الفنانة سلمى خشيبون في بلاد الفرص تنتظر فرصة لتعيدها إلى خشبات المسارح

غزة-دنيا الوطن
تسكن في مدينة نيوجيرسي الأمريكية منذ أكثر من عامين*أشعر بصعوبة الغربة، الحنين إلى البيت معلق في حلقي وأختنق حنينا إليكم! البعد عن الأهل والأحبة والأصحاب والزملاء في الوسط الفني يحزنني جدا*تحضر لشهادة الماجستير ومتفوقة بدراستها*كل أمريكي تلقاه، يجب أن تشرح له من أنت وتبدأ معه من نقطة الصفر بسبب جهله!*أذا حصلت على جواز سفر أمريكي أستطيع أن أصل إلى العالم العربي*قريباً، سنقدم استعراض "على بالي" في حيفا والقاهرة!*
حاورتها: ميسون أسدي- تفانين
*نظرت إحدى فنانات المسرح، بعد عرض ناجح لها، وبعد أن تلقت المديح من الجمهور.. نظرت إلى مرآتها وسألتها: يا مرايتي، يا مرايتي.. هل توجد فنانة أفضل مني، تستطيع أن تقدم الدور بإتقان وحساسية مثل ما فعلت اليوم؟ فأجابت المرآة: أنت جيدة جداً، لكن هناك في البلاد البعيدة، وتحديدا في مدينة نيوجرسي في الولايات المتحدة، توجد فنانة جميلة ورقيقة، تسكن داخل قلعة فخمة، تنتظر الفرصة، لتعود مثل أميرات الأساطير، وتتوج ملكة على خشبة المسرح المحلي الفلسطيني.. إنها الفنانة سلمى خشيبون.. هي أفضل منك وتستطيع أن تقدم العديد من الأدوار المسرحية بإتقان وبحس مرهف..
على الفور.. اتصلت هذه الفنانة معي وسألتني عن أخبار سلمى؟ فوعدتها بأن أجري معها لقاء هاتفي، لكي أزودها وأزود كل جمهورها بأخبارها.. وهذا ما نتج من محادثتي مع سلمى:

• نجم سطع وأختفى!
الفنانة سلمى خشيبون، الجميلة والرقيقة والحساسة، كان نجمها ساطع لعدة سنوات خلت، خاصة بعد أن قدمت البرنامج التلفزيوني الشهير "أمال وكمال"، فقد كانت راقصة في فرقة "سلمى" التي تديرها والدتها، الفنانة فريال خشيبون، ومن خلال الرقص، اشتركت في هذا البرنامج، الذي كانت تقوم من خلاله بعدة أدوار: ممثلة، راقصة، مغنية ومحاورة للأطفال.. بعدها تحولت إلى المسرح من خلال مسرحية "حوض النعنع" التي أنتجتها فرقة "سلمى"، وهناك أيضاً لعبت نفس الأدوار: رقص وغناء وتمثيل.. وفي نفس الوقت، عملت كمقدمة للبرامج الإذاعية، وفي كل مرّة كان نجمها يسطع أكثر فأكثر، إلى أن شاركت في مسرحية "الفيل والسراويل" التي أنتجت في دولة المغرب.. وكانت هذه النقلة نوعية على خشبة المسرح، إذ أنها بدأت تعمل كممثلة مسرح محترفة وتوالت الأعمال المسرحية عليها، في أكثر من مسرح، إلى أن كانت المحطة المسرحية الهامة في تاريخها، عندما قدمت مسرحيدية "رقصتي مع أبي" من إنتاج مسرح "الميدان" والتي حققت كمية كبيرة من العروض في فترة قصيرة نسبياً، ما لم تحققها أية مسرحية أنتجها نفس المسرح من قبل، وهنا أصبح أسم سلمى، على كل لسان.. إذ أنها حققت إنجازات فنية عديدة على مختلف الأصعدة، كممثلة وكمقدمة برامج إذاعية.. وأصبحت محط أنظار جميع المنتجين.. وفجأة!! وفي النصف الأخير من عام 2004، اختفت سلمى، مع أن بريق نجمها ما زال يلمع في سماء بلادنا.. أين ذهبت؟ ماذا تفعل الآن؟ متى سنراها مجددا؟ أسئلة كثيرة أجابت عليها سلمى، من خلال هذا اللقاء..
**كيف كانت البداية في بلاد الغربة؟
- سافرت إلى أمريكا في شهر آب 2004 ومن حينها واسكن في مدينة نيوجيرسي.. ما زلت أعيش واقع وحياة جديدة وهي صعبة كما تعرفي، خاصة وأنا خارج البلاد ولكن منذ البداية، شعاري كان الصمود والتأقلم والتحدي وبدأت أساعد زوجي في أعماله حتى أشق طريقي وبعدها سجلت للالتحاق في الجامعة وبدأت أحضر للماجستير في موضوع "علم النفس العلاجي للأطفال والمراهقين" الأمر الذي طالما حلمت في دراسته، خاصة أني عملت مع الأطفال فترة طويلة.. بالإضافة إلى ذلك فوسائل الإعلام الأمريكي تصيبني بالإحباط، وخاصة كيف تصور الشخص العربي فهي غير موضوعية وهناك جهل كبير عما يحدث عندنا وفي العالم العربي.. وكل أمريكي تلقاه، يجب أن تشرح له من أنت وتبدأ معه من نقطة الصفر بسبب جهله.. منطقتنا في الشرق الأوسط تغلي نيرانا والأمريكي البسيط يجهل حالنا تماما. الشعب الأمريكي شعب ساذج وطيب عكس ما يظهر بوسائل الإعلام عن طريق الرؤساء.

**وكيف تعرفت على زوجك؟
- تعرفت على زوجي نقولا مرجيه في كندا، خلال زيارة عائلية.. كنت ازور عمتي وهو كان يقوم بزيارة أخته وهناك كان اللقاء الأول والحب من أول نظرة وبعد سبعة أشهر، تكلل حبنا بالزواج.. هو رجل أعمال أصله من الناصرة ويعيش في أمريكا منذ (30) عاما. يعمل على تطوير تصاميم في كل ما يخص مائدة الطعام من صحون ومزهريات وشموع المائدة وما إلى ذلك، ويقوم بتطوير تصاميمه في أوربا والشرق الأقصى ومن ثم يبيعها للمستهلك والشركات الأمريكية..
**شاهدت صورة لبيتك.. فأنت مثل الأميرة التي تعيش في قلعة جميلة، فكيف تعيشين هناك حياتك الاجتماعية؟!
- صحيح، فأنا أعيش في بيت اشتريناه جديد ويقع على مساحة أرض شاسعة- ما يقارب الـ (10) دونما- وسط غابة خلابة، وبيتنا له طابع خاص، حجره قديم جدا وليس كباقي البيوت الأمريكية وعمره ما يقارب الـ (80) عاما.. والحياة الاجتماعية في أمريكا تختلف اختلافا شديدا عما توجد عندنا في البلاد، فلنا صداقات عديدة مع الجالية العربية هنا وجميعهم مقيمين في أمريكا منذ عشرات السنوات، ويوجد متسع من الوقت أمام أبناء الجالية العربية هنا لتقوم بتبادل الزيارات والسهر والتمتع معا، وهناك مجال للترفيه أكثر.. فانا وزوجي مواظبون على مشاهدة الأعمال المسرحية في مسرح "برودوي". وأنا اعتبر جديدة بين الجالية العربية المخضرمة.. فأنا أبدأ حياتي معهم من نقطة الصفر ولقد تعرفوا علي وعلى طاقاتي وبأنني ممثلة وراقصة ومغنية وشاهدوا قسم من نشاطاتي، عبر الفيديو، منها عرض "على بالي"، العرض الموسيقي الراقص لفرقة "سلمى" وأنا أحاول تمضية وقت فراغي بأشياء مفيدة، أقرأ كثيرا، فعندي كتب كثيرة بالعربية، أمارس الرياضة وغيرها.. وقريبا، سأكون مع فرقة "سلمى" في مصر، فوالدتي التقت مع مسؤولين في القاهرة وشاهدوا عرض "على بالي" ونال إعجابهم، وقد تقرر دعوتنا للمشاركة في بعض الاحتفالات هناك.
**تركت البلاد وأنت في أوج العطاء الفني.. ماذا حصل؟
- أنا أومن أن كل شيء يحدث نتيجة الاختيار الشخصي.. إن ما أنجزته في البلاد كان بصمة حلوة، سأفتخر بها كل عمري وربما أرسلني القدر إلى بلد جديد لأواجه تحدي أكبر ولأقدم فني في دائرة أوسع، لربما أيضا، أذا حصلت على جواز سفر أمريكي أستطيع أن أصل إلى العالم العربي.. وربما يكون هذا الأمر لمصلحتي الشخصية ولمصلحة الناس التي أحبها.. البعد عن الأهل والأحبة والأصحاب والزملاء في الوسط الفني يحزنني جداً.. التلفزيون والإذاعة والمسرح بالذات هو أول من أشتاق إليهم.. مشتاقة أن أقف على خشبة المسرح، لم أتخيل أبدا أن أعيش خارج البلاد، أنا دائما أشعر أن جذوري في البلاد وما زلت أحمل هذا الإحساس حتى هذه اللحظة وسيرافقني هذا الشعور إلى آخر لحظة في حياتي.. أمريكا لن تعوضني البيت والدفء والحنان.. ما زلت كما في مرحلتي الأولى.. كلما أغضب أو يشتد بي الشوق، الجأ إلى مشاهدة ما أنتجته في البلاد، إذا كان ذلك أي عمل في التلفزيون أو المسرح..
**وكيف يكون شعورك عندما تلجئين إلى الماضي الجميل؟
- تنتابني لحظات ضعف وحنين، عندها أنظر إلى الصور والى الماضي، أتصل بأمي وبصديقاتي في البلاد ولا أخجل من دموعي وأضع رأسي على كتف زوجي نقولا، وهو يتفهم لحظات الضعف والحنين والاشتياق، أخي حسام وأختي ميسا كسرا قلبي، لأنه في الفترة الأخيرة التي عشتها في البيت مع أهلي، تقربت جدا منهما والآن، أشعر بصعوبة الغربة، الحنين إلى البيت معلق في حلقي وأختنق حنينا إليكم..
**وما هو موقف زوجك من ذلك؟
- زوجي يكبرني بـ (17) عاما، السنة القادمة سيحتفل بعيد ميلاده الخمسين وانأ عمري اليوم (31) عاماً.. فارق العمر له سلبياته وايجابياته ولكن ايجابياته طاغية.. انا أثور بسرعة على ما يزعجني من الحياة عامة.. أي خبر على التلفزيون يجعلني أقفز غضبا، دمي "فاير" وحامي وهو أكثر هدوءا مني، مجرب ورزين، محب للحياة، ذو طاقة ايجابية لم أرى مثلها من قبل، دائما على حركة ويحب الهدوء، رياضي، يتزلج على الثلج ويبحر بالقارب وله حضن دافئ وحنون، وتجربتي المهنية جعلتني انضج فكريا وهذا يقربني أكثر من زوجي.. فنقولا يعتمد على إحساسه أكثر من عقله، فهناك صفقات أعمال يقوم بها حسب أحاسيسه الذاتية، لذا أرى به إنسان حساس عاطفي، رجل أعمال ذو نوعية خاصة جدا!
**ماذا تعملين الآن؟
- أعلم في ألـ Y. M. C. A الرقص الشرقي.. في بداية تدريسي للرقص الشرقي كان الأمر غريباً على الأمريكان، لكنهم فيما بعد، أحبوه.. وهم يسمونه "رقص شرق أوسطي"، فانا أعلم الدبكة والفلكلور، وطلابي جميعهم أمريكيي الجنسية وأهلهم من أصول مختلفة: هنود، شرق أوسطيين، أوربيين وغيرهم.. قدمت "اوديشن" في محطة "ART- أمريكا" وهي جزء من شبكات الـ ART المعروفة، وصورت أكثر من حلقة لبرنامج "موزاييك"، البرنامج لمدة ساعة ونصف الساعة، ويضم لقاءات مع شخصيات متنوعة من الوسط الإعلامي: رؤساء تحرير صحف، مدراء قنوات عربية، على غرار برنامج "دندنة" ولقاءات بمناسبة رمضان وغيرها.. والآن سوف ابدأ بتقديم برنامج خاص بي تحت عنوان "من امريكا" وسيعرض في البلاد على قناة "العين- ART".
**وماذا عن عملك الرائع "رقصتي مع أبي"؟
- يا ليتني أستطيع أن أقدم هذه المسرحيدية مرة أخرى ولتكن أخيرة على خشبة المسرح في البلاد.. وأحلم أيضا، أن أقدم عرض هذه المسرحيدية مرة أخرى وهنا في أمريكا، فبإمكاني ترجمها للإنجليزية، فهي بالأصل مترجمة للعربية.. لكني بحاجة لبعض الدعم، وما زلت جديدة ولا أعرف الكثير من الشخصيات المرتبطة بالعالم الفني.
**إذا.. ماذا تخططين لعملك في المستقبل؟
- لن أرتاح أذا قمت بعمل يتعارض مع مبادئي.. إيماني وقلبي وإحساسي وعقلي، كلهم مع بعض، يقرروا ما سأختار.. في حياتي لا يوجد لون رمادي، الأبيض ابيض والأسود أسود.. لقد عرض علي عمل في الـ ART مسبقا، ولم يعجبني فرفضته.. لن أتواجد في أي عمل فني إذا لم يكن أحسن وأفضل مما قدمت.. أعتبر نفسي جريئة، الجرأة أن أبقى صادقة مع نفسي والتعبير عما يختلج في صدري، دون إيذاء الآخر أو اقتحام الخصوصيات، جرأتي هي احترام الآخرين.. كل يوم هو معركة جديدة بالنسبة لي، أريد أن أحافظ على ما وصلت إليه وان أصل إلى الاكتفاء، حتى لو مثلت وعرضت من على خشبة مسرح "برادوي" لن أشعر بالسعادة كما كنت في البلاد...
**وماذا مع الدراسة؟
- أدرس في الجامعة على مهلي وعندي دورتين في كل فصل والجامعة فتحت أبوابها هذا الأسبوع وأنا ادرس للمتعة ولا أشعر بضغط حياة الطلاب وأريد أن أستمتع بدراستي.. أنجازي وعلاماتي في الجامعة جيدة جدا وأريد مواصلة تعليمي حتى شهادة الدكتوراه.. قدمت أوراقي وشهاداتي لوزارة التربية والتعليم وسمح لي بان أدرس باللغة الانجليزية، أعمل كمعلمة بديلة من صفوف ابتدائية وحتى الثانوية..
**وماذا مع حلم الأمومة القديم؟
- اليوم.. أصبحت فكرة التبني واردة جدا، فالآن عندي متسع من الوقت وهذا حلم حياتي أن أربى ولدا لي، فأنا أحب الصغار جدا وتخصصي ألآن للماجستير في علم النفس هو معالجة المراهقين والأطفال.. لزوجي نقولا ابنتين وهم يسكنون مع والدتهم الأمريكية الأصل في بلد مجاور، الكبرى عمرها (16) سنة واسمها كريستينا والصغرى جولييت ابنة الـ (12) عاما، وعلاقتي بهما ممتازة وأمارس أمومتي من خلالهم.. أحب جدا التواجد مع أصدقاءنا الذين لديهم أطفال صغار وأكون في قمة السعادة وأنا بينهم وخاصة بين الأطفال..
**ماذا تقولين لأحباءك في البلاد
- مشتاقة وأموت شوقا للقياكم، سأصل إلى اسرائيل في منتصف أيار ففي تاريخ 24/5/2007، سأزور البلاد لأشعر بحب بلدي وحب عائلتي وأهلي وأصدقائي، وفي ذات الوقت سنقدم المسرحية الاستعراضية "على بالي" ولكن سبب زيارتي للبلاد ليس العرض، بل للقاء الأحبة ولكن أمي انتهزت الفرصة وخططت لهذا العرض الذي سيقام في مركز "كريجر" في حيفا.
- أخخخخ، أتمنى أن أكون متواجدة بكل لحظة وبكل دقيقة وبكل مناسبة فرح وحزن معكم، أحبكم كثيرا ومشتاقة كثيرا.. قبل عام، كنت في زيارة خاطفة للبلاد، فكنت أكتفي بالسير بالشوارع واشعر بالهواء والناس والانتماء وإنشاء الله يذكروني في البلاد وأبقى في الذاكرة الفنية...
تسكن في مدينة نيوجيرسي الأمريكية منذ أكثر من عامين*أشعر بصعوبة الغربة، الحنين إلى البيت معلق في حلقي وأختنق حنينا إليكم! البعد عن الأهل والأحبة والأصحاب والزملاء في الوسط الفني يحزنني جدا*تحضر لشهادة الماجستير ومتفوقة بدراستها*كل أمريكي تلقاه، يجب أن تشرح له من أنت وتبدأ معه من نقطة الصفر بسبب جهله!*أذا حصلت على جواز سفر أمريكي أستطيع أن أصل إلى العالم العربي*قريباً، سنقدم استعراض "على بالي" في حيفا والقاهرة!*
حاورتها: ميسون أسدي- تفانين
*نظرت إحدى فنانات المسرح، بعد عرض ناجح لها، وبعد أن تلقت المديح من الجمهور.. نظرت إلى مرآتها وسألتها: يا مرايتي، يا مرايتي.. هل توجد فنانة أفضل مني، تستطيع أن تقدم الدور بإتقان وحساسية مثل ما فعلت اليوم؟ فأجابت المرآة: أنت جيدة جداً، لكن هناك في البلاد البعيدة، وتحديدا في مدينة نيوجرسي في الولايات المتحدة، توجد فنانة جميلة ورقيقة، تسكن داخل قلعة فخمة، تنتظر الفرصة، لتعود مثل أميرات الأساطير، وتتوج ملكة على خشبة المسرح المحلي الفلسطيني.. إنها الفنانة سلمى خشيبون.. هي أفضل منك وتستطيع أن تقدم العديد من الأدوار المسرحية بإتقان وبحس مرهف..
على الفور.. اتصلت هذه الفنانة معي وسألتني عن أخبار سلمى؟ فوعدتها بأن أجري معها لقاء هاتفي، لكي أزودها وأزود كل جمهورها بأخبارها.. وهذا ما نتج من محادثتي مع سلمى:

• نجم سطع وأختفى!
الفنانة سلمى خشيبون، الجميلة والرقيقة والحساسة، كان نجمها ساطع لعدة سنوات خلت، خاصة بعد أن قدمت البرنامج التلفزيوني الشهير "أمال وكمال"، فقد كانت راقصة في فرقة "سلمى" التي تديرها والدتها، الفنانة فريال خشيبون، ومن خلال الرقص، اشتركت في هذا البرنامج، الذي كانت تقوم من خلاله بعدة أدوار: ممثلة، راقصة، مغنية ومحاورة للأطفال.. بعدها تحولت إلى المسرح من خلال مسرحية "حوض النعنع" التي أنتجتها فرقة "سلمى"، وهناك أيضاً لعبت نفس الأدوار: رقص وغناء وتمثيل.. وفي نفس الوقت، عملت كمقدمة للبرامج الإذاعية، وفي كل مرّة كان نجمها يسطع أكثر فأكثر، إلى أن شاركت في مسرحية "الفيل والسراويل" التي أنتجت في دولة المغرب.. وكانت هذه النقلة نوعية على خشبة المسرح، إذ أنها بدأت تعمل كممثلة مسرح محترفة وتوالت الأعمال المسرحية عليها، في أكثر من مسرح، إلى أن كانت المحطة المسرحية الهامة في تاريخها، عندما قدمت مسرحيدية "رقصتي مع أبي" من إنتاج مسرح "الميدان" والتي حققت كمية كبيرة من العروض في فترة قصيرة نسبياً، ما لم تحققها أية مسرحية أنتجها نفس المسرح من قبل، وهنا أصبح أسم سلمى، على كل لسان.. إذ أنها حققت إنجازات فنية عديدة على مختلف الأصعدة، كممثلة وكمقدمة برامج إذاعية.. وأصبحت محط أنظار جميع المنتجين.. وفجأة!! وفي النصف الأخير من عام 2004، اختفت سلمى، مع أن بريق نجمها ما زال يلمع في سماء بلادنا.. أين ذهبت؟ ماذا تفعل الآن؟ متى سنراها مجددا؟ أسئلة كثيرة أجابت عليها سلمى، من خلال هذا اللقاء..
**كيف كانت البداية في بلاد الغربة؟
- سافرت إلى أمريكا في شهر آب 2004 ومن حينها واسكن في مدينة نيوجيرسي.. ما زلت أعيش واقع وحياة جديدة وهي صعبة كما تعرفي، خاصة وأنا خارج البلاد ولكن منذ البداية، شعاري كان الصمود والتأقلم والتحدي وبدأت أساعد زوجي في أعماله حتى أشق طريقي وبعدها سجلت للالتحاق في الجامعة وبدأت أحضر للماجستير في موضوع "علم النفس العلاجي للأطفال والمراهقين" الأمر الذي طالما حلمت في دراسته، خاصة أني عملت مع الأطفال فترة طويلة.. بالإضافة إلى ذلك فوسائل الإعلام الأمريكي تصيبني بالإحباط، وخاصة كيف تصور الشخص العربي فهي غير موضوعية وهناك جهل كبير عما يحدث عندنا وفي العالم العربي.. وكل أمريكي تلقاه، يجب أن تشرح له من أنت وتبدأ معه من نقطة الصفر بسبب جهله.. منطقتنا في الشرق الأوسط تغلي نيرانا والأمريكي البسيط يجهل حالنا تماما. الشعب الأمريكي شعب ساذج وطيب عكس ما يظهر بوسائل الإعلام عن طريق الرؤساء.

**وكيف تعرفت على زوجك؟
- تعرفت على زوجي نقولا مرجيه في كندا، خلال زيارة عائلية.. كنت ازور عمتي وهو كان يقوم بزيارة أخته وهناك كان اللقاء الأول والحب من أول نظرة وبعد سبعة أشهر، تكلل حبنا بالزواج.. هو رجل أعمال أصله من الناصرة ويعيش في أمريكا منذ (30) عاما. يعمل على تطوير تصاميم في كل ما يخص مائدة الطعام من صحون ومزهريات وشموع المائدة وما إلى ذلك، ويقوم بتطوير تصاميمه في أوربا والشرق الأقصى ومن ثم يبيعها للمستهلك والشركات الأمريكية..
**شاهدت صورة لبيتك.. فأنت مثل الأميرة التي تعيش في قلعة جميلة، فكيف تعيشين هناك حياتك الاجتماعية؟!
- صحيح، فأنا أعيش في بيت اشتريناه جديد ويقع على مساحة أرض شاسعة- ما يقارب الـ (10) دونما- وسط غابة خلابة، وبيتنا له طابع خاص، حجره قديم جدا وليس كباقي البيوت الأمريكية وعمره ما يقارب الـ (80) عاما.. والحياة الاجتماعية في أمريكا تختلف اختلافا شديدا عما توجد عندنا في البلاد، فلنا صداقات عديدة مع الجالية العربية هنا وجميعهم مقيمين في أمريكا منذ عشرات السنوات، ويوجد متسع من الوقت أمام أبناء الجالية العربية هنا لتقوم بتبادل الزيارات والسهر والتمتع معا، وهناك مجال للترفيه أكثر.. فانا وزوجي مواظبون على مشاهدة الأعمال المسرحية في مسرح "برودوي". وأنا اعتبر جديدة بين الجالية العربية المخضرمة.. فأنا أبدأ حياتي معهم من نقطة الصفر ولقد تعرفوا علي وعلى طاقاتي وبأنني ممثلة وراقصة ومغنية وشاهدوا قسم من نشاطاتي، عبر الفيديو، منها عرض "على بالي"، العرض الموسيقي الراقص لفرقة "سلمى" وأنا أحاول تمضية وقت فراغي بأشياء مفيدة، أقرأ كثيرا، فعندي كتب كثيرة بالعربية، أمارس الرياضة وغيرها.. وقريبا، سأكون مع فرقة "سلمى" في مصر، فوالدتي التقت مع مسؤولين في القاهرة وشاهدوا عرض "على بالي" ونال إعجابهم، وقد تقرر دعوتنا للمشاركة في بعض الاحتفالات هناك.
**تركت البلاد وأنت في أوج العطاء الفني.. ماذا حصل؟
- أنا أومن أن كل شيء يحدث نتيجة الاختيار الشخصي.. إن ما أنجزته في البلاد كان بصمة حلوة، سأفتخر بها كل عمري وربما أرسلني القدر إلى بلد جديد لأواجه تحدي أكبر ولأقدم فني في دائرة أوسع، لربما أيضا، أذا حصلت على جواز سفر أمريكي أستطيع أن أصل إلى العالم العربي.. وربما يكون هذا الأمر لمصلحتي الشخصية ولمصلحة الناس التي أحبها.. البعد عن الأهل والأحبة والأصحاب والزملاء في الوسط الفني يحزنني جداً.. التلفزيون والإذاعة والمسرح بالذات هو أول من أشتاق إليهم.. مشتاقة أن أقف على خشبة المسرح، لم أتخيل أبدا أن أعيش خارج البلاد، أنا دائما أشعر أن جذوري في البلاد وما زلت أحمل هذا الإحساس حتى هذه اللحظة وسيرافقني هذا الشعور إلى آخر لحظة في حياتي.. أمريكا لن تعوضني البيت والدفء والحنان.. ما زلت كما في مرحلتي الأولى.. كلما أغضب أو يشتد بي الشوق، الجأ إلى مشاهدة ما أنتجته في البلاد، إذا كان ذلك أي عمل في التلفزيون أو المسرح..
**وكيف يكون شعورك عندما تلجئين إلى الماضي الجميل؟
- تنتابني لحظات ضعف وحنين، عندها أنظر إلى الصور والى الماضي، أتصل بأمي وبصديقاتي في البلاد ولا أخجل من دموعي وأضع رأسي على كتف زوجي نقولا، وهو يتفهم لحظات الضعف والحنين والاشتياق، أخي حسام وأختي ميسا كسرا قلبي، لأنه في الفترة الأخيرة التي عشتها في البيت مع أهلي، تقربت جدا منهما والآن، أشعر بصعوبة الغربة، الحنين إلى البيت معلق في حلقي وأختنق حنينا إليكم..
**وما هو موقف زوجك من ذلك؟
- زوجي يكبرني بـ (17) عاما، السنة القادمة سيحتفل بعيد ميلاده الخمسين وانأ عمري اليوم (31) عاماً.. فارق العمر له سلبياته وايجابياته ولكن ايجابياته طاغية.. انا أثور بسرعة على ما يزعجني من الحياة عامة.. أي خبر على التلفزيون يجعلني أقفز غضبا، دمي "فاير" وحامي وهو أكثر هدوءا مني، مجرب ورزين، محب للحياة، ذو طاقة ايجابية لم أرى مثلها من قبل، دائما على حركة ويحب الهدوء، رياضي، يتزلج على الثلج ويبحر بالقارب وله حضن دافئ وحنون، وتجربتي المهنية جعلتني انضج فكريا وهذا يقربني أكثر من زوجي.. فنقولا يعتمد على إحساسه أكثر من عقله، فهناك صفقات أعمال يقوم بها حسب أحاسيسه الذاتية، لذا أرى به إنسان حساس عاطفي، رجل أعمال ذو نوعية خاصة جدا!
**ماذا تعملين الآن؟
- أعلم في ألـ Y. M. C. A الرقص الشرقي.. في بداية تدريسي للرقص الشرقي كان الأمر غريباً على الأمريكان، لكنهم فيما بعد، أحبوه.. وهم يسمونه "رقص شرق أوسطي"، فانا أعلم الدبكة والفلكلور، وطلابي جميعهم أمريكيي الجنسية وأهلهم من أصول مختلفة: هنود، شرق أوسطيين، أوربيين وغيرهم.. قدمت "اوديشن" في محطة "ART- أمريكا" وهي جزء من شبكات الـ ART المعروفة، وصورت أكثر من حلقة لبرنامج "موزاييك"، البرنامج لمدة ساعة ونصف الساعة، ويضم لقاءات مع شخصيات متنوعة من الوسط الإعلامي: رؤساء تحرير صحف، مدراء قنوات عربية، على غرار برنامج "دندنة" ولقاءات بمناسبة رمضان وغيرها.. والآن سوف ابدأ بتقديم برنامج خاص بي تحت عنوان "من امريكا" وسيعرض في البلاد على قناة "العين- ART".
**وماذا عن عملك الرائع "رقصتي مع أبي"؟
- يا ليتني أستطيع أن أقدم هذه المسرحيدية مرة أخرى ولتكن أخيرة على خشبة المسرح في البلاد.. وأحلم أيضا، أن أقدم عرض هذه المسرحيدية مرة أخرى وهنا في أمريكا، فبإمكاني ترجمها للإنجليزية، فهي بالأصل مترجمة للعربية.. لكني بحاجة لبعض الدعم، وما زلت جديدة ولا أعرف الكثير من الشخصيات المرتبطة بالعالم الفني.
**إذا.. ماذا تخططين لعملك في المستقبل؟
- لن أرتاح أذا قمت بعمل يتعارض مع مبادئي.. إيماني وقلبي وإحساسي وعقلي، كلهم مع بعض، يقرروا ما سأختار.. في حياتي لا يوجد لون رمادي، الأبيض ابيض والأسود أسود.. لقد عرض علي عمل في الـ ART مسبقا، ولم يعجبني فرفضته.. لن أتواجد في أي عمل فني إذا لم يكن أحسن وأفضل مما قدمت.. أعتبر نفسي جريئة، الجرأة أن أبقى صادقة مع نفسي والتعبير عما يختلج في صدري، دون إيذاء الآخر أو اقتحام الخصوصيات، جرأتي هي احترام الآخرين.. كل يوم هو معركة جديدة بالنسبة لي، أريد أن أحافظ على ما وصلت إليه وان أصل إلى الاكتفاء، حتى لو مثلت وعرضت من على خشبة مسرح "برادوي" لن أشعر بالسعادة كما كنت في البلاد...
**وماذا مع الدراسة؟
- أدرس في الجامعة على مهلي وعندي دورتين في كل فصل والجامعة فتحت أبوابها هذا الأسبوع وأنا ادرس للمتعة ولا أشعر بضغط حياة الطلاب وأريد أن أستمتع بدراستي.. أنجازي وعلاماتي في الجامعة جيدة جدا وأريد مواصلة تعليمي حتى شهادة الدكتوراه.. قدمت أوراقي وشهاداتي لوزارة التربية والتعليم وسمح لي بان أدرس باللغة الانجليزية، أعمل كمعلمة بديلة من صفوف ابتدائية وحتى الثانوية..
**وماذا مع حلم الأمومة القديم؟
- اليوم.. أصبحت فكرة التبني واردة جدا، فالآن عندي متسع من الوقت وهذا حلم حياتي أن أربى ولدا لي، فأنا أحب الصغار جدا وتخصصي ألآن للماجستير في علم النفس هو معالجة المراهقين والأطفال.. لزوجي نقولا ابنتين وهم يسكنون مع والدتهم الأمريكية الأصل في بلد مجاور، الكبرى عمرها (16) سنة واسمها كريستينا والصغرى جولييت ابنة الـ (12) عاما، وعلاقتي بهما ممتازة وأمارس أمومتي من خلالهم.. أحب جدا التواجد مع أصدقاءنا الذين لديهم أطفال صغار وأكون في قمة السعادة وأنا بينهم وخاصة بين الأطفال..
**ماذا تقولين لأحباءك في البلاد
- مشتاقة وأموت شوقا للقياكم، سأصل إلى اسرائيل في منتصف أيار ففي تاريخ 24/5/2007، سأزور البلاد لأشعر بحب بلدي وحب عائلتي وأهلي وأصدقائي، وفي ذات الوقت سنقدم المسرحية الاستعراضية "على بالي" ولكن سبب زيارتي للبلاد ليس العرض، بل للقاء الأحبة ولكن أمي انتهزت الفرصة وخططت لهذا العرض الذي سيقام في مركز "كريجر" في حيفا.
- أخخخخ، أتمنى أن أكون متواجدة بكل لحظة وبكل دقيقة وبكل مناسبة فرح وحزن معكم، أحبكم كثيرا ومشتاقة كثيرا.. قبل عام، كنت في زيارة خاطفة للبلاد، فكنت أكتفي بالسير بالشوارع واشعر بالهواء والناس والانتماء وإنشاء الله يذكروني في البلاد وأبقى في الذاكرة الفنية...
التعليقات