تلفزيون الواقع.. سحره ينقلب على الساحر

غزة-دنيا الوطن
دخلت إلى منزل الأخ الكبير «ذا بيغ براذر» عام 2002 وبدت إنسانة بسيطة وساذجة تنقصها أبسط المعلومات العامة، وينقصها الادب وكيفية التحدث مع الآخرين وخرجت منه محتلة المرتبة الرابعة، لكنها حققت شهرة واسعة، غالبا ما تكتب لمن يحل في المرتبة الاولى.
هي جايد غودي التي تصدر اسمها صفحات الجرائد والمجلات الغربية والعربية والهندية بعد الفضيحة العنصرية التي طالتها إبان مشاركتها الثانية في برنامج الأخ الأكبر بنسخته الخاصة بالمشاهير مؤخرا في لندن، ووقف لها القدر بالمرصاد، فكان نصيبها أن البيت الذي صنعها حطمها.
من المعروف عن الاعلام أنه سيف ذو حدين، ولا سيما تلفزيون الواقع الذي يغزو الشاشات العالمية في برامج فنية وترفيهية، إنه تلفزيون يلفه الخطر وقد يودي بسمعة المشاركين وبإمكانه تحطيم المشترك أو المس بسمعته وذلك لأنه يضع المشتركين تحت ضغط نفسي من خلال تسليط الكاميرات عليهم على مدار الساعة، بما فيها وقت نومهم، ما يجعل منهم ما يشبه القطط في قفص صغير يتشاجرون ويضجرون وينسون أنهم مراقبون فيتصرفون بعفوية زائدة، وتزيد المشكلة تعقيدا عندما تتدخل عملية المونتاج وحذف المشاهد وتجميع بعضها الآخر ما يؤدي إلى تأجيج المشاكل التي لا بد أن تحصل داخل البيت، وهذا ما يرجوه القائمون على إدارة مثل تلك البرامج التي تعتبر المشاجرات الساخنة فيها سر نجاحها.
ففي حالة جايد غودي، يمكن القول بأن تلفزيون الواقع رمى بها مجددا إلى المكان التي أتت منه وجردها من نعمة الشهرة التي دامت 3 سنوات جنت خلالها ثروة تقدر بـ8 ملايين جنيه إسترليني، ولم يرحمها في مغامرتها الثانية في البيت بعد أن عادت إليه لتشارك بصفة النجمة المشهورة، فالمشاجرات الحادة التي جرت بينها وبين الفائزة الممثلة الهندية شيلبا شيتي والتي وصفت بالعنصرية، لم تكن نتائجها حميدة على غودي بعد أن أصبحت بذلك الشخص الأكثر كرها في بريطانيا وانتهى بها المطاف بأن تنقل إلى مصح «برايوري» الذي يداوي المدمنين على المخدرات والمحبطين نفسيا إذ تعاني من أزمة نفسية حادة جدا قد تؤدي بها الى الانتحار.
خلال 3 سنوات من الشهرة انتجت غودي عطرها الخاص تحت اسم Shhالذي تصدر قائمة مبيعات العطور العام الماضي، وقامت بنشر كتاب خاص بها يروي قصة حياتها تحت اسم My Autobiographyوجنت الكثير من الاموال أيضا لقاء ظهورها على شاشات التلفزيون ومقابلات صحافية، إلى جانب فيلم تؤدي فيه التمارين الرياضية وعامود أسبوعي لها في مجلة «ناو» البريطانية، استقرت لاحقا بأنها تعطي الافكار فقط، ويقوم فريق من الصحافيين بالكتابة والصياغة، وأصبحت بالتالي رمز الفتاة البريطانية الفقيرة، المتحدرة من عائلة مفككة (من أب من أصول افريقية مسجون بتهمة الاتجار بالمخدرات، وأم مثلية الجنس ومتعددة العلاقات)، تعبت من أجل أن تصبح إمرأة معروفة بعد أن كانت تعمل في أحد صالونات تزيين الشعر. غير أن جايد قضت على نفسها وعلى مستقبلها العملي بعد أن دخلت بيت الأخ الكبير من جديد، لتشارك فيه هذه المرة كونها نجمة شهيرة، وعلى الرغم من الثروة الطائلة التي تملكها أثبتت غودي للعالم كله، بأن المال لا يصنع الاخلاق ولا يساهم في غناء الفكر والروح، فسرعان ما ذاب الثلج عن تلك الشخصية المفبركة التي غشت المعجبين بها، وبعد أيام من مشاركتها كشفت النقاب عن الشخصية العدوانية التي لم تغيرها الملايين للأفضل.لا بل أثبتت مرة جديدة عبر هذه المشاركة بأنها لا تزال إنسانة جاهلة لا تتقن أبسط الأمور.
فبعد الزوبعة الاعلامية التي أحدثتها غودي في «بيغ بروذر المشاهير» خسرت العديد من العقود، فسحبت جميع زجاجات العطر التي تحمل اسمها من كل المحلات، وتم فسخ العقود مع المؤسسات الخيرية، وتم إلغاء جميع العقود التلفزيونية التي كانت بانتظارها، وتم إغلاق صالون التجميل الذي كانت تملكه من دون إعطاء أي أسباب واضحة.
وفي جملة ردود الفعل على ما حصل لجايد وعن الاتهامات التي طالتها قال الخبير الأشهر في العلاقات العامة ماكس كليفورد، إن جايد تواجه اليوم أصعب تحد في سبيل إنقاذ مستقبلها، قائلا «يا لها من سخرية، البرنامج الذي صنعها بإمكانه تدميرها»، وعلق عمدة لندن كين ليفينغستون «سعدت جدا بفوز الهندية شيلبا شيتي، الذي أنقذ العلاقات البريطانية الهندية، إذ تعتبر الهند ثاني أكبر دولة مستثمرة في بريطانيا بعد الولايات المتحدة»، وكان للصحافية ومذيعة التلفزيون لورين كيلي رأيها في الموضوع حيث قالت «دعها تعود إلى الظلمة من جديد (بالاشارة إلى جايد) وكفانا احتفالا بالحماقة والجهل».
يشار إلى أن إدارة تلفزيون القناة الرابعة البريطانية التي تبث البرنامج لم تعلق على الموضوع بعد خروج غودي من البرنامج، ولم تحمها من الاتهامات، ولم تنبهها الى تصرفاتها أثناء تواجدها في البيت، بل وقف المنتجون يتفرجون ويؤججون المشكلة التي وقعت بينها وبين شيتي من خلال القيام بالتركيز على المشاهد التي صورت جايد على أنها عنصرية.
ويبقى القول إنه يجب الانتظار لما تخبئه الايام لغودي بعد مرور هذه الأزمة العاصفة بها، ففي حين يرى كثيرون بأن البيت الذي صنعها دمرها يرى آخرون، بأن الكثير من المشاهير يستفيدون من الفضائح التي تطالهم، لا بل تساعد في تعزيز مسيرتهم العملية مثلما حصل مع العارضة البريطانية العالمية كيت موس بعد فضيحة تعاطيها المخدرات، حيث ازداد الطلب عليها وتصدرت صورتها اعلانات الكثير من الماركات العالمية. وهناك الكثير من الأمثلة المشابهة، فتجري حاليا في الأوساط اللندنية الكثير من الأقاويل التي ترجح انضمام شيتي إلى مدير أعمال غودي للقيام بعمل مشترك بينهما.
وبالنهاية لا يسعنا القول إلا أن تلفزيون الواقع نور ونار، نور تبصر من خلاله الشهرة ونار تكوي من لا يحافظ على أمانة وشرف المهنة ومسؤولية الشهرة.
دخلت إلى منزل الأخ الكبير «ذا بيغ براذر» عام 2002 وبدت إنسانة بسيطة وساذجة تنقصها أبسط المعلومات العامة، وينقصها الادب وكيفية التحدث مع الآخرين وخرجت منه محتلة المرتبة الرابعة، لكنها حققت شهرة واسعة، غالبا ما تكتب لمن يحل في المرتبة الاولى.
هي جايد غودي التي تصدر اسمها صفحات الجرائد والمجلات الغربية والعربية والهندية بعد الفضيحة العنصرية التي طالتها إبان مشاركتها الثانية في برنامج الأخ الأكبر بنسخته الخاصة بالمشاهير مؤخرا في لندن، ووقف لها القدر بالمرصاد، فكان نصيبها أن البيت الذي صنعها حطمها.
من المعروف عن الاعلام أنه سيف ذو حدين، ولا سيما تلفزيون الواقع الذي يغزو الشاشات العالمية في برامج فنية وترفيهية، إنه تلفزيون يلفه الخطر وقد يودي بسمعة المشاركين وبإمكانه تحطيم المشترك أو المس بسمعته وذلك لأنه يضع المشتركين تحت ضغط نفسي من خلال تسليط الكاميرات عليهم على مدار الساعة، بما فيها وقت نومهم، ما يجعل منهم ما يشبه القطط في قفص صغير يتشاجرون ويضجرون وينسون أنهم مراقبون فيتصرفون بعفوية زائدة، وتزيد المشكلة تعقيدا عندما تتدخل عملية المونتاج وحذف المشاهد وتجميع بعضها الآخر ما يؤدي إلى تأجيج المشاكل التي لا بد أن تحصل داخل البيت، وهذا ما يرجوه القائمون على إدارة مثل تلك البرامج التي تعتبر المشاجرات الساخنة فيها سر نجاحها.
ففي حالة جايد غودي، يمكن القول بأن تلفزيون الواقع رمى بها مجددا إلى المكان التي أتت منه وجردها من نعمة الشهرة التي دامت 3 سنوات جنت خلالها ثروة تقدر بـ8 ملايين جنيه إسترليني، ولم يرحمها في مغامرتها الثانية في البيت بعد أن عادت إليه لتشارك بصفة النجمة المشهورة، فالمشاجرات الحادة التي جرت بينها وبين الفائزة الممثلة الهندية شيلبا شيتي والتي وصفت بالعنصرية، لم تكن نتائجها حميدة على غودي بعد أن أصبحت بذلك الشخص الأكثر كرها في بريطانيا وانتهى بها المطاف بأن تنقل إلى مصح «برايوري» الذي يداوي المدمنين على المخدرات والمحبطين نفسيا إذ تعاني من أزمة نفسية حادة جدا قد تؤدي بها الى الانتحار.
خلال 3 سنوات من الشهرة انتجت غودي عطرها الخاص تحت اسم Shhالذي تصدر قائمة مبيعات العطور العام الماضي، وقامت بنشر كتاب خاص بها يروي قصة حياتها تحت اسم My Autobiographyوجنت الكثير من الاموال أيضا لقاء ظهورها على شاشات التلفزيون ومقابلات صحافية، إلى جانب فيلم تؤدي فيه التمارين الرياضية وعامود أسبوعي لها في مجلة «ناو» البريطانية، استقرت لاحقا بأنها تعطي الافكار فقط، ويقوم فريق من الصحافيين بالكتابة والصياغة، وأصبحت بالتالي رمز الفتاة البريطانية الفقيرة، المتحدرة من عائلة مفككة (من أب من أصول افريقية مسجون بتهمة الاتجار بالمخدرات، وأم مثلية الجنس ومتعددة العلاقات)، تعبت من أجل أن تصبح إمرأة معروفة بعد أن كانت تعمل في أحد صالونات تزيين الشعر. غير أن جايد قضت على نفسها وعلى مستقبلها العملي بعد أن دخلت بيت الأخ الكبير من جديد، لتشارك فيه هذه المرة كونها نجمة شهيرة، وعلى الرغم من الثروة الطائلة التي تملكها أثبتت غودي للعالم كله، بأن المال لا يصنع الاخلاق ولا يساهم في غناء الفكر والروح، فسرعان ما ذاب الثلج عن تلك الشخصية المفبركة التي غشت المعجبين بها، وبعد أيام من مشاركتها كشفت النقاب عن الشخصية العدوانية التي لم تغيرها الملايين للأفضل.لا بل أثبتت مرة جديدة عبر هذه المشاركة بأنها لا تزال إنسانة جاهلة لا تتقن أبسط الأمور.
فبعد الزوبعة الاعلامية التي أحدثتها غودي في «بيغ بروذر المشاهير» خسرت العديد من العقود، فسحبت جميع زجاجات العطر التي تحمل اسمها من كل المحلات، وتم فسخ العقود مع المؤسسات الخيرية، وتم إلغاء جميع العقود التلفزيونية التي كانت بانتظارها، وتم إغلاق صالون التجميل الذي كانت تملكه من دون إعطاء أي أسباب واضحة.
وفي جملة ردود الفعل على ما حصل لجايد وعن الاتهامات التي طالتها قال الخبير الأشهر في العلاقات العامة ماكس كليفورد، إن جايد تواجه اليوم أصعب تحد في سبيل إنقاذ مستقبلها، قائلا «يا لها من سخرية، البرنامج الذي صنعها بإمكانه تدميرها»، وعلق عمدة لندن كين ليفينغستون «سعدت جدا بفوز الهندية شيلبا شيتي، الذي أنقذ العلاقات البريطانية الهندية، إذ تعتبر الهند ثاني أكبر دولة مستثمرة في بريطانيا بعد الولايات المتحدة»، وكان للصحافية ومذيعة التلفزيون لورين كيلي رأيها في الموضوع حيث قالت «دعها تعود إلى الظلمة من جديد (بالاشارة إلى جايد) وكفانا احتفالا بالحماقة والجهل».
يشار إلى أن إدارة تلفزيون القناة الرابعة البريطانية التي تبث البرنامج لم تعلق على الموضوع بعد خروج غودي من البرنامج، ولم تحمها من الاتهامات، ولم تنبهها الى تصرفاتها أثناء تواجدها في البيت، بل وقف المنتجون يتفرجون ويؤججون المشكلة التي وقعت بينها وبين شيتي من خلال القيام بالتركيز على المشاهد التي صورت جايد على أنها عنصرية.
ويبقى القول إنه يجب الانتظار لما تخبئه الايام لغودي بعد مرور هذه الأزمة العاصفة بها، ففي حين يرى كثيرون بأن البيت الذي صنعها دمرها يرى آخرون، بأن الكثير من المشاهير يستفيدون من الفضائح التي تطالهم، لا بل تساعد في تعزيز مسيرتهم العملية مثلما حصل مع العارضة البريطانية العالمية كيت موس بعد فضيحة تعاطيها المخدرات، حيث ازداد الطلب عليها وتصدرت صورتها اعلانات الكثير من الماركات العالمية. وهناك الكثير من الأمثلة المشابهة، فتجري حاليا في الأوساط اللندنية الكثير من الأقاويل التي ترجح انضمام شيتي إلى مدير أعمال غودي للقيام بعمل مشترك بينهما.
وبالنهاية لا يسعنا القول إلا أن تلفزيون الواقع نور ونار، نور تبصر من خلاله الشهرة ونار تكوي من لا يحافظ على أمانة وشرف المهنة ومسؤولية الشهرة.
التعليقات