اماكن ممنوعة في فنانات عرش التعرّي

اماكن ممنوعة في فنانات عرش التعرّي
نضال أحمدية مديرة فضائية الجرس
اماكن ممنوعة في فنانات عرش التعرّي وسجال ديمقراطي بين اركان حرب الاعلان!

زهرة مرعي



انتظروا أن يصلكم قريباً نبأ سار ربما يكون موعده الأسبوع المقبل. نبأ جديد علي وطننا العربي وان كنا نعيش فصوله منذ سنوات ونبتلعه علي جرعات. تلفزيون الجرس اللبناني الذي أخذ علي عاتقه بث هموم وشؤون وشجون عالم الفن أطلق عبر برنامجه عندما يفتح الملف مسابقة انتخاب ملكة التعري . فتح الهواء للمواطنين كي يدلوا بدلوهم، وفتحت باقي خطوط الاتصال المتاحة لابداء الرأي والتصويت. وفي هذه الأثناء يظهر مقدم البرنامج وصاحبه جو معلوف ليقدم للمشاهدين مزيداً من الصور المنشورة هنا وهناك لرائدات التعري ، وكل يوم يتحفنا بجديد لهذه أو تلك ويطلق علي تلك الصور اسم ريبورتاج ، لكنه للأسف يعمد لوضع علامة ممنوع المرور في أماكن متعددة من تلك الأجساد المعروضة دون حدود وضوابط. وتلك العلامة لم يقتصر ظهورها علي مكان معين، بل تنقلت محاولة اما تستير ذلك المكان، أو ربما الدلالة عليه أكثر، لفتاً لعيون المشاهدين، كي يحسنوا اختيار الملكة التي سوف تتوج علي عرش التعري ، ولكي لا يقع هؤلاء المشاهدون في تأنيب الضمير بحيث تفلت ناصية القرار السليم من بين أيديهم.

عندما قرر جو معلوف اطلاق هذه المسابقة الرائدة لم يحدد حدود المقبول والمرفوض في عالم التعري . هل ثمة أماكن تقف عندها الخطوط الحمر، وهل ثمة أماكن تحظي بالخطوط الخضراء؟ هل علي سبيل المثال أصبحت أثداء الفنانات المعروضة لمن يشاء من ضمن التحصيل الحاصل وبات من غير الطبيعي أن نراها مستورة؟ ليس فقط عند ملكات التعري اللواتي يتحفنا بصورهن ، بل كذلك نشاهدها لدي العديد من الفنانات اللواتي لم يصنفنّ من ضمن المتباريات. والعديد من تلك الفنانات أخضعن أثداءهن لعمليات ترميم بحيث تحولت الي صواريخ موجهة يواجهن بها الأعداء من الجمهور الذي يحتشد للتمتع بالصوت والصورة معاً.

جو معلوف يستغرب أن تلجأ النقابات المصرية الي منع هذه أو تلك من الفنانات الراقصات لأنها زادت دوز التعري، ولا يجد في لبنان من يتدخل في هذا الأمر الذي زاد عن حدوده لدي المغنيات بـ الصورة وليس بالصوت . مع العلم أن ما شاهدناه حتي الآن من الصور يجمع ما يطلق عليهن فنانات لبنانيات في طليعتهن هيفا، دانا، دومنيك، مروي وبالصدفة شاهدت من بينهن الراقصة دينا المصرية، وربما مرّ سواها ولم أكن حينها أتابع الشاشة.

جو معلوف شاب في مقتبل العمر فتح ملف التعري وظهر مذيعا يتسلح بالموقف والرأي، كما أنه صدامي أحياناً، فعندما قالت احدي المتصلات بأن تلك الفنانات فلتانات رد قائلاً و أنا أقول أكثر من ذلك . فماذا ستقول بعد يا جو؟ هل هناك ما يقال؟

سوسبينس !

غاب المخرج المخضرم سيمون أسمر لزمن عن الشاشة وعاد بجديد أطلق عليه قلبي دليلي . برنامج استوحي الاسم من أغنية جميلة للراحلة أسمهان، تماماً كما فعل قبل سنوات حين قدم بالتعاون مع الاعلامي طوني خليفة ساعة بقرب الحبيب المستوحي من أغنية الراحل فريد الأطرش.

في المرتين كانت الأغنية ترسم المسار العام للبرنامج وتفرض ذاتها عليه. في الأولي كان الرابح من بين الجمهور يمضي ساعة مع الفنان ـ ساعة نظرياً ـ وعملياً كانت تطول لأكثر من ذلك. وحالياً طرحت صيغة جديدة لتلوين برنامج قلبي دليلي بحضور لافت لصبية يمكنها لاحقاً أن تختار عريساً من بين أربعة شبان يشاركون في المسابقة. وفي هذه المسابقة كانت الأدوار مقلوبة تماماً حيث جلس الشبان الأربعة خلف الستار وتربعت الفتاة في زاويتها التي تشبه المقصورة، وراحت تطرح الأسئلة علي أرقام وليس أسماء. وفي كل جولة من الأسئلة كان أحد الشبان مرشحاً للخروج من المسابقة بحيث بقي واحد الي الجولة النهائية، قد يحظي أو لا يحظي بقلب الفتاة ويتم النصيب . انها فكرة جميلة تلون برنامجاً مخصصاً لسهرة نهاية الأسبوع، اضافة الي حضور الجمهور المصفق، وحضور الفنان الي جانب المذيعة الجميلة والعفوية سنا نصر. تلك المذيعة التي لونت في حضورها السابق نتائج اللوتو واليانصيب اللبناني، تركت هذه المهمة لغيرها ووقع عليها اختيار سيمون أسمر المعد والمشرف علي البرنامج.

الفنان في قلبي دليلي يحضر بصيغة الانسان أكثر منه الفنان، نتعرف الي دواخله وارائه في بعض مجريات الحياة، بحيث يبتعد الحوار عن الضفاف الفنية، رغم تقديمه للعديد من الأغنيات علي سبيل الـ سوسبينس كما قالت أصالة نصري.

سيمون أسمر الذي أعد لبرنامجه استديو جميلا وواسعا ترك مهمة الاخراج لابنه بشير حيث ظهر أن فرخ البط عوّام . وهو البرنامج الأول الذي يوقعه بشير بعد أن وقع العديد من الفيديو كليب.

في الحلقة التي شاهدناها كانت أصالة نصري علي جاري عادتها تجذب المشاهد ليتابعها، فهي الي جانب جمالها واحساسها الفريد في الغناء، انسانة عفوية في حضورها. وعندما سألتها سنا نصر ان كان قلبها هو الذي يتخذ القرار أم عقلها قالت بكل عفوية أنا قلبي طول عمري مشرشحني. أفضل القرار من العقل . بكل طيبة خاطر تقبلت أصالة تقليد باسم فغالي لها رغم كونه في هذا التقليد أحيا ماضيها مع زوجها السابق أيمن الذهبي ووصل الي حاضرها مع زوجها الحالي طارق العريان . في النهاية قبلته وشكرته بعد أن قدمها بالكثير من المبالغة التي اعتبرتها ضرورية في عالم التقليد.

جميل جديد سيمون أسمر، لكن بصراحة لم يعد لدي المشاهير العرب جديد يقولونه علي الشاشات. هم يكررون ذاتهم، وربما يكون في الاعادة افادة.

اين المال للسهر؟

لم ينجح أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسي في جمع المعارضة والموالاة الي طاولة واحدة في لبنان، لكن برنامج سجال للزميلة رابعة الزيات تمكن من جمع العقلين اللذين يديران الحملة الاعلانية لكلا الطرفين وهما طوني حرب من المعارضة وابراهيم عيد من الموالاة، وكان سجالا ديمقراطيا حضاريا ليس موجوداً لدي السياسيين بالحد الأدني.

الزائر الي لبنان يلاحظ علي طرقاته منذ ما بعد الأول من كانون الأول الماضي لوحات تقول أحب الحياة حيث كلمة حب تم استبدالها بالقلب الأحمر، وهذه الجملة توزعت علي اللوحات الاعلانية باللغات العربية والفرنسية والانكليزية، كذلك تم توزيع جملة بدنا نعيش . في الأيام الأولي جري توقيع تلك الحملة باسم الانتفاضة الثانية ولاحقاً أزيل هذا التبني وصارت تلك الحملة كالطفل غير الشرعي من دون انتماء. الواضح أن تلك الحملة أرادت وصم المعارضة بأنها تمجد ثقافة الموت، ليس جميعا بل حزب الله بالتحديد. لم يطل الأمر حتي ظهرت حملة المعارضة مستفيدة من الشعار نفسه بدنا نعيش بكرامة، بلا ديون، بلبنان بشرف وهلم جراً. لكن هذه الحملة كانت موقعة بألوان الأعلام التي شكلت قوس قزح المعارضة.

سجال ساجل الطرفين في الحملة الاعلانية بكل روح حضارية. منسقا الحرب الاعلانية ـ الشوارعية تقابلا وجهاً لوجه وتساجلا. حيث أضافا روحاً من الديمقراطية علي الحدث السياسي الساري المفعول منذ كانون الأول الماضي بعيداً عن الديمقراطية والحضارة خاصة في يومي 23 و25 كانون الثاني حين سقط ضحايا، وتحول لبنان الي ساحات قتال وحواجز.

حملة اعلانية حضارية، وشارع مضغوط بكل أنواع الحقد والضغينة، وسياسيون يتبنون شعار بعد حماري ما ينبت حشيش ، ومع ذلك تتابع الحملة الاعلانية الثانية للموالاة القول بدي اسهر، وبدي روح ع الشغل . فأين المال للسهر وأين العمل للذهاب اليه؟

? صحافية من لبنان

[email protected]

*القدس العربي

التعليقات