غازي السعدي من الاُردن، يزور مسـقط رأسه عـكا

غازي السعدي من الاُردن، يزور مسـقط رأسه عـكا
غزة-دنيا الوطن

الدكتور غازي السعدي ابن عكا المبعد يتجول بين جدران مسجد الجزار في عكا وجنبات المحكمة الشرعية فيها ومن حوله كوكبة من الاهل في عكا يتحدثون ويتحدثون والتقينا به وحدثنا عن نفسه وما يقوم به حالياً .

أنا من مواليد عكا عام 1937 ومن سكان عكا حتى 7 /11/1969 اعتقلت بتهمة مقاومة الاحتلال وحكم علي بالسجن 12 سنة . وقد امضيت منها سبع سنوات ونصف فعلي ومن ثم تم ابعادي الى الاردن . ومنذ ذلك التاريخ وانا مقيم في عمان . وقد قمت بنشاطات اعلامية متنوعة لتوضيح صورة المواطنين العرب في اسرائيل أذ كانت صورة العرب في الداخل مشوهة في الاردن والدول العربية .

وفي حديث لمراسل بانيت مع غازي السعدي قال : " أنه من أهم نشاطاتي بعد ان زرت عددا كبيرا من الدول العربية وجدت ان المراكز والدراسات الخاصة بالتعريف بعرب الداخل ليست على مستوى كاف الامر الذي دعاني المبادرة باقامة ، مركز دار الجليل للأبحاث والدراسات الفلسطينية، في عمان من أجل التعريف بعرب الداخل وتحليل الصراع العربي الاسرائيلي ومتابعة الشأن العربي . وقد اصدرنا أكثر من 200 كتاب بما يخص الصراع العربي الاسرائيلي . وهناك 50 كتابا تم ترجمتها من العبرية الى العربية للتعرف على السياسة الاسرائيلية تجاه العرب . كما ونقوم باصدار مجموعات دورية يومية واسبوعية في الاردن . ويتم توزيعها على المشتركين في الاردن والعالم العربي ونشرح من خلالها وضع المواطنين العرب في الداخل والبنية التحتية الاسرائيلية ".

وأضاف السعدي لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما أنه عضو في المجلس الوطني الفلسطيني وعضو مشارك في وفد فلسطين في الشراكة الاوروبية المتوسطة وشارك في المؤتمرات التي تشارك فيها 25 دولة اوروبية و10 دول شرق اوسطية منها 8 دول عربية واسرائيل وتركيا.

ورداً على سؤالنا له حول اتصال وسائل الاعلام العبرية بشكل دائم به قال غازي السعدي : " اعتقد ان اتقاني للغة العبرية كوني صحفيا فلسطينيا فان ذلك يخفف عنهم ولانني على دراية بكل ما يحدث في الداخل والخارج في فلسطين " .

وحول الوضع الذي يسود في هذه الايام على الساحة الفلسطينية قال انني على قناعة ان الوضع سيتغير للأحسن وما شهدناه في الاسابيع السابقة كان مؤسفاً . واتمنى ان يكون الجميع قد توصل للقناعة بان كل ذلك لا يفيد ابناء شعبنا .

وحول مشاهداته لوضع مدينة عكا قال : " ان الوضع في عكا يبهرني وتفاجأت كم ان اهلي في عكا ما زالوا مترابطين ومتماسكين في السراء والضراء . وقد التقيت مع الكثير من الشباب وسألتهم عن آبائهم واجدادهم وقد تعرفت على البعض، وكان من الصعوبة علي التعرف على البعض الآخر ، الا ان الوضع بخير" .

وأضاف السعدي : " بينما انا هنا في مسجد الجزار قدم العديد من أصدقائي وقد اخرجوا دفاترهم التي تحتوي على صور تذكارية لي معهم منذ العام 1965 وقبل ذلك حتى ، هذا الامر قد دغدغ مشاعري واحاسيسي وعاطفتي وهي ذكرى طيبة قد مضت ففي عكا كل شيء يحلو لان العراقة والاصالة فيها " .

وحول الاشياء التي يتذكرها عن عكا من سنة النكبة قال : " أن عمري في ذلك الوقت لم يتجاوز الــ 11 عاما، لكن في هذه السن تنقش الذكريات عميقا عما كان يحدث، ففي الأشهر الأولى من عام 1948، بدأ الهجوم اليهودي على مدينة عكا، بعد أن تسللت القوات الإسرائيلية من الكيبوتسات المجاورة، فاحتلوا تل الفخار او ما يسمي بتلة نابليون في البلدة الجديدة، ومنه بدأوا بتصويب أسلحتهم على بيوت ومواطني المدينة، مما أدى الي هرب القسم الأكبر من اهلها الى لبنان، ومن تبقوا لجأوا الي عكا القديمة ، هربا من الموت والدمار، وكان عدد المدافعين عن المدينة من السكان قليل جدا لنقص السلاح والخبرة في القتال، ومع ذلك ردوا الهجوم عدة مرات، منتظرين نجدة القوات العربية التي لم تصل فرفعوا العلم الأبيض.

واحتل اليهود المدينة، وفرضوا منع التجول فيها، وأخذوا يفتشونها بيتا بيتا، يعتقلون الشبان، وينقلونهم الى معسكرات الاعتقال في عتليت وغيرها، ولولا صغر سني لكنت بين المعتقلين، ومن معسكر عتليت رحل الجزء الأكبر الى خارج الحدود، وهذا ما جرى في معظم قرى الجليل.

وبينما كان عدد المواطنين في عكا يربو على 25 ألف مواطن، انحسر عدد من تبقى فيها بنحو ثلاثة آلاف مواطن، ففرضت القوات الإسرائيلية الحُكم العسكري على المواطنين العرب، ونظام التصاريح، هذا النظام الذي استمر نحو 30 عاما، كجزء من المضايقات لحمل العرب على الرحيل، ولمنع المواطنين من الوصول الى أراضيهم ومزارعهم التي تحولت الى مزارع للكيبوتسات، ومنذ مطلع الخمسينيات سنت الكنيست القوانين لمصادرة هذه الأراضي قانونيا " .

التعليقات