الجماعة السلفية الجزائرية تغير اسمها إلى «قاعدة الجهاد في بلاد المغرب»

غزة-دنيا الوطن

أعلنت «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الجزائرية عن تغيير اسمها إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وقالت إن التغيير تم بناء على استشارة من زعيم القاعدة أسامة بن لادن. وأفاد بيان لـ«الجماعة السلفية» حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن التنظيم الإرهابي اختار تبديل التسمية بدءاً من صدور الوثيقة بتاريخ الأربعاء الماضي، مشيرا إلى أن بن لادن زكَّى المبادرة.

ومن بين ما جاء في البيان: «بعد أن أنعم الله على المجاهدين خاصة، وعلى المسلمين عامة، بانضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر، إلى تنظيم قاعدة الجهاد ومبايعة اسامة بن لادن.. كان لابد أن تختفي التسمية القديمة لتحل محلها تسمية جديدة تكون علامة على صحة الوحدة وقوة الائتلاف وصدق الارتباط بين المجاهدين في الجزائر، وسائر إخوانهم في تنظيم القاعدة».

وأكدت مصادر أمنية رسمية صحة بيان الجماعة، وقالت إنه يتوفر على المقاييس الفنية للوثائق التي درج التنظيم على إصدارها ونشرها في «المنتديات الجهادية» التي تتبع «القاعدة». وحمل البيان توقيع زعيم الجماعة عبد المالك دروكدال المدعو حركيا «أبو مصعب عبد الودود».

وورد في البيان أن الجماعة استشارت بن لادن في قضية تغيير الاسم، بعد انضمامها لـ«القاعدة» رسميا منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث قال:

«لقد كنا حريصين على هذا الأمر منذ اليوم الأول لإعلان الانضمام، ولم تمنعنا من الإقدام عليه إلا استشارة بن لادن، وإذنه واختياره. وقد زالت اليوم هذه العقبة، وعليه، فإن الجماعة تعلن لكل المسلمين في داخل الجزائر وخارجها أنها تخلت نهائيا عن التسمية القديمة وتعلمهم أنها ابتداء من هذا التاريخ، ستظهر كل بياناتها وإصداراتها موقعة باسم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي».

واعتبر مسلحون سابقون كانوا ضمن «الجماعة السلفية»، أن تغيير التسمية كان متوقعا بعد إعلان الانخراط في شبكات «القاعدة» على لسان أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة». وأطلقت الصحافة على التحاقها به بـ«الحلف المقدس»، كناية على التشابه الكبير في الأدبيات وأسلوب العمل المسلح بين الطرفين. وقال مصدر متبع للشأن الأمني معلقا على التطور الجديد في مسار «الجماعة السلفية» لـ«الشرق الأوسط»: «من الواضح أن الجماعة تريد متنفسا لها في الخارج يضفي شرعية على أعمالها، فوجدت أن القاعدة هي أنسب جهة يمكن أن تحقق لها ذلك». وتابع: «تغيير الاسم ليس علامة على قوة الجماعة السلفية، لأن الرهان الأكبر هو مدى قدرتها على فرض نفسها على ساحة المعركة أمام قوات الأمن».

وتعود محاولات إنشاء تنظيم في المغرب العربي شبيه بـ«قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين»، إلى نهاية 2004، حيث تفيد تحريات استخباراتية بوجود اتصالات عبر الإنترنت بين نبيل صحراوي زعيم التنظيم (قتل صيف عام 2004)، وأبو مصعب الزرقاوي، بغرض إنشاء تنظيم يستقطب الجهاديين من المغرب العربي وشمال أفريقيا والساحل الأفريقي، ممن يِتوقون إلى تنفيذ مشروع «القاعدة» في منطقتهم باستهداف المصالح الغربية والأنظمة المحلية التي تحاربهم. وكانت «الجماعة السلفية» قد تأسست في خريف عام 1998، حيث خرجت من عباءة «الجماعة الإسلامية المسلحة» بدعوى أن الأخيرة «زاغت عن الجهاد الشرعي». وتعاقب على رأسها عبد المجيد ديشو الذي قتل عام 1999، ثم حسان حطاب الذي طلق التنظيم عام 2003، ثم صحراوي، وأخيراً دروكدال.

التعليقات