رئيس جماعة علماء العراق الشيخ الهميم: الأكراد يطالبون بنصف العراق

عمان-دنيا الوطن- شاكر الجوهري
الأعظمية ستظل سنية والكاظمية ستظل شيعية حتى لو تقاتل العراقيون مائة عام..! هذا المنطق..بل قل هذا الدرس المستفاد من تجارب التاريخ، وآخرها تجربة الحرب الأهلية اللبنانية، هو ما يحكم العقلية التي تقف وراء تشكيل جماعة علماء العراق برئاسة الشيخ عبد اللطيف الهميمي، والتي تضم رجال دين سنة وشيعة، كما أن حوارات تجري بينها وبين رجال دين أكراد.
وانطلاقا من الدرس اللبناني، يطالب الشيخ الهميمي في هذا الحوار العرب بالعمل على عقد مؤتمر عربي على غرار مؤتمر الطائف الذي عقدوه لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما، ليحقنوا في هذه المرة دماء العراقيين.
الدرس اللبناني بالغ الأهمية، ولذا، فإن مطالبة الأكراد بنصف العراق، ومن زاخو في أقصى الشمال، إلى الكوت جنوب بغداد، تفرز فقط منطقا براغماتيا همه الأساس الحفاظ على وحدة العراقيين والعراق، وذلك عبر تقديم تنازلات يسميها بالمؤلمة.
في اطار هذه التنازلات يعلن الشيخ الهميم الموافقة على بقاء رئيس كردي للعراق، ورئيس وزراء شيعي..ويقول إنه لا تحفظات لديه على الأشخاص، بمن في ذلك جواد المالكي رئيس الوزراء الحالي، وإنما التحفظات هي على السياسات. وفي المقابل مطلوب من الآخرين الإقرار بدور السنة في العملية السياسية، وتنازل الأكراد عن الأرض التاريخية المشار إليها.
ولأن وحدة العراق والعراقيين هي الأساس، يمتنع الشيخ الهميم عن التعليق على اعدام صدام حسين لأنه لا يريد أن ينكأ الجرح.
هنا نص الحوار:
• لماذا جماعة علماء العراق..؟
ـ حقيقة أن الظرف الصعب الذي يمر به العراق بعد 47 شهرا من الإحتلال الأميركي، جعلنا نرى أنه من الضروري أن نؤسس جماعة علماء العراق. وهذه الضرورة تقتضيها المرحلة، وبالتالي هي ضرورة دينية وسياسية وأخلاقية.
البلد يسير نحو منزلق خطر جدا..نحو الفتنة الطائفية والمذهبية، وبالتالي هو سائر نحو المجهول، وأصبح على شفير الهاوية. وأنا أعتقد أنه ما لم يقم العقلاء الراشدون بصياغة خطاب عراقي جامع لكل مكونات الشعب العراقي، لن يخرج البلد من أزمته ومحنته. وهذا الخطاب السياسي الجامع يجب أن يتميز بأن يحتوي على المفاصل الأساسية لأن يكون خطابا عاقلا ورشيدا، وبمقاربات سياسية عاقلة ورشيدة.
الهدف الرئيس لهذه الجماعة يتحدد في التالي:
أولا: السعي للوصول إلى تحقيق السلم الأهلي والتعايش المشترك بين مختلف الطوائف ومكونات المجتمع العراقي، وبأدوات ووسائل ممكنة التطبيق.
ثانيا: إنهاء الإحتلال بكافة الوسائل المشروعة.
ثالثا: حرمة الدم المسلم، والدم العراقي..أيا كان انتماءه المذهبي أو الديني، لأننا نعتقد أن هذه الحرمة واجبة شرعا، وبالتالي نعتقد أن قتل المسلمين والعراقيين هو خروج على الملة، لأن هذا الحكم مما علم من الدين بالضرورة.
رابعا: اعتماد الوسطية منهجا ومنهاجا..منهجا في العمل والسلوك، وفي الأداء السياسي، ومنهاجا في رسم السياسات.
خامسا: اعادة تأهيل الوعي العراقي بنقله من ثقافة الفوضى إلى ثقافة النظام، ومن ثقافة التكفير إلى ثقافة التفكير.
سادسا: تجديد الفكر الإسلامي للوصول بالفقه الإسلامي إلى الإستجابة لتطورات العصر واستيعابها.
• نفهم من ذلك أن التكفيريين لا فكر لهم..؟
ـ بالتأكيد..هو فقه جديد على المجتمع الإسلامي..بل هو فكر قديم جديد..هو فقه الخوارج الذي اعتمد التكفير منهجا للوصول إلى اغراضه واهدافه السياسية. هو فقه يطل علينا الآن في ثوب جديد.
نحن نعتقد أن منهج الوسطية هو المنهج الديني السليم، وإذا اعتمدت الوسطية من خلال قوانينها الثلاثة..الإدراك الحضاري باعتباره مدخلا عقليا، والإستيعاب الحضاري باعتباره مدخلا سلوكيا، والوعي الحضاري..نستطيع أن نبني مجتمعا متماسكا قادرا على مواجهة الأحداث، وعلى بناء الأمة والدولة.
اسباب تشكيل الجماعة
• هذه هي الأهداف، فماذا عن الأسباب..؟
ـ الأسباب عديدة. هناك ضرورات سياسية. نحن نعتقد أن مقتضيات المرحلة تستدعي ظهور هذه الجماعة، مع غياب خطاب ديني وسطي معتدل..خطاب عاقل ورشيد ومقاربات عاقلة ورشيدة.
كل أو أغلب ما هو مطروح هو مشاريع مذهبية وطائفية، وليست مشاريع وطنية. نحن نعتقد أنه بات ضروريا أن يصبح هناك مشروع وطني جامع يمثل أغلبية الشعب العراقي الصامتة التي لم تتكلم. ونحن ندعو كل العراقيين لأن يفكروا بصوت عال، ولأن نصرخ جميعا بأعلى صوتنا مطالبين بإنهاء ووقف نزيف الدم الذي وصل إلى غرف نومنا.
• ماذا تمثلون، وما هو عددكم..؟
ـ نحن نمثل القوى الفاعلة والمؤثرة، أو جزءا كبيرا منها في الساحة العراقية، بدلالة أن عدد المنتمين لجماعة علماء العراق تجاوز الخمسمئة عالم معظمهم من الأكاديميين والشخصيات المرموقة في المجتمع العراقي.
ونحن نمثل تيارا فاعلا في الساحة العراقية. ومعظم المنتمين للجماعة، وبنسبة 95 بالمئة، يقيمون داخل العراق، وليس خارج العراق.
• تمتنعون عن اعلان الأسماء، بما في ذلك النسب التي تتشكل منها الجماعة من بين مكونات المجتمع العراقي، فكيف يمكن في عهد بات فيه الشك هو سيد الموقف، أن يصدق المجتمع أنكم تمثلونه..؟
ـ لقد تم الإعلان عن تشكيل الجماعة علنا، ونقلت ذلك الفضائيات العراقية، من بغداد ومن البصرة. وقد رأى الناس الحضور الكبير في البصرة، كما أن القيادات التي تعمل في مكتبي بغداد والبصرة اسماءها معلنة، وكذلك رؤساء الفروع والطواقم العاملة معهم، إلا أنه لمقتضيات الأمن وضروراته، حيث أننا نعيش في ظروف صعبة، لا نعلن عن كل الأسماء، خاصة الأسماء المهمة التي نعتقد أنها قد تستهدف في أي مرحلة من المراحل من قبل جهات متطرفة، أو غير مسؤولة.
أما فيما يتعلق بالنسب، فنحن نرفض اعلانها لأننا لا نريد العودة إلى المحاصصة الطائفية، ونحن نعلن أن جماعة علماء العراق مفتوحة لكل من يتطابق معها في خطابه، ولو في الحد الأدنى..هي جماعة مفتوحة لا تمارس الإقصاء، ولا تتطلع إلى شيئ من غرض الدنيا، وإنما هي تتطلع إلى بناء عراق واحد موحد مزدهر..ارضا وشعبا وسيادة.
• من يدير مكتبكم في بغداد، ومكتبكم في البصرة..؟
ـ الذي يدير مكتبنا في بغداد هو الشيخ الدكتور حسين مصطفى خضير الجبوري، ومعه طاقم من اخوته وزملائه. وفي البصرة يدير مكتبنا الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا ومعه طاقم. وسيتم الإعلان قريبا عن فتح فروع في الفلوجة والأنبار وديالى والموصل.
وكما قلت لك، لقد بلغ عدد المنتمين للجماعة أكثر من خمسمئة شخصية، وستجد أن هذا العدد في مرحلة من المراحل أصبح أكثر من هذا العدد بكثير.
• هل تعتقد أن عملا يضم أكثر من خمسمئة رجل دين لهم أتباع ومريدين، ويتم من خلال مكاتب علنية يمكن التكتم على اسماء رموزه..؟
ـ هو ليس عملا سريا. بالعكس نحن نعمل تحت ضوء الشمس، ولن نعمل فوق القانون. هذا مهم جدا وجوهري.
• أي قانون..؟
ـ لن نعمل فوق متطلبات الشريعة الإسلامية والقانون الذي يجرم القتل على الهوية والتدمير. لكن البلد يعيش الآن حالة هرج ومرج على المستوى الأمني.
أنت تعلم أن هناك الآن في العراق من لديه حمايات مسلحة كبيرة جدا لا يستطيع التنقل بين حي وآخر..بين شارع وآخر.
لذا، وحفاظا على هذه النخبة، نحن لن نعلن كل الأسماء، لكن كل الأسماء سيعلن عنها ذات يوم.
هيئة قيادية ومؤتمر قريب
• هل شكلتم هيئة قيادية للجماعة..؟
ـ بالتأكيد..يوجد مجلس تنفيذي، ومجلس افتاء. المجلس التنفيذي يتشكل من 17 شخصية، ومجلس الإفتاء يتشكل من 15 شخصية. وسنعلن قريبا جدا الأسماء التي يمكن اعلانها، وذلك في مؤتمر سيعقد خارج العراق..وربما يعقد في الأردن.
• أنت الآن على رأس المجلس التنفيذي. من على رأس مجلس الإفتاء..؟
ـ سيعلن إسمه حال انتخابه من قبل مؤتمر سنعقده للمجلس التنفيذي.
• أين سيعقد..؟
ـ ربما في الأردن، أو في أي بلد آخر يقبل استضافتنا.
• هل حصلتم على موافقة مسبقة من الجهات الرسمية في الأردن على الإعلان عن تأسيس الجماعة..؟
ـ الإعلان تم في العراق. ما نقوم به في الأردن هو نشاط اعلامي.
• هل توجد موافقة رسمية اردنية على نشاطكم داخل الأردن..؟
ـ حتى الآن لم نحصل على الموافقة، وسنطلبها.
• ما هي النشاطات التي يقوم بها مكتباكما في بغداد والبصرة..؟
ـ المكاتب تقوم الآن بترتيب امورها..هناك مكتب سياسي ومكتب للعلاقات الخارجية، ومكاتب أخرى للمرأة والشباب ورجال الأعمال والعشائر. العمل منصب الآن على بناء القواعد. يضاف إلى ذلك مجموعة أخرى من الأنشطة من بينها متابعة موضوع المدارس الدينية والأنشطة الثقافية..سيكون لها برنامج كامل.
• الإطار التنظيمي الذي تتحدث عنه يوحي بأنكم بصدد انشاء تنظيم سياسي بمسمى ديني..؟
ـ لا..لا.. هذه مؤسسة دينية سياسية اجتماعية مستقلة..عراقية الراية والقلب واليد واللسان. وهذا مهم جدا وجوهري.
• تحدثت قبل قليل عن انهاء الإحتلال بمختلف الوسائل المشروعة..
ـ حيثما وجد احتلال وجدت مقاومة، إلا أنه يجب علينا التفريق بين المقاومة والإرهاب. هناك ارهاب مأجور، وهناك مقاومة وطنية شريفة.
• هل رخصت الحكومة العراقية مكتباكما في بغداد والبصرة..؟
ـ افتتح المكتبان بعلم ودراية الحكومة، لأن مؤتمرا عقد في البصرة.
• السؤال يبحث عن حصولكم على ترخيص أو موافقة على فتح المكاتب، لا الإطلاع على خبر افتتاحها عبر وسائل الإعلام..؟
ـ قانون الأحزاب لم يصدر حتى الآن.
• تقول إنكم لستم حزبا..؟
ـ الجماعة سجلت في سجل منظمات المجتمع المدني.
هيئة علماء المسلمين
• بم تتميزون عن هيئة علماء المسلمين برئاسة الشيخ حارث الضاري..؟
ـ أنا لست بصدد المقارنة بيننا وبين هيئة علماء المسلمين.
علاقتنا مع الهيئة وغيرها ليست علاقة تبادلية. نحن نتعامل مع الإيجابيات في كل القوى الوطنية الخيرة، ونقف إلى جانبها كتفا بكتف.
نحن لسنا بصدد علاقة تبادلية، وإنما بصدد علاقة تكاملية. نحن جزء من المجتمع العراقي، ومن حراكه..هدفنا أن نكون جزءا فاعلا إلى أعلى، وليس هابطا إلى أسفل.
• دعني اقول لك أحد الفوارق بينكم وبين هيئة علماء المسلمين..هم يعملون في اطار سني، وأنتم تعملون في في صفوف المنتمين لكل المذاهب دون تفريق..؟
ـ بالتأكيد، ونحن حقيقة نسعى لأن نكون عنصرا ايجابيا في محاربة الفتنة الطائفية والمذهبية. أكثر ما يهم هذه المؤسسة هو أن نجلس جميعا على طاولة الحوار..وأن نحدد ما نريد. على العراقيين أن يجلسوا مع انفسهم قبل أن يجلسوا مع غيرهم لتحديد ما يريدون، لأننا نعتقد يقينا أننا قد نقتتل لمئة عام مقبلة، لكننا بعد ذلك سيجلس اثنان منا على الطاولة..احدهما شيعي والآخر سني، وحينها ستبقى الأعظمية سنية، والكاظمية شيعية.
إذا كان هذا هو منطق الأشياء، وهذه هي سيرورة التاريخ واستقرائه، وأن أحدا لن يستطيع الغاء الآخر، فلم لا نجلس الآن على الطاولة دونما حاجة لانتظار مئة عام مقبلة تسفك فيها الدماء دون أن يتمكن أحد من انهاء وجود الآخر.
هذا أهم ما نهدف إليه.. الجلوس على طاولة واحدة وإجراء حوار هادف وبناء بنوايا مخلصة، برغم ايماننا العميق بأن النوايا الحسنة ليست كافية وحدها في هذه المرحلة، وإنما المطلوب هو الفعل المؤمن الجريئ في ظرفه وحينه.
أنا لست بصدد المقارنة. نحن لم نكن يوما جزءا من هيئة علماء المسلمين.
• هل حاولتم أن تكونوا وإياهم كلا واحدا..؟ ليس معقولا أنكم لا تعرفون بعضكم بعضا..
ـ نحن اصدقاء وزملاء..
• وابناء محافظة واحدة..
ـ صحيح..
• الذي يريد أن يوحد العراق، هل يعقل أن لا يفكر في توحيد أداة توحيد العراق..؟
ـ بالتأكيد..نحن نعتقد يقينا أن هذا واجب ومطلوب في هذه المرحلة، وفي المراحل التالية..أن تتوحد جميع الجهود. لكن لكل واحد رؤيته ومنهجه وأدواته ووسائله.
• بم تتميزون عنهم في الرؤيا والمنهج والأدوات والوسائل..؟
ـ هذا سؤال آخر..نحن لسنا بصدد المقارنة مع أي هيئة أو جهة أخرى. نحن نسعى لتحقيسق اهدافنا بأدوات ووسائل ومناهج ورؤى وتخطيط، لأننا نعرف ماذا نريد.
• قلت أنكم تمثلون أغلبية الشعب العراقي..
ـ لم أقل أغلبية..قلت نمثل جزءا كبيرا من القوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع العراقي.
• مذا تمثل الحكومة العراقية المنبثقة عن مجلس النواب..؟
ـ هي أيضا تمثل طيفا واسعا من العراقيين. ما يميزنا أننا نتعامل بواقعية. الحكومة تمثل قوى موجودة في المجتمع العراقي، ولذلك نقول يجب أن نجلس على الطاولة لنحدد ما نريد. ولنحدد بعناية توافقات ممكنة ومعقولة تحقق ما تريده مختلف الأطراف.
العراق لا يمكن أن تكون فيه دولة إلا من خلال توافقات، والتوافقات كما تعلم تبنى على تسويات. وفي التسويات السياسية، كما هو الشأن في كل التسويات، لا تستطيع الوصول إلى حقوقك بنسبة مئوية كاملة.
بالتأكيد أن التسويات السياسية تصل بنا إلى حقوقنا المعقولة والممكنة، وذلك عبر تنازل كل طرف عما يعتقد أنه حق له.
من أجل بناء دولة يجب أن يتحقق عنصران اساسان ورئيسان اولهما ـ وهذا مهم جدا ـ أن تكون هناك ارادة ورغبة حقيقية وجدية للوصول إلى تسوية..وثانيهما أن تؤسس هذه الرغبة والإرادة لتقديم استحقاقات التقارب والتوحد..ربما يكون فيها تنازلات مؤلمة من كل الأطراف..وبالتالي ما لم نقدم تنازلات حقيقية ومؤلمة، لا نستطيع الوصول إلى التوافق.
التنازلات المؤلمة
• ما هي التنازلات المؤلمة التي تبدون استعدادكم لتقديمها..؟
ـ كل الأطراف يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات مؤلمة.
نحن من جهتنا يجب أن نقبل بوجود شركاء لنا في الوطن..وأن يكون لهم دور مهم وبارز في إدارة الدولة العراقية. وهم يجب أن يقبلوا كذلك بأن لا يأخذوا كل شيئ، وأن يعطوا شيئا لشركائهم في الوطن.
هذه هي التنازلات المؤلمة المطلوبة التي اقصدها.
نرضى أن نصل لتوافقات فيما يتعلق بموضوع الفدرالية في الشمال. يجب أن نقبل بحكم ذاتي بدرجة معينة للإخوة الأكراد في الشمال، وهم يجب عليهم ألا يطالبوا بأكثر مما يقرره الدستور الحالي لهم.
ما هو موجود الآن ليس فدرالية ولا كونفدرالية..بل هو أقل من ذلك..وبالتالي يجب أن يقدموا تنازلات حقيقية وجدية في سبيل أن تكون فدرالية من نوع معين، وهي الفدرالية المتعارف عليها في كل العالم.
ما هو موجود في الدستور الآن أكثر من فدرالية وأكثر من كونفدرالية. ويجب على الإخوة الأكراد أن يقدموا كذلك تنازلات في موضوع دولة كردستان التاريخية..لأن هذا يعني أن يأخذوا نصف العراق..وهذا غير ممكن. يجب أن يرضوا بالإقليم الكردي الموجود الآن، والذي يتشكل من محافظات اربيل والسليمانية ودهوك، وأن يكون لكركوك وضع مستقل آخر من حيث الإدارة.
ونحن يجب أن نوافق على اعطاء الإخوة الأكراد حقهم في ادارة الإقليم.
• تقول كردستان التاريخية تعني نصف العراق..ما حدودها..؟
ـ تشمل جزءا كبيرا من محافظة صلاح الدين، وجزءا كبيرا من محافظة ديالى، وتصل إلى حدود محافظة الكوت جنوب بغداد.
• هل يطالبون بهذا حاليا..؟
ـ بالتأكيد..هم يطالبون بكردستان التاريخية، ويطالبون بكركوك كجزء من الإقليم.
في سبيل أن نبني دولة، على جميع الأطراف أن تقدم تنازلات مؤلمة. حين تقدم تنازلات مؤلمة يجب على الطرف المقابل أن يقدم تنازلات مؤلمة أيضا.
• تشكيل دولة تمثل جميع مكونات الشعب العراقي هل يشترط الغاء قانون اجتثاث البعث ومشاركته في صياغة الدولة الجديدة..؟
ـ بالتأكيد..نحن لا نطالب فقط بإلغاء هذا القانون، وإنما نطالب بوجوب الغاء كافة القوانين التي تمارس الإستئصال والإقصاء على أسس ومعايير التمييز العرقي أو الطائفي والمذهبي.
ثم يجب اعادة النظر في هيكلية الجيش ليصبح جيشا محترفا، ولأن يدخل الجيش القديم في الجيش الجديد.
• هل من بين التنازلات المؤلمة أن تقبلوا برئيس جمهورية كردي ورئيس وزارء شيعي..؟
ـ بالتأكيد..نحن لا يهمنا من يحكم اطلاقا، وإنما كيف يحكم وبموجب أي برنامج.
• إذا يمكن استنتاج أنه ليست لديكم تحفظات على شخص جواد المالكي رئيس الوزراء..؟
ـ ولا على غيره. لدينا تحفظات على سياسات لا على أشخاص. نحن نريد دولة مؤسسات وقانون. ولذلك، نحن مع مشروع الدولة، لكننا لسنا مع مشروع السلطة، إلا إذا كان الأداء السياسي متميزا.
• لكن الحكومة التي قلت قبل قليل إنها تمثل طيفا واسعا من العراقيين رفضتم المشاركة في العملية السياسية التي انبثقت عنها، ثم رفضتم المشاركة في مشروع الحوار والمصالحة الوطنية الذي طرحته..
ـ يجب أن نفكر بواقعية وبدقة وموضوعية..بالتأكيد نحن مع مشروع الدولة..بناء الدولة، لكننا نفرق بين الدولة والسلطة.
الدولة دوما هي معطى متحضر، وقد تكون معطى متوحش. وبالتالي نحن مع مشروع الدولة التي تؤمن بمبدأ سيادة القانون وسيادة سلطات الدولة، وليس سيادة سلطان القبيلة أو الطائفة أو المذهب.
هذا هو ايماننا العميق بضرورة وجود دولة عراقية، لكننا في موضوع السلطة، نحن نفرق بين مستويين..بين سلطة متحضرة وسلطة متوحشة.
اعدام صدام حسين
• كيف ترى السلطة الحالية..متحضرة هي أم متوحشة..؟
ـ هذا سؤال الإجابة عليه تستدعي شرحا. نحن نعتقد أن السلطة الموجودة الآن تفتقر إلى الأداء السياسي المتوازن والعاقل والرشيد، وبالتالي نعتقد أن أهم وسيلة وأداء أن تؤمن السلطة، كما يجب على المحتل أن يؤمن أنه بعد تجربة 47 شهرا لن ينجح الحل العسكري ولا الحل الأمني. يجب علينا اللجوء لوسيلة أخرى هي الحل السياسي، الذي له ادواته ووسائله.
• هل وصلت الحكومة إلى هذه القناعة، كما وصلتم أنتم..؟
ـ لا أعلم..هذا سؤال يجب أن يوجه للحكومة.
• لكنك امتنعت عن محاورة الحكومة..؟
ـ نحن لم نمتنع عن محاورة أي جهة.
• دعيت للمشاركة في الحوارات التحضيرية داخل السفارة العراقية بعمان، تهيئة لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي إنعقد في بغداد، فلم تلب الدعوة..
ـ أعتقد أن من لديه الإستعداد لأن يجلس مع اطراف غير عراقية، يجب أن يكون لديه استعداد أكبر لأن يجلس مع شركائه في الوطن.
لا أعتقد هذا فقط، ولكن أعتقد أيضا أن الجلوس مع الشركاء في الوطن واجب وفرض قبل أن نجلس مع المحتل الغازي.
• هل جلست أنت مع المحتل الغازي..؟
ـ لم أجلس.
• ولا أحد من العلماء الذين شاركوك في تأسيس الجماعة..؟
ـ اطلاقا.
• الطريقة التي اعدم بها الرئيس صدام حسين هل كانت طريقة حضارية أم طريقة متوحشة..؟
ـ لا أريد أن أجيب على هذا السؤال حتى لا ننكئ الجرح.
• لكن الجرح منكوء..؟
ـ بالتأكيد، لكننا لا نريد المزيد من نكئ الجرح. نحن ندعو إلى إدارة حوار يجب أن يرفض الإقصاء والإستئصال وعمليات الإلغاء والقتل على الهوية، والذبح على أسس مذهبية وطائفية.
إذا اردنا الوصول إلى هذا الهدف، يجب أن يكون خطابنا متوازنا، وأن لا ننكئ الجراح.
العراق يحتاج إلى تقديم رسائل مطمئنة لمكونات شعبه.
رسائل تطمينات
• ما مضمون هذه الرسائل..؟
ـ نحن ندين القتل ايا كان مصدره وسببه..سواء قام به أو استهدف شيعة أو سنة.
القتل عمل مدان حرمه الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات. ليس فقط قتل المسلم، إنما الله حرم قتل النفس بصرف النظر عن دينها. يقول تعالى "ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها كأنما أحيا الناس جميعا"...ناهيك عن أن قتل المسلم بإجماع العلماء الفقهاء هو خروج عن الملة إذا قتله مستحلا..لأن الله حرم دم المسلم تحريما مطلقا في عديد من النصوص والآيات والأحاديث التي لا تقبل النقاش أو الجدل. وبالتالي نحن ندين قتل المسلمين أيا كان مصدر هذا القتل، وأيا كانت دوافعه.
لكن الواجب على النخب السياسية والقيادات الدينية وجوبا شرعيا أن تبعث رسائل مطمئنة، سواء كانت شيعية أو سنية..يجب أن ترسل رسائل متبادلة مطمئنة في سبيل أن يعي الشعب العراقي أنه بإزاء قيادات عاقلة ورشيدة تفهم ماذا تريد.
• هل بعثتم بمثل هذه الرسائل..؟
ـ بالتأكيد..خطابنا هذا هو خطاب لطمأنة كل العراقيين على اختلاف اتجاهاتهم وتياراتهم..نحن مع السلم الأهلي ومع التعايش المشترك.
• إلى جانب هذه الرسائل المطمئنة، كيف ستعملون على وقف الإقتتال والقتل على الهوية..؟
ـ بالتـأكيد نحن لا نملك عصا سحرية. لكن نحن، ومنذ فترة طويلة، نعمل على، وسنواصل العمل من أجل صناعة رأي عام رافض للقتل على الهوية.
• هل تعتزمون الإتصال مع الأطراف التي تمارس القتل، والعمل على عقلنتها..؟
ـ حيثما أمكن، ونعرف هذا، سنتصل مع الجهة التي تمارس هذه الممارسات. نحن نريد أن ندير حوارا هادفا وبناء مع كل الأطراف، لأننا نعتقد أنه ما لم ندر حوارا حقيقيا لن يخرج البلد من محنته.
• هناك اتهاماتتقول أن ايران تقف وراء المخطط الدموي في العراق..كيف تنظرون إلى المخططات والأهداف الإيرانية في العراق..؟ وهل يمكن التفاهم مع الأدوات الإيرانية في العراق، أم أنها مسلوبة الإرادة..؟
ـ نحن نعتقد أن العراق أصبح ساحة للصراعات الدولية والإقليمية..ونحن نرفض ذلك. الثمن في النهاية سيدفعه العراقيون، ولن يدفعه غيرنا. ولنا تجربة في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات..كانت تجربة قاسية ومريرة، ومع ذلك وصلنا في المحصلة النهائية إلى تسوية مع ايران.
نحن نعتقد أن الإقليم العربي مسؤول مسؤولية كاملة ومباشرة عن مساعدة العراقيين في صناعة مشروع وطني عراقي جامع، وأن تكون للعرب رؤية واحدة في هذا الإتجاه.
• ما هي المساعدة التي يمكن أن يقدمها العرب..؟
ـ أن يجمعوا الطيف العراقي. لماذا تحرك العرب وعقدوا مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان ، ومكن اللبنانيين بعد 15 سنة من الإقتتال من أن يعودوا لحياتهم الطبيعية.
• هل يمكن للعرب أن يمارسوا هذا الدور في العراق، وهم يحذروا وينذروا العالم من الخطر الشيعي..؟ هل يستطيعوا أن يحتووا جميع مكونات الشعب العراقي وهم يتخذون موقفا محذرا من أحد مكونات الشعب العراقي، ولا يتركونه فقط للحضن الإيراني، وإنما يدفعونه للإلتصاق به أكثر فأكثر.
ـ الرؤية العاقلة والرشيدة هي تلك التي تفكر بطريقة المصالح العليا للأمة والشعب العرقي، التي تكمن في وحدته وازدهاره. وإذا فكرنا بهذه الطريقة، أعتقد أنه ستكون لنا رؤيا واستراتيجية مختلفة عما تشير إليه.
نحن نعتقد أننا قد نذهب ضحية الصراعات الدولية والإقليمية، وفي هذه الحالة، الخاسر الأول والأخير هو الشعب العراقي.
الأعظمية ستظل سنية والكاظمية ستظل شيعية حتى لو تقاتل العراقيون مائة عام..! هذا المنطق..بل قل هذا الدرس المستفاد من تجارب التاريخ، وآخرها تجربة الحرب الأهلية اللبنانية، هو ما يحكم العقلية التي تقف وراء تشكيل جماعة علماء العراق برئاسة الشيخ عبد اللطيف الهميمي، والتي تضم رجال دين سنة وشيعة، كما أن حوارات تجري بينها وبين رجال دين أكراد.
وانطلاقا من الدرس اللبناني، يطالب الشيخ الهميمي في هذا الحوار العرب بالعمل على عقد مؤتمر عربي على غرار مؤتمر الطائف الذي عقدوه لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما، ليحقنوا في هذه المرة دماء العراقيين.
الدرس اللبناني بالغ الأهمية، ولذا، فإن مطالبة الأكراد بنصف العراق، ومن زاخو في أقصى الشمال، إلى الكوت جنوب بغداد، تفرز فقط منطقا براغماتيا همه الأساس الحفاظ على وحدة العراقيين والعراق، وذلك عبر تقديم تنازلات يسميها بالمؤلمة.
في اطار هذه التنازلات يعلن الشيخ الهميم الموافقة على بقاء رئيس كردي للعراق، ورئيس وزراء شيعي..ويقول إنه لا تحفظات لديه على الأشخاص، بمن في ذلك جواد المالكي رئيس الوزراء الحالي، وإنما التحفظات هي على السياسات. وفي المقابل مطلوب من الآخرين الإقرار بدور السنة في العملية السياسية، وتنازل الأكراد عن الأرض التاريخية المشار إليها.
ولأن وحدة العراق والعراقيين هي الأساس، يمتنع الشيخ الهميم عن التعليق على اعدام صدام حسين لأنه لا يريد أن ينكأ الجرح.
هنا نص الحوار:
• لماذا جماعة علماء العراق..؟
ـ حقيقة أن الظرف الصعب الذي يمر به العراق بعد 47 شهرا من الإحتلال الأميركي، جعلنا نرى أنه من الضروري أن نؤسس جماعة علماء العراق. وهذه الضرورة تقتضيها المرحلة، وبالتالي هي ضرورة دينية وسياسية وأخلاقية.
البلد يسير نحو منزلق خطر جدا..نحو الفتنة الطائفية والمذهبية، وبالتالي هو سائر نحو المجهول، وأصبح على شفير الهاوية. وأنا أعتقد أنه ما لم يقم العقلاء الراشدون بصياغة خطاب عراقي جامع لكل مكونات الشعب العراقي، لن يخرج البلد من أزمته ومحنته. وهذا الخطاب السياسي الجامع يجب أن يتميز بأن يحتوي على المفاصل الأساسية لأن يكون خطابا عاقلا ورشيدا، وبمقاربات سياسية عاقلة ورشيدة.
الهدف الرئيس لهذه الجماعة يتحدد في التالي:
أولا: السعي للوصول إلى تحقيق السلم الأهلي والتعايش المشترك بين مختلف الطوائف ومكونات المجتمع العراقي، وبأدوات ووسائل ممكنة التطبيق.
ثانيا: إنهاء الإحتلال بكافة الوسائل المشروعة.
ثالثا: حرمة الدم المسلم، والدم العراقي..أيا كان انتماءه المذهبي أو الديني، لأننا نعتقد أن هذه الحرمة واجبة شرعا، وبالتالي نعتقد أن قتل المسلمين والعراقيين هو خروج على الملة، لأن هذا الحكم مما علم من الدين بالضرورة.
رابعا: اعتماد الوسطية منهجا ومنهاجا..منهجا في العمل والسلوك، وفي الأداء السياسي، ومنهاجا في رسم السياسات.
خامسا: اعادة تأهيل الوعي العراقي بنقله من ثقافة الفوضى إلى ثقافة النظام، ومن ثقافة التكفير إلى ثقافة التفكير.
سادسا: تجديد الفكر الإسلامي للوصول بالفقه الإسلامي إلى الإستجابة لتطورات العصر واستيعابها.
• نفهم من ذلك أن التكفيريين لا فكر لهم..؟
ـ بالتأكيد..هو فقه جديد على المجتمع الإسلامي..بل هو فكر قديم جديد..هو فقه الخوارج الذي اعتمد التكفير منهجا للوصول إلى اغراضه واهدافه السياسية. هو فقه يطل علينا الآن في ثوب جديد.
نحن نعتقد أن منهج الوسطية هو المنهج الديني السليم، وإذا اعتمدت الوسطية من خلال قوانينها الثلاثة..الإدراك الحضاري باعتباره مدخلا عقليا، والإستيعاب الحضاري باعتباره مدخلا سلوكيا، والوعي الحضاري..نستطيع أن نبني مجتمعا متماسكا قادرا على مواجهة الأحداث، وعلى بناء الأمة والدولة.
اسباب تشكيل الجماعة
• هذه هي الأهداف، فماذا عن الأسباب..؟
ـ الأسباب عديدة. هناك ضرورات سياسية. نحن نعتقد أن مقتضيات المرحلة تستدعي ظهور هذه الجماعة، مع غياب خطاب ديني وسطي معتدل..خطاب عاقل ورشيد ومقاربات عاقلة ورشيدة.
كل أو أغلب ما هو مطروح هو مشاريع مذهبية وطائفية، وليست مشاريع وطنية. نحن نعتقد أنه بات ضروريا أن يصبح هناك مشروع وطني جامع يمثل أغلبية الشعب العراقي الصامتة التي لم تتكلم. ونحن ندعو كل العراقيين لأن يفكروا بصوت عال، ولأن نصرخ جميعا بأعلى صوتنا مطالبين بإنهاء ووقف نزيف الدم الذي وصل إلى غرف نومنا.
• ماذا تمثلون، وما هو عددكم..؟
ـ نحن نمثل القوى الفاعلة والمؤثرة، أو جزءا كبيرا منها في الساحة العراقية، بدلالة أن عدد المنتمين لجماعة علماء العراق تجاوز الخمسمئة عالم معظمهم من الأكاديميين والشخصيات المرموقة في المجتمع العراقي.
ونحن نمثل تيارا فاعلا في الساحة العراقية. ومعظم المنتمين للجماعة، وبنسبة 95 بالمئة، يقيمون داخل العراق، وليس خارج العراق.
• تمتنعون عن اعلان الأسماء، بما في ذلك النسب التي تتشكل منها الجماعة من بين مكونات المجتمع العراقي، فكيف يمكن في عهد بات فيه الشك هو سيد الموقف، أن يصدق المجتمع أنكم تمثلونه..؟
ـ لقد تم الإعلان عن تشكيل الجماعة علنا، ونقلت ذلك الفضائيات العراقية، من بغداد ومن البصرة. وقد رأى الناس الحضور الكبير في البصرة، كما أن القيادات التي تعمل في مكتبي بغداد والبصرة اسماءها معلنة، وكذلك رؤساء الفروع والطواقم العاملة معهم، إلا أنه لمقتضيات الأمن وضروراته، حيث أننا نعيش في ظروف صعبة، لا نعلن عن كل الأسماء، خاصة الأسماء المهمة التي نعتقد أنها قد تستهدف في أي مرحلة من المراحل من قبل جهات متطرفة، أو غير مسؤولة.
أما فيما يتعلق بالنسب، فنحن نرفض اعلانها لأننا لا نريد العودة إلى المحاصصة الطائفية، ونحن نعلن أن جماعة علماء العراق مفتوحة لكل من يتطابق معها في خطابه، ولو في الحد الأدنى..هي جماعة مفتوحة لا تمارس الإقصاء، ولا تتطلع إلى شيئ من غرض الدنيا، وإنما هي تتطلع إلى بناء عراق واحد موحد مزدهر..ارضا وشعبا وسيادة.
• من يدير مكتبكم في بغداد، ومكتبكم في البصرة..؟
ـ الذي يدير مكتبنا في بغداد هو الشيخ الدكتور حسين مصطفى خضير الجبوري، ومعه طاقم من اخوته وزملائه. وفي البصرة يدير مكتبنا الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا ومعه طاقم. وسيتم الإعلان قريبا عن فتح فروع في الفلوجة والأنبار وديالى والموصل.
وكما قلت لك، لقد بلغ عدد المنتمين للجماعة أكثر من خمسمئة شخصية، وستجد أن هذا العدد في مرحلة من المراحل أصبح أكثر من هذا العدد بكثير.
• هل تعتقد أن عملا يضم أكثر من خمسمئة رجل دين لهم أتباع ومريدين، ويتم من خلال مكاتب علنية يمكن التكتم على اسماء رموزه..؟
ـ هو ليس عملا سريا. بالعكس نحن نعمل تحت ضوء الشمس، ولن نعمل فوق القانون. هذا مهم جدا وجوهري.
• أي قانون..؟
ـ لن نعمل فوق متطلبات الشريعة الإسلامية والقانون الذي يجرم القتل على الهوية والتدمير. لكن البلد يعيش الآن حالة هرج ومرج على المستوى الأمني.
أنت تعلم أن هناك الآن في العراق من لديه حمايات مسلحة كبيرة جدا لا يستطيع التنقل بين حي وآخر..بين شارع وآخر.
لذا، وحفاظا على هذه النخبة، نحن لن نعلن كل الأسماء، لكن كل الأسماء سيعلن عنها ذات يوم.
هيئة قيادية ومؤتمر قريب
• هل شكلتم هيئة قيادية للجماعة..؟
ـ بالتأكيد..يوجد مجلس تنفيذي، ومجلس افتاء. المجلس التنفيذي يتشكل من 17 شخصية، ومجلس الإفتاء يتشكل من 15 شخصية. وسنعلن قريبا جدا الأسماء التي يمكن اعلانها، وذلك في مؤتمر سيعقد خارج العراق..وربما يعقد في الأردن.
• أنت الآن على رأس المجلس التنفيذي. من على رأس مجلس الإفتاء..؟
ـ سيعلن إسمه حال انتخابه من قبل مؤتمر سنعقده للمجلس التنفيذي.
• أين سيعقد..؟
ـ ربما في الأردن، أو في أي بلد آخر يقبل استضافتنا.
• هل حصلتم على موافقة مسبقة من الجهات الرسمية في الأردن على الإعلان عن تأسيس الجماعة..؟
ـ الإعلان تم في العراق. ما نقوم به في الأردن هو نشاط اعلامي.
• هل توجد موافقة رسمية اردنية على نشاطكم داخل الأردن..؟
ـ حتى الآن لم نحصل على الموافقة، وسنطلبها.
• ما هي النشاطات التي يقوم بها مكتباكما في بغداد والبصرة..؟
ـ المكاتب تقوم الآن بترتيب امورها..هناك مكتب سياسي ومكتب للعلاقات الخارجية، ومكاتب أخرى للمرأة والشباب ورجال الأعمال والعشائر. العمل منصب الآن على بناء القواعد. يضاف إلى ذلك مجموعة أخرى من الأنشطة من بينها متابعة موضوع المدارس الدينية والأنشطة الثقافية..سيكون لها برنامج كامل.
• الإطار التنظيمي الذي تتحدث عنه يوحي بأنكم بصدد انشاء تنظيم سياسي بمسمى ديني..؟
ـ لا..لا.. هذه مؤسسة دينية سياسية اجتماعية مستقلة..عراقية الراية والقلب واليد واللسان. وهذا مهم جدا وجوهري.
• تحدثت قبل قليل عن انهاء الإحتلال بمختلف الوسائل المشروعة..
ـ حيثما وجد احتلال وجدت مقاومة، إلا أنه يجب علينا التفريق بين المقاومة والإرهاب. هناك ارهاب مأجور، وهناك مقاومة وطنية شريفة.
• هل رخصت الحكومة العراقية مكتباكما في بغداد والبصرة..؟
ـ افتتح المكتبان بعلم ودراية الحكومة، لأن مؤتمرا عقد في البصرة.
• السؤال يبحث عن حصولكم على ترخيص أو موافقة على فتح المكاتب، لا الإطلاع على خبر افتتاحها عبر وسائل الإعلام..؟
ـ قانون الأحزاب لم يصدر حتى الآن.
• تقول إنكم لستم حزبا..؟
ـ الجماعة سجلت في سجل منظمات المجتمع المدني.
هيئة علماء المسلمين
• بم تتميزون عن هيئة علماء المسلمين برئاسة الشيخ حارث الضاري..؟
ـ أنا لست بصدد المقارنة بيننا وبين هيئة علماء المسلمين.
علاقتنا مع الهيئة وغيرها ليست علاقة تبادلية. نحن نتعامل مع الإيجابيات في كل القوى الوطنية الخيرة، ونقف إلى جانبها كتفا بكتف.
نحن لسنا بصدد علاقة تبادلية، وإنما بصدد علاقة تكاملية. نحن جزء من المجتمع العراقي، ومن حراكه..هدفنا أن نكون جزءا فاعلا إلى أعلى، وليس هابطا إلى أسفل.
• دعني اقول لك أحد الفوارق بينكم وبين هيئة علماء المسلمين..هم يعملون في اطار سني، وأنتم تعملون في في صفوف المنتمين لكل المذاهب دون تفريق..؟
ـ بالتأكيد، ونحن حقيقة نسعى لأن نكون عنصرا ايجابيا في محاربة الفتنة الطائفية والمذهبية. أكثر ما يهم هذه المؤسسة هو أن نجلس جميعا على طاولة الحوار..وأن نحدد ما نريد. على العراقيين أن يجلسوا مع انفسهم قبل أن يجلسوا مع غيرهم لتحديد ما يريدون، لأننا نعتقد يقينا أننا قد نقتتل لمئة عام مقبلة، لكننا بعد ذلك سيجلس اثنان منا على الطاولة..احدهما شيعي والآخر سني، وحينها ستبقى الأعظمية سنية، والكاظمية شيعية.
إذا كان هذا هو منطق الأشياء، وهذه هي سيرورة التاريخ واستقرائه، وأن أحدا لن يستطيع الغاء الآخر، فلم لا نجلس الآن على الطاولة دونما حاجة لانتظار مئة عام مقبلة تسفك فيها الدماء دون أن يتمكن أحد من انهاء وجود الآخر.
هذا أهم ما نهدف إليه.. الجلوس على طاولة واحدة وإجراء حوار هادف وبناء بنوايا مخلصة، برغم ايماننا العميق بأن النوايا الحسنة ليست كافية وحدها في هذه المرحلة، وإنما المطلوب هو الفعل المؤمن الجريئ في ظرفه وحينه.
أنا لست بصدد المقارنة. نحن لم نكن يوما جزءا من هيئة علماء المسلمين.
• هل حاولتم أن تكونوا وإياهم كلا واحدا..؟ ليس معقولا أنكم لا تعرفون بعضكم بعضا..
ـ نحن اصدقاء وزملاء..
• وابناء محافظة واحدة..
ـ صحيح..
• الذي يريد أن يوحد العراق، هل يعقل أن لا يفكر في توحيد أداة توحيد العراق..؟
ـ بالتأكيد..نحن نعتقد يقينا أن هذا واجب ومطلوب في هذه المرحلة، وفي المراحل التالية..أن تتوحد جميع الجهود. لكن لكل واحد رؤيته ومنهجه وأدواته ووسائله.
• بم تتميزون عنهم في الرؤيا والمنهج والأدوات والوسائل..؟
ـ هذا سؤال آخر..نحن لسنا بصدد المقارنة مع أي هيئة أو جهة أخرى. نحن نسعى لتحقيسق اهدافنا بأدوات ووسائل ومناهج ورؤى وتخطيط، لأننا نعرف ماذا نريد.
• قلت أنكم تمثلون أغلبية الشعب العراقي..
ـ لم أقل أغلبية..قلت نمثل جزءا كبيرا من القوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع العراقي.
• مذا تمثل الحكومة العراقية المنبثقة عن مجلس النواب..؟
ـ هي أيضا تمثل طيفا واسعا من العراقيين. ما يميزنا أننا نتعامل بواقعية. الحكومة تمثل قوى موجودة في المجتمع العراقي، ولذلك نقول يجب أن نجلس على الطاولة لنحدد ما نريد. ولنحدد بعناية توافقات ممكنة ومعقولة تحقق ما تريده مختلف الأطراف.
العراق لا يمكن أن تكون فيه دولة إلا من خلال توافقات، والتوافقات كما تعلم تبنى على تسويات. وفي التسويات السياسية، كما هو الشأن في كل التسويات، لا تستطيع الوصول إلى حقوقك بنسبة مئوية كاملة.
بالتأكيد أن التسويات السياسية تصل بنا إلى حقوقنا المعقولة والممكنة، وذلك عبر تنازل كل طرف عما يعتقد أنه حق له.
من أجل بناء دولة يجب أن يتحقق عنصران اساسان ورئيسان اولهما ـ وهذا مهم جدا ـ أن تكون هناك ارادة ورغبة حقيقية وجدية للوصول إلى تسوية..وثانيهما أن تؤسس هذه الرغبة والإرادة لتقديم استحقاقات التقارب والتوحد..ربما يكون فيها تنازلات مؤلمة من كل الأطراف..وبالتالي ما لم نقدم تنازلات حقيقية ومؤلمة، لا نستطيع الوصول إلى التوافق.
التنازلات المؤلمة
• ما هي التنازلات المؤلمة التي تبدون استعدادكم لتقديمها..؟
ـ كل الأطراف يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات مؤلمة.
نحن من جهتنا يجب أن نقبل بوجود شركاء لنا في الوطن..وأن يكون لهم دور مهم وبارز في إدارة الدولة العراقية. وهم يجب أن يقبلوا كذلك بأن لا يأخذوا كل شيئ، وأن يعطوا شيئا لشركائهم في الوطن.
هذه هي التنازلات المؤلمة المطلوبة التي اقصدها.
نرضى أن نصل لتوافقات فيما يتعلق بموضوع الفدرالية في الشمال. يجب أن نقبل بحكم ذاتي بدرجة معينة للإخوة الأكراد في الشمال، وهم يجب عليهم ألا يطالبوا بأكثر مما يقرره الدستور الحالي لهم.
ما هو موجود الآن ليس فدرالية ولا كونفدرالية..بل هو أقل من ذلك..وبالتالي يجب أن يقدموا تنازلات حقيقية وجدية في سبيل أن تكون فدرالية من نوع معين، وهي الفدرالية المتعارف عليها في كل العالم.
ما هو موجود في الدستور الآن أكثر من فدرالية وأكثر من كونفدرالية. ويجب على الإخوة الأكراد أن يقدموا كذلك تنازلات في موضوع دولة كردستان التاريخية..لأن هذا يعني أن يأخذوا نصف العراق..وهذا غير ممكن. يجب أن يرضوا بالإقليم الكردي الموجود الآن، والذي يتشكل من محافظات اربيل والسليمانية ودهوك، وأن يكون لكركوك وضع مستقل آخر من حيث الإدارة.
ونحن يجب أن نوافق على اعطاء الإخوة الأكراد حقهم في ادارة الإقليم.
• تقول كردستان التاريخية تعني نصف العراق..ما حدودها..؟
ـ تشمل جزءا كبيرا من محافظة صلاح الدين، وجزءا كبيرا من محافظة ديالى، وتصل إلى حدود محافظة الكوت جنوب بغداد.
• هل يطالبون بهذا حاليا..؟
ـ بالتأكيد..هم يطالبون بكردستان التاريخية، ويطالبون بكركوك كجزء من الإقليم.
في سبيل أن نبني دولة، على جميع الأطراف أن تقدم تنازلات مؤلمة. حين تقدم تنازلات مؤلمة يجب على الطرف المقابل أن يقدم تنازلات مؤلمة أيضا.
• تشكيل دولة تمثل جميع مكونات الشعب العراقي هل يشترط الغاء قانون اجتثاث البعث ومشاركته في صياغة الدولة الجديدة..؟
ـ بالتأكيد..نحن لا نطالب فقط بإلغاء هذا القانون، وإنما نطالب بوجوب الغاء كافة القوانين التي تمارس الإستئصال والإقصاء على أسس ومعايير التمييز العرقي أو الطائفي والمذهبي.
ثم يجب اعادة النظر في هيكلية الجيش ليصبح جيشا محترفا، ولأن يدخل الجيش القديم في الجيش الجديد.
• هل من بين التنازلات المؤلمة أن تقبلوا برئيس جمهورية كردي ورئيس وزارء شيعي..؟
ـ بالتأكيد..نحن لا يهمنا من يحكم اطلاقا، وإنما كيف يحكم وبموجب أي برنامج.
• إذا يمكن استنتاج أنه ليست لديكم تحفظات على شخص جواد المالكي رئيس الوزراء..؟
ـ ولا على غيره. لدينا تحفظات على سياسات لا على أشخاص. نحن نريد دولة مؤسسات وقانون. ولذلك، نحن مع مشروع الدولة، لكننا لسنا مع مشروع السلطة، إلا إذا كان الأداء السياسي متميزا.
• لكن الحكومة التي قلت قبل قليل إنها تمثل طيفا واسعا من العراقيين رفضتم المشاركة في العملية السياسية التي انبثقت عنها، ثم رفضتم المشاركة في مشروع الحوار والمصالحة الوطنية الذي طرحته..
ـ يجب أن نفكر بواقعية وبدقة وموضوعية..بالتأكيد نحن مع مشروع الدولة..بناء الدولة، لكننا نفرق بين الدولة والسلطة.
الدولة دوما هي معطى متحضر، وقد تكون معطى متوحش. وبالتالي نحن مع مشروع الدولة التي تؤمن بمبدأ سيادة القانون وسيادة سلطات الدولة، وليس سيادة سلطان القبيلة أو الطائفة أو المذهب.
هذا هو ايماننا العميق بضرورة وجود دولة عراقية، لكننا في موضوع السلطة، نحن نفرق بين مستويين..بين سلطة متحضرة وسلطة متوحشة.
اعدام صدام حسين
• كيف ترى السلطة الحالية..متحضرة هي أم متوحشة..؟
ـ هذا سؤال الإجابة عليه تستدعي شرحا. نحن نعتقد أن السلطة الموجودة الآن تفتقر إلى الأداء السياسي المتوازن والعاقل والرشيد، وبالتالي نعتقد أن أهم وسيلة وأداء أن تؤمن السلطة، كما يجب على المحتل أن يؤمن أنه بعد تجربة 47 شهرا لن ينجح الحل العسكري ولا الحل الأمني. يجب علينا اللجوء لوسيلة أخرى هي الحل السياسي، الذي له ادواته ووسائله.
• هل وصلت الحكومة إلى هذه القناعة، كما وصلتم أنتم..؟
ـ لا أعلم..هذا سؤال يجب أن يوجه للحكومة.
• لكنك امتنعت عن محاورة الحكومة..؟
ـ نحن لم نمتنع عن محاورة أي جهة.
• دعيت للمشاركة في الحوارات التحضيرية داخل السفارة العراقية بعمان، تهيئة لمؤتمر المصالحة الوطنية الذي إنعقد في بغداد، فلم تلب الدعوة..
ـ أعتقد أن من لديه الإستعداد لأن يجلس مع اطراف غير عراقية، يجب أن يكون لديه استعداد أكبر لأن يجلس مع شركائه في الوطن.
لا أعتقد هذا فقط، ولكن أعتقد أيضا أن الجلوس مع الشركاء في الوطن واجب وفرض قبل أن نجلس مع المحتل الغازي.
• هل جلست أنت مع المحتل الغازي..؟
ـ لم أجلس.
• ولا أحد من العلماء الذين شاركوك في تأسيس الجماعة..؟
ـ اطلاقا.
• الطريقة التي اعدم بها الرئيس صدام حسين هل كانت طريقة حضارية أم طريقة متوحشة..؟
ـ لا أريد أن أجيب على هذا السؤال حتى لا ننكئ الجرح.
• لكن الجرح منكوء..؟
ـ بالتأكيد، لكننا لا نريد المزيد من نكئ الجرح. نحن ندعو إلى إدارة حوار يجب أن يرفض الإقصاء والإستئصال وعمليات الإلغاء والقتل على الهوية، والذبح على أسس مذهبية وطائفية.
إذا اردنا الوصول إلى هذا الهدف، يجب أن يكون خطابنا متوازنا، وأن لا ننكئ الجراح.
العراق يحتاج إلى تقديم رسائل مطمئنة لمكونات شعبه.
رسائل تطمينات
• ما مضمون هذه الرسائل..؟
ـ نحن ندين القتل ايا كان مصدره وسببه..سواء قام به أو استهدف شيعة أو سنة.
القتل عمل مدان حرمه الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات. ليس فقط قتل المسلم، إنما الله حرم قتل النفس بصرف النظر عن دينها. يقول تعالى "ومن قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض كأنما قتل الناس جميعا. ومن احياها كأنما أحيا الناس جميعا"...ناهيك عن أن قتل المسلم بإجماع العلماء الفقهاء هو خروج عن الملة إذا قتله مستحلا..لأن الله حرم دم المسلم تحريما مطلقا في عديد من النصوص والآيات والأحاديث التي لا تقبل النقاش أو الجدل. وبالتالي نحن ندين قتل المسلمين أيا كان مصدر هذا القتل، وأيا كانت دوافعه.
لكن الواجب على النخب السياسية والقيادات الدينية وجوبا شرعيا أن تبعث رسائل مطمئنة، سواء كانت شيعية أو سنية..يجب أن ترسل رسائل متبادلة مطمئنة في سبيل أن يعي الشعب العراقي أنه بإزاء قيادات عاقلة ورشيدة تفهم ماذا تريد.
• هل بعثتم بمثل هذه الرسائل..؟
ـ بالتأكيد..خطابنا هذا هو خطاب لطمأنة كل العراقيين على اختلاف اتجاهاتهم وتياراتهم..نحن مع السلم الأهلي ومع التعايش المشترك.
• إلى جانب هذه الرسائل المطمئنة، كيف ستعملون على وقف الإقتتال والقتل على الهوية..؟
ـ بالتـأكيد نحن لا نملك عصا سحرية. لكن نحن، ومنذ فترة طويلة، نعمل على، وسنواصل العمل من أجل صناعة رأي عام رافض للقتل على الهوية.
• هل تعتزمون الإتصال مع الأطراف التي تمارس القتل، والعمل على عقلنتها..؟
ـ حيثما أمكن، ونعرف هذا، سنتصل مع الجهة التي تمارس هذه الممارسات. نحن نريد أن ندير حوارا هادفا وبناء مع كل الأطراف، لأننا نعتقد أنه ما لم ندر حوارا حقيقيا لن يخرج البلد من محنته.
• هناك اتهاماتتقول أن ايران تقف وراء المخطط الدموي في العراق..كيف تنظرون إلى المخططات والأهداف الإيرانية في العراق..؟ وهل يمكن التفاهم مع الأدوات الإيرانية في العراق، أم أنها مسلوبة الإرادة..؟
ـ نحن نعتقد أن العراق أصبح ساحة للصراعات الدولية والإقليمية..ونحن نرفض ذلك. الثمن في النهاية سيدفعه العراقيون، ولن يدفعه غيرنا. ولنا تجربة في الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات..كانت تجربة قاسية ومريرة، ومع ذلك وصلنا في المحصلة النهائية إلى تسوية مع ايران.
نحن نعتقد أن الإقليم العربي مسؤول مسؤولية كاملة ومباشرة عن مساعدة العراقيين في صناعة مشروع وطني عراقي جامع، وأن تكون للعرب رؤية واحدة في هذا الإتجاه.
• ما هي المساعدة التي يمكن أن يقدمها العرب..؟
ـ أن يجمعوا الطيف العراقي. لماذا تحرك العرب وعقدوا مؤتمر الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان ، ومكن اللبنانيين بعد 15 سنة من الإقتتال من أن يعودوا لحياتهم الطبيعية.
• هل يمكن للعرب أن يمارسوا هذا الدور في العراق، وهم يحذروا وينذروا العالم من الخطر الشيعي..؟ هل يستطيعوا أن يحتووا جميع مكونات الشعب العراقي وهم يتخذون موقفا محذرا من أحد مكونات الشعب العراقي، ولا يتركونه فقط للحضن الإيراني، وإنما يدفعونه للإلتصاق به أكثر فأكثر.
ـ الرؤية العاقلة والرشيدة هي تلك التي تفكر بطريقة المصالح العليا للأمة والشعب العرقي، التي تكمن في وحدته وازدهاره. وإذا فكرنا بهذه الطريقة، أعتقد أنه ستكون لنا رؤيا واستراتيجية مختلفة عما تشير إليه.
نحن نعتقد أننا قد نذهب ضحية الصراعات الدولية والإقليمية، وفي هذه الحالة، الخاسر الأول والأخير هو الشعب العراقي.
التعليقات