الفضائيات العربية الإسلامية تعتمد في تمويلها على سبل بديلة كرسائل الجوال وفاعلي الخير

الفضائيات العربية الإسلامية تعتمد في تمويلها على سبل بديلة كرسائل الجوال وفاعلي الخير
غزة-دنيا الوطن

شهدت الأعوام الأخيرة تناميا متسارعا في عدد الفضائيات العربية ـ الدينية، من بينها 11 قناة إسلامية سعودية مزاحمة بذلك القنوات الإخبارية والرياضية والترفيهية. إلا أن ثمة فارقا أساسيا لا يصب في مصلحة القنوات الدينية، فعلى الرغم من انها قد تكون مشاهدة بشكل كبير فإن ذلك لا يعني ان يترجم بالضرورة الى دخل إعلاني.. لأن ببساطة مفهوم «القناة الدينية» لا يتقبل الإعلان في الكثير من الأحيان، فمن الصعب على معظم الناس تخيل الكثير من الفقرات الإعلانية المعتادة عن مساحيق الغسيل أو العطور أو المشروبات الغازية تتخلل برامج فتاوى أو آيات من القرآن الكريم او الحديث الشريف.

لعل ذلك يبرر ظهور نداءات الاستجداء التي باتت تتعالى من منابر بعض القنوات الدينية طلبا في إحسان ذوي الأيادي الخيرة بعد أن بدت مؤشرات إفلاسها بالظهور، كان أبرزها مؤخرا نداء الرئيس التنفيذي لقناة «الفجر» الإسلامية .

وحتى تتجلى الصورة، فإنه في مقابل رفض بعض القنوات للاعلان فإنه في كثير من الاحيان يكون الرفض من قبل شركات الدعاية والاعلان التي لا ترى ان هذه القنوات تناسب منتجاتها. يقول رئيس مجلس إدارة قناة «الفجر» و«أصول» العقارية وجدي غزاوي في حديثه لـ «الشرق الأوسط» إن وجود «مافيا» تسيطر على الإعلانات التجارية في المنطقة تسبب بـ «حرمان وبصورة متعمدة القنوات الدينية من أرباح الإعلانات التجارية» مطالبا بتدخل المسؤولين لإتاحة الفرصة للشركات الإعلانية السعودية الناشئة، والتساؤل الذي طرحه: ما أسباب التفاوت ما بين إقبال شركات الإعلانات على قنوات فضائية محدودة وبأموال طائلة مقابل النفور من القنوات الدينية التي لا تتحصل من قبلهم على أي فرصة إعلانية؟ ونوه الغزاوي بأن المشاهد والمهتم بالقنوات الدينية يعد أيضا مستهلكا تماما كما الآخرين إذ لا بد أن يكترث للمنتجات الغذائية والصناعية وكافة المواد الاستهلاكية.

ويرد صادق خليفة مدير الشؤون المالية لإحدى شركات الاستشارات الإعلانية بقوله عادةً ما تبحث شركات الدعاية والإعلان عن أكثر القنوات جذبا للجمهور، هذا إلى جانب أهمية ملاءمة الإعلانات التجارية مع طبيعة القناة الدينية المحافظة والتي تندر لكثرة ظهور النساء ومرافقتها لموسيقى وأصوات غنائية، مفيدا انه وطوال 12 عاما في مجال الإعلان لم يشهد طلبا واحدا بصياغة إعلان بصورة دينية استعدادا لبثه في إحدى القنوات الإسلامية.

وعلى خط مواز يرى أحمد الصياد، وهو احد المذيعين في شبكة «المجد» الإسلامية، أن شدة حساسية جمهور القنوات الدينية وطبيعة القناة المحافظة يلزمان طابعا وصياغة محددة للإعلان التجاري تحظر فيه ظهور المرأة أو مرافقة الإعلانات التجارية لاغانٍ ومقاطع موسيقية إلى جانب مقاطعة الإعلان عن بعض المنتجات، منوها على أن إعادة صياغة الإعلانات التجارية بطابع إسلامي سيقلل من شدة جاذبيته، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى «طرد المعلنين». من جانبه يقترح عمر زاروك مسؤول تسويق ومبيعات في إحدى شركات الدعاية والإعلان على القنوات الدينية توفير مصادر دخل مختلفة وبصورة غير مباشرة مثل الرسائل القصيرة والتركيز فيها على الفتاوى والاستشارات والرعايات.

وبالفعل فإن عددا من القنوات يحقق دخلا كبيرا من رسائل الجوال (اس. إم. إس)، وحول ذلك يعلق الرئيس التنفيذي لقناة «الفجر» أن ما يتبقى لقناته على سبيل المثال من أرباح عقب توزيع المدخول إلى مزود الخدمة وشركة الاتصالات السعودية لا يكفي لصمودها فترة طويلة ولا يفي باحتياجاتها، والتي تتوزع كالتالي 85 في المائة لشركة الاتصالات و15 في المائة لمزود الخدمة و35 في المائة يعود للقناة.

ويعود احمد الصياد ليقول ان الاعتماد على الإعلان للسلع الدينية كحملات الحج إلى جانب إقبال رجال الأعمال «الملتزمين دينيا» كما ذكر إلى القنوات الإسلامية المحافظة محتسبين الأمر «دعوة ودعاية» إلا انه ورغم ذلك لا يجد الصياد أي مخاوف تهدد بإفلاس القنوات الدينية فمصادر الدخل متعددة ومتجددة.

التعليقات