برزان خزنة النظام وكاتم اسراره

برزان خزنة النظام وكاتم اسراره
غزة-دنيا الوطن

قال مصدر عراقي ان جثمان برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي السابق صدام حسين ورئيس جهاز مخابراته وعواد البند رئيس محكمة الثورة للنظام السابق قد دفنتا في مدينة تكريت شمال غرب بغداد بينما اظهر شريط فيديو رسمي المعدومين يرتعدان خوفا قبل تنفيذ الحكم بها وراس برزان وهو ينفصل عن جسده في حادثة نادرة ارجعها اطاب لاصابته في السرطان بظهره .

واضاف المصدر الذي تحدث مع "ايلاف" من بغداد ان جثماني التكريتي والبندر قد نقلا على متن مروحية اميركية الى تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) وتسلمهما نائب محافظ صلاح الدين عبد الله جبارة الذي اشار الى إنه تلقى اتصالا هاتفيا من رغد صدام حسين تطلب فيه تنفيذ توصية والدها بأن يدفن البندر بجوار قبره فيما دفن برزان مقبرة العائلة في قرية العوجة القريبة من تكريت ومسقط راسه .

وعرضت السلطات العراقية على الصحافيين شريط اعدام الرجلين بدون صوت في مكان جديد غير الذي اعدم فيه صدام حسين لكنها لم تعلن عن موقعه . وقد تم تغطية راسي برزان والبندر بكيس اسود من القماش قبل تنفيذ حكم الاعدام وظهرا وهما يرتعدان خوفا وهما يرددان الشهادة . ثو اظهر الشريط راس برزان منفصلا عن جثته كما ابلغ صحافي شاهد الفيلم "ايلاف" .

وقال المدعي العام في محكمة الدجيل جعفر الموسوي في مؤتمر صحافي انه منع أي شخص من دخول غرفة الاعدام.. لا مسؤول ولا غيره. واشار الى ان الاعدام تم بطريقة انسانية. واوضح انه طلب من المعدون ابداء توصيتهما فيما اذا رغبا وقال ان البندر اوصى يتسليم ملابسه الى ابنه بندر وسيصار الى تسليمها له . واوضح علي الدباغ من جهته ان طبيبا وقاضيا وممثلين عن وزير الداخلية والقوات الاميركية حضروا التنفيذ .

وفي وقت سابق اعلنت الحكومة العراقية تنفيذ حكم الإعدام بحق برزان التكريتي وعواد البندر فجر اليوم بعد أن أدانتهما المحكمة العراقية مع صدام حسين في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بإعدام 148 مواطنا من أهالي بلدة الدجيل عام 1982 موضحة أن رأس التكريتي انفصل عن جسده في حالة وصفت بأنها نادرة الحدوث.

وقد اكد مدير الطب العدلي انه من المعروف ان جثة المعدوم تهبط لمترين بعد شنقه ويحدث كسر او خلع في فقرات العنق وليس انفصال الرقبة . واشار الى ان هذه الحالة تحدث للمرة الاولى في التاريخ وقال انه لم يقرأ اويسمع مطلقا من قبل بانفصال راس عن جسد المنفذ به الاعدام شنقا حتى الموت . واضاف في تصريح لفضائية "العراقية" انه لايجد تفسيرا طبيا لهذا الحدث الا انها رغبة الله سبحانه لما ارتكبه المدان من جرائم . وردا على سؤال فيما اذا كان انفصال الراس قد حدث بسبب اخطاء في التفيذ اوضح انه لايستطيع التعليق على ذلك لانه لم يحضر عملية التنفيذ . لكن اطباء اخرين ارجعوا انفصال الرقبة الى اصابة برزان بمرض السرطان الذي قد يكون اضعف فقراتها وادى الى تمزقها بالكامل ثم انفصال الرقبة عن الجسد .

ومن جانبه اكد علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية ان عملية تنفيذ الاعدام جرت وفق الواعد القانونية والانسانية المطلوبة . ووصف عملية انفصال راس برزان عن جسده بانه حادث نادر الحدوث . وقال الدباغ خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد " تم تنفيذ حكم الإعدام شنقا حتى الموت بحق المدانين برزان التكريتي وعواد حمد البندر بحضور عدد محدود من هيئة التنفيذ المكلفة بذلك." وأضاف أنه "في حالة نادرة الحدوث... إنفصل رأس المدان برزان عن جسده عند الإعدام." وأوضح الدباغ أن الإعدام "حصل في حضور قاض ومدع عام وطبيب ،وقد تم مراعاة كل الشروط واللوائح القانونية... حيث طلب من الحضور الإلتزام بقواعد السلوك والإنضباط الذي يفرضه القانون."

وقال مواطنون عراقيون ان مظاهر ابتهاج قد بدت في احياء العاصمة العراقية حيث اطلق المواطنون الرصاص ابتهاجا وخرجوا بسياراتهم يجوبون الشوارع رافعين الاعلام العراقية ويطلقون شعارات فرح . وبعد أن وقع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي على إعدام التكريتي والبندر مع صدام حسين الذي نفذ فيه الحكم في الثلاثين من الشهر الماضي تم تأجيل الحكم عليهما لأسباب غير معلنة ذكر في حينها انها كانت فنية . ومن المنتظر ان تسلم جثتي التكريتي والبندر الى ذويهما خلال يومين .

وجاء إعدام مساعدي صدام عقب 16 يوما من إعدام صدام وأكد محامي الدفاع عن عدد من المتهمين في قضية "الدجيل" بديع عارف نبأ الاعدام . وقال المحامي إن "القوات الأميركية أبلغته بإعدام البندر" فجر الاثنين مؤكدا أنه أعدم حوالي الساعة "الخامسة صباحا." وأضاف أن "السلطات الأمريكية أبلغت أسرة البندر صباح الاثنين باتخاذ إجراءات لاستلام الجثة ودفنها." وذكر عارف في تصريح لشبكة "سي ان ان" أن "ابن البندر كان متأثرا للغاية من جراء عدم إبلاغ الأسرة رسميا قبل تنفيذ عملية الإعدام." وأكد عارف أيضا واقعة إعدام البرزاني، ولكنه قال إن "اتصالا لم يحدث مع أسرته."

وبرزان هو أخ غير شقيق للراحل صدام وكان يرأس جهاز المخابرات العراقي .. أما البندر فكان رئيسا لمحكمة الثورة المنحلة التي أصدرت أحكاما متسرعة بالإعدام ضد الشيعة في "الدجيل" عقب محاكمات صورية. في وقت سابق قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إنّه رفض طلبا قدمته الحكومة الأميركية لإرجاء عملية تنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين لبضعة أيام. وعلّل المالكي التعجيل بأنه أراد أن يبعث برسالة قوية مفادها أنه ليست هناك أي نية لعقد أي صفقة يمكن أن تنأى "بالدكتاتور السابق عن نيل العقاب الذي قررته المحكمة."

وفي الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي حكمت المحكمة العراقية العليا بالإعدام شنقاً حتى الموت على كلٍ من الرئيس العراقي السابق صدام، وعوّاد البندر، وبرزان التكريتي، وبالسجن مدى الحياة على طه ياسين رمضان، نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق، كما أصدرت ثلاثة أحكام بالسجن 15 عاما ضد ثلاثة من معاوني الرئيس العراقي السابق، لدورهم في قضية "الدجيل". وقررت المحكمة تبرئة المتهم، محمد عزاوي، لعدم كفاية الأدلة.

وكانت محكمة التمييز العراقية قد أقرت في 26 كانون الأول (ديسمبر) الماضي الأحكام الصادرة في قضية "الدجيل" ولكنها طلبت مراجعة الحكم الصادر ضد رمضان وتغليظه إلى الإعدام وهو الأمر الذي لم تحسمه المحكمة الجنائية العراقية العليا بعد.

من جانبه، اكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة اليوم ان الاردن يأمل الا تؤثر عملية الاعدام على عملية المصالحة الوطنية في العراق.

فريق الدفاع لم يبلغ بموعد الاعدام

واكد احد اعضاء فريق الدفاع عن صدام ومساعديه الاثنين انه التقى برزان التكريتي وعواد البندر قبل يومين وانه لم يبلغ بموعد تنفيذ حكم الاعدام. وقال المحامي الاردني عصام الغزاوي "كنا في بغداد الجمعة اي قبل يومين والتقينا ببرزان والبندر ولم يبلغنا احد بموعد تنفيذ حكم الاعدام مع اننا طلبنا حضور ممثل عنا التنفيذ". واضاف "حتى ان المحامي بدر ابن عواد البندر موجود حاليا في المنطقة الخضراء في بغداد من اجل متابعة الاجراءات القانونية". وتابع الغزاوي "لقد تفاجئنا صباح اليوم بنبأ تنفيذ الحكم".

وكان الامين العام الجديد للامم المتحدة بان-كي بعدم قد وجه نداء الاسبوع الماضي الى الحكومة العراقية لتاجيل تنفيذ الاعدام الذي ياتي بعد اسبوعين من اعدام الرئيس السابق صدام حسين بعد ادانتهما في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وتأجل اعدام المسؤولين السابقين بعد ان تهيئا لمواجهة الموت لدى اعدام صدام لاسباب قيل انها كانت فنية في حينها.

برزان التكريتي ادين بعمليات قتل ضد الانسانية

وحكمت المحكمة الجنائية العراقية الخاصة في الخامس من تشرين الاول (نوفمبر) الماضي على برزان التكريتي بالاعدام شنقا بتهمة ممارسة اعمال قتل ضد الانسانية و10 سنوات بتهمة التهجير القسري و10 اخرى بتهمة التعذيب وتبرئته من تهمة الاخفاء القسري. وقد هتف يرزان لدى تلاوة الحكم : الله اكبر.. عاش العراق.. عاش البعث.. عاش الاكراد وعاش العرب.. عاش البعث العظيم.

وكان رئيس هيئة الادعاء العام في قضية الدجيل جعفر الموسوي قد طالب في مطالعته خلال المحاكمة بالاعدام شنقا حتى الموت لبرزان.

وقال ان الأدلة المتوفرة ضده هي : أقواله المدونة أمام قاضي التحقيق بتاريخ 25/1/2005 حيث ورد فيها "وطلب مني صدام الذهاب إلى الدجيل لغرض معرفة أسباب الحادث وإجراء التحقيق لمعرفة الأشخاص المشكوك بهم.. وكان ذلك واجبي حيث كنت مسؤولاً عن أمن الرئيس وعند ذهابي وجدت قوات من الجيش وكانوا من الحرس الجمهوري وقوات من الأمن والشرطة وبعض رجال البعث وكان في تلك الفترة القوات العسكرية تقوم بتطويق المنطقة حيث شاهدتهم بنفسي وكانوا كل جهة بأمرة قيادتها وكنت أنا في تلك المنطقة باعتباري رئيس المخابرات ومسؤول عن حماية الرئيس أيضاً."

وقال التكريتي أمام قاضي التحقيق "وبعد أن علمت بتفاصيل القضية طلبت تطويق البساتين التي كانت مطوقة في الأصل وحصل تبادل لإطلاق النار بين القوات العسكرية والمتخفيين في البساتين قتل على أثرها شخصين أو ثلاثة واعتقل ثلاثة أو أربعة أشخاص." بحسب ما تلا الموسوي. وكذلك قوله إن الذين اعتقلوا بناء على أوامري أرسلوا إلى التحقيق وهم ثلاثة أو أربعة أشخاص وان ماجاء في أقوال شاهد اثبات أن التكريتي هو المسؤول عن العمليات في الدجيل، رابعاً: أقوال بعض مدعي الحق الشخصي أن التكريتي أشرف على استجوابهم بنفسه في مبنى المخابرات، خامساً: الخطابات الرسمية المتبادلة.

واضاف انه بعد الهجوم انتقل برزان التكريتي الى الدجيل وبقي فيها ثلاثة ايام "قامت خلالها قوات الامن بمحاصرة المنطقة وقصفها بالطائرات ما ادى الى جرح عدد كبير من الاهالي".

واكد ان "مئات الاهالي اعتقلوا باوامر من المتهم برزان التكريتي ونقلوا بعد ذلك الى الحاكمية (مقر للاستخبارات في بغداد) حيث تعرضوا لتعذيب ادى الى مقتل 46 شخصا". واوضح ان بعض من قتلوا من جراء التعذيب وضعت اسماؤهم في ما بعد في قائمة ال 148 شخصا الذين صدرت ضدهم احكام بالاعدام عن محكمة الثورة. واشار الى ان 399 شخصا من الشيوخ والنساء والاطفال نقلوا الي معسكر قرب الحدود السعودية حيث بقوا هناك حتى العام 1986".

برزان خزنة النظام وكاتم اسراره

برزان ابراهيم الحسن التكريتي من مواليد تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) واحد الاخوة غير الاشقاء للرئيس السابق ومستشاره الرئاسي وقد اعتقل في 16 نيسان (ابريل) عام 2003 في بغداد وكان الثاني والخميسن على لائحة المطلوبين ال55 للقوات الاميركية والعراقية.

وعمل برزان خلال الفترة بين عامي 1968 و1971 مرافقا لصدام حسين لنائب رئيس مجلس قيادة الثورة انذاك وبعد توليه رئاسة الجمهورية منتصف عام 1979 تولى برزان مسؤولية الحماية الشخصيه لاخيه غير الشقيق.

وقد تولى برزان رئاسة جهاز المخابرات العراقية بين عامي 1979 و1983 ثم مثل بلاده في الامم المتحدة في جنيف 12 عاما. وعاد الى العراق في ايلول (سبتمبر) عام 1999 ضمن اطار تعيينات دبلوماسية ووسط معلومات متضاربة تحدثت بعضها عن انشقاقه حين افادت معلومات نشرتها وسائل اعلام حينذاك ان صدام حسين وضعه تحت المراقبة بعد ان رفض التعبير عن ولائه لقصي الابن الاصغر للرئيس السابق الذي قتله الجيش الاميركي مع شقيقه عدي في تموز (يوليو) عام 2003. وقد اشرف خلال عمله في جنيف على شبكات المخابرات العراقية في اوروبا وتولى التوجيه في شراء الاسلحة. ومنذ فرض الحظر الدولي على العراق في 1990عام شكل شبكة هدفها الالتفاف عليه وتم تكليفه ادارة ثروة صدام حسين المودعة في مصارف اوروبية.

وفي مطلع عام 2004 قال مسؤول في وزارة الاقتصاد السويسرية ان الوزارة تمكنت من تحديد جزء من الودائع المجمدة في سويسرا يتراوح بين ثمانية وعشرة ملايين فرنك سويسري (5 الى 3،6 مليون يورو) وتعود الى عراقيين مدرجين على لائحة سوداء سيتم تحويلها الى صندوق لاعادة اعمار العراق.

وقال نائب وزير الاقتصاد السويسري اوتمار فيس ان السلطات السويسرية استخدمت لائحة اصدرها مجلس الان الدولي في تموز (يوليو) عام 2003 وتضم اسماء 55 عراقيا من الافراد وخمس شركات ومنظمات لتحديد اصحاب هذه الودائع. واضاف ان هذه الاموال سيتم تحويلها الى صندوق تنمية العراق الذي تشرف عليه سلطة التحالف الاميركي البريطاني في العراق.

ومن الودائع المجمدة اموال تعود الي المصرف المركزي العراقي السابق ومصرفي الرشيد والرافدين وشركتي الطيران والتأمين العراقيتين. ولم يوضح فيس ما اذا كانت الاموال عائدة الي هذه المؤسسات او لافراد استخدمت المؤسسات غطاء لتحويل هذه الاموال. واوضح فيس ان عدة ملايين من الاموال العراقية المجمدة ما زالت موجودة في حسابات في سويسرا مجمدة في اطار العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة علي بغداد في العام 1990.

ومن جهتها تشير صحيفة "تايم" الأميركية الى ان برزان كشف للمحققين الأميركيين الذين يستجوبونه في بغداد معلومات قيمة قد تقود إلى معرفة أرصدة لصدام تقدر بمليارات الدولارات. ويتهم الأميركيون برزان بمساعدة الرئيس العراقي على إخفاء ثروة وأرصدة خارج العراق تقدر بين مليارين و 7 مليارات دولار. ونقلت عن المحقق سكوت شنايدر قوله ان برزان ادعى مراراً وكان احياناً يضرب بقبضة يده على المائدة إنه تحدث علناً ضد نظام صدام. واوضح إنه طالب المحققين الأميركيين بالبحث عن الوثائق التي تثبت مقاومته لدكتاتورية أخيه.



وقد القت القوات الاميركية القبض على برزان الذي كان يحمل الرقم 52 في قائمة المطلوبين في السادس عشر من نيسان (ابريل) عام 2003 وذلك بعد اسبوع واحد من استيلائها على العاصمة العراقية بغداد. وكان منزله في مدينة الرمادي (110 كم غرب بغداد) قد تعرض لقصف اميركي بست قنابل ذكية.

نداء استغاثة للعلاج من السرطان

وفي رسالة لافتة في مضمونها وتوقيتها نشرتها "ايلاف" في 27 تشرين الاول (اكتوبر) عام 2005 استنجد برزان التكريتي بالعديد من القادة العراقيين والعرب والدوليين، لاطلاق سراحه لمعالجته من مرض السرطان، الذي تفشى في عموده الفقري كما قال مشيداً بقيم أميركا وبريطانيا. واكد انه "انسان بريء من دون ذنب واقحم بموضوع ليس له علاقة به".

وجاء في رسالة برزان الموجهة الى ابنه علي وابنته الكبرى سجى أرملة عدي صدام حسين، اذ تركته بعد زواجهما لكنه لم يطلقها "أثبت الفحص الطبي الذي أجري لي في السجن بأني مصاب بالسرطان في العمود الفقري ولا يوجد في السجن وسائل لمعالجة هذا المرض الخطير وقد سبق ان اصيب به آخرون من السجناء وقد توفي البعض منهم في السجن وتوفي آخرون منهم بعد فترة من اطلاق سراحهم".

وقال في الرسالة "انني أناشد الرئيس بوش، رئيس الولايات المتحدة، باسم العدالة والمبادئ الديموقراطية ومبادئ حقوق الإنسان التي تحرص الولايات المتحدة الأميركية على حمايتها وصيانتها ان ينظر لحالتي الإنسانية ويأمر بإطلاق سراحي لتلقي العلاج اللازم لهذه الحالة المرضية الخطيرة.كما أناشد رئيس وزراء بريطانيا باسم العدالة التي تمثل قيم بريطانيا وتاريخها ان يتدخل لدى الحلفاء لاطلاق سراحي". واضاف "انني استصرخ روح الملك المغفور له الملك (فهد بن) عبدالعزيز وهو الى جوار ربه متمثلة بقيم ومبادئ الملك عبد الله بن عبدالعزيز العربية الأصيلة وشجاعته المعروفة ومبادئ العلاقة الاخوية التي تربطني مع جلالته ليتدخل في انقاذ حياة اخوه وصديقه لتلقي العلاج اللازم".

"وانني أناشد روح المغفور له الشيخ زايد آل نهيان وهو الى جوار ربه وبروح العلاقة المتينة التي تربطني به المتمثلة بأبنائه البررة الذين عرفتهم عن قرب وانهم أكرام، ان يعملوا على شيء لانقاذ حياة اخوهم وصديقهم وذكرى والدهم الطيب الذكر الشيخ زايد القائل: "انت واحد من أولادي".

"وانني استصرخ روح المغفور له الملك الحسن الثاني الذي استقبلني باحترام وكنت وما زلت محل ثقته المتمثلة بصاحب الجلالة محمد الثالث (السادس) ان يتدخل لايجاد حل منصف لحالتي.

"انني أناشد صاحب الفضل الكبير الذي طوق كنفي بفضله والجميل الذي أسداه، لقد طوقني بفضله ومن يتبعني الى يوم الدين، ذلك الفضل الكبير والقرار العربي الشجاع.

أناشد الرجل الشجاع الشهم الأمير حمد بن خليفة الثاني (ال ثاني)، ان يضيف فضلاً آخر الى فضله الكبير وان يتدخل لانقاذ حياة مخلص وبريء، وحفظك الله ايها الرجل الشجاع وجنبك وشعبك أي مكروه ان شاء الله.

وانني أناشد الرئيس جلال الطالباني باسم الصداقة التي تربطنا والتي أعلنها عام 1991 من أنقرة أمام الصحافيين أمام شاشات التلفزة عندما قال انه ذاهب لجنيف لزيارة صديق له (برزان ابراهيم التكريتي) وهذا الصديق يحق له على قاعدة مشتركة من الفهم للأمور المشتركة ان يتدخل لانقاذ حياة صديق له طالما تحمّل الكثير بسبب مواقفه كضرورة أخذه الحق بحقه كاملاً.

وأناشد رئيس الوزراء السيد الجعفري باسم عدالة جدي وجده الامام وعلي (عليه السلام) ان يتدخل لإيجاد حل لحالتي الإنسانية".

وختم برزان قائلا: "انني أستصرخ انسانية كل الأحرار والمحبين للخير في العالم والعالم العربي من حكام وشخصيات وخاصة رئيس اللجنة الدولية للتدخل لانقاذ حياة إنسان بريء من دون ذنب وأقحم بموضوع ليس له علاقة به بشيء".

واشارت معلومات لم تؤكد رسميا بعد ان عملية تنفيذ اعدام التكريتي والبندر ستجري في مقر الشعبة الخامسة للاستخبارات العسكرية السابقة بمنطقة الكاظمية في بغداد وهو المبنى نفسه الذي نفذ فيه السبت حكم الاعدام بالرئيس السابق صدام حسين.

عواد البندر من رئاسة محكمة الدجيل الى مشنقتها

ينتمي عواد البندر الى آل السعدون وهم يشكلون عشيرة عربية سنية كبيرة تنتشر في محافظتي الناصرية والبصرة التي ولد فيها عام 1940 ولها امتدادات في دول خليجية مجاورة للعراق.

والبندر خريج كلية الحقوق وشغل منصب مدير الشؤون القانونية في مؤسسة الموانيء العراقية بالبصرة في بداية السبعينات. ثم تولى المسؤولية نفسها في مجلس قيادة الثورة عام 1977. بعدها استلم رئاسة محكمة الثورة عام 1979 حتى عام 1991 حين اصدر الرئيس السابق صدام حسين قرارا بالغاء المحكمة. عمل بعدها نائبا لرئيس ديوان رئاسة الجمهورية الذي كان يشغله احمد حسين السامرائي المعتقل لدى القوات الاميركية حاليا وظهر شاهد دفاع في محكمة الدجيل.. وظل البندر بمنصبه هذا حتى سقوط النظام العراقي ربيع عام 2003.

وقد حكم على البندر بالاعدام شنقا حتى الموت بتهمة القتل العمد.. وقد هتف البندر عاليا بعد صدور الحكم : الله اكبر.. الله اكبر على المعتدين.. الله اكبر على المحتلين.. الله اكبر على كل ظالم ومتجبر.. الله اكبر على المحتلين والظالمين.

وكان البندر القاضي المسؤول عن محاكمة كثيرين من بين اكثر من 140 شيعيا اتهموا بمحاولة اغتيال صدام اثناء مرور موكبه في قرية الدجيل في تموز (يوليو) عام 1982.

وأصدر البندر احكاما على كثيرين اخرين بالاعدام. وخطف مسلحون محامي البندر من مكتبه وقتلوه في اليوم التالي لبدء المحاكمة.

وخلال محكمة الدجيل طالب المدعي العام جعفر الموسوي الاعدام للبندر معتبرا ان الاحكام التي اصدرها كانت معززة لجرائم القتل في الدجيل.

التعليقات