بانوراما 2006 الفنيّة...حصاد مصر:زواج .. طلاق .. شائعات

غزة-دنيا الوطن

شهد الوسط الغنائي المصري العديد من الأزمات الساخنة على مدار عام 2006 ، ومن المفارقات أن المطربين تامر حسني وشيرين عبد الوهاب اللذان انطلقا معا قبل عدة أعوام كانا نجوم أهم هذه الأزمات، وكانت البداية مع تامر حسني الذي فوجئ جمهوره بدخوله السجن متهماً بتزوير شهادة أداء الخدمة الوطنية هو وزميله هيثم شاكر وانضم لهما فيما بعد الملحن خالد عز والموزع هاني محروس، ونالت القضية اهتمام جماهيري كبير، ما بين مدافع عن المطرب الشاب الذي غرر به أحد المزورين، أو مهاجم لسلوكيات فناني الجيل الجديد الذين يؤدون أغنيات وطنية ويهربون من الخدمة العسكرية، ورغم الحكم على تامر وهيثم بالحبس لمدة عام كامل، لكنهما حصل على قرار بقضاء نصف المدة فقط على أن يكملا الشهور الباقية في الخدمة العكسرية بعيداُ عن أي أنشطة فنية علنية، ويجمع الكثيرون على أن تامر حسني حرج من هذه الأزمة أقوى مما كان عليه حيث نجح في استدرار عطف الجماهير الذين وقفوا ضد كل الأصوات التي طالبت بعدم معاملته كبرئ لأنه أخطأ في حق وطنه حتى لو لم يكن يعلم أن الشهادة مزورة كما يدعي، وفتحت القضية ملف اهتمامات الشباب المصري عندما تجمع العشرات وقت محاكمة تامر بينما يهرب هؤلاء من أي مشاركة سياسية أيا كان سببها.

كما كشفت الأزمة عن خلاف كبير بين تامر وشيرين، التي تعرضت لأزمة ساخنة مع منتجها نصر محروس ونقابة الموسيقيين لازالت مستمرة حتى مطلع العام الجديد، بعد فشل كل محاولات الصلح على مدى الشهور الماضية ولا تزال شيرين ممنوعة رسمياً من الغناء داخل مصر حتى يتوصل الأطراف الثلاثة لحل يرضي الجميع، ونالت الشائعات شيرين عبد الوهاب في هذه القضية عندما ذكر البعض أن نصر محروس يعاقبها لأنها كانت وراء ما حدث لتامر ومجموعته ومن بينهم شقيق نصر الأصغر، لكن شيرين نفت ذلك بشدة لكنها لم تنكر أن علاقتها بتامر ليست على ما يرام منذ فترة .

السوق الغنائي شهد كذلك بداية الكلام عن انفصال عمرو دياب عن روتانا، ورغم إعلان مصادر رسمية مش شركة جود نيوز قرب انضمام النجم رقم واحد في سوق الغناء للشركة التي تنتج أعمال ماجدة الرومي، إلا أن عمرو كعادته لم يعلن الخبر رسميا انتظاراً لطرح البومه الجديد مع روتانا قريباً، وكانت شائعة الإعتزال قد طاردت عمرو دياب هذا العام أيضا عقب الوفاة المفاجئة لصديقه ومدير أعماله أشرف مسعود في شرم الشيخ .

وعلى مستوى روتانا أيضاَ شهد عام 2006 استمرار هروب المطربين المصريين من الشركة العملاقة وكان اخرهم عامر منيب بعد خالد عجاج وإيهاب توفيق .

فيما عاد الفنان حميد الشاعري للأضواء مرة أخرى وأطلق البومه الجديد " روح السمارة " بعد غياب خمس سنوات، تغيرت فيها الكثير من ملامح سوق الغناء في الوطن العربي، كذلك عاد الفنان على الحجار بعد غياب أطول وكلاهما يتعاونا مع شركة عالم الفن .

واعتبر موزعو الكاسيت البوم "خلص الكلام "لمحمد حماقي الأكثر مبيعا في 2006 مع منافسة قوية لالبوم الفنانة اليسا " لو تعرفوه "


مسلسلات و أزمات

ربما يكون عام 2006 هو الأكثر إثارة على مستوى الدراما التلفزيونية حيث تحول شهر رمضان هذا العام من شهر مخصص لعرض المسلسلات إلى ساحة للجدول الصراعات حتى بعد مرور أسابيع على انتهاء مولد الدراما التلفزيونية، لكن أسباب كل أزمة اختلفت من مسلسل للأخر، ويأتي في المقدمة المسلسل الذي اعتبره الكثيرون الأكثر فشلاً وإثارة للغضب حتى من معظم الذين اشتركوا فيه، مسلسل "السندريلا" الذي عرضته قناة واحدة هي lbc لمرة واحدة أيضاً لكنه عرضه مستمر في المحاكم حتى الآن حيث قاضى أشقاء سعاد حسني الجهة المنتجة لأكثر من سبب، سواء تأكيد انتحار سعاد على غير رغبة الأسرة، أو ظهور افراد العائلة بشكل غير لائق بالإضافة لتصوير المسلسل دون اذن الورثة من البداية، ووصلت الازمة إلى حد اتهام المؤلف عاطف بشاي للمخرج سمير سيف بأنه شوه السيناريو وأضر بسير العديد من المشاهير خصوصا صلاح جاهين وعلي بدرخان وكامل الشناوي وغيرهم، أما نجمة المسلسل منى زكي فقررت الصمت حتى تنتهى الأزمة وينسى الناس تلك الجريمة الفنية .

المسلسل الثاني "حدائق الشيطان "الذي لم يلف الانتباه فقط لمضمونه المميز، بل لأنه كان الأول للممثل السوري جمال سليمان في مصر، ورغم أن صوتاً معارضاً وحيداً هو الذي انتقد الاستعانة بسليمان في دور رجل صعيدي، لكنه فتح المجال للجدل حول التعاون المفقود بين الدول العربية في مجال الدراما، ومع نهاية الشهر الفضيل كان جمال سليمان هو النجم الأكثر شهرة في مصر، ونافس بقوة نجوم كبار مثل يحي الفخراني الذي استعاد الكثير من بريقه في "سكة الهلالي" و نور الشريف بطل مسلسل " حضرة المتهم أبي" .

يضاف لما سبق مسلسل أخر أثار الجدل من زاوية أخرى هو "العندليب" الذي تابع الجمهور اختيار بطل الحلقات شادي شامل، لكن الاتفاق بين معظم ورثة عبدالحليم والشركة المنتجة قلل الصدامات بين الطرفين عكس "السندريلا" .

كذلك شهد رمضان 2006 ظاهرة مسلسلات المحجبات المرشحة للاستمرار بكثافة العام المقبل، حيث ظهرت حنان ترك بالحجاب للمرة الأولى في "أولاد الشوارع" على قناة دبي، وسهير البابلي في " قلب حبيبه" وسهير رمزي في " حبيب الروح" وصابرين في " كشكول لكل مواطن "، ورغم الهجوم على شروط المحجبات للعودة للفن والتي تمثلت في تكسير بعض القواعد الدرامية مثل ظهور الفنانة بالحجاب مع زوجها، إلا أن هناك من رأي اقبالا من الجمهور على هذه المسلسلات لهذا من المتوقع زيادتها في الفترة المقبل .

وإذا كانت العودة نجحت بدرجات متفاوته للمحجبات لكنها كان على العكس تماماً بالنسبة لفنانة كبيرة مثل وردة حيث عاني مسلسلها "آن الأوان" من تجاهل جماهيري شديد، وكان واضحاً أن وردة لم تكن في كامل لياقتها وهي تصور هذا المسلسل .


طفرة سينمائية

عاشت صناعة السينما في مصر عاماً مليئاً بالأحداث التي تراوحت بين الإيجابي والسلبي، لكن الحدث الأبرز بالتأكيد هو عرض 35 فيلماً خلال 2006 في رقم قياسي لم يتكرر منذ قرابة العشرين عاماً، وهو مؤشر على عودة الصناعة لعافيتها، بعد سنوات من الضعف الشديد، لكن ينقص الكم الكبير تنوع في الكيف، وإن كان العام شهد أيضاً مجموعة من الأفلام جيدة المستوى اثارت جدلاً كبيراً، في مقدمتها "عمارة يعقوبيان " الذي اعاد مصر للمشاركة في مسابقة اوسكار احسن فيلم اجنبي مرة أخرى، وحقق المركز الأول في الإيرادات " حوالى 20 مليون جنيه" متفوقاً على " كتكوت" لمحمد سعد والذي اعتاد الحصول على قمة الإيرادات لأربع سنوات متتالية ، كذلك ظهرت أفلام مثل " لعبة الحب "و" واحد من الناس" ودم الغزال" و "ملك وكتابة" و "ليلة سقوط بغداد" بمستوى طيب رغم أن الإيرادات لم تعكس ذلك في معظم الأحيان .

كذلك شهد 2006 عرض أخر أفلام النجم الراحل أحمد زكي " حليم" والذي لم يجذب الجمهور كثيراً بسبب الدعاية المفرطة للشركة المنتجة، وتأكد المشاهدين ان زكي لن يظهر بحالته الطبيعية في المشاهد القليلة التي أداها وهو مريض بالسرطان،

وشهد الموسم الانفصال الكبير بين شركات الانتاج والتوزيع في مصر خلال الشهور الثلاثة الاخيرة من العام، وهو الانفصال الذي شتت جمهور السينما حيث لم تعد الأفلام متوفرة في كل دور العرض الكبرى، لكنه سمح بعرض أفلام امريكية خلال الأعياد وأجبر دور العرض على تقديم أفلام تم عرضها في فترات سابقة مرة أخرى للجمهور .

زواج .. طلاق .. شائعات

رغم كل أخبار الزواج وشائعات الطلاق والانفصال التي شهدها عام 2006 ، يبق الطلاق الصدمة بين الفنان نور الشريف والفنانة بوسي في المقدمة، حيث فوجئ محبي الفنانين بخبر الطلاق ينتشر بسرعة رهيبة مع الاحتفال بعيد الحب في فبراير الماضي، الأمر الذي شكل صدمة للكثيرين، لكن نور وبوسي نجحا أولاً في فرض حائط من السرية حول أسباب الطلاق، ولم يستجيبا ولو بالتمليح لكل محاولات الافصاح عنها، ثم تحولت الصورة إلى شكل أفضل عندنا التقى الإثنان في مهرجان الإسكندرية السينمائي خلال سبتمبر الماضي وسمحا للمصورين بالتقاط صور تذكاريه تؤكد أن الصداقة بينهما مستمرة رغم فشل الزواج الشهير بعد 34 عاماً .

بعد ذلك بقليل اتفصلت الممثلة حنان مطاوع عن الفنان أحمد رزق بعد فترة خطوبة دامت عدة أشهر، بعدها بقليل أعلن أحمد رزق أنه تزوج بالفعل من فتاة مغربية لا علاقه لها بالفن .

أيضا انفصلت الفنانة مني عبد الغني عن زوجها شريف سلامة بعد زواج استمر 17 عاماً، ثم اعلنت عقد قرانها على رجل الأعمال محمد قورة والأغرب حدوث مشاجرة بين الرجلين في أحد شوارع القاهرة .

كما انفصلت الممثلة حلا شيحا عن زوجها هانى عادل بعد عقد القران فقط، ويتردد بقوة أنها ارتدت النقاب بالفعل.

أما الزيجات فكان أشهرها زواج المطربة آصالة والمخرج طارق العريان، بعد طلاقها الدراماتيكي من زوجها الأول أيمن الذهبي، بينما شهدت الأسابيع الأخيرة من العام أربع زيجات لنجوم شباب هم هاني سلامة وكريم عبد العزيز وأحمدالفيشاوي وياسر جلال ، كذلك تزوجت الفنانة نادين سابا من رجل أعمال مصري، كما تمت خطبة الممثل شريف رمزي على منة الله حسين فهمي، والمطرب لؤي على الملحنة رشيدة الحارس ، وعقد قران المطرب إيهاب توفيق .

بينما كانت أسخن شائعات الطلاق من نصيب الفنانة انغام وزوجها الموزع الموسيقي فهد، والفنانة حنان ترك وزوجها خالد خطاب، ورغم "النفي" إلا أن الكثيرين يؤكدون وجود ازمات حقيقية وراء تلك الشائعات وكان العام الحالي قد شهد ارتداء حنان ترك للحجاب .

عام رحيل الكبار

فقد الفن المصري خلال عام 2006 العديد من رموزه، كانت البداية مع الفنان أبو بكر عزت نهاية شهر فبراير الماضي حيث تعرض لازمة صحية توفي على إثرها عن عمر يناهز 73 عاماً، بعدها بقليل رحل الفنان حمدي غيث بعد صراع مع المرض عن عمر 82 عاماً، ثم الفنانة سناء يونس التي لم يمهلها المرض أسبوعين قبل أن تودع الحياة عن 64 عاماً، ورحلت كذلك أم الفنانين هدى سلطان بعد فترة وجيزة من مغادرتها المستشفى رغم تحسن حالتها قليلا لكنها تعرضت لانتكاسة كبيرة بسبب وفاة ابنتها، لتلحق بها سريعاً وتودع الحياة عن عمر يناهز الثمانين عاماً.

وفقد فن الكوميديا هذا العام عملاقين تزاملا في الموت والحياة، حيث رحل عبد المنعم مدبولي وبعده بأسابيع فؤاد المهندس، وكانت الفنانة ماجدة الخطيب اخر من ودع الحياة من الفنانين بعد ازمة صحية عن عمر ناهز 64 عاماً ، وقبل بأيام توفي الممثل الكوميدي الأسمر غريب محمود .

وتبق الفنانة سعاد نصر حالة خاصة لغياب الفنانين عام 2006 ، حيث تعرضت لغيبوبة كاملة نهاية عام 2005 لم تخرج منها حتى الآن، والمؤسف غياب الإهتمام الإعلامي والفني بحالتها بعد أسابيع من دخولها المستشفي إثر حقنة مخدر أدت إلى هذه الحالة دون الوصول لحقيقة ما حدث لها، بل وصل الأمر إلى نزاع بين أسرتها وزوجها الحالي على من يتحكم في ممتلكات الفنانة الغائبة عن الوعي، ودخلت سعاد نصر هذه الحالة وهي متألقة فنياً بشكل كبير، حيث قدمت دوراً بارزاً في مسلسل " أحلام عادية "و عرض لها فيلم " الحياة منتهى اللذة" قبل الغيبوبة بأيام، والأغرب أنها بالفيلم ذهبت لأداء العمرة متمنية عدم العودة وهو ما فعلته في الحياة عندما ذهبت لعملية بسيطة لشفط الدهون ولم تعد حتى الآن .