» يجب ألا يتوقف عند إطاحة القائد العام للشرطة «إنما يجب استئصال الوباء من الجهاز التنفيذي للحيلولة دون انتشار المرض في كل أنحاء الجسم، وقد رأينا كيف سقطت الامبراطورية الرومانية بسبب الفساد ... وإسرائيل فعلاً في خطر حقيقي".

التعليقات