المشاهد العنيفة في المسلسلات العربية تثير هلع الممثلات بعد اصابة رزان المغربي بارتجاج في المخ

المشاهد العنيفة في المسلسلات العربية تثير هلع الممثلات بعد اصابة رزان المغربي بارتجاج في المخ
غزة-دنيا الوطن

حال من الهلع تعيشها أكثر من ممثلة مصرية شابة بعدما تنامى داخل كل منهن شعور بالخوف وصل إلى حد الرعب من تجسيدهن أدواراً فنية تتطلب تعرضهن للضرب أو الصفع خشية أن يصبن بأذى يؤثر على صحتهن ومستقبلهن الفني، الأمر الذي دفع كثيرات منهن إلى محاولة ثني المخرجين المتعاملين معهن على حذف هذه المشاهد من أدوارهن. وفي حال وجود ضرورة درامية قصوى لتصوير تلك المشاهد تتم الاستعانة بـ "دوبلير" (شخص بديل) وتصويره من الخلف.

اتّخذت الفنانات التي ينطبق عليهن المثل العربي الدارج "تعلم من رأس الذئب الطائر"، هذا القرار في أعقاب سقوط المذيعة على شاشة "MBC" رزان مغربي التي اتجهت أخيراً إلى التمثيل، وإغمائها أثناء تصوير فيلم "حكم الغرام"، بعدما طلب المخرج سامح عبدالعزيز من الممثل خالد الصاوي توجيه صفعة قوية الى وجهها، مشدداً على ضرورة ان يأتي أداء المشهد في إطار الواقعية والطبيعية وليس مجرد تمثيل فقط، كي يشعر المشاهد بصدق الأداء. وهو ما سعى إلى تنفيذه بدقة خالد الصاوي فقام بتسديد لطمة قوية الى وجه رزان التي سقطت على أرض مصنع الحديد الصلب، الذي كان يجري تصوير المشهد فيه، فاقدة وعيها، ما اضطر المخرج الى وقف التصوير ونقلها إلى أقرب مستشفى لإجراء الإسعافات اللازمة لها، حيث اضطرت لوقف التصوير مدّة يومين.

هذه الحادثة تسبّبت في شيوع حال من الهلع في الوسط الفني، خوفاً من ان تتعرض الفنانات لموقف مشابه، لا سيما ان وقائع مشابهة كثيرة تعرضت لها فنانات شابات في السنوات الماضية، ساهمت في تكريس حال الخوف من الصفعة. فالفنانة الشابة ميرنا وليد عانت هي الأخرى من تلك الصفعة أثناء مشاركتها في أول أعمالها الفنية فيلم "الراعي والنساء" أمام سعاد حسني ويسرا وأحمد زكى، إذ كان المشهد يتطلب، بحسب قولها، أن تصفعني سعاد صفعة قوية على وجهي، ومن المعروف انها كانت تعيش الدور وتندمج فيه تماماً، وهذا سر نجاحها فصفعتني بالفعل صفعة قوية شعرت بعدها بدوار، وتركت أصابع يدها آثاراً على وجهي طوال ساعات عانيت خلالها من الألم. وبعد انتهاء المشهد أخذتني في حضنها بحنان وطيبة، وكانت والدتي موجودة بالمصادفة فانزعجت من المشهد". وتؤكد ميرنا أنها تحرص عند الموافقة على أي عقد عمل يتطلب مشاهد عنيفة، كالصفع او الضرب، على التشاور مع المخرج على ان يتم ذلك بأسلوب هادئ، معربة عن تفضيلها اللجوء الى الخدع الفنية كي لا تتعرّض للأذى.

من جهتها، عانت الراقصة والممثلة لوسي أيضاً من الصفعة في أحد المشاهد التي جمعتها بالفنان حسن حسني في مسلسل "جحا". وقالت: "كان المشهد يتطلب ان يضربني البطل حسن حسني ضرباً مبرحاً. أصر المخرج على عدم الاستعانة بدوبلير، وفي اول تجربه للمشهد يضربني بيده ضرباً خفيفاً، يصيبني بالضحك، ويضحك المخرج مجدي ابوعميره. ويصر على إعادة المشهد، وهنا يضربني حسني ضرباً حقيقياً ويمزق ملابسي، حيث بقيت آثار الضربات على جسدي لفترة لا بأس بها».


ارتجاج في المخ

ولم تقتصر ذكريات لوسي مع الصفعة والمشاهد العنيفة عند هذا الحد، فهناك واقعة أخرى عاشتها أثناء تصوير دورها في مسلسل "كناريا وشركاه" أمام الفنان توفيق عبدالحميد الذي أدى دور الزوج، إذ كان المشهد يتطلب أن يغضب الأخير ويصفعها. فما كان عليه سوى أن يندمج في الدور بقوّة، فصفعها صفعة حادّة سقطت على اثرها على الارض مغمى عليها وتم نقلها إلى المستشفى، حيث اكتشف الأطباء إصابتها بارتجاج خفيف في المخ. وقالت لوسي: "دفعت ثمن هذه الصفعة غالياً، حيث مكثت في المستشفى أياماً صعبة لتلقي العلاج اللازم، قبل أن أستردّ وعيي وأعود لاستكمال التصوير".

أما الممثلة وفاء عامر فلها ذكريات مريرة هي الأخرى مع تلك المشاهد العنيفة. وتروي: "أثناء مشاركتي في مسلسل "ملح الأرض"، كان هناك مشهد يجمعني مع محمد صبحي فيكتشف خداعي له ويصفعني على وجهي. وأصر خيري بشارة على أن يتم تصوير صفعة حقيقية. وبالفعل قام صبحي بصفعي على وجهي بهدوء لكن المخرج اعترض طالباً أن تكون الصفعة أشد، فضربني بقوة فتألمت كثيراً وعانيت بعدها من آلام حادة في أذني لفترة طويلة". وتتمنى وفاء أن يستغني المخرجون عن هذه المشاهد الصعبة ويستعيضوا عنها بالخدع الفنية حفاظاً على سلامة العاملين معهم.

وتشمل قائمة اللواتي عانين من المشاهد العنيفة الممثلة الشابة لقاء سويدان عندما نالت نصيبها من الضرب المبرح، من زميلها أيمن عذب أثناء تصوير مسلسل "سيف اليقين". فقد كان المشهد ينص على أن يصفعها ايمن على وجهها، صفعة واحدة، لكن المخرج وفيق وجدي اتفق مع ايمن، من دون علمها، على ضرورة أن ينهال عليها بالضرب ليخرج المشهد بالصورة التي يتوقعها لمصلحة العمل. وكانت النتيجة، بحسب ما أكدت سويدان، معاناتها من أوجاع عميقة مدّة 20 يوماً.

وتؤكد الممثلة من أصل لبناني مادلين طبر انها ترفض مشاهد العنف على الشاشة لا سيما انها تترك انطباعاً سيئاً عن صورة المرأة في الفن العربي وانها تتعرض دوماً للإيذاء. وتعتبر أنه اذا أصر المخرج على هذا المشهد فيكون الدوبلير هو الحل او الاستعانة بخدعة واذا لم يكن هذا الحل او ذاك ترفض تصوير الدور او العمل ككل. وتحكي طبر حكايتها مع المشاهد العنيفة، خلال تصوير مسلسل "أرض الرجال" مع صلاح السعدني وعزت أبو عوف، إذ "أخبرت المخرج أحمد عبدالحميد أنني ارفض ان يضربني احد لا سيما على وجهي لاسباب خاصة بي. وتفهّم المخرج ذلك وسعى للتشاور مع السعدني على ايجاد بدائل للصفعة لكنني فوجئت بالسعدني يتجه نحوي ويسألني: «وأنت ليه رافضة الضرب على وجهك؟».

وأضاف رحم الله احمد زكي لو كان موجوداً في هذا المشهد لكان صرخ بأعلى صوته، فالممثل مفروض ان يتعايش مع الشخصية بصدق، وصفعة او اثنتان ليستا بالأمر العسير على الفنان". لكن رفض طبر لذلك مرتبط بحادثة حصلت في بداياتها الفنية، عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، يوم وقفت أمام الممثلة السورية منى واصف، لتُجسّد دور ابنة شقيقتها في احد المسلسلات السورية التي ترتكب فيه الصبية الطائشة هفوة تضربها العمّة (منى واصف) على أثرها. وعندها شعرت طبر بفقدان حاسة السمع وخضعت للعلاج فترة طويلة.

التعليقات