مصادر عراقية: إعدام عواد البندر وبرزان التكريتي فجر غد

غزة-دنيا الوطن

قالت مصادر عراقية إنه تقرر إعدام عواد البندر رئيس محكمة الثورة في عهد النظام السابق وبرزان التكريتي مدير المخابرات السابق فجر غد الخميس، بحسب ما أوردته "العربية" الأربعاء 3-1-2007.

وكانت المحكمة العراقية العليا قد حكمت بالإعدام على برزان والبندر إلى جانب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وفيما لايزال الجدل يتصاعد حول لقطات إعدام صدام حيث يستفزه مسؤولون شيعة على منصة الاعدام، صرح مساعد المدعي العام العراقي منقذ الفرعون اليوم بأن عملية تصوير وقائع الإعدام داخل غرفة التنفيذ بكاميرا هاتف نقال تمت بصورة علنية و"شاهدت ذلك بعيني".

ويشاهد في تسجيل الفيديو الخاص بالاعدام اشخاص يهتفون باسم رجل الدين الشيعي وزعيم الميليشيا مقتدى الصدر بينما كان صدام يقف على منصة الاعدام.

وقال القاضي الذي تولى منصب مساعد المدعي العام جعفر الموسوي في قضية مقتل 148 شيعيا في قضية الدجيل في تصريح لتلفزيون "العراقية" الحكومي "إن اثنين فقط من الذين رافقونا يحملون اجهزة موبايل في ايديهم داخل غرفة التصوير وقاموا بالتصوير ليس بصورة سرية وانما بصورة علنية".

وأضاف "لم أشاهد أي من أفراد الشرطة يحملون اجهزة موبايل داخل غرفة تنفيذ إعدام صدام" مشيرا إلى أن "عملية اعدام صدام كانت علنية وغير سرية ورافقتنا كاميرا تلفزيونية واستغرب من الضجة الاعلامية المثارة حاليا حول الصور التي بثت عن عملية الاعدام".

وشدد القاضي على أن "هناك مأخذ واحد على ما ظهر من لقطات الاعدام صدام، إذا كان التصوير انطوى لاجل مال تكون هناك جريمة".

وفي سياق متصل، اكد مصدر مقرب من عائلة الرئيس العراقي الراحل اليوم في عمان ان ابنته الكبرى رغد طلبت التحدث اليه هاتفيا قبل يوم من اعدامه لكن السلطات في العراق رفضت طلبها.

واكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان رغد "طلبت الجمعة عقب ورود معلومات كانت بدأت تتأكد عن اعدام والدها قريبا من الصليب الاحمر الدولي ان ينقل طلبها التحدث هاتفيا مع والدها لتوديعه قبل اعدامه". ولم يستطع المصدر ان يؤكد ما اذا كان هذا الرفض جاء من السلطات العراقية او الاميركية في العراق.

وقال المصدر ان "الصليب الاحمر نقل فعلا ذلك الطلب الى السلطات في العراق ثم عاد ونقل الى رغد رفض هذه السلطات للطلب".

وظهرت رغد صدام حسين لفترة قصيرة علنيا الاثنين في عمان خلال مشاركتها في تجمع في النقابات المهنية للتنديد بعملية الاعدام. وحضرت رغد التي كانت ترتدي ثياب الحداد وتضع نظارة سوداء لبضع دقائق الى مكان التجمع من اجل تقديم الشكر للحاضرين من ممثلي النقابات المهنية ومحامي فريق الدفاع عن صدام وعراقيين مقيمين في عمان. وقالت رغد للمعتصمين "بارك الله فيكم وشكرا لكم على هذا الاحتفاء بالشهيد صدام".

وتعيش رغد صدام حسين الابنة الكبرى للرئيس العراقي الراحل وشقيقتها رنا في الاردن منذ 30 يوليو/تموز 2003 بينما تعيش والدتهما ساجدة وشقيقتهما الاخرى هلا في قطر.

تصاعد الجدل حول فيديو إعدام صدام

وتجمع الاف من العرب السنة للتعبير عن غضبهم وحزنهم على الرئيس العراقي السابق فيما قالت الحكومة العراقية بانها ستجري تحقيقا في الجدل الدائر حول لقطات تصويره بطريقة غير مشروعة على منصة الاعدام.

لكن مستشار الحكومة الذي أعلن الاثنين اجراء تحقيق في الاهانات التي وجهت لصدام وفي تصوير عملية الاعدام اتهم المعارضة باستخدام هذا التسجيل لتشتيت الانتباه عن جرائم صدام.

وقال سامي العسكري القيادي في الائتلاف العراقي الشيعي الموحد الذي حضر عملية الاعدام للتلفزيون الحكومي ان هذه الضجة مفتعلة. وأضاف انه لا يمكنهم القول بأن هذه المحكمة كانت ظالمة لكي ينتهزوا هذا الخطأ وينسوا ان صدام كان يستحق الاعدام. وقال ان صدام لقي معاملة حسنة في المحكمة وعلى منصة الاعدام. وأضاف انه لم يضربه أو يهنه أحد بينما عذب صدام الكثير من العراقيين وأعدم الآلاف ودفنهم في قبور جماعية.

ومن خلال الاسراع بالاعدام بعد أربعة ايام فقط من رفض طعن الرئيس السابق ورغم تحفظات السفير الامريكي الذي حث على تأجيل التنفيذ لمدة اسبوعين أوفى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بوعده للشيعة بأن صدام لن يرى عام 2007.

لكن برلمانيا معتدلا من السنة قال ان اللقطات التي اذيعت لعملية الاعدام تعد لطمة لنداءات المالكي بمصالحة وطنية. ولم تقتصر الملابسات التي رافقت عملية الاعدام على تصوير اللحظات الاخيرة فحسب، بل ان الصور اظهرت حدوث مشاحنة بين اشخاص حضروا التنفيذ وصدام وقيام اشخاص بتوجيه عبارات مهينة الى صدام قبل لحظات معدودة من تنفيذ العملية.

الأمين العام للأمم المتحدة امتنع عن التنديد باعدامه

من جانب آخر، امتنع الامين العام الجديد للامم المتحدة بان كي مون عن التنديد باعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالرغم من موقف المنظمة الدولية التقليدي المعارض لعقوبة الاعدام.

وتجنب بان لدى وصوله الى مقر الامم المتحدة في نيويورك في اول يوم عمل له في مطلع ولاية تستمر خمس سنوات, الرد بنعم او لا على صحافي سأله ان كان اعدام الرئيس العراقي السابق السبت عملا مقبولا.

واكتفى الامين العام الجديد بالتذكير بان صدام حسين ارتكب "جرائم شنيعة وفظاعات لا توصف بحق الشعب العراقي", داعيا الى "عدم تناسي ضحاياه". واعتبر ان مسألة عقوبة الاعدام من شأن الدول الاعضاء, مبديا امله في ان تحترم هذه الدول "كل اوجه القانون الدولي".

إقامة صلاة الغائب في عدة عواصم عربية على روح صدام

وفي الخرطوم ، تنظم هيئة مناصرة الشعوب اليوم الاربعاء بالخرطوم مسيرة كبري استنكارا لاعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أول أيام عيد الاضحي المبارك.

ونقلت وكالة الانباء السودانية (سونا) عن المحامي وجدي صالح عبده عضو الهيئة الشعبية لنصرة العراق وفلسطين إن "المسيرة ستنظمها الهيئة الشعبية لنصرة العراق وفلسطين بالتضامن مع اتحاد المحامين وفاء للمجاهد صدام حسين رئيس جمهورية العراق السابق".

وأضاف أن مراسم العزاء ستستمر لمدة ثلاث أيام وستتضمن كلمات تلقيها القوي السياسية والاحزاب والطلاب وخريجي الجامعات العراقية على أن يستمر تلقي العزاء لمدة ثلاث ساعات يوميا تبدأ من الساعة الرابعة عصرا وحتى السابعة مساء.

واقيمت الثلاثاء في المساجد الجزائرية صلاة الغائب على روح صدام حسين، كما افادت وكالة الانباء الجزائرية نقلا عن وزارة الشؤون الدينية. وقالت الوكالة ان ائمة المساجد سيتناولون خلال صلاة الجمعة حياة واعمال صدام حسين.

وكانت الجزائر اعربت عن اسفها لاعدام صدام حسين مذكرة بان صدام "اعدم بسبب ممارسات قام بها عندما كان على رأس الدولة" العراقية. وكانت جبهة التحرير الوطنية (الحزب الوحيد سابقا في الجزائر) قد وصفت اعدام صدام حسين بانه "اغتيال سياسي لزعيم عربي كان يؤمن بالامة وبفلسطين عربية وبعراق حر حتى وان لم يكن الرجل بمنأى عن المآخذ".

كما أقيمت في صنعاء الثلاثاء صلاة الغائب على روح صدام في "خيمة المقاومة" التي نصبت في صنعاء احياء لذكراه. واقامت الخيمة جمعية كنعان لفلسطين وافراد اسرة صدام حسين المقيمون في اليمن.

وشارك في الصلاة جمع غفير من الشخصيات السياسية والاجتماعية اليمنية وعدد كبير من أبناء الجالية العراقية في اليمن, وآلاف المواطنين اليمنيين.

واعقب صلاة الغائب خروج المحتشدين بمسيرة رافعين الاعلام العراقية وصور صدام حسين ولافتات منددة باعدامه وقد كتب على بعضها "سينهض مليار صدام ولا نامت اعين الجبناء", و"الى جنة الخلد يا مختارنا الجديد".

وهتف المشاركون بالموت لمقتدى الصدر, الزعيم الشيعي الشاب الذي هتف باسمه بعض من حضروا اعدام صدام حسين. وانتهت المسيرة في قاعة القمة التي اقيم فيها على مدى الأيام الثلاثة الماضية مجلس عزاء خاص بالرئيس صدام.

وفي تونس، نظم الاتحاد العام التونسي للشغل (النقابات المركزية) الثلاثاء في وسط تونس تجمعا شارك فيه المئات للتنديد بتنفيذ حكم الاعدام شنقا بصدام. وشارك في التجمع في مقر الاتحاد محامي فريق الدفاع عن صدام التونسي احمد الصديق ونقابيون وممثلون عن تيارات سياسية وهيئات تونسية.

وقال الصديق في مستهل اللقاء ان "كريمة الرئيس العراقي الراحل رغد صدام حسين طلبت منه خلال مكالمة هاتفية صباح اليوم من عمان ان يكون التجمع مناسبة لتقبل التهاني باستشهاد والدها لا للتعازي". ورفع علم العراق على مدخل المقر كما علقت لافتات.

وندد المجتمعون بتنفيذ حكم الاعدام بحقه وسط هتافات "يا صدام يا شهيد على دربك لن نحيد" و"مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة" و"بوش بوش يا جبان الشعب العربي لا يهان" و"لا مصالح ايرانية على الاراضي العربية".

التعليقات